رومينيغه: على الأندية الاستفادة من دروس الموسم الماضي في «الأبطال»

كارل هاينز رومينيغه (د.ب.أ)
كارل هاينز رومينيغه (د.ب.أ)
TT

رومينيغه: على الأندية الاستفادة من دروس الموسم الماضي في «الأبطال»

كارل هاينز رومينيغه (د.ب.أ)
كارل هاينز رومينيغه (د.ب.أ)

أشاد كارل هاينز رومينيغه، الرئيس التنفيذي السابق لنادي بايرن ميونيخ الألماني، بالنظام الجديد لمرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وتوقع رومينيغه أن تستفيد الأندية الكبرى، مثل بايرن وباريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني، من دروس النسخة الجديدة الأولى من المسابقة القارية العام الماضي.

كانت الأندية الثلاثة، بالإضافة إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، من بين الفرق التي أخفقت في التأهل مباشرة إلى دور الـ16 بالبطولة، واضطرت لخوض الملحق الفاصل، وهو أمر كانت تفضل تجنبه.

ويفتتح بايرن مشواره في البطولة الأربعاء بمواجهة من العيار الثقيل ضد تشيلسي الإنجليزي، بطل كأس العالم للأندية، في الجولة الأولى من مرحلة الدوري، الذي يشهد خوض 8 مباريات لكل ناد من الفرق الـ36، حيث تتأهل الأندية الـ8 الأولى مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الفرق صاحبة المراكز من الـ9 إلى الـ24 الملحق الفاصل المؤهل لمرحلة خروج المغلوب.

وصرح رومينيغه لـ«وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)» بأنه يفضل النظام الجديد على النظام السابق، الذي كان يتضمن إقامة دور للمجموعات بواقع 4 فرق في كل مجموعة من المجموعات الـ8، حيث كانت الفرق غالباً ما تتأهل قبل جولتين من نهاية هذا الدور.

وأضاف الأسطورة الألماني: «أنا أستمتع هنا بصفتي مشجع كرة قدم. مجرد مشاركة 4 فرق كبرى هي: بايرن ميونيخ، وريال مدريد، ومانشستر سيتي، وباريس سان جيرمان، في الملحق المؤهل للأدوار الإقصائية بالنسخة الأولى أثبت لي مدى روعة وإثارة هذا النظام».

وأوضح رومينيغه: «لقد أدركت الفرق الكبرى ضرورة بذل أقصى جهدها منذ البداية للوصول إلى المراكز الـ8 الأولى؛ لأن هذا ما يريده الجميع».

وتابع: «قبل عام، كان كثير من الأمور لا يزال جديداً، لذلك اتبع بعض الأندية الكبرى نهجاً أعلى مرونة في مباراة أو مباراتين. أتوقع أن تكون هناك استفادة من هذا الدرس المهم الآن».

ويعتقد رومينيغه أن الدور التمهيدي أصبح الآن «أعلى إثارة» بالنسبة إلى الجماهير، مشيراً إلى أنهم «يتفقدون هواتفهم باستمرار ويتساءلون: ما ترتيب بايرن؟ أين ريال مدريد؟ لقد حقق (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - يويفا) انقلاباً حقيقياً بهذا القرار».

وكاد باريس سان جيرمان يخفق في بلوغ الملحق بالنسخة الماضية للمسابقة؛ إذ حسم صعوده فقط في الجولة الأخيرة بمرحلة الدوري، قبل أن يشق طريقه نحو التتويج بلقب المسابقة لأول مرة في تاريخه، في حين جاء بايرن في المركز الـ12، متأخراً بفارق نقطة واحدة عن التأهل المباشر للأدوار الإقصائية.

من جانبه، شدد الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن، على أهمية تجنب خوض الملحق الفاصل، مؤكداً أنه ربما «يغير مجرى الموسم»، حيث تذكر مباراة الفريق البافاري ضد سيلتيك الأسكوتلندي، التي زادت من أعباء العمل وتسببت في بعض الإصابات.

وقال كين إن الفرق تحتاج على الأرجح إلى الفوز في 6 لقاءات من أصل 8 مباريات للوصول إلى المراكز الـ8 الأولى، أو 5 مباريات بالإضافة إلى بعض التعادلات.

