حديث إسرائيلي عن «تنسيق أمني» مستمر مع مصر... هل يخفف التوترات؟

«هيئة البث» نفت «تدهور العلاقات»

السيسي خلال لقاء نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2017 (رويترز)
السيسي خلال لقاء نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2017 (رويترز)
TT

حديث إسرائيلي عن «تنسيق أمني» مستمر مع مصر... هل يخفف التوترات؟

السيسي خلال لقاء نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2017 (رويترز)
السيسي خلال لقاء نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2017 (رويترز)

أثار حديث وسائل إعلام عبرية عن «استمرار التنسيق الأمني مع مصر»، كما «نفى تدهور العلاقات»، تساؤلات حول انعكاس هذا التطور على التوترات التي تصاعدت خلال الفترة الماضية بين الجانبين.

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية»، الأربعاء، أن «التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر مستمر كالمعتاد»، نافية «صحة التقارير التي تحدثت عن تدهور العلاقات الأمنية مع مصر».

وكانت تقارير إعلامية محلية وعربية قد تحدثت أخيراً عن «انخفاض مستوى التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل».

ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «نبرة التصعيد من المتوقع أن تأخذ في الانخفاض، وليست هناك رغبة لدى مصر أو إسرائيل بالدخول في صدام عسكري».

وخلص تقرير «هيئة البث» إلى أن «الخطاب السياسي العلني لا يعكس بالضرورة واقع العلاقات الأمنية والدبلوماسية، وأن الدول العربية التي تربطها مصالح استراتيجية بإسرائيل، ما زالت تُبقي قنوات التواصل مفتوحة، بل ونشطة».

وحملت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمام القمة العربية - الإسلامية في الدوحة، تصعيداً لافتاً، مع وصفه لإسرائيل بـ«العدو». وتداولت وسائل إعلام عبرية كلمة السيسي، وتساءلت «هيئة البث» حينها عما إذا كان الخطاب «تهديداً أم تحذيراً؟».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء «قمة الدوحة» (الرئاسة المصرية)

وقال السيسي في كلمته أمام «قمة الدوحة» إن «ما تفعله إسرائيل بالمنطقة لن يقود إلى اتفاقات سلام جديدة، بل قد يجهض الاتفاقات الحالية». وشدد على أن «نظرة (العدو) تتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغٍ، ويتحسب كل مغامر».

وجاء تفسير رئيس «هيئة الاستعلامات المصرية»، ضياء رشوان، لكلمة «العدو»، ليؤكد أن «إسرائيل هي المقصودة»، قائلاً إن «آخر مرة قيل فيها العدو على لسان المسؤول الأول أو أي مسؤول في الدولة المصرية؛ كان قبل معاهدة السلام بين البلدين».

ويرى أستاذ العلوم الاستراتيجية في «الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا»، اللواء نصر سالم، أن «التقارير الإسرائيلية الأخيرة تدفع نحو تهدئة التوترات؛ لكن يبقى الأمر مرتبطاً بعدم تجاوز خطوط تهجير الفلسطينيين الحمراء». وأضاف أن «الخطاب المصري تجاه إسرائيل في ثناياه رغبة في الضغط لوقف الحرب ضد الفلسطينيين، وتهدف مصر لأن يبقى الضوء مسلطاً على ما يجري في قطاع غزة».

وحملت تصريحات وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء الأربعاء، توجيهاً نحو أساس الخلاف الذي يرتبط بطبيعة العمليات الإسرائيلية في غزة، قائلاً إن «الكارثة الإنسانية في القطاع ترقى إلى حرب الإبادة الجماعية، ولن تستطيع إسرائيل اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم مهما أوتيت من قوة».

ولعب الإعلام العبري دوراً في تصعيد التوتر بين مصر وإسرائيل، منذ أن نقل تصريحات على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطلع الشهر الجاري، هدد فيها بـ«قطع الغاز عن القاهرة»، إلى جانب تكرار الاتهامات الموجهة إلى مصر بـ«خرق متكرر للملحق العسكري لاتفاقية (كامب ديفيد)».

ورغم الدعوات المتكررة لتجميد اتفاق الغاز الأخير بين مصر وإسرائيل من جانب الإعلام العبري، فإن الإعلان عن اتفاق أميركي - إسرائيلي بإطلاق خط أنابيب لمصر برهن على أن «الصفقة» دخلت في مزاد «المكايدات السياسية».

