إسرائيل تعلن «إحباط خلية» صواريخ «بدائية»... وتطلق حملة ضد السلطة

مسؤول فلسطيني يرد: بروباغندا عشية الاعترافات

قوات إسرائيلية هاجمت مبنى وفقاً للجيش الإسرائيلي استخدمته خلية مسلحة واحتوى على صواريخ ومواد متفجرة في سردا بالقرب من رام الله (رويترز)
قوات إسرائيلية هاجمت مبنى وفقاً للجيش الإسرائيلي استخدمته خلية مسلحة واحتوى على صواريخ ومواد متفجرة في سردا بالقرب من رام الله (رويترز)
TT

إسرائيل تعلن «إحباط خلية» صواريخ «بدائية»... وتطلق حملة ضد السلطة

قوات إسرائيلية هاجمت مبنى وفقاً للجيش الإسرائيلي استخدمته خلية مسلحة واحتوى على صواريخ ومواد متفجرة في سردا بالقرب من رام الله (رويترز)
قوات إسرائيلية هاجمت مبنى وفقاً للجيش الإسرائيلي استخدمته خلية مسلحة واحتوى على صواريخ ومواد متفجرة في سردا بالقرب من رام الله (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه بالتعاون مع جهاز «الشاباك» و«وحدة اليمام» الخاصة، اعتقل خلية قرب رام الله «مسؤولة عن محاولة بإطلاق صواريخ وإنتاج أخرى، إضافة إلى عبوات ناسفة ومواد متفجرة»، فسارع اليمين الإسرائيلي إلى استغلال هذا الإعلان لمهاجمة السلطة الفلسطينية والمطالبة بتفكيكها، والدفع بضم الضفة الغربية، ورد مسؤول فلسطينيي لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن كل ذلك يمثل بروباغندا في وقت حساس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، إن قوات الأمن «اعتقلت خلية مسلحة في رام الله يُشتبه بمحاولتها إطلاق قذيفة صاروخية من كفر نعمة قبل أيام، وعثرت في مكان اعتقالهم على مخرطة لإنتاج القذائف الصاروخية، وعشرات القذائف الصاروخية، والعبوات الناسفة والمواد المتفجرة».

وأضاف أن أجهزة الأمن الإسرائيلية طوقت مبنى وجد فيه الفلسطينيون، وأطلقت النار نحوه ثم اعتقلتهم بعد خروجهم.

جنود من الجيش الإسرائيلي يتخذون مواقعهم عند مدخل مخيم الأمعري للاجئين في مدينة رام الله بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم، الجمعة، بلدة سردا شمال رام الله، وحاصر منزلاً تحصن فيه أحد الشبان، وأطلق الرصاص الحي تجاه المنزل، وقذيفة «إنيرغا»، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل الخارجية، قبل أن يسلم الشاب نفسه.

كما داهمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا غرب رام الله، وحاصرت منزلاً، واعتقلت شاباً آخر.

وأكدت إذاعة «كان» أن الجيش استخدم ما يعرف بوعاء الضغط عبر الرصاص والقذائف لإجبار المطلوبين على تسليم أنفسهم.

وبدأت القصة قبل أيام عندما أعلنت إسرائيل عن محاولة فاشلة لإطلاق صواريخ بدائية من قرية كفر نعمة في رام الله، حيث أطلق واحد وتم العثور على آخر.

وكان الجيش حدد محاولة إطلاق صاروخ فاشلة من قرية كفر نعمة غرب رام الله، وفي أثناء عمليات البحث في الموقع، تم العثور على صاروخين دون متفجرات.

وأكد الجيش الإسرائيلي آنذاك أنه عثر على صواريخ بدائية الصنع في كفر نعمة، تفتقر إلى رأس حربي ولا تحتوي على متفجرات تقليدية.

لكن مصادر قالت إن الصواريخ التي لم تكن مزودة برؤوس متفجرة كاملة، اجتازت مسار إطلاق فعلي وعُدّت أكثر تطوراً من نماذج بدائية شوهدت سابقاً في الضفة.

وهذه ليست أول محاولة تجري من الضفة الغربية، فقد سجلت محاولات من جنين شمال الضفة قبل «حرب أكتوبر».

ووفق إذاعة «كان» فإنه بعد الإطلاق الفاشل، تم اعتقال أحد المشتبهين، وقاد التحقيق معه إلى الكشف عن بقية أعضاء الخلية الذين اعتُقلوا لاحقاً.

وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على الاعتقال في رام الله، بعدّه «قصة نجاح منعت كارثة كبرى». ونشرت صوراً للصواريخ التي بدت مصنوعة من الحديد في مخارط محلية، أي بدائية للغاية.

