في تطور يعكس عمق الانقسامات داخل مؤسسات الدولة الليبية، تفجرت أزمة جديدة حول قيادة «جهاز الشرطة القضائية»، بعد أن أصدر رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، قراراً بتعيين اللواء عبد الفتاح دبوب رئيساً للجهاز، متجاهلاً تعييناً موازياً كان قد أعلنه المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، لصالح اللواء عطية الفاخري.

ويُهدد هذا التضارب «الاتفاق» المُبرم برعاية تركية لخفض التصعيد في العاصمة طرابلس، بخلخلة الترتيبات الأمنية الهشة.
ويتعارض القرار الذي أصدره الدبيبة مساء الأحد، بتسمية دبوب، الرئيس السابق لفرع جهاز الشرطة القضائية في الزاوية، رئيساً للجهاز، مع بنود الاتفاق الذي تم بين الحكومة و«جهاز الردع» لخفض التصعيد في طرابلس، برعاية المجلس الرئاسي، وبوساطة تركية.
وينصّ الاتفاق على أن اختيار رئيس الجهاز يتم بواسطة المجلس الرئاسي ضمن سلسلة تغييرات يفترض أن تشمل قيادة الشرطة القضائية وأمن المطارات، حيث شمل الاتفاق أيضاً تعيين أمراء كتائب أمن لبقية المطارات من قبل رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، بالتشاور مع المنفي والدبيبة.
وكان مكتب المنفي قد أعلن، لدى تعيين الفاخري آمراً لجهاز الشرطة القضائية، أنه يتوقع التزام الحكومة بتنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى أن الفاخري «يتمتع بحيادية ومهنية، ويحظى بقبول الأطراف جميعها».
وسبق للدبيبة أن عيَّن نائب وزير العدل علي شطيوي، المعروف بلقب «السرعة»، رئيساً لجهاز الشرطة القضائية بدلاً من رئيسه الحالي صبري هدية، الذي رفض قرار الدبيبة بإقالته، وحصل على حكمين قضائيين لصالحه من محكمة استئناف طرابلس في يوليو (تموز) الماضي بإلغاء قرار الدبيبة.
بدورها، أعلنت مصلحة المطارات التابعة لوزارة المواصلات بحكومة «الوحدة» بدء أعمال «رصف» المهبط الرئيسي بمطار طرابلس في خطوة نحو إعادة تأهيله وتشغيله من جديد.
وقال بيان للمصلحة، مساء الأحد، إن انطلاق «رصف» المهبط الرئيسي تحت إشراف جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات يمثل محوراً أساسياً في مشروع إعادة الإعمار الشامل، وفيما أشار إلى أن اكتماله شرط جوهري لاستئناف العمليات الجوية بشكل آمن، أكد حرص إدارة المطار على المتابعة الميدانية المباشرة لجميع مراحل التنفيذ لضمان أعلى معايير الجودة والسلامة.
وقال «المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة والنواحي الأربع» إنه بحث مساء الأحد في طرابلس آخر المستجدات على الساحة السياسية في البلاد، وأسباب تأخر مجلسي النواب والدولة في تنفيذ المرحلة الأولى من العملية السياسية، مؤكداً «ضرورة وضع آليات عملية تكفل الالتزام بالإطار الزمني المحدد في خريطة الطريق المعتمدة».
كما شدّد المجلس على أهمية التواصل المباشر مع بعثة الأمم المتحدة لضمان المُضي قدماً في المسار السياسي وفق الجداول الزمنية المتفق عليها بما يسهم في تحقيق الاستقرار، واستكمال الاستحقاقات الوطنية المنتظرة.
وفي شأن آخر، التزم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الصمت حيال معلومات عن اجتماع غير معلن عقده مؤخراً في القاهرة مع عبد الشفيع الجويفي وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة»، بينما بدأ الفريق خالد حفتر، رئيس أركان «الجيش الوطني» زيارة إلى القاهرة، وفق وسائل إعلام محلية، لبحث ملفات التعاون المشترك.
وقالت قناة «ليبيا الحدث» الموالية للجيش، الاثنين، إن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة استقبل الفريق خالد حفتر.

وبثت شعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد، مساء الأحد، لقطات لتدريبات القوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) في بيلاروسيا، شملت القفز المظلي بالتجهيزات العسكرية من ارتفاعات مختلفة، ضمن برنامج تدريبي متقدم في مهام الإنزال خلف خطوط العدو، وتنمية قدرات الجنود على أداء المهام الخاصة.
وأدرجت الشعبة هذه التدريبات في إطار رؤية القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر «2030» لتطوير وتحديث قوات الجيش، مشيرة إلى أنها تتم بإشراف ومتابعة نائبه، ونجله الآخر الفريق صدام حفتر.