في الموسم الماضي، كانت الفرق بحاجة إلى الحصول على 16 نقطة من أجل الوجود في المراكز الـ8 الأولى.

ولا يزال بايرن يبحث عن التتويج ببطولة دوري الأبطال بعدما حمل كأسها آخر مرة عام 2020، لكن رومينيغه كشف عن أنه اختلف مرة واحدة مع أولي هونيس، الرئيس السابق للنادي، الذي صرح مؤخراً بأنه لم يعد يرى العملاق البافاري منافساً قوياً، بل يراه فريقاً دخيلاً مثل هوفنهايم، الذي ينتمي إلى بلدة صغيرة، في الدوري الألماني.

وقال رومينيغه: «لسنا غرباء عن دوري الأبطال على الإطلاق. ربما لسنا دائماً المرشح الأبرز للفوز باللقب، لكن هذا ليس سيئاً».

وأضاف رومينيغه: «إذا نظرنا إلى مباراتينا أمام إنتر ميلان الإيطالي في دور الـ8 الموسم الماضي، فسنجد أننا لم نكن في أفضل حالاتنا، ومع ذلك، كان بإمكاننا التأهل إلى الدور ما قبل النهائي ضد برشلونة الإسباني، وربما حتى إلى النهائي، مثل إنتر».

وأكد رومينيغه أنه ينبغي على بايرن التعامل مع دوري أبطال أوروبا بـ«قدر من الاحترام»، مضيفاً أنه «يجب ألا تكون متعالياً، وإلا فستتلقى صفعة قوية بسرعة. إذا دخلنا البطولة بتركيز وتواضع، فيمكننا تحقيق نتائج رائعة».

وافتتح بايرن مشواره في «الدوري الألماني (بوندسليغا)» على أفضل وجه هذا الموسم، عقب فوزه في مبارياته الثلاث الأولى بالمسابقة، فيما يشدد رومينيغه على قدرة الفريق على تقديم أداء قوي في مباراته الافتتاحية بدوري الأبطال أمام تشيلسي.

وأتم رومينيغه تصريحاته قائلاً: «يمكننا أن نثبت بشكل فوري قدرتنا على الفوز على أبطال العالم للأندية. هذا أمر رائع».


مقالات ذات صلة

«النخبة الآسيوي»: هاتريك «البديل» موخيكا يقود السد لقلب الطاولة على شباب الأهلي

رياضة عربية رافا موخيكا لاعب السد تألق ضد شباب الأهلي (الاتحاد الآسيوي)

«النخبة الآسيوي»: هاتريك «البديل» موخيكا يقود السد لقلب الطاولة على شباب الأهلي

سجل رافا موخيكا لاعب السد ثلاثة أهداف ليقلب الفريق القطري بطل آسيا السابق الطاولة على ضيفه شباب الأهلي الإماراتي بالفوز عليه 4-2.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ديفيد أنشيلوتي مرشح لتدريب بيزا (أ.ف.ب)

بيزا الإيطالي يدرس التعاقد مع ديفيد أنشيلوتي

ذكرت تقارير صحافية أن نادي بيزا الإيطالي يدرس التعاقد مع مدرب جديد خلفاً لمديره الفني ألبرتو جيلاردينو.

«الشرق الأوسط» (بيزا)
رياضة عربية مصطفى محمد أصيب في مواجهة زيمبابوي (أ.ف.ب)

محاولات لتجهيز ثنائي «الفراعنة» لمواجهة جنوب أفريقيا

دخل الجهاز الطبي لمنتخب مصر الأول لكرة القدم في سباق مع الزمن لتجهيز الثنائي محمد حمدي ومصطفى محمد، قبل المواجهة المرتقبة أمام منتخب جنوب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (أغادير)
رياضة عالمية البرازيلي إندريك أعير لليون (أ.ف.ب)

رسمياً... إندريك معاراً من ريال مدريد إلى ليون

أعار ريال مدريد الإسباني مهاجمه البرازيلي إندريك إلى ليون حتى نهاية الموسم بعد توصلهما إلى اتفاق في صفقة مدفوعة الأجر.

