توقيف مالك باخرة «النترات» يفعّل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

القضاء اللبناني يستعجل استرداه والبيطار يتحضّر لاستجوابه

جانب من الدمار بموقع الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت 4 أغسطس 2020 (رويترز)
جانب من الدمار بموقع الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت 4 أغسطس 2020 (رويترز)
TT

توقيف مالك باخرة «النترات» يفعّل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

جانب من الدمار بموقع الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت 4 أغسطس 2020 (رويترز)
جانب من الدمار بموقع الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت 4 أغسطس 2020 (رويترز)

شهد ملفّ انفجار مرفأ بيروت تطوراً قضائياً بالغ الأهمية، تمثل بإعلان السلطات البلغارية توقيف المواطن الروسي إيغور غريتشوشكن، مالك الباخرة «روسوس» التي نقلت شحنة نترات الأمونيوم من جورجيا إلى مرفأ بيروت، قبل أن تنفجر في 4 أغسطس (آب) 2020، وتتسبّب بتدمير نصف العاصمة اللبنانية، وقتل 230 شخصاً وإصابة آلاف آخرين.

ووفق مصادر قضائية بلغارية، أُوقف غريتشوشكن لدى وصوله إلى مطار صوفيا آتياً من مدينة بافوس القبرصية، وذلك بناءً على نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول الدولي بطلب من القضاء اللبناني، الذي كان قد أصدر مذكرة توقيف غيابية بحقه في 29 سبتمبر (أيلول) 2020.

ملف الاسترداد

وعلى ضوء هذا التوقيف، شرعت النيابة العامة التمييزية اللبنانية برئاسة القاضي جمال الحجار، في إعداد ملف استرداده من السلطات البلغارية. وأفاد مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، بأن القضاء «تبلّغ رسمياً يوم الاثنين بتوقيف غريتشوشكن في صوفيا، وأن النائب العام التمييزي يولي هذه المسألة أهمية قصوى، وسارع إلى الطلب من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تزويده بكامل المستندات والمعلومات التي استند إليها التحقيق لملاحقة هذا الشخص؛ تمهيداً لإرسال طلب رسمي عبر وزارة الخارجية اللبنانية إلى الحكومة البلغارية».

معطيات جوهرية

ورغم عدم وجود اتفاقية تعاون قضائي بين لبنان وبلغاريا، يعوّل القضاء اللبناني على تجاوب صوفيا مع الطلب، أو على الأقل إتاحة المجال لاستجواب غريتشوشكن على أراضيها. ووفق المصدر القضائي، فإن «إمكانية انتقال القاضي البيطار إلى بلغاريا مطروحة، في حال رفضت الأخيرة تسليم الموقوف».

وقال إن استجواب غريتشوشكن «قد يكشف عن معطيات جوهرية حول الجهة الحقيقية التي كانت ستستلم شحنة نترات الأمونيوم»، مشيراً إلى أن «إحدى أبرز النقاط التي سيركز عليها البيطار هي التحقق مما إذا كانت شحنة النترات متجهة من جورجيا إلى موزمبيق كما جاء في الوثائق الرسمية، أم أن بيروت كانت وجهتها المقصودة منذ البداية؟».

موقع الانفجار الذي وقع 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت (رويترز)

ويرجّح أن يكون غريتشوشكن على دراية بهوية الأشخاص الذين اشتروا الشحنة لصالح شركة «سفارو ليمتد» البريطانية، وفق تقدير المصدر القضائي اللبناني، والتثبّت من «علاقته برجلي الأعمال السوريين مدلل وعماد الخوري، المعروفين بصلاتهم الوثيقة بالنظام السوري، واللذين يُعتقد أنهما سدّدا ثمن الشحنة».

وكانت السلطات الروسية رفضت طلباً تقدّم به المحقق العدلي السابق القاضي فادي صواّن خلال شهر سبتمبر 2020، وطلب فيه من روسيا مساعدته على استجواب غريتشوشكن والأخوين خوري وقبطان الباخرة الذين يحملون جميعهم الجنسية الروسية، إلّا أن السلطات الروسية أعلنت رفضها التعاون مع لبنان بهذا الصدد.

