هل تُخفف زيادة إنتاج الغاز المصري الحاجة للاستيراد من إسرائيل؟

«البترول» تعلن السيطرة على «التناقص المستمر»

مصر تنوع مصادر استيراد الغاز وتكثف إنتاجها المحلي لمواجهة احتمالات توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي (وزارة البترول المصرية)
مصر تنوع مصادر استيراد الغاز وتكثف إنتاجها المحلي لمواجهة احتمالات توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي (وزارة البترول المصرية)
TT

هل تُخفف زيادة إنتاج الغاز المصري الحاجة للاستيراد من إسرائيل؟

مصر تنوع مصادر استيراد الغاز وتكثف إنتاجها المحلي لمواجهة احتمالات توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي (وزارة البترول المصرية)
مصر تنوع مصادر استيراد الغاز وتكثف إنتاجها المحلي لمواجهة احتمالات توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي (وزارة البترول المصرية)

كشفت مصر عن استقرار معدلات الإنتاج اليومي من الغاز الطبيعي، مع السيطرة على حالة «التناقص المستمر» منذ 4 سنوات، بالتزامن مع ازدياد وتيرة الاكتشافات الجديدة خلال الأيام الماضية، ما طرح تساؤلات حول إمكانية أن يخفف ذلك من حاجة البلاد للاستيراد من إسرائيل، في ظل توتر سياسي قائم بين البلدين، وتلويح إسرائيلي بـ«وقف الإمدادات».

وقالت وزارة البترول المصرية، في بيان، الاثنين، إن «قطاع البترول حقق استقراراً في معدلات الإنتاج مع توجه واضح نحو زيادة إنتاج البترول والغاز الطبيعي خلال الفترة المقبلة، ما أسهم في توفير نحو 3.6 مليار دولار من فاتورة استيراد الوقود للعام المالي السابق».

وقلّل خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من انعكاس ذلك بشكل مؤثر على استيراد القاهرة الغاز من الخارج على المدى القريب، لكنهم أكدوا أن «زيادة الإنتاج قد تُخفف من الضغوط الإسرائيلية على مصر في مجال الطاقة، وتمنح صانع القرار المصري الفرصة لاتخاذ ما يراه مناسباً بشأن توفير الاحتياجات المحلية».

وبعد سنوات من تراجع الإنتاج، أعلنت «البترول»، «السيطرة على التناقص الطبيعي للبترول والغاز لأول مرة منذ 4 سنوات، وإضافة أكثر من 200 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين، وطرح 64 فرصة استثمارية جديدة لجذب شركاء جدد».

وزارة البترول المصرية تقوم بنشر إنفوغراف توضيحي لتجاوز الغاز المصري مرحلة تراجع الإنتاج

ويأتي الإعلان المصري في وقت ما زال الجدل يحتدم حول مصير «صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي» الضخمة، التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار بمقدار 130 مليار متر مكعب، مع تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«عدم المضيّ في الاتفاق من دون موافقته الشخصية»، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام عبرية مطلع هذا الشهر.

وارتفعت فاتورة صافي واردات الطاقة المصرية أكثر من الضعف خلال العام الماضي لتبلغ 11.3 مليار دولار، وفقاً لأرقام رسمية، فيما أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في شهر أغسطس الماضي، أن حكومته «ستسعى إلى إعادة إنتاج النفط والغاز إلى المستويات السابقة خلال العام الحالي».

وتضطر مصر، التي كانت من قبل مصدراً للغاز في المنطقة، إلى استيراد بعض احتياجاتها من الغاز نظراً لانخفاض إنتاجها بسبب تقادم الحقول، ونقص الاستثمار في حقول جديدة، مع زيادة الاستهلاك المحلي نظراً للنمو السكاني.

وقال رئيس برنامج دراسات الطاقة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد قنديل، إن «الأرقام التي أعلنت عنها وزارة البترول لا تكفي لتغطية العجز البالغ يومياً ما يقارب من 2 مليار قدم مكعبة، لكن تلك الخطوات تخفف العبء المالي على فاتورة الاستيراد، وتشكّل حافزاً للشركات التي لديها الرغبة في الاستثمار بمجال التنقيب».

