وجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اتهامات مباشرة إلى الأردن بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع عند معبر الكرامة (اللنبي)، وأسفر عن مقتل 2 من الجنود الإسرائيليين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن نتنياهو قال في اجتماع للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابنيت) في جلسة عقدت الخميس: «كان منع الهجوم مسؤولية الأردن، لكنه لم يفعل ذلك». وأضاف: «أطالب أن يمر السائقون من الآن فصاعداً عبر أجهزة قياس مغناطيسية، وإخضاع الشاحنات لتفتيش دقيق. كانت مسؤولية منع الهجوم تقع على عاتق الأردن، ولم يفعل ذلك. نحن سنفعل».

وزعمت قناة «كان» أن مواطنين أردنيين يدخلون إسرائيل بموجب قوائم يزوّدها الجيش الأردني لإسرائيل، ولا يخضعون عادة لفحص أمني إسرائيلي مباشر، إذ اعتمد الجيش على أن الجانب الأردني يجري التدقيق المطلوب. «لكن بعد العملية، تدرس الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تغيير آليات التنسيق بين الطرفين».
وقتل مسلّح عسكريَين إسرائيليَين، الخميس، بإطلاق نار عند معبر حدودي بين الضفة الغربية والأردن، بعدما وصل إلى معبر «اللنبي» من الجانب الأردني نحو الساعة الثالثة عصراً، وكان يقود شاحنة تنقل مساعدات إنسانية متجهة إلى قطاع غزة، ثم أطلق النار على الجنود عند المعبر من مسدس، قبل أن يتم تفتيش الشاحنة، وفقاً لتحقيق عسكري أولي.
وحسب التحقيق «خرج السائق من الشاحنة، وبعد أن تعطل مسدسه على ما يبدو، طعن الجنديين مراراً وتكراراً حتى أطلق عليه حراس الأمن عند المعبر النار، مما أدى إلى مقتله».
وأعلنت إسرائيل أن الجنديَين القتيلَين هما: المقدم (احتياط) يتسحاق هاروش (68 عاماً)، جندي احتياط في الإدارة المدنية، من القدس، والرقيب أوران هيرشكو (20 عاماً)، ضابط ارتباط مع القوات الأجنبية في وحدة التعاون الدولي «تيفيل» التابعة للجيش الإسرائيلي.
وأعلن الأردن أن «السائق الذي اتهم بالعملية هو عبد المطلب القيسي، من مواليد عام 1968، وهو مدني بدأ منذ 3 أشهر العمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى غزة».
وهجوم نتنياهو على الأردن جاء بعد هجوم لافت من وزارة الخارجية الإسرائيلية التي قالت إن ما حدث «نتيجة أخرى للتحريض في الأردن. هذه نتيجة ترديد صدى حملة أكاذيب (حماس)».

وكانت «الخارجية» الأردنية قد أدانت الهجوم، مؤكدة أن «الأجهزة الرسمية الأردنية بدأت تحقيقاً في حادثة إطلاق النار... التي يدينها الأردن ويرفضها»، ومعتبرة أنها تشكّل «خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للأذى».
وأبقت إسرائيل، الجمعة، معبر الكرامة (اللنبي)، وهو المعبر الوحيد بين فلسطين والأردن، مغلقاً.
وأفادت الإدارة العامة للمعابر والحدود بأن الاحتلال أغلق معبر الكرامة، وأجبر حافلات المغادرين على العودة إلى الاستراحة في مدينة أريحا. ودعت إدارة المعابر والحدود المواطنين إلى تأجيل سفرهم حتى تتضح الصورة أكثر.
كما قررت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية من الأردن إلى غزة حتى إشعار آخر.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الأركان، إيال زامير، أجرى الجمعة تحقيقاً أوّلياً في موقع الهجوم الذي وقع الخميس وأمر بوقف قوافل المساعدات من الأردن حتى انتهاء التحقيق. وقال زامير: «هذه حادثة خطيرة وصعبة، وسنحقق فيها بعمق ونستخلص العبر منها. في الأشهر الأخيرة، أنشأنا فرقة خاصة على الحدود الشرقية، ونعزز، وسنواصل تعزيز جميع عناصر الدفاع على هذه الحدود».
وأضاف: «يجب أن نتذكر أن التعاون الاستراتيجي الأمني مع الأردن يُسهم إسهاماً كبيراً في الجيش والأمن، ويجب الحفاظ عليه».