«الشرق الأوسط» (ليون)
رياضة سعودية البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد النصر (نادي النصر)

خيسوس يضم رونالدو لأول مرة لقائمة النصر في دوري أبطال آسيا 2

قرر مدرب النصر البرتغالي خورخي خيسوس ضم قائد الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو للمرة الأولى إلى قائمة الفريق المشاركة في معسكره الإعدادي

أحمد الجدي (الرياض)

هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
TT

هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)

وجد ليفربول نفسه أمام ضربة قاسية في توقيت بالغ الحساسية، بعدما تأكد غياب مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك لفترة طويلة عقب خضوعه لجراحة في الكاحل، في لحظة كان فيها الفريق يبدأ بالكاد بلمس ملامح مشروعه الهجومي الجديد بعد صيف مكلف ومضطرب.

الإصابة، التي ستبعد اللاعب عن الملاعب لما لا يقل عن شهرين، أعادت، حسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فتح سلسلة من الأسئلة الفنية والبدنية داخل «أنفيلد»، أكثر مما أعادت الجدل حول لقطة واحدة داخل الملعب.

إيزاك أُصيب أثناء تسجيله هدف التقدم في فوز ليفربول 2 - 1 على توتنهام في شمال لندن، بعد تدخل من المدافع ميكي فان دي فين لحظة تسديده الكرة، حين كانت قدمه مثبتة على الأرض. وبعد خضوعه للفحوص، تبيّن وجود كسر في الكاحل إضافة إلى كسر في عظمة الشظية؛ ما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً أُجري يوم الاثنين.

سلوت كان غاضبا في تصريحاته (أ.ب)

ومع اتضاح حجم الإصابة، بدأ ليفربول يدرك أن الغياب لن يكون قصيراً. أرني سلوت، مدرب الفريق، أوضح لاحقاً أن إيزاك سيغيب «لشهرين على الأقل»، معترفاً بأن الأمر يمثل خيبة أمل كبيرة للاعب ولناديه. وأشار سلوت إلى أن التعامل مع الصفقة منذ البداية كان بمنطق طويل الأمد، قائلاً: «وقَّعنا معه عقداً لست سنوات، وليس لستة أشهر»، في تأكيد على أن النادي لم يكن يتوقع حلاً فورياً، بل مشروعاً يحتاج إلى وقت وصبر.

وفي السياق نفسه، لم يُخفِ سلوت انزعاجه من طبيعة التدخل الذي أدى إلى الإصابة، عادَّاً أن بعض التدخلات، حتى إن بدت قوية، لا تؤدي عادة إلى إصابات خطيرة، بينما رأى أن هذا النوع من الاندفاع يحمل مخاطرة عالية، مشيراً إلى أن تكراره غالباً ما ينتهي بعواقب جسدية جسيمة.

لكن خلف هذا الإحباط، تكمن مفارقة أعمق بالنسبة لليفربول. فإيزاك ليس مجرد لاعب غائب، بل هو أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد انتقاله من نيوكاسل مقابل 125 مليون جنيه إسترليني، ضمن رؤية أراد بها سلوت إعادة تشكيل هوية الفريق الهجومية، وتقليل الاعتماد على محمد صلاح، والتمهيد التدريجي لمرحلة ما بعده.

ليفربول سيعاني كثيرا بسبب غياب إيزاك (رويترز)

المفارقة أن إصابة إيزاك جاءت في اللحظة التي بدأ فيها الانسجام يظهر أخيراً داخل الملعب، خصوصاً مع فلوريان فيرتز، الصفقة الأخرى التي تجاوزت حاجز الـ100 مليون جنيه إسترليني. هدف ليفربول أمام توتنهام كان ثمرة تمريرة من فيرتز وإنهاء من إيزاك، في أول مشهد واضح يعكس الفكرة التي بُني عليها التعاقد مع الثنائي. لكنها كانت أيضاً اللحظة التي انتهت فيها تلك الرؤية مؤقتاً، مع سقوط اللاعب وإدراكه السريع أن الإصابة خطيرة.