لكن رغم ذلك، قال قائد «حرس الحدود»، يتسحاق بريك، إن العملية أحبطت «كارثة كبيرة» كانت موجهة ضد مدنيين إسرائيليين.

صورة نشرها الجيش لما قال إنها صواريخ عثر عليها في رام الله (الجيش الإسرائيلي)

وقال ضابط كبير في الجيش وفق القناة «13» إن «مخرطة رام الله أنتجت عشرات الصواريخ بمدى 2.5 كيلومتر». وأضاف الضابط: «هذا أمر مختلف تماماً فيما يتعلق بجهود إنتاج الصواريخ في الأراضي الفلسطينية. كانوا في المراحل التجريبية لوضع خطة منهجية. أجروا تجربة إطلاق هذا الأسبوع».

وقالت «كان» إن المسألة كانت مقلقة للأجهزة الأمنية، إذ تنذر بمرحلة جديدة من التصعيد في الضفة الغربية.

ونقلت «كان» عن مصادر أمنية في قيادة المنطقة الوسطى، أن تكرار العمليات قد يشعل الشارع الفلسطيني ويؤدي إلى اضطرابات واسعة، ما سيجبر الجيش على تحويل قوات إضافية إلى الضفة، وهو ما قد يؤثر على الجهد العسكري في قطاع غزة.

وقالت «يديعوت أحرونوت» إن قيادة الجيش تُحلل مؤشرات (علامات مُريبة) على تزايد «الإرهاب» في المنطقة، ورغم أن الأرقام في انخفاض مُطرد، وهي الأدنى منذ 25 عاماً، فإن الجيش لا يزال يخشى اندلاع «موجة إرهاب».

وأوضح مصدر أمني لموقع «واي نت» التابع لـ«يديعوت أحرونوت» أنه «بعد سنوات طويلة في هذا القطاع، لا يزال من الصعب معرفة سبب اندلاع موجة إرهاب. بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، يبدو الأمر مُقلقاً للغاية».

وأضافت «يديعوت أحرونوت»: «تُعدّ سلسلة الهجمات الأخيرة في الضفة الغربية نذير شؤمٍ كبير. ورغم استمرار التحقيقات في الأحداث، يبدو أن سلسلة الأحداث الدائرة حول رام الله تحمل في طياتها دلالةً مختلفةً وأكثر خطورة. ورام الله هي قلب السلطة الفلسطينية، معقل أبو مازن (الرئيس الفلسطيني). وقد تُشير الأحداث المحيطة بها إلى انتفاضة محلية للإرهابيين الفلسطينيين، قد تُشعل فتيل ثورةٍ في الشارع الفلسطيني».

ولم يقف الأمر عند التضخيم الاعلامي، بل دخل اليمين الإسرائيلي على الخط.

وقال وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموتريتش، إن «إنتاج الصواريخ في يهودا والسامرة هو نتيجة مباشرة للأمل العربي في القضاء على دولة إسرائيل عبر إقامة دولة إرهاب في قلب البلاد». مضيفاً: «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يمنح الأمل للإرهاب، ونحن بحاجة إلى قطعه».

وأضاف أن «تطبيق السيادة الإسرائيلية وفق الخطة التي نشرتها، والتي حظيت بدعم واسع هو السبيل الوحيد لضمان عدم قيام الدولة الفلسطينية».

وتعهد سموتريتش بالعمل «بكل الأدوات المتاحة لمنع خطر الدولة الفلسطينية، بما في ذلك إسقاط السلطة الفلسطينية، التي كل جوهرها السعي لإقامة دولة فلسطينية وتدمير إسرائيل، وذلك عبر خنقها اقتصادياً وإلغاء الضمانات المقدمة للبنوك (الإسرائيلية) التي تعمل معها».

كما طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتفكيك السلطة الفلسطينية فوراً، قائلاً: «السلطة الفلسطينية منظمة إرهابية تُدرّب لتنفيذ عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في يهودا والسامرة، وتدفع رواتب لمن يقتلون اليهود، وتُعلّم في مؤسساتها التعليمية قتل اليهود، وتُحرض في إعلامها على الإرهاب. إذا لم نُفكّكها في الوقت المناسب، فسنستيقظ متأخرين، كما حدث في غزة».

وانضم وزير الخارجية، جدعون ساعر، للحملة، وقال: «رغم التزامات السلطة الفلسطينية، فإنها لا تُحارب الإرهاب، وتُواصل دفع الأموال للإرهابيين. وهذا دليل آخر على الخطر الهائل المُترتب على إقامة (دولة فلسطينية). إذا لم تُسيطر إسرائيل على الأمن في يهودا والسامرة، فستكون دولة إسرائيل بأكملها في خطر».

