في ديربي الأحد الذي انتهى بفوز مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة، لم يكن الانتصار مجرد تفوق فردي أو تألق لحظة، بل نتاج منظومة مدروسة من بيب غوارديولا، اعتمدت على فكرة طالما كررها في مؤتمراته الصحافية: «الجيوب».
وبحسب شبكة «The Athletic»، فقد دخل يونايتد اللقاء بخطة دفاعية (5-4-1)، لكن سيتي عرف كيف يفتح الثغرات. بتحولات هجومية من (4-3-3) إلى (3-1-3-3)، ومع تحركات جيريمي دوكو ونيكو أرايلي إلى العمق، خلقت المنظومة ضغطاً زائداً على قلب وسط يونايتد.
فيل فودين كان أكثر المستفيدين، حيث وجد المساحات بين برونو فرنانديز ومانويل أوجارتي.
تيغاني رايندرز لعب دوراً مهماً في سحب المدافعين، خصوصاً لوك شو، وفتح ممرات التمرير.
تحركات إيرلينغ هالاند العميقة أجبرت ماتياس دي ليخت على التراجع، ما زاد المساحات أمام فودين ودكو.
في لقطة مبكرة، رايندرز تمركز خلف وسط يونايتد وجذب شو إلى الأطراف، ما سمح لفودين بالاندفاع في العمق وتلقي تمريرة اخترقت الخطوط.
في مشهد آخر، دخول أرايلي للعمق أربك ليني يورو وترك فودين بلا رقابة، ليجبر دي ليخت على التقدم نحوه، وهو ما فتح المساحة خلفه أمام هالاند.
دوكو، رغم أنه ليس معتاداً على اللعب ضيقاً، أجاد الدخول للعمق لخلق تفوق عددي، ونجح في صناعة فرصة مباشرة لرايندرز، ثم لاحقاً صنع هدف فودين الأول بعد مراوغة شو ورفع عرضية متقنة.
برونو فرنانديز اعترف بعد اللقاء بأن الهدف كان الضغط على رودري عبر أحد لاعبي الوسط، بينما يتولى المدافع مراقبة فودين. لكن مرونة سيتي، وخصوصاً تمركز دوكو وأرايلي في العمق، أفسدت هذا النظام. سوء التواصل بين يورو وفرنانديز منح فودين المساحة ليقود الهجمة التي انتهت بالهدف الأول.
بيّنت هذه المباراة كيف يستخدم غوارديولا مفهوم «الجيوب» لإرباك الخصوم: «تحريك المدافعين، وكسر التمركز، وخلق مساحات للاعبيه الأكثر إبداعاً. أمام يونايتد، تحولت النظرية إلى واقع، وكانت النتيجة ثلاثية نظيفة تؤكد أن سيتي لا يكتفي بالاستحواذ، بل يعرف جيداً أين يوجع خصمه ومتى يضرب».