الضربة بدت أكثر قسوة في ظل الظروف المحيطة بالفريق. محمد صلاح، البالغ 33 عاماً، يوجد حالياً مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا، وسط غموض يحيط بمستقبله مع ليفربول، وترجيحات متزايدة بأن هذا الموسم قد يكون الأخير له في «أنفيلد»، في ظل اهتمام سعودي محتمل، إضافة إلى عدم انسجامه الكامل مع متطلبات سلوت التكتيكية.

من الناحية البدنية، لم تكن علامات الاستفهام حول إيزاك جديدة. اللاعب السويدي عانى الموسم الماضي من تذبذب الجاهزية، ولم يشارك في فترة الإعداد مع نيوكاسل، ثم تدرب منفرداً لفترات طويلة قبل انتقاله إلى ليفربول في اليوم الأخير من سوق الانتقالات. هذا المسار انعكس على أرقامه مع «الريدز»؛ إذ خاض 16 مباراة فقط، سجل خلالها ثلاثة أهداف، ولم يُكمل أي مباراة كاملة.

سلوت اعترف بأن الفترة الماضية كانت «صعبة ومعقدة للغاية» بالنسبة للاعب، موضحاً أن اللعب في الدوري الإنجليزي يتطلب جاهزية بدنية عالية، وأن الوصول إلى هذه المرحلة استغرق أشهراً؛ ما يجعل الإصابة في هذا التوقيت تحديداً أكثر إيلاماً، لأنها جاءت لحظة كان فيها إيزاك يقترب من المستوى الذي دفع النادي إلى الاستثمار فيه. ومع خروج المهاجم السويدي من الحسابات، يتحول العبء الهجومي بشكل أكبر نحو هوغو إيكيتيكي، الذي قدم مستويات مشجعة منذ انضمامه من آينتراخت فرانكفورت، لكنه لم يكن الخيار الذي بُنيت عليه الرؤية الأساسية. وفي ظل رحيل داروين نونيز، وخروج لويس دياز، والتغير الجذري في خط الهجوم، تبدو خيارات ليفربول محدودة أكثر مما كان مخططاً له.

في المقابل، حاول ديل جونسون، مراسل قضايا كرة القدم في شبكة «بي بي سي» البريطانية، تهدئة الجدل حول لقطة الإصابة، عادَّاً أن قسوة النتيجة لا تعني بالضرورة وجود مخالفة جسيمة. وأوضح أن فان دي فين تحرك لإغلاق المساحة أمام التسديدة، وأن القدم المصابة هي قدم التسديد التي ثبتها إيزاك لحظة التنفيذ، قبل أن تهبط بين ساقي المدافع؛ ما يجعل الإصابة أقرب إلى نتيجة مؤسفة لتصادم طبيعي، لا إلى تدخل يستوجب بطاقة حمراء.

وتابع: «ومن المهم النظر إلى كيفية قيام فان دي فين بالتدخل، وكذلك إلى الطريقة التي تعرَّض بها إيزاك للإصابة. فعندما أطلق إيزاك تسديدته، انزلق فان دي فين في محاولة لصد الكرة».

والنقطة الحاسمة أن القدم التي تعرضت للإصابة هي قدم التسديد، بعدما ثبَّتها إيزاك على الأرض وقد هبطت القدم بين ساقي فان دي فين، وهو ما يبدو أنه السبب في إصابة المهاجم السويدي. ولو كان فان دي فين قد تدخل على القدم الثابتة لإيزاك، أو قام بعرقلة مباشرة، لكان النقاش مختلفاً تماماً. لكن فان دي فين تحرك لإغلاق المساحة أمام التسديدة، وكان التدخل حقيقياً ولا ينبغي عدّه بطاقة حمراء، وهذا لا يعني أن المدافع لا يمكن طرده إذا حاول إيقاف تسديدة واصطدم بالمهاجم بعنف.

ويمكن الاستشهاد بكسر الساق المزدوج الذي تعرَّض له لوك شو لاعب مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن عام 2015؛ فقد اندفع شو داخل المنطقة للتسديد عندما اصطدم به هيكتور مورينو، وأطاح قدمه الثابتة في تدخل مقصٍ.

