وزير التجارة البريطاني: لا يمكن تجاهل الصين وقوتها الاقتصادية

حثّ بكين على تجاوز الخلاف حول السفارات لتمكين علاقات أفضل

وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد بيتر كايل أمام مقر الحكومة في لندن الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد بيتر كايل أمام مقر الحكومة في لندن الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وزير التجارة البريطاني: لا يمكن تجاهل الصين وقوتها الاقتصادية

وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد بيتر كايل أمام مقر الحكومة في لندن الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد بيتر كايل أمام مقر الحكومة في لندن الأسبوع الماضي (رويترز)

قال وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد، بيتر كايل، خلال زيارته لبكين لإجراء أول محادثات تجارية منذ عام 2018، إن القوة الاقتصادية للصين تجعلها «غير قابلة للتجاهل»، لكن تحسين العلاقات التجارية يتوقف على تجاوز الخلاف الطويل الأمد حول السفارات الجديدة.

وسيستأنف كايل، في أول زيارة له منذ تعيينه الأسبوع الماضي، المحادثات التجارية في إطار اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين المملكة المتحدة والصين. ويسعى وزير الأعمال والتجارة البريطاني الجديد إلى رفع حواجز تجارية بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.35 مليار دولار) على مدى خمس سنوات، لا سيما في قطاعات الزراعة والسيارات والخدمات المهنية. لكن قراراً من المقرر أن تصدره وزارة الإسكان البريطانية الشهر المقبل بشأن خطط بكين لبناء أكبر سفارة لها في أوروبا في لندن قد يُهدد هذه الطموحات، وفقاً لدبلوماسيين ومحللين. وحذر سياسيون وحلفاء بريطانيون من أن الصين قد تستخدم الموقع للتجسس.

وقال كايل للصحافيين: «الصين، نظراً لوضعها الاقتصادي الناشئ، ليست مجرد أمر لا يمكن تجاهله، بل هي أيضاً مرغوبة في التعامل معها». وكان كايل يرد على سؤال عما إذا كان ينبغي على بريطانيا أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي في السعي إلى «تخفيف المخاطر» من اقتصاد الصين البالغ 19 تريليون دولار، والتركيز على الاستراتيجية الصناعية المحلية.

وأضاف: «إن حقيقة أن الصين تُتيح الكثير من الفرص، ولكن أيضاً الكثير من الشكوك، لا ينبغي أن تُثنينا. بل ينبغي أن تُشركنا وتُحفزنا». وتسعى حكومة حزب العمال البريطانية، التي تولت السلطة في يوليو (تموز) الماضي بعد 14 عاماً من حكم حزب المحافظين، إلى توثيق العلاقات الاقتصادية مع الأسواق خارج الاتحاد الأوروبي. ويتمثل جوهر هذه الاستراتيجية في جذب استثمارات جديدة من الصين لخلق فرص عمل، لا سيما في قلب الصناعة.

وأوضح كايل أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حريص على زيارة الصين، لكنه لم يُحدد موعداً محدداً. ومن المرجح أن يقوم ستارمر بهذه الزيارة في أوائل عام 2026، وفقاً لمصادر.

العلاقات «ليست سهلة» لكن الخلاف حول بناء الصين سفارة «ضخمة» في موقع مبنى عمره قرنان بالقرب من برج لندن، إلى جانب سفارة بريطانية جديدة في بكين، يُهدد حسن النية. وحذر المشرعون البريطانيون والبيت الأبيض والبرلمان الهولندي من أن ذلك قد يسمح لبكين بإجراء مراقبة على البنية التحتية الحساسة، نظراً لقرب الموقع من بنك إنجلترا ومنطقة الأعمال في ضاحية كناري وارف.

وقال كايل، رداً على سؤال حول الخلاف، إن الجانب الصيني فهم أن طلبهم لبناء سفارة جديدة مستقل عن الحكومة. وذكرت مصادر دبلوماسية أن بكين تُعيق أيضاً مساعي بريطانيا لتطوير سفارتها. وأضاف كايل: «إذا أرادت الصين بناء علاقة مع بريطانيا تتناسب مع عشرينات القرن الحادي والعشرين، وتتناسب مع وضعها الحالي، لا كما كانت عليه قبل 50 عاماً أو 100 عام، فيجب أن يكون لدى نظرائها الذين ترغب في التجارة معهم، والتعامل معهم، والتفاوض معهم، مرافق مناسبة لذلك الوقت أيضاً».

توقفت خطط البناء في بكين لمدة ثلاث سنوات، وتأخرت مرة أخرى في أغسطس (آب) بعد رفضها تقديم شرح كامل لبعض الأقسام غير الواضحة في رسوماتها. وتُعدّ الصين ثالث أكبر شريك تجاري لبريطانيا وخامس أكبر سوق تصدير لها، حيث استوردت سلعاً بقيمة 42 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، أي ما يعادل 5.1 في المائة من إجمالي الصادرات، وفقاً لمكتب الإحصاء البريطاني.

وقال توم سيمبسون، المدير الإداري لشؤون الصين في مجلس الأعمال الصيني البريطاني، إن قطاع الأعمال البريطاني متفائل في العديد من المجالات المتعلقة بالرسوم الجمركية والوصول إلى الأسواق، بما في ذلك الويسكي والسيارات والزراعة. وأضاف سيمبسون: «لم تكن العلاقات سلسة دائماً، لكن كلا الجانبين ملتزمان التزاماً واضحاً بالحفاظ على الحوار البنّاء واستعادة التعاون على مختلف الأصعدة».


مقالات ذات صلة

ألمانيا تُقرّ قانون المعاشات المثير للجدل وسط تحذيرات من تفاقم الدين

الاقتصاد ميرتس يلقي بيانه بعد إقرار مشروع قانون المعاشات التقاعدية (أ.ف.ب)

ألمانيا تُقرّ قانون المعاشات المثير للجدل وسط تحذيرات من تفاقم الدين

تفادى المستشار الألماني فريدريش ميرتس أزمة سياسية حادة بعد تمكنه بصعوبة من الحصول على الأغلبية المطلقة لتمرير مشروع قانون المعاشات التقاعدية في البرلمان.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

انخفضت أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية للشهر الثالث على التوالي في نوفمبر، مع تراجع أسعار السلع الرئيسية باستثناء الحبوب.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)

دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

أظهرت دراسة أجرتها جمعية الأعمال «إيكونومي سويس» أن الشركات السويسرية تخطط لنقل جزء من عملياتها وإنتاجها إلى الخارج لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
الاقتصاد زوار لجناح بأحد معارض الألعاب في بلدة تشيبا قرب العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

حكومة اليابان تترقب مستقبل الفائدة وتحركات الين

أكّد وزراء في الحكومة اليابانية، يوم الجمعة، أن تحديد أدوات السياسة النقدية يظل من اختصاص بنك اليابان بالكامل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد إشعال الشعلة الأولمبية في معبد البارثينيون بجبل أكروبوليس في اليونان (أ.ف.ب)

الاقتصاد اليوناني يواصل تعافيه في الربع الثالث

يواصل الاقتصاد اليوناني مسار التعافي بثبات، بعدما سجل نمواً بنسبة 0.6 في المائة في الربع الثالث من 2025 مقارنة بالربع السابق.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.