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «زيادة الإنتاج تُقلل الاحتياج للغاز الإسرائيلي، وتُخفف الضغط السياسي التي تمارسه الحكومة اليمينية المتطرفة على مصر، وتمنح صانع القرار السياسي حرية أكبر في اتخاذ القرار الذي يتناسب مع توفير الاحتياجات المحلية، بما يحقق مقتضيات الأمن القومي المصري».

واستخدمت مصر الغاز الإسرائيلي في الاستهلاك المحلي، وفقاً لقنديل، الذي شدّد على أن الاتفاقيات تمنح الأولوية لاحتياجات السوق المحلية، وتصدير الفائض، مشيراً إلى أن «القاهرة وقّعت اتفاقيات مهمة مع قبرص، لكن لم يصل الغاز القبرصي إليها بعدُ، ويجري العمل على انتهاء تجهيز البنية التحتية، وهو ما يقلل من الاحتياج للغاز الإسرائيلي».

وشهدت الفترة الأخيرة عودة أعمال الحفر في حقل «ظُهر»، واكتشافات جديدة في حقول «عجيبة» بالصحراء الغربية، إلى جانب زيادة إنتاج حقل غاز «ريفين»، واكتشافات جديدة في البحر المتوسط، كما بدأت شركة «شل» إنتاج الغاز من 6 آبار جديدة في غرب الدلتا، وفقاً لبيان وزارة البترول.

واستهدفت مصر في العام الماضي حفر 110 آبار استكشافية للغاز والنفط، بتكلفة استثمارية 1.2 مليار دولار، وحفر 586 بئراً استكشافية، باستثمارات 7.2 مليار دولار حتى عام 2030.

أثناء تصنيع الكابل البحري العملاق لحقل ظهر (وزارة البترول المصرية)

وطالب أستاذ البترول والتعدين بجامعة القاهرة، حسام عرفات، بوضع دراسات تحدد الاحتياجات الآنية وعلى المدى المتوسط، خصوصاً أن التنوع في خيارات الاستيراد قد لا يكون مفيداً في المستقبل، حال زاد الإنتاج المحلي.

ورغم ذلك يرى عرفات، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الغاز الإسرائيلي «خيار مفيد» للدولة المصرية لأنه يعتمد على نقل الغاز من خلال مواسير، ولا يحتاج إلى سفن تحوّل الغاز من الحالة السائلة إلى الغازية.

ووفقاً لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) بلغ إنتاج مصر من الغاز في مايو (أيار) 3545 مليون متر مكعب، بانخفاض يزيد على 40 في المائة عن مارس (آذار) 2021.

واستبعد مقال نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية للمستشرق الإسرائيلي تسفي برئيل، الخميس، «أن يقوم نتنياهو بإعاقة المصادقة على صفقة الغاز، التي يتوقع أنْ تكون لها مكاسب كبيرة لإسرائيل، والأكثر أهمية هو وضع أسس اقتصادية قوية للعلاقات السياسية الباردة بين الدولتين».


مقالات ذات صلة

تطوير طريق من آسيا لأوروبا دون المرور بروسيا لضمان إمدادات الطاقة

الاقتصاد مصفاة نفط في كواساكي قرب طوكيو (رويترز)

تطوير طريق من آسيا لأوروبا دون المرور بروسيا لضمان إمدادات الطاقة

اتفقت اليابان وخمس دول من آسيا الوسطى، السبت، على تطوير طريق نقل يربط المنطقة بأوروبا دون المرور عبر روسيا، بهدف ضمان إمدادات مستقرة من المعادن والطاقة الحيوية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منشأة إنتاج تابعة لشركة «أرامكو السعودية» (رويترز)

ارتفاع واردات الصين النفطية من السعودية في نوفمبر وتراجعها من روسيا

ارتفعت واردات الصين من النفط الخام من السعودية، ثاني أكبر مورد للصين، 8.4 في المائة خلال شهر نوفمبر، ​إلى 1.84 مليون برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مشروع حقل «غشا» (الشرق الأوسط)