وجاء ذلك قبل تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، ولم يُحتسب حتى ركلة جزاء، فضلاً عن البطاقة الحمراء. لكن مثل هذا التدخل كان سيؤدي الآن إلى طرد اللاعب، أما تدخل فان دي فين، فيبدو أقرب إلى تصادم عرضي ناتج من تصرف دفاعي طبيعي وبين الإحباط الفني والتحليل التحكيمي، تبقى الحقيقة الأوضح أن ليفربول خسر لاعباً كان يُفترض أن يكون محور مشروعه الجديد، في موسم بدا منذ بدايته مليئاً بالتقلبات.


برشلونة يبحث عن مهاجم رقم 9 لخلافة ليفاندوفسكي

هاري كين (أ.ب)
هاري كين (أ.ب)
TT

برشلونة يبحث عن مهاجم رقم 9 لخلافة ليفاندوفسكي

هاري كين (أ.ب)
هاري كين (أ.ب)

ينتهي عقد مهاجم برشلونة روبرت ليفاندوفسكي في الصيف المقبل، والتوقعات داخل أروقة النادي تشير إلى أنه سيرحل في صفقة انتقال حر. وإذا حدث ذلك، فسيجد برشلونة نفسه مضطراً لدخول سوق الانتقالات بحثاً عن مهاجم من الطراز الرفيع، ليعوض «أفضل مهاجم رقم 9 في العقد الأخير»، كما وصفه المدرب هانزي فليك في مؤتمر صحافي الموسم الماضي، وهو يتحدث عن اللاعب البالغ 37 عاماً.

تصعب المبالغة في تقدير التأثير التحويلي الذي أحدثه ليفاندوفسكي منذ انتقاله من بايرن ميونيخ في صيف 2022. فقد كان برشلونة قد أمضى ثلاثة مواسم دون التتويج بلقب الدوري، وأنهى موسم 2021-2022 برصيد 73 نقطة فقط، وهو أدنى حصاد له منذ موسم 2007-2008، أي قبل تولي بيب غوارديولا القيادة الفنية.

منذ ذلك الحين، تُوج برشلونة بلقب الدوري مرتين، الأولى تحت قيادة تشافي في موسم 2022-2023، والثانية في الموسم الماضي خلال أول مواسم فليك مدرباً للفريق، وكان ليفاندوفسكي في قلب هذين التتويجين بفضل غزارته التهديفية الحاسمة. فقد سجل 109 أهداف في 165 مباراة بقميص برشلونة.

جوليان ألفاريز (أ.ف.ب)

لكن التأثير لم يكن محصوراً في حسه التهديفي فقط. فمتوسط أعمار التشكيلات الأساسية لبرشلونة في الدوري هذا الموسم يبلغ 25.3 عام، وهو الأصغر بين جميع فرق الليغا. خبرة ليفاندوفسكي الطويلة في أعلى المستويات ساعدت على توفير الذهنية الانتصارية، والخبرة اللازمة لقيادة هذا الجيل الشاب، وإعادته إلى القمة.

العثور على بديل جاهز ليست مهمة سهلة. سوق المهاجمين من الطراز العالمي محدود للغاية، وغالبية الأسماء البارزة مرتبطة بعقود طويلة مع أندية النخبة. ويزيد من تعقيد الأمر الوضع المالي المتقلب لبرشلونة، ما يجعل من الصعب تحديد حجم الميزانية المتاحة للنادي في الصيف المقبل.

انطلاقاً من ذلك، حددت شبكة «The Athletic»، أربعة خيارات محتملة، تتراوح بين أهداف من الصف الأول، وخيارات أكثر واقعية من الناحية المالية.

لو لم يكن المال عائقاً، لكان مهاجم أتلتيكو مدريد جوليان ألفاريز هو الصفقة الحلم لرئيس برشلونة خوان لابورتا، كما سبق أن أشارت «ذا أتلتيك». السبب واضح، إذ تألق ألفاريز في إسبانيا منذ انتقاله من مانشستر سيتي في أغسطس (آب) الماضي، وسرعان ما برر قيمته البالغة 95 مليون يورو.