طلب الاسترداد الذي سيرسله القضاء اللبناني إلى بلغاريا عبر وزارة الخارجية، لا يعني أن صوفيا قد تستجيب لهذا الطلب، في غياب اتفاقية تعاون قضائي بينها وبين لبنان، لكنّ المصدر القضائي شدد على أن لبنان «سيقوم بواجبه بهذه المسألة، ويترك الأمر لتقدير السلطات البلغارية». وعن إمكانية انتقال القاضي البيطار إلى بلغاريا لاستجواب غريشوشكن في حال رفضت تسليمه، لفت المصدر القضائي إلى أن الأمر «يتوقّف على ردّ بلغاريا وما إذا قبلت التعاون مع لبنان».

النشرة الحمراء

إلى ذلك، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر قضائي قوله أن غريتشوشكن «أوقف لدى وصوله من مدينة بافوس القبرصية، تنفيذا لنشرة حمراء صادرة عن الإنتربول». وأعلنت النيابة العامة البلغارية في بيان، الثلاثاء، أن «الإنتربول أصدر النشرة الحمراء بناءً على طلب السلطات القضائية اللبنانية، استناداً إلى مذكرة توقيف صادرة في 29 سبتمبر 2020»، وأوضحت النيابة العامة أن غريتشوشكن «مطلوب بتهمة إدخال متفجرات إلى لبنان، في عمل إرهابي أدى إلى وفاة عدد كبير من الأشخاص».

بدورها، أفادت شرطة الحدود البلغارية، بأنها أوقفت غريتشوشكن «أثناء إجراءات روتينية بحق المسافرين الواصلين من بافوس». وقال قائد شرطة الحدود في مطار صوفيا زدرافكو سامويلوف للصحافيين، الثلاثاء، إن الموقوف «لم يبدِ أي مقاومة، لكنّه أصرّ طويلاً على التحدث إلى محامٍ، وبعد استشارة أحدهم، تعاون بشكل كامل»، مشيراً إلى أن الموقوف «أبلغ عناصر شرطة الحدود بأنه يزور صوفيا للسياحة».


مقالات ذات صلة

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب

حصاد الأسبوع جنود قرب مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان خلال عملية تسليم مجموعات فلسطينية سلاحها للجيش اللبناني يوم 13 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب

نجح لبنان الرسمي، إلى حد كبير، نتيجة التدابير السياسية والعسكرية التي اتخذها في الفترة الماضية، في وقف، أو «فرملة»، التصعيد الإسرائيلي الذي كان مرتقباً قبل نهاية العام، رداً على ما تقول تل أبيب إنها محاولات من قبل «حزب الله» لإعادة ترميم قدراته العسكرية. وتلعب واشنطن، راهناً، دوراً أساسياً في الضغط على إسرائيل لإعطاء فرصة للمسار السياسي - الدبلوماسي الذي انطلق مؤخراً مع موافقة الدولة اللبنانية على تطعيم الوفد الذي يفاوض في إطار لجنة وقف النار (الميكانيزم) بشخصية مدنية.

بولا أسطيح (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزف عون خلال استقبال مصطفى مدبولي في بيروت الجمعة (مجلس الوزراء المصري)

تحليل إخباري القاهرة تضغط للحل في لبنان عبر زيارة مدبولي

أكد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى لبنان هدفها اقتصادي، لكنها تحمل هدفاً استراتيجياً وسياسياً يتعلق بدعم لبنان.

هشام المياني (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً عن مشروع قانون الانتظام المالي واستعادة الودائع (رئاسة الحكومة)

سلام يعلن عن إنجاز مسودة قانون «الانتظام المالي» وإعادة الودائع خلال 4 سنوات

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه تم الانتهاء من إنجاز مسودة مشروع قانون معالجة الانتظام المالي واسترداد الودائع خلال 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة المصري في بيروت حاملاً رسالة دعم للمسؤولين اللبنانيين

رئيس الحكومة المصري في بيروت حاملاً رسالة دعم للمسؤولين اللبنانيين

نقل رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي رسالة دعم للجهود التي يقوم بها المسؤولون في لبنان لتحقيق الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)

جعجع يحذّر من مسار «غير مطمئن» ويطلب تدخّل عون لحماية الانتخابات

رفع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، سقف تحذيراته السياسية على خلفية الإنتخابات النيابية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تسوّق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مشروع شروق الشمس» (Project Sunrise)، بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية، وفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد أعدّ فريق يقوده جاريد كوشنر، صهر ترمب، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مسودة مقترح لتحويل القطاع المدمَّر إلى مدينة حديثة. وفي عرضٍ من 32 صفحة بصيغة «باوربوينت»، حافل بصور لأبراج ساحلية عالية إلى جانب رسوم بيانية وجداول تكاليف، يحدّد المخطط خطوات لنقل سكان غزة «من الخيام إلى الشقق الفاخرة»، و«من الفقر إلى الازدهار».

