رياضة الدراجات تعيش هاجس الاحتجاجات بعد فوضى طواف إسبانيا

هذه الأحداث كانت حالات معزولة ولا يمكن مقارنتها بحجم المظاهرات الكبيرة (أ.ف.ب)
هذه الأحداث كانت حالات معزولة ولا يمكن مقارنتها بحجم المظاهرات الكبيرة (أ.ف.ب)
TT

رياضة الدراجات تعيش هاجس الاحتجاجات بعد فوضى طواف إسبانيا

هذه الأحداث كانت حالات معزولة ولا يمكن مقارنتها بحجم المظاهرات الكبيرة (أ.ف.ب)
هذه الأحداث كانت حالات معزولة ولا يمكن مقارنتها بحجم المظاهرات الكبيرة (أ.ف.ب)

تعيش رياضة الدراجات الهوائية مرحلة من الصدمة والتساؤلات، عقب نهاية فوضوية لطواف إسبانيا، حيث ألغيت المرحلة الأخيرة قبل 50 كيلومتراً من الوصول إلى العاصمة مدريد، ليُمنح اللقب في مشهد غير معتاد داخل موقف للسيارات في أحد الفنادق.

وشهد السباق الممتد لثلاثة أسابيع، ويُعدّ من الجولات الكبرى الثلاث لرياضة الدراجات الهوائية، سلسلة من الاضطرابات المتكررة بسبب مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، أشعلها وجود فريق «إسرائيل بريميير-تيك» ضمن الفرق المشاركة في الطواف.

وقال متحدث باسم الحكومة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن نحو مائة ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات التي رافقت المرحلة الأخيرة، تلت تجمعات أخرى لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين خلال السباق.

وتوقفت المرحلة قبل أوانها، حيث اضطر الدنماركي يوناس فينغيغارد المُتوّج باللقب إلى الاكتفاء بمنصة تتويج مرتجلة.

بالنسبة للاتحاد الدولي للدراجات (يو سي آي)، الهيئة الإدارية الأعلى لهذه الرياضة في العالم، ولمنظمي السباقات، فقد سلّطت هذه التحركات لناشطين الضوء على الفجوات، والهشاشة التنظيمية، خصوصاً أن السباق يمتد على مسافات طويلة، ويُقام على طرق عامة مفتوحة أمام الجمهور.

طواف إسبانيا واجه توقفات كثيرة بسبب الاحتجاجات (أ.ف.ب)

وبدأ الخوف يتسلل نحو السباقات المستقبلية، وتحديداً سباق طوّاف فرنسا لعام 2026، والذي يبدأ بثلاث مراحل في إسبانيا انطلاقاً من برشلونة.

قال مدير طواف إسبانيا، خافيير غييّن الاثنين: «نأمل في أن يكون النزاع في غزة قد حُلّ بحلول موعد انطلاق طواف فرنسا».

ولم يكن طوّاف إسبانيا السباق الأول الذي يشهد اضطرابات من هذا النوع.

ففي مايو (أيار) الماضي قام متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين بمدّ حبل عبر الطريق قبيل نهاية المرحلة الخامسة عشرة من طواف إيطاليا في مدينة نابولي لعرقلة المتسابقين.

وفي يوليو (تموز) قام رجل يرتدي قميصاً كُتب عليه «إسرائيل خارج الطواف» بالتشويش على نهاية المرحلة الحادية عشرة من طواف فرنسا في مدينة تولوز.

إلا أن هذه الأحداث كانت حالات معزولة، ولا يمكن مقارنتها بحجم المظاهرات الكبيرة التي حصلت في إسبانيا، حيث تحظى القضية الفلسطينية بتضامن واسع.

وعبّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي تحدث عن «الإبادة الجماعية في غزة» عن «إعجابه العميق» بالمتظاهرين، ودعا إلى فرض حظر رياضي على إسرائيل، وهو موقف أثار غضب الاتحاد الدولي للدراجات الاثنين، والذي أكد أن هذا الموقف «يشكك في قدرة إسبانيا على استضافة الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى».

وتبرز مخاوف حقيقية لدى الدراجين من أن يكون سباق طواف إسبانيا قد أرسى قاعدة للسباقات المستقبلية.