المدرب دييغو سيميوني لم يخفِ إعجابه بالدولي الأرجنتيني، واصفاً إياه بأنه «أفضل لاعب» في الفريق، و«صانع الفارق»، عقب تسجيله ثلاثية في الفوز 3-2 على رايو فايكانو في سبتمبر (أيلول). ومنذ بداية الموسم الماضي، لم يسجل في الليغا أهدافاً أكثر من ألفاريز (24 هدفاً) سوى ثلاثة لاعبين فقط، بينهم ليفاندوفسكي نفسه.

ليفاندوفسكي (أ.ب)

غير أن ألفاريز يقدم خصائص تختلف عن ليفاندوفسكي. فبينما يتميز البولندي بحركته الذكية الهادئة من دون كرة، يعتمد ألفاريز على طاقة عالية، وضغط مكثف عند فقدان الاستحواذ. الضغط العكسي عنصر أساسي في فلسفة برشلونة، خصوصاً مع الخط الدفاعي المتقدم الذي يفضله فليك، وهو ما جعل الفريق عرضة للاختراق هذا الموسم. هنا تبرز قيمة ألفاريز القادر على العودة، والضغط لتقليل هذه الثغرات، فضلاً عن مساهمته في تخفيف العبء البدني عن لاعبين مثل لامين جمال. لكن أتلتيكو مدريد يدرك جيداً قيمة لاعبه، وأي محاولة لضمه ستتطلب مبلغاً ضخماً. وإذا كان فليك يبحث عن مهاجم رقم 9 صريح، فقد لا يكون ألفاريز الخيار المثالي، نظراً لبنيته الجسدية الأخف، واعتياده اللعب إلى جانب مهاجم أقوى بدنياً مثل ألكسندر سورلوث. إحدى أقل مبارياته تأثيراً هذا الموسم جاءت أمام برشلونة، حين لعب بوصف أنه مهاجم وحيد، وعانى في تقديم حلول هجومية.

هنا يبرز خيار مهاجم أكثر حضوراً بدنياً داخل منطقة الجزاء، وقادر على شغل المدافعين، وفتح المساحات للأطراف، كما يفعل ليفاندوفسكي. من بين الأسماء المشابهة في أسلوب اللعب يظهر مهاجم بورنموث إيفانيلسون على أنه خيار أقل تكلفة.

أرقامه التهديفية لا تبدو مقنعة، إذ سجل 12 هدفاً فقط منذ بداية الموسم الماضي، وأهدر فرصاً كبيرة مقارنة بالأهداف المتوقعة، وهو ما قد لا يكون مقبولاً في «كامب نو». لكن مدربه أندوني إيراولا يشيد دائماً بمجهوده الشامل، مؤكداً أن تأثيره يتجاوز التسجيل، بفضل ضغطه القوي، وقدرته على الالتحام، وربط اللعب.

وماذا عن خيار يجمع بين حس المهاجم الصريح وإبداع صانع الألعاب؟ هنا يبرز اسم هاري كين. مهاجم بايرن ميونيخ، فقد تطور دوره منذ انتقاله إلى الدوري الألماني، حيث بات يسقط أعمق لصناعة اللعب، مع الحفاظ على معدله التهديفي المرتفع، مسجلاً 30 هدفاً في 25 مباراة هذا الموسم.

رغم أن كين، الذي سيبلغ 33 عاماً في يوليو (تموز)، لا يُظهر رغبة في الرحيل، فإن عقده الذي يتضمن شرطاً جزائياً بقيمة 65 مليون يورو قد يصبح سارياً في الصيف. إذا فُعل هذا الشرط، فقد يجد برشلونة نفسه أمام حل جاهز، وربما ضمن قدراته المالية.

والخيار الأكثر مخاطرة في القائمة هو المهاجم الشاب سامو أغيهوا، البالغ 21 عاماً، والذي يقدم موسماً لافتاً مع بورتو بتسجيله تسعة أهداف في 14 مباراة بالدوري البرتغالي. صحيح أن التألق في البرتغال لا يترجم دائماً إلى نجاح في مستوى أعلى، لكن إمكاناته واضحة.