«أدنوك» تنهي تمويلاً هيكلياً بـ11 مليار دولار لمشروع غاز في أبوظبي

أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» إتمام صفقة تمويل هيكلي بقيمة تصل إلى 40.4 مليار درهم (11 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)

أميركا تسمح بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو

سمحت وزارة الخزانة الأميركية بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو، في خطوة ستسمح باستمرار إنتاج الغاز الطبيعي المسال من المشروع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منصة غاز في حقل «ظهر» المصري (وزارة البترول المصرية)

بريطانيا تستثني حقل غاز «ظُهر» في مصر من العقوبات المفروضة على روسيا

أضافت بريطانيا حقل «ظُهر» للغاز في مصر، الذي تملك فيه شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت» حصة 30 في المائة، لقائمة المشروعات المعفاة من عقوباتها على روسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مسؤول: اتفاقية تصدير النفط بين بغداد وأربيل ستُجدد دون مشكلات

علم كردستان العراق في حقل نفطي (إكس)
علم كردستان العراق في حقل نفطي (إكس)
TT

مسؤول: اتفاقية تصدير النفط بين بغداد وأربيل ستُجدد دون مشكلات

علم كردستان العراق في حقل نفطي (إكس)
علم كردستان العراق في حقل نفطي (إكس)

قال نائب رئيس شركة النفط العراقية الحكومية (سومو)، حمدي شنكالي، ‌السبت، إن ⁠اتفاقية ​تصدير ‌النفط بين بغداد وأربيل ستُجدد دون أي مشكلات، حسبما نقلت ​شبكة «رووداو» المحلية.

كان العراق ⁠قد استأنف ‌في سبتمبر ‍(أيلول) ‍الماضي تصدير ‍النفط من إقليم كردستان إلى تركيا بعد ​توقف دام أكثر من عامين، ⁠وذلك عقب اتفاق بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وأوضح نائب رئيس شركة «سومو»: «سيُجدَّد الاتفاق، ولا توجد فيه أي مشكلة، نفط إقليم كردستان سيستمر بالتدفق كما هو حالياً، تجاوزت الصادرات 200 ألف برميل يومياً، وبإذن الله ستزيد كمية الصادرات أكثر».

ومن المقرر أن ينتهي الاتفاق الحالي بنهاية الشهر الحالي، «لكن وفقاً لقانون الموازنة ولضمان الاستمرارية، سيُجدَّد لاحقاً حتى تُحلَّ المشكلات كاملةً»، وفقاً لتصريحات شنكالي في وقت سابق.

وأشار إلى أن نفط إقليم كردستان يُسلّم حالياً إلى وزارة النفط العراقية في فيشخابور التي تقوم بدورها بنقل النفط عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان. وتقوم شركة «سومو» بتسليم النفط للشركات المتعاقد معها، ويُصدَّر معظمه إلى الدول الأوروبية.

وقال شنكالي، إنه بعد محادثات مطولة وجهود كبيرة من قبل حكومة إقليم كردستان ورئيس الوزراء العراقي، وافقت شركات النفط على الاتفاق وتمت تلبية جميع مطالبها.

وأوضح أن عقود إقليم كردستان تختلف عن عقود وسط وجنوبي العراق، ففي عقود إقليم كردستان، تنفق الشركة أموالها الخاصة على التنقيب والإنتاج، ثم تحصل على أرباحها، لكن في جنوبي العراق، الحكومة هي التي تنفق الأموال.

وأضاف: «تكلفة إنتاج النفط في إقليم كردستان أعلى، لأن المنطقة جبلية والحقول أكثر صعوبة؛ لذا فإن مبلغ الـ16 دولاراً المخصص لكل برميل هو لتغطية تكاليف الإنتاج والنقل».

