«منازل من الخيزران مقاومة للفيضانات قابلة للنقل عند تغيّر مجاري الأنهار، ومبادرة مجتمعية لترميم التراث الحضري، ومركز مجتمعي يحوّل بقايا منشآت نفطية مهجورة إلى فضاء عام نابض بالحياة». نماذج من المشاريع المعمارية السبعة التي احتفت بها «جائزة الأغاخان للعمارة» في حفلها السنوي الذي أقيم، في قيرغيزستان، وفق بيان لإدارة الجائزة، الاثنين.
الجائزة التي تأسست عام 1977 من قبل الأمير الراحل كريم آغا خان الرابع، تقام كل ثلاث سنوات، وتكرّم التميز المعماري في المشاريع التي تُسهم في تحسين جودة الحياة، لا سيما في المجتمعات ذات الحضور الإسلامي الكبير، وتأخذ الجائزة في اعتبارها مساهمات جميع الأطراف، بدءاً من المهندسين المعماريين وصولاً إلى الحرفيين، في تشكيل البيئة المبنية. وتتقاسم المشاريع الفائزة في دورة عام 2025 جائزة إجمالية قدرها مليون دولار أميركي، ما يجعلها من بين أكبر الجوائز في مجال العمارة. وقد اختير الفائزون السبعة لهذا العام من قِبل لجنة تحكيم مستقلة، من بين قائمة قصيرة تضم 19 مشروعاً.

واختارت اللجنة هذا العام المشاريع الفائزة تقديراً لمساهمتها في حماية المجتمعات من المخاطر المناخية، وصون التراث الثقافي، وتوفير السكن الميسور، وسبق أن أعلنت الجائزة عن فوز مشروعات معمارية بجائزتها، وكان لمصر وفلسطين نصيب من بين المشروعات السبعة الفائزة.
وفاز من مصر مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية»، وهي مدينة تتبع محافظة الأقصر بجنوب مصر، وهو مشروع من تصميم شركة «تكوين للتنمية المجتمعية المتكاملة»، يتصدى لتحديات السياحة الثقافية عبر تدخلات مادية، ومبادرات اجتماعية واقتصادية، واستراتيجيات مبتكرة، وقد استطاع التصميم تحويل موقع مهمل إلى مدينة تاريخية مزدهرة.
بينما فاز من فلسطين مشروع إنشاء «مجلس العجب» ببيت لحم، وهو من تصميم «AAU» أنسطاس، وهو عبارة عن مساحة عرض وإنتاج غير ربحية، شُيّدت بمساهمة من الحرفيين والمقاولين المحليين، لتصبح محوراً أساسياً للحِرف والتصميم والابتكار والتعلم، وفق بيان سابق لإدارة الجائزة. كما فاز مشروع «خودي باري» في بنغلاديش، ومشروع «مركز قرية ووست ووسوتو المجتمعي» من الصين، ومشروعان من إيران هما «مجمع المجرة» بمدينة هرمز، ومشروع «ميدان مترو جهاد» في طهران، بالإضافة إلى مشروع «رؤية باكستان»، في إسلام آباد، بدولة باكستان.
وعدّ رئيس وزراء قيرغيزستان، عادل بيك قاسيماليف، هذه الجائزة، «تحتفي بالمباني ليس فقط لجمالها أو شكلها، بل تنظر أيضاً في تأثيرها على المجتمع، ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي، وأهميتها في تنمية المجتمعات»، مضيفاً خلال الحفل الذي أقيم لتكريم المشروعات السبعة في قاعة الفيلهارموني الوطنية، أن «هذه الجائزة توضح أن العمارة ليست استعراضاً للثروة، بل هي ضرورة ومسؤولية تجاه الأجيال المقبلة».
وتحتفي الجائزة بقدرة العمارة على مواجهة أكثر التحديات إلحاحاً أمام البشرية، وكرّمت أكثر من 130 مشروعاً حول العالم خلال دوراتها المتتالية، وأسهمت في صياغة الخطاب العالمي حول العمارة في العالم الإسلامي وخارجه.