أسلوب لعبه يعتمد على القوة، والاندفاع داخل المنطقة، مع تركيز أقل على التراجع، وصناعة اللعب. لا يزال بحاجة إلى صقل مهاراته، لكن قوته البدنية، وحسه التهديفي يجعلان منه مشروع مهاجم كبير. وقد لا يكون جاهزاً فوراً لقيادة هجوم برشلونة، إلا أن وجود فيران توريس، الذي سجل 11 هدفاً هذا الموسم، قد يمنح النادي هامشاً للمراهنة على التطوير طويل الأمد. إذا كان إيجاد بديل مطابق تماماً لليفاندوفسكي مهمة شبه مستحيلة، ومكلفة، فإن الاستثمار في الموهبة، مع توزيع المسؤولية الهجومية، قد يكون الطريق الأنسب لبرشلونة في سعيه لبناء مهاجمه رقم 9 القادم.


«كأس أمم أفريقيا»: الجزائر تختبر ضغوط البداية... وكوت ديفوار تدافع عن اللقب

جانب من تدريبات منتخب الكاميرون (اتحاد الكاميرون في فيسبوك)
جانب من تدريبات منتخب الكاميرون (اتحاد الكاميرون في فيسبوك)
TT

«كأس أمم أفريقيا»: الجزائر تختبر ضغوط البداية... وكوت ديفوار تدافع عن اللقب

جانب من تدريبات منتخب الكاميرون (اتحاد الكاميرون في فيسبوك)
جانب من تدريبات منتخب الكاميرون (اتحاد الكاميرون في فيسبوك)

تتجَّه الأنظار،الأربعاء، إلى 4 مواجهات محورية في افتتاح منافسات دور المجموعات لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب، حيث تحمل مباريات الجزائر والسودان ضمن المجموعة الخامسة، وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية في المجموعة ذاتها، إلى جانب مواجهتَي كوت ديفوار وموزمبيق، والكاميرون والغابون في المجموعة السادسة، أبعاداً تتجاوز حسابات النقاط المبكرة، لتلامس التاريخ والضغوط النفسية واختبارات الشخصية في بطولة لا تعترف بهوامش الخطأ.

في الرباط، وعلى «ملعب مولاي الحسن»، يستهل المنتخب الجزائري مشواره بمواجهة السودان في لقاء يحمل ثقل الماضي القريب قبل الحاضر. فـ«محاربو الصحراء» يدخلون نسخة المغرب 2025 وهم تحت ضغط الخروج الصادم من دور المجموعات في النسختين الماضيتين، وهو واقع أعاد فتح النقاش داخل الشارع الرياضي الجزائري حول سقف الطموحات، خصوصاً بعد إعلان الهدف الرسمي بـ«تجاوز الدور الأول». وبين مَن رأى في ذلك تقليلاً من قيمة منتخب مُتوَّج باللقب مرتين، ومن عدّه طرحاً واقعياً لتخفيف الضغط، حافظ المدرب البوسني - السويسري، فلاديمير بيتكوفيتش على نبرة دبلوماسية، مكتفياً بالتأكيد على السعي للفوز في كل مباراة والذهاب إلى أبعد مدى ممكن.

لاعبو الجزائر خلال التحضيرات (الاتحاد الجزائري - إنستغرام)

تاريخياً، لم يخسر المنتخب الجزائري أمام السودان في 8 مواجهات سابقة بمختلف البطولات، محققاً 4 انتصارات و4 تعادلات، مع أفضلية هجومية واضحة. لكن المباراة تمثل أول مواجهة رسمية بينهما في تاريخ كأس أمم أفريقيا، ما يضفي عليها بعداً جديداً. ويستند التفاؤل الجزائري أيضاً إلى سجل أفضل حين تُقام البطولة في شمال أفريقيا، حيث تُوِّج منتخب الجزائر باللقب مرتين وحقق مركزاً ثالثاً في نسخة سابقة بالمغرب. وتضم قائمة بيتكوفيتش مزيجاً من الخبرة والطموح، مع أسماء تسعى لمعادلة رقم قياسي في عدد المشاركات القارية، في اختبار لقيادة المرحلة واستعادة التوازن منذ صافرة البداية.

