بمبادرة ملكية... مليون دولار من السعودية لمنظمة «الإيكاو»

الجاسر أكد التزام المملكة بسلامة وأمن الطيران العالمي

الجاسر مترئساً الوفد السعودي رفيع المستوى في افتتاح أعمال الجمعية العمومية لـ«الإيكاو» (واس)
الجاسر مترئساً الوفد السعودي رفيع المستوى في افتتاح أعمال الجمعية العمومية لـ«الإيكاو» (واس)
TT

بمبادرة ملكية... مليون دولار من السعودية لمنظمة «الإيكاو»

الجاسر مترئساً الوفد السعودي رفيع المستوى في افتتاح أعمال الجمعية العمومية لـ«الإيكاو» (واس)
الجاسر مترئساً الوفد السعودي رفيع المستوى في افتتاح أعمال الجمعية العمومية لـ«الإيكاو» (واس)

في تأكيد على دورها المحوري في رسم ملامح مستقبل الطيران العالمي، أعلن وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس صالح الجاسر، أن السعودية تقوم بدور ريادي في تطوير استراتيجيات قطاع الطيران العالمي.

جاء ذلك خلال ترؤس الجاسر الوفد السعودي رفيع المستوى، في افتتاح أعمال الجمعية العمومية الـ42 لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في مونتريال، بكندا.

وخلال كلمته، أعلن الجاسر عن تبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بمبلغ مليون دولار، لدعم برنامج «عدم ترك أي دولة خلف الركب» التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) للفترة 2025- 2028.

يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الدول النامية على تطبيق المعايير الدولية لسلامة وأمن الطيران المدني.

افتتاح أعمال الجمعية العمومية الـ42 لمنظمة الطيران المدني الدولي في مونتريال (واس)

المملكة... قوة مؤثرة في الطيران الدولي

وأشار الجاسر إلى أن المملكة تُعد اليوم قوة مؤثرة في حركة الطيران المدني على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتتمتع ببنية تحتية وتكنولوجية متطورة للغاية. وكذلك أكد أنها تحتل مراتب متقدمة عالمياً في معايير سلامة وأمن الطيران، وهو ما يعكس التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة التي أسهمت في بناء قطاع طيران قوي وتنافسي.

وأكد الوزير على العلاقات القوية التي تربط المملكة بمنظمة «الإيكاو»؛ مشيراً إلى مشاركة المملكة الفاعلة في تطوير السياسات والممارسات التي تزيد من أمان وانتظام الطيران الدولي. وأضاف أن الخبرات والكفاءات السعودية تُشارك بقوة في اللجان وفرق العمل التابعة للمنظمة، وتُسهم في صناعة القرار وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه صناعة الطيران.

إنجازات وطنية تدعم الطيران العالمي

واستعرض الجاسر الإنجازات التي حققتها المملكة في قطاع الطيران، ومنها استضافة عدد من المؤتمرات الدولية الكبرى، مثل مؤتمر «ICAN23» بمشاركة 97 دولة، والقمة العالمية لتسهيلات النقل الجوي 2024. هذه الفعاليات تُعزز من دور المملكة في توحيد الجهود الدولية للتعاون في هذا القطاع الحيوي.

وبالتماشي مع «رؤية السعودية 2030» أشار الجاسر إلى إطلاق برنامج الطيران المنبثق عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية. هذا البرنامج الطموح يهدف إلى نقل أكثر من 330 مليون مسافر سنوياً، وربط المملكة بـ250 وجهة دولية بحلول عام 2030، مع استقطاب استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار.

وتشمل هذه المشاريع الضخمة تطوير مطار الملك سلمان الدولي بسعة 120 مليون مسافر، وتوسيع مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، إضافة إلى تطوير مطارات سياحية مستدامة كمطار البحر الأحمر.

