في مشهد هزَّ مواقع التواصل الاجتماعي، فُجع سكان حي بستان القصر في مدينة حلب بخبر العثور على سيدة متوفاة على مقعد في حديقة القباقيب.
ووفق ما تداولته حسابات محلية على المنصات الرقمية، فإن السيدة تُدعى مريم شهيد، وكانت موظفة سابقة في مديرية التربية.
ونشرت صفحة «بستان القصر» توضيحاً ذكرت فيه أن مريم كانت تعاني من مرض نفسي، وهي مطلقة منذ سنوات، وكانت تعيش مع والدها العجوز حتى وفاته قبل عام.
قلوب البشر صارت أقسى من الحجرإلى أخوتها و أخواااتها،رح تلاقو نفس المصير و يمكن أسوأ،وقتها بتعرفو أن الله حق #هااام #حلبتوضيح بخصوص السيدة التي توفت على الكرسي في حديقة القباقيب بحي #بستان_القصرالإمراة كانت موظفة لدى مديرية التربية وهي مريضة نفسيا وكانت تعيش مع ابيها... pic.twitter.com/DMtCuLm0Nv
— Samira Sulaiman (@samfreesyria777) September 17, 2025
وبعد رحيل والدها، لجأت إلى إخوتها في محافظة أخرى، لكنهم لم يستقبلوها، فعادت إلى حلب دون علاج، في ظل ظروف مادية صعبة منعتها من الوصول إلى الأدوية أو الرعاية اللازمة.
فمريم، التي تدهورت حالتها الصحية والنفسية مع مرور الوقت، لم تجد مَن يمدّ لها يد العون.
وعلَّق مدونون على الحادثة قائلين: «حتى المقاعد الخشبية في الحدائق تحوَّلت إلى شواهد صامتة على مأساة الناس. كم من الأرواح تغادر بصمت؟ وكم من القصص تنتهي بعيداً عن أعين الناس؟ لكِ الله يا سوريا، فقد صارت شوارعك وحدائقك شاهدة على ألم شعبك».
أقترح وأتمنى أن تُوضع هذه الصورة في مكاتب الرئيس والوزراء والمحافظين والمسؤولين.. ليعاهدوا أنفسهم دائماً على العمل من أجل ألا يموت أحد في سوريا جوعاً أو برداً أو فقراً... وأن يسوسوا البلاد بالعدل كي لا يموت أحدٌ كمدا*الصورة ذبحتني.. الوحدة بشعة، والفقر شنيع، والله أرحم الراحمين pic.twitter.com/rc5ol4EEte
— ياسر الأطرش (@yaser_atrash) September 17, 2025
واقترح آخرون أن توضع هذه الصورة في مكاتب المسؤولين والرئيس والوزراء، ليعاهدوا أنفسهم على العمل من أجل ألا يموت أحد في سوريا جوعاً أو برداً أو فقراً، وأن يسوسوا البلاد بالعدل كي لا يموت أحد كمداً.
وكتب أحدهم: «الصورة ذبحتني... الوحدة بشعة، والفقر شنيع، والله أرحم الراحمين».
وحدها في الحديقة، وسط صمت المدينة وغفلة الناس، أسلمت روحها على مقعد خشبي، بعيداً عن الأسرة، وعن العطف، وعن السؤال.

