العراق: أمر ديواني بعودة النازحين من أقارب صدام حسين إلى العوجة

لجنة برئاسة هيئة «الحشد الشعبي» تشرف على الترتيبات

الأمر الديواني بعودة نازحي العوجة (متداولة)
الأمر الديواني بعودة نازحي العوجة (متداولة)
TT

العراق: أمر ديواني بعودة النازحين من أقارب صدام حسين إلى العوجة

الأمر الديواني بعودة نازحي العوجة (متداولة)
الأمر الديواني بعودة نازحي العوجة (متداولة)

أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمراً ديوانياً بعودة سكان منطقة العوجة، مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين إلى ديارهم، بعد 11 عاماً على خروجهم منها، والعيش في مناطق النزوح المختلفة غداة الأحداث التي أعقبت صعود تنظيم «داعش» وسيطرته على مناطق واسعة، ومن ضمنها منطقة العوجة التي تقع على ضفة نهر دجلة جنوب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (160 كيلومتراً، شمال العاصمة بغداد).

وطبقاً لكتاب الأمر الديواني الصادر عن رئاسة الوزراء، في وقت سابق من الشهر الحالي، فإن لجنة برئاسة هيئة «الحشد الشعبي»، ستتولى وبمشاركة 9 جهات رسمية، مهمة إعادة سكان العوجة إلى منازلهم.

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني (إعلام حكومي)

ومن بين الجهات التي ستشارك في المهمة أجهزة: «الأمن القومي» و«المخابرات» وقيادتا العمليات في الجيش و«الحشد الشعبي»، إلى جانب مستشار خاص لرئيس الوزراء ووزارة الهجرة والمهجرين.

وغالباً ما يتم التأكد من أوضاع النازحين الأمنية في جميع المناطق، والتثبت من عدم تورطهم في أعمال قتل وعنف، قبل السماح بعودتهم إلى ديارهم.

وتتألف خطة العودة من 4 مراحل، تبدأ بعقد مؤتمر في تكريت لإعلان العودة، ثم المباشرة بعودة العوائل على دفعات تفصل بين الواحدة والأخرى 10 أيام، بعد ذلك يتم تحديد الجهة الأمنية المسيطرة على المنطقة، ثم المباشرة بعودة الخدمات البلدية وإصلاح البنى التحتية.

وطبقاً لمصادر من محافظة صلاح الدين تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن عدد سكان العوجة يقدر بنحو 8 آلاف مواطن، يعيش معظمهم في إقليم كردستان، فيما فضل البعض الآخر البقاء في مدينة تكريت أو المغادرة إلى دول أوروبية وعربية وغربية.

وتؤكد المصادر أن «نسبة كبيرة من أهالي العوجة تعيش اليوم تحت خط الفقر، نتيجة خسارة معظم ممتلكاتهم أو مصادرتها بعد الإطاحة بنظام صدام حسين علم 2003».

من الدمار الذي اًصاب العوجة خلال سيطرة «داعش» (متداولة)

وتختلط قضايا الثأر والسياسة مع الاتهامات التي طالت بعض سكان العوجة في التورط بمجازر «معسكر سبايكر» عام 2014، حسب المصادر.

وتقول المصادر نفسها، إن فصائل نافذة في «الحشد الشعبي» تعارض بشدة عودة سكان العوجة التي يديرها ويسيطر عليها منذ سنوات «اللواء 35» المحسوب على حزب «الدعوة الإسلامية» بزعامة نوري المالكي. مع الإشارة إلى أنه في مارس (آذار) 2015، قامت عناصر من فصائل تابعة لـ«الحشد» بتدمير قبر صدام حسين في البلدة.

وطبقاً للمتحدث باسم «مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين»، مروان الجبارة، فإن «لعبة القرب من صدام حسين، ما زالت تلاحق سكان العوجة وأقاربه من عشيرة البيجات (البو ناصر)».

وقال الجبارة لـ«الشرق الأوسط»، إنها «ليست المرة الأولى التي تقرر فيها الحكومة عودة سكان العوجة، لكنها غالباً ما قوبلت برفض قاطع من قِبَل القوات المسيطرة على المنطقة، وهي في هذه الحالة بعض فصائل (الحشد)».

أحد بيوت العوجة المهجورة (متداولة)

لكنه يشير إلى أن «الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة ويسمح فعلاً بعودة السكان، لأن قضية العوجة تحظى باهتمام سياسي محلي وإقليمي».

ويرى الجبارة أن «السماح بعودتهم ستكون له آثار إيجابية، وسيقابل بترحيب كثيرين في محافظة صلاح الدين، وهو مناسبة لطي صفحة الماضي الأليم، نتمنى ألا يكون وراء القرار دوافع انتخابية أو أهداف سياسية لا تأخذ بنظر الاعتبار الظروف القاسية التي يعيشها السكان في مناطق النزوح».

ويعتقد الجبارة أن «بإمكان السلطات التأكد من سلامة موقف العائدين الأمني، وعدم تورط بعضهم بأعمال عنف من خلال مرورهم بالفلاتر الأمنية التي تقوم بها الأجهزة المختصة».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تكشف مضمون رسالتين وصلتا إلى بغداد عن الميليشيات

خاص عناصر في «الحشد الشعبي» خلال جنازة رفاق لهم قُتلوا بضربة أميركية (أ.ف.ب)

«الشرق الأوسط» تكشف مضمون رسالتين وصلتا إلى بغداد عن الميليشيات

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت خلال الأسبوعين الماضيين رسالتين غير اعتياديتين من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي.