ويحمل العرض صفة «حسّاس لكنه غير سري»، ولا يتضمن تفاصيل حول الدول أو الشركات التي ستموّل إعادة إعمار غزة، كما لا يحدّد على وجه الدقة أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة عرضت الشرائح على دول مانحة محتملة.

غير أن بعض المسؤولين الأميركيين الذين اطّلعوا على الخطة يبدون شكوكاً جدّيةً بشأن مدى واقعيتها. فهم يستبعدون أن توافق حركة «حماس» على نزع سلاحها لبدء تنفيذ الخطة. وحتى في حال حدوث ذلك، يشكّكون في قدرة الولايات المتحدة على إقناع دول ثرية بتحمّل تكلفة تحويل بيئة ما بعد الحرب إلى مشهد حضري عالي التقنية.

في المقابل، يرى آخرون أن الخطة تقدّم «أكثر رؤية تفصيلاً وتفاؤلاً حتى الآن» لما يمكن أن تكون عليه غزة إذا ألقت «حماس» سلاحها وطوت صفحة عقود من الصراع.

 

سلاح «حماس»

قال ستيفن كوك، الزميل لشؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، الذي زار إسرائيل مؤخراً دون أن يطّلع على المسودة: «يمكنهم إعداد ما يشاؤون من عروض الشرائح. لا أحد في إسرائيل يعتقد أنهم سيتجاوزون الوضع الحالي، والجميع متعايش مع ذلك»، وأضاف: «لن يحدث شيء قبل نزع سلاح (حماس). و(حماس) لن تنزع سلاحها، وبالتالي لن يحدث شيء».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مطار وست بالم بيتش بفلوريدا (أ.ب)

وعند طلب تعليق، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترمب «يواصل متابعة الوضع في غزة وخطة السلام»، وأضاف: «ستواصل إدارة ترمب العمل الدؤوب مع شركائنا للحفاظ على سلام دائم ووضع الأسس لغزة مسالمة ومزدهرة».

وحسب المسودة، ستبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 112.1 مليار دولار على مدى عشر سنوات، على أن تلتزم الولايات المتحدة بتقديم منح وضمانات ديون لـ«جميع مسارات العمل المطروحة» خلال تلك الفترة. وبعد ذلك، تتوقع الخطة أن تتمكن غزة من تمويل العديد من المشاريع ذاتياً في السنوات اللاحقة، وأن تبدأ سداد ديونها مع تطوير الصناعة المحلية والاقتصاد عموماً.

وقال مسؤولون إن كوشنر وويتكوف والمستشار في البيت الأبيض جوش غروينباوم ومسؤولين أميركيين آخرين جمعوا المقترح خلال الـ45 يوماً الماضية، مشيرين إلى أنهم تلقّوا مدخلات من مسؤولين إسرائيليين، وأطراف من القطاع الخاص، ومتعاقدين. وإذا انطلق المشروع، يعتزم القائمون عليه تحديث الأرقام ومراجعتها كل عامين تقريباً مع تقدّم التنفيذ.

ويؤكد داعمو المشروع أن ترك غزة من دون تطوير وترك أزمة إنسانية متفاقمة يتفاقم خطرها هو خيار أسوأ بكثير، معتبرين أن تحقيق رؤية ترامب لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» هو البديل الأفضل.

لكن التحديات هائلة. فبعد آلاف الضربات الإسرائيلية خلال حرب إسرائيل - «حماس» التي استمرت عامين، يقدّر المسؤولون أن نحو 10 آلاف جثة لا تزال تحت 68 مليون طن من الأنقاض. والأرض ملوّثة ومليئة بذخائر غير منفجرة، فيما لا يزال مقاتلو «حماس» متحصنين.

وتقرّ الخطة، في الصفحة الثانية وبخط عريض باللون الأحمر، بأن إعادة إعمار غزة مشروطة بأن تقوم «حماس» بـ«نزع السلاح وتفكيك جميع الأسلحة والأنفاق».