نحو مائة ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات وتلت تجمعات أخرى لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين (أ.ف.ب)

وكتب الدرّاج البولندي المخضرم ميشال كفياتكوفسكي على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأحد: «من الواضح للجميع أن سباق الدراجات يمكن أن يُستخدم منصة فعّالة للاحتجاجات، والمرة المقبلة ستكون الأمور أسوأ، لأن أحداً سمح بحدوث ذلك، وتجاهل الأمر».

وأضاف: «هذا أمر سيئ جداً لرياضة الدراجات، لأن المتظاهرين تمكنوا من تحقيق ما أرادوه. لا يمكننا التظاهر بأن شيئاً لم يحدث».

ويبدو أن طواف فرنسا، السباق الأبرز في العالم، سيكون الهدف التالي عندما ينطلق في يوليو (تموز)، لا سيما أن فريق «إسرائيل بريميير-تيك»، المصنّف في المركز الثالث عشر عالمياً، سيكون مدعواً بشكل تلقائي إلى جميع السباقات البارزة في الروزنامة السنوية.

ورغم أنّ الفريق أزال كلمة «إسرائيل» من قمصانه خلال مراحل عدة من طواف إسبانيا، لكنه رفض تماماً الاستسلام، أو الانسحاب.

ودعا العديد من الدراجين من فرق أخرى إلى انسحاب الفريق الذي أسّسه الملياردير الإسرائيلي-الكندي سيلفان أدامز والذي يحبّ وصف نفسه بسفير إسرائيل.

ورأى مدير السباق أن خطوة الانسحاب ستساعد على تهدئة الأوضاع، لكنه أضاف أن القرار يعود للاتحاد الدولي للرياضة.

وأوضح غييّن الاثنين: «قمنا بإبلاغ الاتحاد الدولي للدراجات بالأوضاع، وقد اتخذوا موقفاً من خلال بيان يدعم بقاء فريق إسرائيل بريميير-تيك في السباق».

من جهته، أعرب الاتحاد الدولي للدراجات في بيانه عن «رفضه التام وقلقه العميق» تجاه الأحداث التي رافقت طواف إسبانيا هذا العام، واصفاً إياها بأنها «انتهاك خطير للميثاق الأولمبي، والمبادئ الأساسية للرياضة».


مقالات ذات صلة

لامين جمال في صدارة أهداف رسائل الكراهية بعد استبعاده من منتخب إسبانيا

رياضة عالمية لامين جمال (رويترز)

لامين جمال في صدارة أهداف رسائل الكراهية بعد استبعاده من منتخب إسبانيا

كشفت بيانات «المرصد الإسباني لمكافحة العنصرية، وكراهية الأجانب» (أوبيراكس) أن الدولي الإسباني لامين جمال لاعب برشلونة كان الهدف الرئيس لرسائل الكراهية.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية هاري كين (أ.ف.ب)

صراع العمالقة يشتعل على الحذاء الذهبي الأوروبي

يشتد سباق التتويج بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي مع اقتراب الموسم الكروي 2025-2026 من منتصفه في ظل منافسة مفتوحة تضم نخبة من أبرز هدافي القارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماكولي بون (رويترز)

مهاجم مالدون الزيمبابوي بون على موعد محتمل مع صلاح في كأس أفريقيا

مثل لاعب ينتظر هدية عيد الميلاد التي طالما حلم بها، يعيش ماكولي بون حالة خاصة من الترقب الممزوج بالحماس، محاولاً ضبط مشاعره قبل خوض التجربة الأهم في مسيرته.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (رويترز)

غوارديولا يطالب لاعبي مانشستر سيتي بالاعتدال في عشاء عيد الميلاد

سيحظى لاعبو مانشستر سيتي بثلاثة أيام بعيداً عن كرة القدم للاستمتاع بعطلة عيد ​الميلاد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية إبراهيم دياز (أ.ف.ب)

دياز: محبة الجماهير تعطيني الدافع للتوهج مع منتخب المغرب

عبّر إبراهيم دياز، صاحب أول هدف في بطولة كأس أمم أفريقيا وأفضل لاعب في مباراة الافتتاح، عن سعادته بفوز المنتخب المغربي على نظيره جزر القمر بهدفين دون رد.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