وأكد الجاسر أن قطاع الطيران في المملكة يُعد محركاً رئيسياً للنمو؛ حيث يساهم بأكثر من 53 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر نحو مليون فرصة عمل، مع خطط لتأهيل أكثر من 50 ألف مهني في القطاع بحلول عام 2030.

الاستدامة والابتكار... التزام سعودي نحو المستقبل

في مجال الاستدامة البيئية، أوضح الجاسر التزام المملكة بتحقيق الهدف العالمي لصافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050. وتعمل المملكة على تطوير بنية تحتية منخفضة الكربون، وتحديث أساطيل طائراتها، وتسريع استخدام أنواع الوقود المستدامة. وأشار إلى أن المملكة كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى برنامج «كروسيا» لخفض انبعاثات الكربون.

ومن بين المشاريع الرائدة، أكد الوزير أن مطار البحر الأحمر الدولي يُعد نموذجاً عالمياً في الاستدامة، كونه أول مطار يعمل بشكل كامل بالطاقة المتجددة. وكذلك تم في عام 2024 تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة لخدمة الحجاج، ما يعكس حرص المملكة على تسخير الابتكار لخدمة الإنسان والبيئة.

تعزيز التكامل الإقليمي والدولي

وتطرق الجاسر إلى دور المملكة في تعزيز التكامل الإقليمي؛ حيث تترأس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، وتُقدم دعماً مالياً لمبادرات إقليمية مهمة، وتستضيف المقر الرسمي للبرنامج التعاوني لأمن الطيران في الشرق الأوسط.

وفي ختام كلمته، دعا الجاسر الدول الأعضاء إلى المشاركة في النسخة الرابعة من مؤتمر مستقبل الطيران الذي ستستضيفه المملكة في الرياض، خلال الفترة من 20- 22 أبريل (نيسان) 2026. هذا المؤتمر الذي يُعد الأضخم من نوعه في المنطقة، سيُسلط الضوء على جهود المملكة في دعم التنمية المستدامة والابتكار في صناعة الطيران الدولية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد طائرة «إيرباص إيه 320 نيو» تابعة لـ«ساس سكاندينافيان إيرلاينز» تهبط في مطار بروكسل في زافينتيم (أ.ف.ب)

«إيرباص» تعيد أساطيلها للعمل بعد تعديل البرمجيات بسرعة غير متوقعة

عادت أساطيل «إيرباص» إلى عملياتها الطبيعية يوم الاثنين بعد أن أجرت الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات تغييرات مفاجئة في البرمجيات بوتيرة أسرع من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
خاص طائرة تابعة لشركة «أديل» السعودية (واس)

خاص «طيران أديل» لـ«الشرق الأوسط»: خسائرنا الاقتصادية «محدودة» بعد تحديثات «إيه 320»

أوضح الرئيس التنفيذي لـ«طيران أديل» أن التأثير على الشركة والخسائر الاقتصادية الناجمة عن التوجيه العالمي الأخير لطائرات «إيرباص إيه 320» كان «محدوداً».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد ركاب في مطار إلدورادو في بوغوتا حيث أعلنت شركة «أفيانكا» الكولومبية تأثر 70 % من أسطولها (أ.ف.ب)

استدعاء «إيرباص أيه 320» يعصف بالطيران العالمي

شهد قطاع الطيران العالمي اضطراباً واسعاً مع نهاية الأسبوع، بعد استدعاء شركة «إيرباص» لنحو 6 آلاف طائرة من طراز «أيه 320»، أي أكثر من نصف الأسطول العالمي.

«الشرق الأوسط» ( عواصم)
تحليل إخباري شركة «إيرباص» حذرت من خطورة الإشعاع الشمسي

تحليل إخباري ما مدى خطورة الإشعاع الشمسي على رحلات «إيرباص»؟

طالبت شركة «إيرباص» العالمية بعمل إصلاح برمجي عاجل لآلاف طائرات من نوع «A320»، ما يتوقع له أن يؤثر على استدعاء 6 آلاف طائرة.

أحمد حسن بلح (القاهرة)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.