وأعلن شنكالي أنه تم استقدام شركة استشارية أجنبية لتقييم عقود إقليم كردستان، ولديها مهلة 60 يوماً لتقديم تقريرها، عادّاً أن المهمة قد تكون أصعب، وتستغرق أكثر من هذه المدة.

وأوضح: «هذه الشركة لن تُجري أي تعديل على العقود، فمهمتها تقتصر على التأكد من قانونيتها وطريقة عملها، خصوصاً أن المحكمة العراقية سبق أن أكدت قانونية هذه العقود».


بأكثر من 55 مليار دولار... مصر تستهدف زيادة الصادرات السلعية 20 % العام المقبل

سيارات شحن تنتظر تفريغها في حاويات بأحد المواني المصرية (رويترز)
سيارات شحن تنتظر تفريغها في حاويات بأحد المواني المصرية (رويترز)
TT

بأكثر من 55 مليار دولار... مصر تستهدف زيادة الصادرات السلعية 20 % العام المقبل

سيارات شحن تنتظر تفريغها في حاويات بأحد المواني المصرية (رويترز)
سيارات شحن تنتظر تفريغها في حاويات بأحد المواني المصرية (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر، عصام النجار، إن بلاده تستهدف زيادة صادراتها السلعية 20 في المائة على أساس سنوي، لتتجاوز 55 مليار دولار خلال عام 2026، وذلك مقابل تقديرات بين 48 و50 مليار دولار متوقع تحقيقها بنهاية العام الحالي.

وأضاف النجار على هامش «معرض القاهرة الدولي العشرون للجلود»، أن الحكومة خصَّصت نحو 1.7 مليار جنيه لدعم المعارض وبعثات المشترين والبعثات التجارية. وفقاً لـ«الشرق مع بلومبرغ».

تأتي الزيادة في وقت تعوّل فيه الحكومة على نمو الصادرات بوصفها أحد أهم مصادر تدفقات النقد الأجنبي، ضمن خطة تستهدف رفع إجمالي الصادرات السلعية إلى 145 مليار دولار بحلول 2030، معظمها من المنتجات الصناعية.

ونمت الصادرات المصرية خلال 2024 بنسبة 5.4 في المائة إلى 44.8 مليار دولار، منها صادرات غير بترولية بقيمة 39.4 مليار دولار، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة في مارس (آذار) الماضي، مما ساعد على تعويض جزء من الانخفاض في تدفقات الدولار الناجمة عن تراجع إيرادات قناة السويس؛ بسبب هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر.

وارتفعت الصادرات المصرية غير البترولية بنحو 18 في المائة على أساس سنوي خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، لتصل إلى 44.3 مليار دولار مقابل 37.5 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي، بحسب بيانات وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، الصادرة الجمعة.

ومن أبرز القطاعات التصديرية التي شكَّلت هيكل الصادرات غير النفطية، كل من مواد البناء بقيمة 13.6 مليار دولار بزيادة 39 في المائة، والمنتجات الكيماوية والأسمدة بقيمة 8.5 مليار دولار بزيادة 8 في المائة، والصناعات الغذائية بقيمة 6.3 مليار دولار بزيادة 13 في المائة.


ألمانيا تنجز أول 500 كيلومتر من خطوط شبكة أنابيب الهيدروجين

محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)
محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)
TT

ألمانيا تنجز أول 500 كيلومتر من خطوط شبكة أنابيب الهيدروجين

محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)
محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)

أكدت رابطة صناعة الغاز الألمانية «إف إن بي غاز»، أن خطط إنشاء شبكة أنابيب الهيدروجين بين الأقاليم في ألمانيا، والذي بدأ عام 2025، تسير وفق المواعيد المحددة.

وقالت الرابطة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية: «بحلول نهاية العام الحالي، سيتم الانتهاء من أول 525 كيلومتراً من خطوط الشبكة الأساسية كما هو مخطط».

وتشير وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية على موقعها الإلكتروني إلى أن الهيدروجين المنتج باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة له «أهمية حاسمة في تحول الطاقة». وجاء في الموقع: «يمكن للهيدروجين الأخضر أن يحل محل الفحم والغاز الطبيعي وما شابه في العديد من المجالات».