علي السراي (لندن)
العالم العربي ضابط من القوات المسلحة العراقية يقف حارساً خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثامنة لانتصار العراق على تنظيم «داعش» (د.ب.أ)

القيادات العراقية تدعو للإسراع بتشكيل العملية السياسية في البلاد

دعا كبار القادة في العراق اليوم (السبت)، إلى الإسراع بتشكيل العملية السياسية الجديدة، واحترام المدد الدستورية، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن أبريل 2025 (إعلام حكومي)

العراق يرحب بإلغاء «تفويض القوة» الأميركي

ألغى الكونغرس الأميركي تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق، وذكرت وزارة الخارجية العراقية أن القرار تاريخي و«يعزز احترام السيادة».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي عراقي بأحد شوارع بغداد يمر أمام صورة لمقتدى الصدر مرتدياً الزي العسكري الخاص بـ«سرايا السلام»  (أ.ف.ب)

الصدر يجمّد جناحه العسكري في محافظتين بالعراق

أعلن زعيم «التيار الصدري» في العراق، مقتدى الصدر، الثلاثاء، أنه قرر تجميد جناحه العسكري المعروف باسم «سرايا السلام» في محافظتي البصرة وواسط جنوبي البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جانب من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي (واع) play-circle

الحكومة العراقية تُقيل مسؤولين عن إدراج «حزب الله» و«الحوثي» بقوائم الإرهاب

أعلنت الحكومة العراقية، الثلاثاء، توقيع عقوبات تضمنت إعفاءً لمسؤولين عن نشر قرار بتصنيف جماعة «الحوثي» اليمنية، و«حزب الله» اللبناني، منظمتين إرهابيتين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)

حضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، السبت، الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس، وفق ما أفاد الموفد الأميركي ستيف ويتكوف بعد محادثات في ميامي.

واجتمع مسؤولون من الدول الثلاث مع ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، لمراجعة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء في بيان نشره ويتكوف على منصة «إكس»: «نؤكد مجدداً التزامنا الكامل بخطة السلام المكونة من 20 نقطة التي وضعها الرئيس، وندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات المراقبة».

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل ستة أشخاص، الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد الملاجئ. وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران إسرائيلية منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ إلى 400.

كما اتهمت إسرائيل «حماس» مراراً بانتهاك الهدنة؛ إذ أفاد الجيش بمقتل ثلاثة من جنوده في القطاع الفلسطيني منذ أكتوبر.

وأشار بيان، السبت، إلى التقدم المحرز في المرحلة الأولى من اتفاق السلام، بما في ذلك توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وإعادة جثث الرهائن، والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، وتراجع الأعمال العدائية.

ودعت الدول الأربع إلى «إنشاء وتفعيل» إدارة انتقالية «على المدى القريب»، وهي خطوة تنص عليها المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتة النظر إلى أن المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة بشأن تنفيذها.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتولى سلطة مؤقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من حركة «حماس»، وأن يتم نشر قوة استقرار دولية.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعرب، الجمعة، عن أمله في أن تسهم دول في قوة الاستقرار، لكنه حضّ أيضاً على نزع سلاح «حماس»، مشدداً على أن هذه الخطوة حاسمة لإنجاح خطة السلام.


مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قتل فلسطينيين اثنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إن أحدهما ألقى حجراً والآخر «مادة متفجرة» باتجاه الجنود.

وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، توفي الفتى ريان أبو معلا البالغ 16 عاماً «متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، نقلاً عن وزارة الصحة.

في وقت سابق، أفادت الوكالة بأن القوات الإسرائيلية دهمت البلدة وانتشرت في أرجائها.

من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن عملية في قباطية، حيث «ألقى إرهابي حجراً باتجاه الجنود، الذين ردّوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي».

وتابع الجيش أنه «بشكل متزامن»، وفي عملية أخرى في منطقة السيلة الحارثية غرب جنين، «ألقى إرهابي مادة متفجرة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي».

جنود إسرائيليون يتمركزون خلال مداهمة عسكرية في مخيم الأمعري قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وأفادت وكالة «وفا» بأن الشاب أحمد سائد زيود البالغ 22 عاماً «استُشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في صدره».

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه «لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين الجنود في كلتا الحادثتين».

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967. وتصاعد العنف في المنطقة منذ بداية حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل.

ولم يتراجع منسوب العنف رغم الهدنة الهشة السارية في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي.

منذ بدء حرب غزة، قُتل أكثر من ألف فلسطيني، بعضهم من المقاتلين، في الضفة الغربية على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا ًلإحصاءات «وكالة الصحافة الفرنسية» المستندة إلى بيانات من السلطة الفلسطينية.

وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 44 إسرائيلياً، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية، وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية.


الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لحظة تفجير أنفاق لـ«حماس» بجنوب غزة

جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لحظة تفجير أنفاق لـ«حماس» بجنوب غزة

جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)

نشر الجيش الإسرائيلي، السبت، لقطات تُظهر تفجير وهدم أنفاق تابعة لحركة «حماس» الفلسطينية في الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر بمنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، يأتي نشر هذه اللقطات بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي استبدال لواء «كفير» باللواء المدرع 188 في المنطقة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بـ«هدم» مئات من «البنى التحتية الإرهابية» في خان يونس، بما في ذلك نفق بطول كيلومترين ونفق آخر يمتد مئات الأمتار.

وباتت أنفاق «حماس» في غزة تتصدر مشهد صورة اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، في ظل إصرار إسرائيل على تدميرها بالكامل.