اختار مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة موضوع «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم والأصول والتأثيرات المتبادلة» عنواناً لدورته الخامسة 2025، والتي ستقام في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، متيحاً من خلال جلساته ومناقشاته الفرصة للفلاسفة والباحثين من مختلف أرجاء العالم لاستكشاف الجذور الفلسفية والفكرية بين الشرق والغرب.
وسيشهد المؤتمر رصداً وتحليلاً للتفاعلات والتأثيرات المتبادلة التي أسهمت في تشكيل الفكر الإنساني عبر العصور، من خلال سلسلة الجلسات، وورشات العمل والحوارات المعمقة في أروقة المؤتمر الدولي.
ووضع المؤتمر أهدافاً لتحقيقها خلال دورته الخامسة، تشمل تحليل الأصول الفلسفية بين الشرق والغرب وفهم كيفية تشكيلها للفكر الإنساني، ورصد التأثيرات المتبادلة بين الفلسفات الشرقية والغربية عبر العصور، إضافة إلى التأكيد على فكرة الترابط المعرفي بين الثقافات وبناء الجسور من خلال الفلسفة كأداة للتواصل.
كما يستهدف المؤتمر إعادة تقييم دور الفلسفات غير الغربية في تشكيل الفكر العالمي، واستكشاف كيفية استلهام الحكمة من الفلسفات الشرقية والغربية لمواجهة التحديات المعاصرة. ويبدأ المؤتمر في رحلة تحليل العلاقات الحضارية بين الفلسفات الشرقية والغربية، من أصول الفلسفة في الحضارات القديمة، مروراً بتأثير الفلسفة اليونانية على الفكر الديني في الأديان، ووصولاً إلى الإسهامات المعرفية للفلسفة الإسلامية وتفاعلاتها مع الفكر الغربي خلال العصور الوسطى والنهضة الأوروبية.
كما يناقش المؤتمر التفاعلات الفلسفية بين الشرق والغرب في العصور الحديثة والمعاصرة، ودور الفلسفة كأداة للتواصل بين الثقافات، وتعزيز الحوار الحضاري، وبناء جسور معرفية بين الأمم. بالإضافة إلى ذلك، يطرح المؤتمر تساؤلات حول إمكانية إعادة تعريف الفلسفة لتكون أكثر شمولية وتعددية، وعن إمكانية اعتبار الفلسفة نشاطاً إنسانياً مشتركاً بين جميع الثقافات، أم أنها ظاهرة مرتبطة بسياقات حضارية محددة، وما إذا كانت نشأت الفلسفة في اليونان فقط، أم أن جذورها تمتد لحضارات الشرق القديمة مثل مصر وبلاد الرافدين والهند والصين، مع إبراز دور الفلسفات غير الغربية في الحوار الفلسفي العالمي، والإسهامات المعرفية للفلسفة الإسلامية، وأثرها في الفكر الغربي خلال العصور الوسطى وعصر النهضة.
وبشأن مواجهة التحديات المعرفية والأخلاقية المعاصرة، يبحث المؤتمر كيفية مساهمة الفلسفة في مواجهتها، من خلال استلهام الحكمة من الفلسفات الشرقية والغربية، وتعزيز الحوار بين الثقافات وبناء جسور معرفية بين الشرق والغرب في العصر الراهن. ويقام مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة سنوياً بمدينة الرياض؛ وذلك «لترسيخ أسس الفلسفة وأساليبها التمكينية وأدواتها بين المملكة والعالم».
وتنظم على هامش المؤتمر محاضرات وحلقات نقاشية وحوارات فكرية، وورش عمل شاملة تتناول موضوعات المؤتمر، بالإضافة إلى اهتمام المؤتمر بتعزيز الفكر الفلسفي لدى الأجيال الناشئة، من خلال أجنحة وفعاليات متعددة لهم لتزويدهم بالمهارات والمعارف في المجالات الفلسفية. وتساعد الأسئلة الفلسفية الجوهرية التي يتناولها المؤتمر من خلال مشاركة نخبة من الفلاسفة والباحثين من دول العالم المختلفة، على مواجهة التحديات اليومية، كما تسهّل التواصل بين البشر وتُعزز ثقافة التعايش من خلال طرح الأسئلة التي تنمي التفكير النقدي وتشجع الحوار المفتوح، كما تساعد على فهم العالم بشكل أفضل، لضمان اتخاذ قرارات صائبة تجاه ما يمور في تفاصيله ووقائعه.



