في صباح الأربعاء، وخلال زيارتهما الرسمية إلى المملكة المتحدة للقاء العائلة الملكية البريطانية، ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزوجته السيدة الأولى ميلانيا وهما يسيران يداً بيد في محيط «قلعة وندسور»، مرتديَين ملابس داكنة مع أكسسوارات بنفسجية متطابقة.
وقالت لورين روثمان، وهي خبيرة استراتيجيات أسلوب المظهر ومدربة صورة شخصية، تعمل مع قادة في مجالات الأعمال والسياسة، لموقع «بيزنس إنسايدر» إن إطلالة ترمب وميلانيا المنسقة توحي بالوحدة.
وأوضحت روثمان أنه «من حيث الرمزية الدبلوماسية، فإن التنسيق بين الزوجين يُعبِّر عن الاستقرار والتضامن، خصوصاً عند الوقوف بجانب ثنائي قوي آخر مثل الملك تشارلز وكاميلا».

البنفسجي العميق
تكوّنت إطلالة الرئيس من بدلة كحلية، وحذاء رسمي أسود، ودبوس على شكل علم الولايات المتحدة، وربطة عنق بنفسجية، وهو خروج عن ربطة العنق الحمراء الصارخة التي عادةً ما يُعرف بها.
وعلّقت روثمان أن «اختياره ربطة عنق أهدأ لوناً وتتناسق مع البنفسجي العميق الذي ترتديه ميلانيا لا يزال يجذب الانتباه، لكن اللافت أنها أكثر رصانة وانسجاماً، وهو أمر لا نراه دائماً منه».
أما السيدة الأولى فقد اختارت إطلالة أوروبية بالكامل من دار «ديور»: سترة رمادية بقَصّة الخصر (peplum)، وتنورة ضيقة متناسقة، مع حذاء أسود أنيق. واستكملت المظهر بقبعة بنفسجية بارزة بعرض كبير من الدار الفرنسية نفسها.
ولفتت روثمان إلى أن «القبعة تعزّز مكانة ميلانيا بوصفها شخصيةً متساويةً مع الملك وكاميلا».

العائلة الملكية البريطانية تعتمد النهج نفسه
واتّبع أفراد العائلة الملكية البريطانية أسلوباً مشابهاً في تنسيق إطلالاتهم. فارتدى الأمير ويليام ربطة عنق بلون العنّابي تتماشى مع الفستان الأحمر الذي اختارته أميرة ويلز كيت من توقيع إميليا ويكستيد.

بينما اختار الملك تشارلز بدلة وربطة عنق باللون الكحلي، مكملتَين لإطلالة الملكة كاميلا الزرقاء.

ما وراء الملابس: رسائل ضمنية
وليس ارتداء السياسيين ملابس منسقة مع أزواجهم أمراً جديداً. فقد قام به دونالد وميلانيا ترمب مرات عدة من قبل. بل وحتى سيدات أُوَل كنَّ ينسّقن ملابسهن مع بعضهن بعضاً. فميلانيا ترمب، على سبيل المثال، سبق أن نسّقت مع بريجيت ماكرون عام 2018.
وقالت أنيتا ماكبرايد، التي كانت كبيرة موظفي السيدة الأولى لورا بوش بين عامَي 2005 و2009، إن مصممة أزياء الملكة إليزابيث الثانية كانت تتواصل مع فريق السيدة الأولى قبل الزيارات الرسمية للتأكد من توافق الإطلالات بين الطرفين.
وفي حين قد يكون بعض هذا التنسيق عفوياً، فإنه غالباً ما يُستخدَم أداةً بسيطةً وهادئةً لإظهار وحدة الصف بين الشخصيات القيادية.
بالنسبة إلى ميلانيا، فإن هذه الإطلالة تعزِّز مجدداً اعتمادها على أسلوب «الملابس المستوحاة من أزياء الرجال» بوصف ذلك علامةً فارقةً لها في الولاية الثانية، إلى جانب القبعات الكبيرة بوصفها أكسسواراً مميزاً، ولا يمكن نسيان قبعتها الزرقاء والبيضاء التي ارتدتها في يوم التنصيب.
رسائل الألوان... وتنافس غير معلن
رغم أن الألوان المنسقة بين الزعماء أظهرت صورة متناغمة عن «العلاقة الخاصة» بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن روثمان لاحظت أيضاً أن الاختلافات الدقيقة في درجات الألوان قد تحمل دلالات أعمق.
فترى أن العائلة الملكية ترتدي الأزرق الملكي المشرق والمتناسق، بينما يظهر آل ترمب بدرجات أغمق وأكثر صرامة. ووفق روثمان فإن «كل زوجين يستخدمان اللون للتعبير عن هويتهما، فهناك مَن يبدو أقرب للاحتفال والبروتوكول، والآخر يبعث برسالة قوة متعمّدة... فرغم التناسق البصري، هناك تنافس غير معلن دائماً بين الزعماء حول النفوذ والمكانة والسلطة حين يجتمعون معاً»، وفقاً لروثمان.