لامين جمال في صدارة أهداف رسائل الكراهية بعد استبعاده من منتخب إسبانيا

لامين جمال (رويترز)
لامين جمال (رويترز)
TT

لامين جمال في صدارة أهداف رسائل الكراهية بعد استبعاده من منتخب إسبانيا

لامين جمال (رويترز)
لامين جمال (رويترز)

كشفت بيانات «المرصد الإسباني لمكافحة العنصرية، وكراهية الأجانب» (أوبيراكس) أن الدولي الإسباني لامين جمال، لاعب برشلونة، كان الهدف الرئيس لرسائل الكراهية في المجال الرياضي على شبكات التواصل الاجتماعي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ استحوذ وحده على 6 في المائة من إجمالي هذه الرسائل، وذلك وفقاً لصحيفة «ماركا» الإسبانية.

وأوضح المرصد أنه رصد ما مجموعه 39054 رسالة ذات طابع عنصري، أو معادٍ للأجانب على شبكات التواصل الاجتماعي خلال شهر نوفمبر، جرى حذف 51 في المائة منها من قبل المنصات الرقمية.

وأشار التقرير إلى أن لامين جمال عاد ليتصدر قائمة المستهدفين بهذه الهجمات في الوسط الرياضي، عقب استبعاده من قائمة المنتخب الإسباني يوم 11 نوفمبر، بعد خضوعه «لإجراء تدخلي باستخدام تقنية الترددات الراديوية لعلاج آلام في منطقة أسفل الظهر»، من دون علم الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وفق ما ورد في البيان، وأعقب ذلك سيل من الرسائل المسيئة.

وبحسب النشرة الشهرية الأخيرة الصادرة عن المرصد الإسباني لمكافحة العنصرية، وكراهية الأجانب، ارتفع العدد التراكمي للرسائل ذات المحتوى العنصري، أو المعادي للأجانب التي تم رصدها على شبكات التواصل الاجتماعي إلى 779198 رسالة، بعد إضافة ما جرى تسجيله خلال شهر نوفمبر.

وخلال هذا الشهر، تم حذف 51 في المائة من محتوى الكراهية الذي جرى رصده، ليصبح نوفمبر الشهر الذي شهد أعلى معدل حذف، متقدماً على شهر يوليو (تموز)، الذي شهد ارتفاعاً حاداً في الأرقام بسبب أحداث وقعت في بلدة توري باتشيكو.

وبيّن التقرير أن «إنستغرام» سجل أدنى معدل حذف لمحتويات الكراهية العنصرية، والمعادية للأجانب بنسبة 25 في المائة فقط، فيما تصدرت «تيك توك» القائمة بنسبة حذف بلغت 79 في المائة، تلتها منصة «إكس» بنسبة 65 في المائة، ثم «فيسبوك» بنسبة 59 في المائة، بينما قامت «يوتيوب» بحذف 28 في المائة من هذه المحتويات.

وأوضح المرصد أن الخطاب العدائي على شبكات التواصل خلال شهر نوفمبر تركز بشكل رئيس على الأشخاص القادمين من شمال أفريقيا، إذ وُجه 76 في المائة من الرسائل العنصرية إليهم، بزيادة قدرها 16 نقطة مئوية مقارنة بالشهر السابق، كما أن 13 في المائة من هذه الرسائل تضمنت دعوات صريحة إلى طرد المهاجرين.

وأضاف التقرير أن الرسائل التي تُجرد الأجانب من إنسانيتهم كانت الأكثر شيوعاً، إذ شكلت 69 في المائة من إجمالي محتوى الكراهية، بزيادة بلغت 24 نقطة مئوية مقارنة بشهر أكتوبر (تشرين الأول)، محذراً من خطر تطبيع هذه السلوكيات التمييزية في الفضاء الرقمي.

وأكد المرصد أن مسألة الأمن المجتمعي ترسخت بوصفها المحرك الرئيس لخطاب الكراهية، حيث إن 74 في المائة من الرسائل التي جرى رصدها خلال نوفمبر تناولت هذا الموضوع.


ليفربول قلق من إصابة إيزاك بكسر في الساق

ألكسندر إيزاك (إ.ب.أ)
ألكسندر إيزاك (إ.ب.أ)
TT

ليفربول قلق من إصابة إيزاك بكسر في الساق

ألكسندر إيزاك (إ.ب.أ)
ألكسندر إيزاك (إ.ب.أ)

ينتظر ليفربول حامل اللقب، نتائج الفحوصات التي يخشى أن تؤكد إصابة مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك، بكسر في الساق تعرّض له خلال الفوز على توتنهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وفقاً لما أفادت به تقارير، الاثنين.