 

20 عاماً

وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنه إذا سمحت الظروف الأمنية، فقد يبدأ تنفيذ الخطة خلال شهرين فقط.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو، يوم الجمعة، عن الوضع العام في القطاع: «لن تقنع أحداً بالاستثمار في غزة إذا كان يعتقد أن حرباً أخرى ستندلع بعد عامين أو ثلاثة»، وأضاف: «لدينا ثقة كبيرة بأننا سنحصل على المانحين لجهود إعادة الإعمار والدعم الإنساني على المدى الطويل».

وأشار مسؤولون إلى أن كوشنر وويتكوف وغروينباوم التقوا يوم الجمعة في ميامي مسؤولين من مصر وتركيا وقطر لمناقشة التطورات في غزة.

وتعرض خريطة طريق تمتد لأكثر من 20 عاماً بدء الجهد بإزالة المباني المدمّرة والذخائر غير المنفجرة وأنفاق «حماس»، مع توفير مساكن مؤقتة ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة للسكان. وبعد الانتهاء من التطهير، يبدأ تشييد المساكن الدائمة والمرافق الطبية والمدارس ودور العبادة. ثم تُعبّد الطرق وتُوصل شبكات الكهرباء وتُزرع المحاصيل. ولا تتحقق الأهداف الأطول أمداً - من ممتلكات شاطئية فاخرة ومراكز نقل حديثة - إلا في المراحل اللاحقة.

وسيُنفّذ الإعمار عبر أربع مراحل، تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تتجه شمالاً إلى «مخيّمات الوسط»، وأخيراً إلى العاصمة غزة.

وتتضمن إحدى الشرائح، المعنونة «رفح الجديدة»، تصوراً لجعلها «مقرّ الحوكمة» في غزة وموطناً لأكثر من 500 ألف نسمة، يعيشون في مدينة تضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، و200 مدرسة أو أكثر، وأكثر من 75 منشأة طبية، و180 مسجداً ومركزاً ثقافياً.

وتقدّر الخطة التكلفة الإجمالية بنحو 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، خلال عشر سنوات، يذهب جزء كبير منها في البداية للاحتياجات الإنسانية. وسيُموَّل ما يقل قليلاً عن 60 مليار دولار عبر منح (41.9 مليار دولار) وديون جديدة (15.2 مليار دولار) خلال تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة أن تكون «مرساة» بما لا يقل عن 20 في المائة من الدعم. كما سيضطلع البنك الدولي بدور تمويلي.

جاريد كوشنر وستيف ويتكوف (رويترز)

ومن المتوقع أن تتراجع التكاليف مع بدء غزة في تحقيق إيرادات خلال العقد الثاني من الخطة. وتدعو المقترحات إلى استثمار 70 في المائة من الساحل الغزّي ابتداءً من السنة العاشرة، وتقدّر أن «الريفييرا» الباذخة قد تقود إلى عوائد استثمارية طويلة الأجل تتجاوز 55 مليار دولار.

وقبل دخوله المعترك السياسي، بنى كوشنر مسيرته في مجال العقارات التجارية، مسهماً في إدارة إمبراطورية عائلته العقارية. ورغم دوره في التوسط لـ«اتفاقات أبراهام» خلال الولاية الأولى لترامب، فإن حجم وتعقيد المشروع الجاري في غزة لا يضاهيهما شيء.

ومنذ مغادرته البيت الأبيض في 2021، أعاد كوشنر تموضعه كمستثمر في طيف واسع من الأعمال، وأسّس شركة «أفينيتي بارتنرز» للاستثمار الخاص ومقرها ميامي، التي جمعت أكثر من 3.5 مليارات دولار، جاء معظمها من صناديق ثروة سيادية في الشرق الأوسط.

واستثمرت «أفينيتي» في قطاعات تشمل التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة وإدارة الأصول، بما في ذلك حصص في شركات للتأمين وإدارة الأصول في إسرائيل، ومشاريع تكنولوجية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. كما شارك كوشنر في مشاريع عقارية أخرى، بينها مشروع منتجع فاخر على جزيرة سازان في ألبانيا يهدف إلى تحويلها إلى وجهة متوسطية بارزة.

