للموسم الثاني على التوالي، شهدت مواجهة توتنهام ضد برايتون، على ملعب «أميكس»، سيناريو درامياً في العودة. الموسم الماضي، انهار الاسبيرز بعدما تقدموا بهدفين، وخسروا بثلاثية في 21 دقيقة، لكن هذه المرة كان الدور عليهم للانتفاض من التأخر. التعادل 2 - 2 لم يُرضِ طموحاتهم بالكامل، لكنه منح مدربهم الجديد توماس فرنك فرصة ليصف المباراة بأنها «الأفضل تكاملاً لتوتنهام هذا الموسم».
ووفق شبكة «The Athletic»، فإن فرنك رأى أن فريقه «دافع جيداً وضغط عالياً بفاعلية»، مشيداً بالروح التي سمحت لهم بالعودة بعد التأخر بهدفين. لكنه ربما غفل عن أن الشوط الأول كشف عن هشاشة واضحة خلف الظهير ديستيني أودوغي، الذي، رغم تألقه الهجومي بعد التعافي من إصابة في الركبة، ترك مساحات استغلها مراراً يانكوبا مينته وجورجينيو روتير.
على الجانب الآخر، عانى ريشارلسون من بطء في التحركات داخل منطقة الجزاء، حيث ضاعت أكثر من فرصة محققة بسبب غيابه عن التمركز المناسب. فرنك نفسه اعترف قائلاً: «لو تحرك ريشي في المساحات الصحيحة، لكان سجل هدفين إضافيين».
النقطة المضيئة جاءت من التبديل في الدقيقة الـ61، حين دخل الشاب الهولندي تشافي سيمونز. خلال 8 دقائق فقط، صنع 3 فرص وسدد بنفسه أكثر من مرة، كاشفاً عن وعي تكتيكي يليق بلاعب محور هجومي أساسي. انسجامه السريع مع لوكاس بيرغفال ومحمد قدوس في الجهة اليمنى كان مفتاح ضغط توتنهام الهائل الذي أجبر مدرب برايتون، فابيان هورزلر، على تغيير خطته.
ما ميّز أداء الاسبيرز هذه المرة لم يكن فقط الجانب الفني، بل الصلابة الذهنية. في الموسم الماضي خسر الفريق 22 مباراة، وغالباً ما انهار بعد تلقي الأهداف. أمام برايتون - رغم الإرهاق (3 مباريات في 8 أيام) وغياب دومينيك سولانكي وراندال كولو مواني - أظهر اللاعبون إصراراً نادراً.
والتبديلان الدفاعيان في الدقائق الأخيرة (ديد سبنس وآرتشي غراي) تحولا إلى مصدر خطر حين ساهما في صناعة فرصة خطيرة لقدوس في الوقت بدل الضائع.
قد تبدو مبالغة مقارنة بانتصار توتنهام على مانشستر سيتي في ملعب «الاتحاد» أو تعادله مع باريس سان جيرمان في «السوبر الأوروبي»، لكن ما قصده فرنك، ربما، أن مباراة برايتون مثلت تحولاً نفسياً وفنياً للفريق: مواجهة خصم سبق أن أرهقهم مرتين الموسم الماضي، والتعامل مع التأخر المبكر ببرود أعصاب وهجوم منظم.
بمعنى آخر، لم يكن الأمر عن النتيجة فقط، بل عن الصورة الجديدة لتوتنهام تحت قيادة فرنك: شجاعة، ومرونة، وإيمان بالقدرة على العودة.