وفي تعقيب آخر، قال مجلس المستوطنات، في بيان: «حين تواصل حكومة إسرائيل التلعثم، يرتفع الإرهاب من جديد ويشتد. إما سيادة أو فلسطين».

ورد مسؤول فلسطيني على الحملة واصفاً إياها بـ«بروباغندا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يشنون حملة ضد الدولة الفلسطينية عشية الاعترافات المرتقبة. إنها بروباغندا مكشوفة».


مقالات ذات صلة

ملعب يعدّ متنفساً لأطفال مخيم بالضفة الغربية يهدده قرار هدم إسرائيلي

المشرق العربي أطفال مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين يتدربون على كرة القدم في ملعب صغير ملاصق لجدار الفصل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

ملعب يعدّ متنفساً لأطفال مخيم بالضفة الغربية يهدده قرار هدم إسرائيلي

في ملعب صغير ملاصق لجدار الفصل بالضفة الغربية المحتلة، كان أطفال مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين يتدربون على كرة القدم غير مكترثين بالإسمنت الشاهق.

«الشرق الأوسط» (مخيم عايدة)
المشرق العربي فلسطينيون يجمعون ممتلكاتهم قبل عمليات هدم المنازل المخطط لها من قبل الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم بالضفة الغربية 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)

سكان مخيم نور شمس جمعوا صوراً وألعاباً وأثاثاً قبل هدم إسرائيل منازلهم

عاد العشرات من سكان مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية المحتلة بعد تهجيرهم منه قسراً، لاستعادة متعلّقاتهم الشخصية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
الخليج شددت منظمة التعاون الإسلامي على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين (واس)

تحذير إسلامي من خطورة استمرار جرائم إسرائيل في الضفة

شددت منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، على رفضها وإدانتها لأي محاولات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي عناصر من الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب) play-circle

حملة اعتقالات ومداهمات إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية

شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

«الشرق الأوسط» (رام الله) نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة العربية السعودية ومصادقتها القاطعة لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي ببناء 19 وحدة استيطانية جديدة في الضفة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تشييع 6 أشخاص قضوا بقصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
TT

تشييع 6 أشخاص قضوا بقصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)
خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين بغزة (رويترز)

تجمّع عشرات الأشخاص، السبت، في مدينة غزة لتشييع 6 أشخاص قضوا بالأمس في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين، فيما عدته «حماس» «خرقاً واضحاً ومتجدداً لوقف إطلاق النار».

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، مساء الجمعة، ردّاً على استفسارات بشأن هذه الضربة إنه «خلال نشاط عملياتي في منطقة الخط الأصفر شمال قطاع غزة، تم رصد عدد من الأفراد المشبوهين في مراكز قيادة غرب الخط الأصفر»، مشيراً إلى أن قواته أطلقت النار على المشتبه بهم «للقضاء على التهديد».

وهو أقرّ بأنه «على علم بالادعاء المتعلق بوقوع إصابات في المنطقة، والتفاصيل قيد المراجعة»، معرباً عن أسفه «لأي ضرر لحق بالأفراد غير المتورطين»، وهو «يعمل على تخفيف الضرر قدر الإمكان».

خلال تشييع جثامين قتلى القصف الإسرائيلي على مركز إيواء للنازحين في غزة (أ.ب)

أما حركة «حماس»، فوصفت القصف المدفعي على مدرسة تؤوي نازحين في حيّ التفاح شرق مدينة غزة «وما أسفر عنه من استشهاد عددٍ من المواطنين، معظمهم من الأطفال» بأنه «جريمة وحشية تُرتكب بحقّ المدنيين الأبرياء، وخرق فاضح ومتجدّد لاتفاق وقف إطلاق النار».

وأشارت في بيان أصدرته، السبت، إلى أن «الاحتلال لا يكتفي باستهداف المدنيين، بل يُمعن في تعميق الكارثة الإنسانية عبر منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن الاستهداف لإسعاف المصابين، وعرقلة عمليات الإنقاذ».

وطالبت «الوسطاء الضامنين للاتفاق والإدارة الأميركية بالاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات».

السبت، أمام مشرحة مجمّع «الشفاء»، وقف رجل يحمل بين ذراعيه جثّة طفل ملفوفة بكفن أبيض، بحسب صور التقطتها كاميرا «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت 5 جثث أخرى مكفّنة مصفوفة على الأرض. وأقام رجال صلاة الجنازة قبل دفن الضحايا.