في المقابل، يعود منتخب السودان إلى النهائيات لأول مرة منذ 2021، وهو يدرك صعوبة المجموعة التي تضم الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية. ورغم تاريخه العريق بوصفه أحد مؤسِّسي البطولة، فإن سجله الحديث لا يمنحه أفضلية، إذ لم يسجل أهدافاً في مبارياته الافتتاحية الـ3 الأخيرة، واكتفى بـ4 أهداف فقط في التصفيات. ومع ذلك، فإن المدرب كواسي أبياه يمتلك خبرةً نهائياتيةً مُعتبَرة، ولم يخسر سوى مرة واحدة في اللعب المفتوح خلال مشاركاته السابقة، ما يمنح السودان أمل التنظيم والانضباط ومحاولة استغلال أي هفوة.

رياض محرز (الاتحاد الجزائري - إنستغرام)

وعلى «ملعب محمد الخامس» في الدار البيضاء، يلتقي منتخبا بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية في مواجهة لا تقل أهمية ضمن المجموعة الخامسة. مباراة تجمع منتخبين اعتادا تقديم مستويات قوية في السنوات الأخيرة، رغم اختلاف المسار التاريخي. تاريخ المواجهات يميل إلى التوازن، مع تعادلين سلبيَّين سابقين وفوز وحيد لبوركينا فاسو في لقاء ودي، بينما يحسب لمنتخب «الخيول» حفاظه على نظافة شباكه في جميع مبارياته أمام غينيا الاستوائية.

يدخل منتخب بوركينا فاسو مشاركته الـ14 مواصلاً حضوره المنتظم، مستنداً إلى سجل محترم في العقد الأخير، بلغ خلاله النهائي مرة، واحتلَّ مراكز متقدمة في نسخ متعددة. ويقوده المدرب المخضرم براما تراوري، الذي يملك خبرةً طويلةً مع المنتخبات، ويعتمد على توليفة تجمع بين القوة البدنية والانضباط التكتيكي، يقودها برتراند تراوري، إلى جانب أسماء بارزة أخرى. أما غينيا الاستوائية، «الرعد الوطني»، فتواصل حضورها للمرة الخامسة، وقد تجاوزت دور المجموعات في جميع مشاركاتها السابقة، وبلغت ذروة إنجازاتها بحلولها بالمركز الرابع في نسخة 2015. ورغم اضطرابات إدارية وفنية سبقت البطولة، فإن الفريق يبقى قادراً على المفاجأة، مستنداً إلى سجل قوي في دور المجموعات وسلسلة مباريات دون هزيمة في هذا الدور.

وفي المجموعة السادسة، تبدأ كوت ديفوار حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة موزمبيق، وسط طموح أن تصبح أول منتخب يحتفظ بالكأس منذ تتويج مصر المتتالي قبل 15 عاماً. «الفيلة» يدخلون البطولة بعد مسار استثنائي في النسخة الماضية، تحوّلوا خلاله من حملة مجموعات صعبة إلى لقب تاريخي، وهو ما منح المدرب إيمرس فاي مكانة خاصة. ورغم الانتقادات التي رافقت اختيارات التشكيلة، فإن فاي دافع عن قراراته، مؤكداً أن إعداد القائمة يخضع لعوامل داخل الملعب وخارجه، وأن العودة إلى بعض الأسماء جاءت بناءً على القدرة على صناعة الفارق والخبرة.

رياض محرز (الاتحاد الجزائري - إنستغرام)

في المواجهة الأخرى بالمجموعة ذاتها، يلتقي الكاميرون والغابون في اختبار لا يخلو من التعقيد. ورغم المشكلات التي أحاطت بالمنتخب الكاميروني مؤخراً، يُرجَّح أن يشكل تهديداً حقيقياً في المجموعة، في حين يملك منتخب الغابون عناصر هجومية قادرة على الإزعاج، مع إدراك أن المجموعة وُصفت بـ«مجموعة الموت»، وأن النجاة منها قد تكون مؤشراً على القدرة على الذهاب بعيداً في البطولة.

بهذه المواجهات الـ4، تنطلق «أمم أفريقيا 2025» بإيقاع مرتفع، حيث تتقاطع الحسابات الفنية مع الضغوط التاريخية، ويصبح الفوز المبكر أكثر من 3 نقاط؛ إنه رسالة نوايا في بطولة تعد بكثير من الندية والإثارة منذ يومها الأول.