فلسطينيون نازحون يتجهون جنوباً في قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

«منذ أن اندلعت حرب غزة، انعقدت جلسات تنسيقية بين مصر وإسرائيل، وكانت تتم على نطاقات زمنية؛ لكن تباطأت وتيرة انعقادها»، وفقاً لرئيس الهيئة الاستشارية بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، الدكتور عبد المنعم سعيد، مشيراً إلى أن «جزءاً من اتهامات الإعلام الإسرائيلي مزيفة، لأنها لا تضع في حسبانها النمو الاقتصادي والعمراني في شبه جزيرة سيناء، وتتحدث عن خرق بروتوكولات مناطق مقيدة التسليح».

وأوضح سعيد أن «التهدئة متوقعة، لأن مصر لا تريد حرباً وترفض أن يتم استدراجها إليها، وهي تندمج في جهود التنمية، وهناك اعتراف من جانب الطرفين بأنه حدث تعاون في أثناء مواجهة الإرهاب بسيناء؛ لكن ما حدث بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وحديث (إسرائيل الكبرى) سمح للعناصر المتطرفة الإسرائيلية لأن تظهر على سطح السياسة بشكل معادٍ لمصر».

وأكد نصر سالم أن «إجراءات التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل موجودة في إطار معاهدة السلام، وهناك قوات متعددة الجنسيات تراقب وضعية قوات البلدين، وهي بمثابة إجراءات طمأنة لمنع اندلاع أي حرب مفاجئة».

وطالب أخيراً رئيس «هيئة الاستعلامات المصرية» بعدم الالتفات إلى أفكار بعض الكتاب الإسرائيليين، مشيراً إلى أنهم «أكثر تطرفاً من حكومة نتنياهو».


مقالات ذات صلة

تقرير: نتنياهو تجاهل التحذيرات بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

تقرير: نتنياهو تجاهل التحذيرات بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

قال مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش الإسرائيلي و(الشاباك) بشأن تقارير كاذبة أضرت بالعلاقات مع القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا كامل الوزير بمحطة الطاقة الشمسية بقرية عمر كجع في منطقة عرتا بجيبوتي (مجلس الوزراء المصري)

مصر تعزز علاقاتها الاقتصادية بجيبوتي بالتوازي مع تطور توافقهما السياسي

تُعزز مصر علاقتها الاقتصادية مع جيبوتي، وذلك بالتوازي مع توافق البلدين السياسي في ملفات مختلفة بينها «أمن البحر الأحمر».

وليد عبد الرحمن (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

مصر تشدد على توفير «ملاذات آمنة» وممرات إنسانية في السودان

شددت مصر على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لضمان توفير «ملاذات آمنة» وممرات إنسانية كافية في السودان لإيصال وصول المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج داوود عبد السيد (أرشيفية - أ.ف.ب)

رحيل داوود عبد السيد مخرج «الكيت كات» عن 79 عاماً

أعلنت الصحافية والكاتبة كريمة كمال زوجة المخرج داوود عبد السيد، وفاة زوجها اليوم (السبت)، بعد صراع مع المرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

أكد وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، على دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية ومؤسساته الشرعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
TT

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)

قالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية لمياء عبد الغفار، اليوم الأحد، إن رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس سيباشر مهامه من العاصمة الخرطوم في «غضون الأيام المقبلة».

وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الوزيرة أطلعت خلال زيارة إلى العاصمة الخرطوم على «ترتيبات انتقال الوزارات إلى المقار التي تم تحديدها لاستئناف أعمالها مع بداية العام الجديد»، مؤكدة «تقديم الدعم الكامل لحكومة الولاية لاستكمال منظومة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه».

وأوضحت الوكالة الرسمية أن والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أطلع الوزيرة على «مجمل الأوضاع بالولاية ومدى الاستعداد لعودة الحكومة للخرطوم»، مشدداً على «استمرار العمل لمزيد من التهيئة في كافة النواحي من أجل العودة الكاملة للمواطنين والحكومة».

وأشارت الوكالة إلى أن وزيرة شؤون مجلس الوزراء ووالي الخرطوم تفقدا مطار الخرطوم ومنشآت أخرى استعداداً لعودة الحكومة للعمل من العاصمة.

وانتقلت الحكومة للعمل من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر بشرق البلاد عقب اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023 بعد صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.


استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».


بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

دخلت بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنَّ بعثة تقييم وصلت إلى مدينة الفاشر، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، مضيفاً أنَّ البعثة تضمُّ وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية.

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول جاء عبر مسار يسَّرتْه الولايات المتحدة.