وكان الدفاع المدني في غزة قد أبلغ بدايةً «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، عن «انتشال 5 شهداء جراء القصف الإسرائيلي لمركز إيواء مدرسة شهداء غزة» في حيّ التفاح شرق مدينة غزة.

والسبت، قال الناطق باسمه محمود بصل إن الحصيلة ارتفعت إلى 6 قتلى، في حين ما زال هناك شخصان مفقودان تحت الأنقاض.

فلسطيني يبكي شقيقه البالغ من العمر 5 أشهر الذي قُتل بقصف إسرائيلي أصاب مركز إيواء للنازحين بغزة (أ.ف.ب)

ومن بين الضحايا رضيع في شهره الرابع وفتاة في الرابعة عشرة من العمر وسيّدتان، وفق محمد أبو سلمية مدير مستشفى «الشفاء».

وقال نافذ النادر من أمام المستشفى: «هذه ليست هدنة، بل حمّام دماء نريده أن يتوقّف»، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الساري منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في غزة بين إسرائيل و«حماس».

وصرّح عبد الله النادر الذي فقد أقرباء له في الغارة الإسرائيلية: «كانت منطقة آمنة، مدرسة آمنة وفجأة بدأوا بإطلاق مقذوفات من دون سابق إنذار، مستهدفين نساءً وأطفالاً ومدنيين».

لا يزال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، هشّاً مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه.

مقاتلون من «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل و«حماس» في غزة، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى مواقع شرق ما تسميه «الخط الأصفر»، وهو خط غير محدد، داخل القطاع.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في القطاع عن مقتل 401 فلسطيني على الأقلّ بنيران الجيش الإسرائيلي منذ سريان وقف إطلاق النار.

وقضى مذاك 3 جنود إسرائيليين في غزة.


رئيس المخابرات التركية ناقش مع «حماس» المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس المخابرات التركية ناقش مع «حماس» المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة

عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)

ذكرت مصادر أمنية تركية ​أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين التقى اليوم السبت مع رئيس حركة «حماس» في ‌قطاع غزة ‌وكبير ⁠مفاوضيها ​خليل ‌الحية، وناقشا الإجراءات اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة.

مقاتلون من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

وأوضحت المصادر، التي ⁠طلبت عدم الكشف عن ‌هويتها، أن ‍كالين التقى ‍بوفد «حماس» في ‍إسطنبول في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ،وأن الجانبين ​ناقشا الخطوات اللازمة لمنع ما وصفوها ⁠بانتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وأضافت، دون الخوض في التفاصيل، أنهما بحثا أيضاً الإجراءات اللازمة لحل القضايا العالقة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة.


«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
TT

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)
كتلة «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد في القصر الجمهوري بعد لقائها الرئيس جوزيف عون في وقت سابق (رئاسة الجمهورية)

تبقى الأنظار الدولية واللبنانية مشدودة إلى «حزب الله» لمعرفة مدى استعداده للتجاوب مع الخطة التي أعدّتها قيادة الجيش لاستكمال تطبيق حصرية السلاح، على أن يبدأ ذلك من شمال نهر الليطاني فور الانتهاء من تنفيذ عملية سحب السلاح في منطقة جنوب النهر، وبمواكبة من قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» ولجنة «الميكانيزم»، التي ستُعاود عقد اجتماعها في السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل؛ حيث سيُدرج على جدول أعمالها تقويم مستوى الإنجاز الذي حققته الوحدات العسكرية عبر إحكام سيطرتها على جنوب النهر.

فـ«حزب الله» لا يزال يحتفظ بسلاحه، ولا يستخدمه التزاماً بوقف الأعمال العدائية، وحواره مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يراوح مكانه، وهذا ما ينسحب أيضاً على تواصله بفرنسا ومصر.

وأشار مصدر وزاري إلى أن «حزب الله» يمتنع عن كشف أوراقه، ويصر، عبر تصريح أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، على رفع سقوفه السياسية، متهماً حكومة الرئيس نواف سلّام بارتكاب خطيئة لموافقتها على حصرية السلاح، رغم تأييده بيانها الوزاري الذي نصّ على احتكار الدولة للسلاح، ومشاركته في الحكومة بوزيرين على هذا الأساس.

وكشف المصدر أن القيادة الإيرانية لم تستجب لوساطة فرنسا ومصر بالتدخل لدى «حزب الله» لإقناعه بإعادة النظر في موقفه بتسهيل استكمال حصرية السلاح.

وقال إنه ترتب على موقفها خفض منسوب التواصل، سواء معها أو مع الحزب، الذي لم يتجاوب مع الوساطة التي قام بها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، والذي اقترح عليه الموافقة على خطة قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح، بوصفها الممر الإلزامي لبسط سلطة الدولة على أراضيها تنفيذاً للقرار «1701».