وأصيب المهاجم السويدي القادم إلى «ريدز» بصفقة قياسية خلال تسجيله الهدف الافتتاحي لفريقه 2 - 1 السبت، في لندن، إثر تدخل من مدافع توتنهام، الهولندي ميكي فان در فين.

ولم يستطع إيزاك (26 عاماً) الذي دخل في الشوط الثاني بديلاً، الاحتفال مع زملائه، وغادر الملعب وسط انزعاج واضح.

وأقرّ مدرب ليفربول، الهولندي أرنه سلوت، بأن الإصابة «لا تبدو شيئاً جيداً».

وأوضح: «إذا كان اللاعب لا يحاول حتى العودة، فهذا عادة ليس بالأمر الجيد، لكن لا يمكنني قول أكثر من ذلك».

وأضاف: «هذا مجرد شعور داخلي وليس شيئاً طبياً... دعونا نكن أقل سلبية في الوقت الحالي. لا نعرف بعد. نأمل في أن يعود معنا قريباً».

وأفادت تقارير صادرة عن «ذي أتلتيك» و«سكاي سبورتس» الاثنين، بأن ليفربول يخشى أن يكون إيزاك قد تعرّض لكسر في الساق، ما يعني حكماً غيابه لفترة طويلة.

وواجه إيزاك بداية بطيئة في «أنفيلد»، حيث سجل 3 أهداف في 16 مباراة خاضها منذ انتقاله من نيوكاسل مقابل 168 مليون دولار أميركي، في رقم قياسي بريطاني في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية.

وتُشكّل إصابة المهاجم السويدي نكسة إضافية لسلوت، في ظل انشغال مهاجمه النجم محمد صلاح بالمشاركة مع المنتخب المصري في كأس أمم أفريقيا، وعدم جاهزية الهولندي كودي خاكبو حتى مطلع العام الجديد بسبب إصابة عضلية.

ويتبقى لسلوت خياران في الهجوم؛ هما الفرنسي أوغو إيكيتيكي الذي سجّل 5 أهداف في آخر 4 مباريات، والإيطالي فيديريكو كييزا قليل المشاركات.

ويحتل ليفربول حالياً المركز الخامس في ترتيب الدوري الممتاز بعد سلسلة من 5 مباريات بلا هزيمة.


«دورة أستراليا»: كيريوس ما زال ينتظر بطاقة دعوة للمشاركة

نيك كيريوس (أ.ف.ب)
نيك كيريوس (أ.ف.ب)
TT

«دورة أستراليا»: كيريوس ما زال ينتظر بطاقة دعوة للمشاركة

نيك كيريوس (أ.ف.ب)
نيك كيريوس (أ.ف.ب)

أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة أستراليا المفتوحة للتنس، اليوم الاثنين، منح 4 بطاقات دعوة «ويلد كارد» للاعبين محليين للمشاركة في نسخة 2025، وهم: بريسيلا هون ورينكي هيجيكاتا وتاليا جيبسون وتايلا بريستون، لينضموا بذلك إلى 8 رجال و8 سيدات من أستراليا في القرعة الرئيسية.

تصدرت بريسيلا هون القائمة، بعد موسم متميز شهد دخولها قائمة أول 100 مصنفة على العالم، ووصولها للدور الثالث في بطولة أميركا المفتوحة.

كما حافظ هيجيكاتا على وجوده للعام الرابع على التوالي، في حين جاء اختيار الموهبتين الشابتين جيبسون وبريستون بعد قفزة نوعية في تصنيفهما العالمي ومشاركاتهما الدولية.

في المقابل، لا يزال النجم الأسترالي نيك كيريوس ينتظر قراراً بشأن مشاركته في البطولة التي تنطلق في 18 يناير (كانون الثاني) المقبل، حيث لم يحصل على بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة الكبرى حتى الآن، رغم نَيله بطاقة دعوة للمشاركة في بطولة برزبين الدولية، مطلع الشهر نفسه.

ويغيب كيريوس عن الملاعب منذ فترة طويلة، حيث لم يخُض سوى 6 مباريات في 3 سنوات بسبب توالي إصابات الركبة والمعصم.