وفي الشرق الأوسط، لن يبدأ وضع حجر الأساس لـ«مشروع شروق الشمس» إلا في نهاية عملية سلام طويلة وهشّة بين إسرائيل و«حماس». ولا تزال خطة من ثلاث مراحل في «المرحلة الأولى»، إذ لم تسلّم «حماس» بعد آخر رهينة لديها؛ جثمان ران غفيلي. وإذا تم ذلك، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تبدأ انسحابها من غزة في «المرحلة الثانية» مع نزع «حماس» سلاحها وتعهدها بعدم السعي إلى السلطة في القطاع مجدداً. وعندها فقط، ومع خلوّ غزة من مقاتلي «حماس» ومن الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن تبدأ عملية الإعمار متعددة السنوات في «المرحلة الثالثة».

وقد نظرت الولايات المتحدة في مقترحات أخرى مماثلة لغزة، من بينها مشروع «صندوق إعادة تكوين غزة وتسريعها الاقتصادي وتحويلها» (The GREAT Trust)، الذي يقترح تحويل القطاع إلى مدينة عملاقة عالية التقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مع إدارة أميركية أولية وإتاحة انتقال طوعي للفلسطينيين. إلا أن هذا المقترح، الذي كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» في سبتمبر (أيلول)، أعدّه إسرائيليون مؤيدون لخطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات في غزة، بينما تولّى فريق من «بوسطن كونسلتينغ غروب» التخطيط المالي، وقد وُضع قبل وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل و«حماس».

ويقول مسؤولون أميركيون إن «مشروع شروق الشمس» يُظهر انخراط الإدارة المباشر في «بناء دولة» في غزة، حتى لو رفض كبار مساعدي ترامب هذا الوصف. وقال كوك: «إذا كررتَ القول بما يكفي سيصدّقه الناس، وإذا قالوا إنهم لا يقومون ببناء دولة، فهم يأملون أن يصدّقهم الناس. لكنهم يقومون بذلك بالفعل».


السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت)، دعم بلاده الجهود كافة، الرامية لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، عبر الحلول السياسية، مشيراً إلى استعداد مصر لتقديم كل الدعم اللازم للجهود الدولية الجارية لتسويتها.

واستقبل السيسي، اليوم (السبت)، سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، وسيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وفق المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي.

وصرَّح المتحدث، في بيان نشرته الرئاسة المصرية اليوم، بأن الرئيس المصري أشار إلى أهمية مواصلة تعزيز التعاون المشترك، خصوصاً فيما يتعلق بمشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية، إلى جانب ملفات التعاون الاستراتيجي الأخرى بين البلدين.

من جانبه أعرب لافروف عن تطلع روسيا لمواصلة العمل مع الجانب المصري للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين لآفاق أرحب، بالإضافة إلى مواصلة البناء على ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين من تفاهمات لتطوير العلاقات بين الجانبين خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في مايو (أيار) الماضي.

وأشار المتحدث إلى أن السيسي ثمن انعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لـ«منتدى الشراكة روسيا - أفريقيا»، الذي تستضيفه مصر، مؤكداً أهمية المؤتمر للنظر في سبل تعميق الشراكة بين الدول الأفريقية وروسيا الاتحادية، بما في ذلك عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي تحقيقاً للمصالح المشتركة للطرفين، وبما يسهم أيضاً في تعزيز السلم والاستقرار بالقارة الأفريقية.

وأعرب الوزير الروسي عن تقديره لمصر لاستضافتها المؤتمر الوزاري، لافتاً إلى تطلع روسيا كذلك لعقد قمة روسيا والدول العربية خلال العام المقبل.

وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة والسودان وليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد في المنطقة، مع الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومقدرات شعوبها. وفي هذا الإطار أعرب الوزير لافروف عن تقدير بلاده للدور المصري في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، مثمناً التنسيق والتشاور السياسي القائم بين البلدين، ومؤكداً أهمية تكثيف هذا التشاور بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك.


بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

بدأت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم (السبت) بالبحث عن جثامين 55 مواطناً من تحت أنقاض منازل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت «وكالة الصحافة الفلسطينية» (صفا) أن «طواقم الدفاع المدني بدأت عملية البحث عن جثامين 55 شهيداً تحت أنقاض 13 منزلاً مدمراً في خان يونس جنوب القطاع».

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن «طواقم الدفاع المدني، بالتعاون مع مؤسسات دولية، انتشلت جثامين شهداء عائلة فلسطينية من تحت أنقاض منزل في حي الرمال بمدينة غزة».

ووفق الوكالة، فإنه «يوجد تحت أنقاض منازل قطاع غزة ما يزيد على تسعة آلاف شهيد ارتقوا في حرب الإبادة الإسرائيلية على مدار عامين».