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتفقّد موقع تفجير منشأة «حزب الله» في الجنوب (مديرية التوجيه)

ورأى المصدر أن هناك مبالغة في الحديث عن استمرار التواصل بين الحزب ومصر، مؤكداً أنه أقل من المطلوب في ضوء عدم تجاوب الحزب مع الأفكار التي طرحها اللواء رشاد خلال زيارته إلى بيروت.

وأوضح أن أحمد مهنا، العضو في الفريق الذي يرأسه رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد، والمكلّف بالحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون، التقى مسؤول الأمن في السفارة المصرية على هامش زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي إلى بيروت.

وأكد أن اللقاء لم يدم طويلاً؛ نظراً لأن الحزب لم يبدل موقفه تجاوباً مع إصرار الحكومة على حصرية السلاح وعدم العودة عن قرارها في هذا الخصوص.

وقال إن مهنا هو مَن يتواصل مع العميد رحال، الذي يلتقي عند الضرورة برعد، وإن كان الحوار بدا متقطعاً في الآونة الأخيرة، لأن الحزب يمتنع عن كشف أوراقه، وأن ما يُنقل إلى رحال يبقى محصوراً بمواقفه العلنية التي اعتاد قاسم طرحها، ما يعني، من وجهة نظر رسمية، أن الحزب يرفض التقاط الفرص للانخراط في مشروع الدولة بتخليه عن سلاحه.

الرئيس اللبناني جوزيف عون لدى اجتماعه برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في قصر بعبدا أمس (الرئاسة اللبنانية)

وكشف أن رشاد موجود حالياً، وبتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في واشنطن لحث الإدارة الأميركية على الضغط على إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب وإلزامها بوقف الأعمال العدائية.

وأكد أن تواصل عون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مستمر، ويكاد يكون تعويضاً عن المراوحة التي طغت على حواره بالحزب. علماً بأن العميد رحال مكلف بتكثيف تواصله مع بري، ليس لأنه يحمل تفويضاً من «حزب الله» الذي كان وراء التوصل، مع الموفدين الأميركيين، إلى اتفاق لوقف النار برعاية واشنطن وباريس فحسب، بل لأنه الأقدر على استيعاب موقف الحزب وضبط أدائه، وقيادة عملية احتضانه التسوية من أجل إعادة الاستقرار إلى الجنوب. كما أنه يلتقي الموفدين الدوليين والعرب إلى لبنان، على عكس الحزب الذي لم يعد له حليف سوى إيران، واضعاً كل أوراقه في سلتها.

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي إن على قيادة «حزب الله» أن تُدرك جيداً أن هدر الوقت ليس لمصلحتها، ولم يعد أمامها أي خيار سوى الانخراط في مشروع الدولة، مشروطاً بتسليم السلاح، لأنها لا تملك، على الأقل في المدى المنظور، القدرة على استخدامه.

وتساءل المصدر: ما الجدوى من إيداع السلاح بعهدة طهران لاستخدامه لإعادة الاعتبار لمفاوضاتها مع واشنطن، كونها وحدها القادرة على تقديم الثمن لها، في مقابل تسليمها السلاح لأنها صاحبة الحق فيه وأمنت وصوله للحزب؟

وأكّد المصدر أن لدى أصدقاء لبنان قناعة راسخة بامتناع الحزب عن التجاوب مع الوساطات؛ لأنه ماضٍ في وضع سلاحه بخدمة إيران ليكون في وسعها تحسين شروطها في حال أبدت واشنطن استعدادها لمعاودة المفاوضات. وقال إن موقفها يؤدي حتماً إلى حشر الدولة، ويزيد من الإرباك الذي تتخبط فيه قيادة الحزب، ولا تأخذ بالنصائح لإنزالها من أعلى الشجرة.

ومع أن المصدر لم يستبعد مجيء وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى بيروت، فإنه يؤكد أن لقاءاته لن تُقدّم أو تؤخر، وأنه لا مجال أمامه للإمساك بالورقة اللبنانية لتسييلها، بالمفهوم السياسي للكلمة، لفتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يقف عائقاً أمام استئناف مفاوضاتها مع واشنطن.

وعليه، يقف لبنان حالياً على مشارف حسم موقفه بإعداد جدول زمني لاستكمال حصرية السلاح، في ضوء فترة السماح التي أُعطيت له من قبل الدول التي شاركت في الاجتماع التحضيري الذي رعته باريس لانعقاد المؤتمر الدولي لدعم الجيش في فبراير (شباط) المقبل.

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان هذا الأسبوع (أ.ف.ب)