وعند احتراقه، ينتج الهيدروجين ماء كمخلف بدلاً من ثاني أكسيد الكربون، إلا أن إنتاجه يستهلك الكثير من الطاقة.

ويتم تحويل معظم خطوط أنابيب الهيدروجين من خطوط الغاز الطبيعي القائمة. وتم مؤخراً الانتهاء من خط أنابيب بطول 400 كيلومتر يمتد من بحر البلطيق عبر ولاية براندنبورج إلى ولاية سكسونيا-أنهالت.

وبحسب الخطط الحالية، ستنمو الشبكة الأساسية للهيدروجين لتصل إلى 9040 كيلومتراً بحلول عام 2032، وستربط مواقع الهيدروجين الرئيسية في جميع الولايات الألمانية.

وتتضمن الخطط استخدام نحو 60 في المائة من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي المحولة، في حين سيتم إنشاء النسبة المتبقية البالغة 40 في المائة من خطوط أنابيب جديدة.

واستُخدمت الخطوط القائمة في معظم أول 525 كيلومتراً، في حين يُتوقع إنجاز 142 كيلومتراً إضافية في عام 2026، باستخدام خطوط الغاز السابقة بشكل أساسي.

وبحسب التخطيط الحالي، من المقرر الانتهاء من 1521 كيلومتراً في عام 2027، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت خطط التوسع على المدى المتوسط ستظل دون تغيير.

السيارات الكهربائية

على صعيد آخر، وبعد اقتراح من الاتحاد الأوروبي لتخفيف القيود الجديدة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للسيارات، حذر وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل شركات صناعة السيارات في ألمانيا من الاعتماد المفرط على محركات الاحتراق.

وقال كلينجبايل في تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة السبت، إن شركات السيارات يجب ألا تسيء تفسير الاقتراح، مضيفاً أنه إذا اعتقدت الشركات أنها تستطيع الاستمرار في الاعتماد على سيارات الديزل والبنزين لسنوات مقبلة، فإن «صعوباتها ستكون أكبر بكثير في غضون بضع سنوات».

وأكد الوزير أن التحول إلى التنقل الكهربائي يجب أن يستمر «بسرعة عالية»، وقال: «المستقبل في التنقل كهربائي».

وأشار كلينجبايل إلى المنافسة الدولية المتزايدة، موضحاً أن زياراته إلى بكين وشنغهاي أظهرت له مدى تقدم الصين بالفعل، ليس أقلها بسبب الدعم الحكومي القوي للتحول. وقال إن شركات السيارات الألمانية أمامها ما يجب أن تلحق به.

ووصف الوزير اقتراح بروكسل بأنه حل وسط عملي؛ إذ يوفر مساراً أكثر مرونة نحو الحياد المناخي، على سبيل المثال من خلال السماح ببقاء السيارات الهجينة في السوق لفترة أطول.

وأضاف كلينجبايل أن التصرف ببراغماتية لا يعني تعارضاً بين حماية الوظائف وحماية المناخ.

وكانت المفوضية الأوروبية قد عدلت قبل أيام من خططها الصارمة السابقة لإنهاء استخدام محركات الاحتراق. وبموجب الاقتراح المحدث، سيظل مسموحاً بتسجيل سيارات جديدة بمحركات احتراق بعد عام 2035.

وكان المفاوضون من دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي قد اتفقوا سابقاً على أن السيارات الجديدة المبيعة اعتباراً من عام 2035 يجب ألا تصدر أي انبعاثات ضارة بالمناخ من ثاني أكسيد الكربون. ويتم الآن تخفيف هذا الهدف المتمثل في خفض الانبعاثات بالكامل.

وفي المستقبل، ستسمح الاستثناءات بخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 90 في المائة مقارنة بمستويات عام 2021، بشرط تعويض الانبعاثات المتبقية من خلال تدابير مثل استخدام الفولاذ المنتج بشكل مستدام والوقود الأكثر مراعاة للمناخ.