بعد 10 سنوات على استقبال اللاجئين السوريين... ألمانيا تواجه أشباح الماضي

قرار ميركل «الجريء» في ميزان الاقتصاد والسياسة

لاجئون يقطعون الحدود الأوروبية سيراً للوصول إلى ألمانيا فيما اعتبر أكبر موجة لجوء في التاريخ الحديث (أ.ب.إ)
لاجئون يقطعون الحدود الأوروبية سيراً للوصول إلى ألمانيا فيما اعتبر أكبر موجة لجوء في التاريخ الحديث (أ.ب.إ)
TT

بعد 10 سنوات على استقبال اللاجئين السوريين... ألمانيا تواجه أشباح الماضي

لاجئون يقطعون الحدود الأوروبية سيراً للوصول إلى ألمانيا فيما اعتبر أكبر موجة لجوء في التاريخ الحديث (أ.ب.إ)
لاجئون يقطعون الحدود الأوروبية سيراً للوصول إلى ألمانيا فيما اعتبر أكبر موجة لجوء في التاريخ الحديث (أ.ب.إ)

قبل 10 سنوات، في صيف عام 2015، وقف الألمان يشاهدون بصدمة وصول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عبر محطات القطارات وعشرات الحافلات التي كانت تقلهم من دول أوروبية مجاورة وصلوا إليها مشياً على الأقدام. الكثير من الألمان آنذاك خرجوا يرحبون بالواصلين الجدد الذين كانت تبدو عليهم آثار الحروب والويلات، حاملين الورود وفاتحين أبواب منازلهم لهم.

ولكن كثيرين أيضاً وقفوا مصدومين ومتفاجئين أمام جرأة مستشارتهم في ذلك الوقت أنجيلا ميركل التي أعلنت بشكل أحادي، من دون موافقة حكومتها، فتح أبواب ألمانيا أمام مئات الآلاف من السوريين. حاولت ميركل حينها أن تقلل من مخاوف المشككين من قرارها، ودافعت عن نفسها بجملتها الشهيرة «فير شافن داس» أي «يمكننا القيام بذلك».

شرحت في مؤتمر صحافي حينها بأن «ألمانيا دولة قوية» وبأنها «حققت الكثير ويمكنها القيام بذلك» ومواجهة التحدي أمامها.

تبين بعد فترة قليلة أن قرار ميركل ذاك كلفها نهاية مسيرتها السياسية وتسبب في صعود غير مسبوق لحزب يميني متطرف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ففي عام 2017، دخل حزب «البديل لألمانيا» إلى البرلمان الفيدرالي (البوندتساغ) للمرة الأولى، راكباً حملة تجييش ضد اللاجئين والمسلمين ومستفيداً من امتعاض جزء كبير من الألمان من قرار ميركل. وفي النهاية، يمكن القول أيضاً إن القرار كلف المستشارة الألمانية حياتها السياسية، فقد وجدت نفسها بعد 3 أعوام، أي في عام 2018 تعلن تقاعدها بعد نهاية عهدها عام 2021 أمام تراجع غير مسبوق لحزبها، المسيحي الديمقراطي، في استطلاعات الرأي.

اليوم ومع مرور 10 سنوات على جملة ميركل الشهيرة «فير شافن داس»، يتساءل الألمان عما إذا كانوا فعلاً نجحوا بتحدي أنفسهم و«القيام بذلك»، فيما يتساءل قرابة مليون سوري صنعوا لأنفسهم وطناً جديداً عما إذا كانوا حقاً باتوا يشعرون أنهم في وطنهم.

لافتات ترحب بوصول اللاجئين السوريين إلى ألمانيا في 2015 (أ.ب.إ)

أطول 90 ثانية

بعد ليلة هادئة وممتعة قضاها طارق الأوس مع أصدقائه في برلين، قرر أن يستقل القطار عائداً إلى المنزل عوضاً عن ركوب دراجته، مصحوباً برفاقه. كان القطار هادئاً أيضاً. ولكن ليس لفترة طويلة. دقائق مرت قبل أن يقترب منه رجل ألماني ويبدأ بالصراخ وكيل الشتائم له. وقف طارق مصعوقاً ممسكاً بدراجته مستخدما إياها حاجزاً بينه وبين الرجل الذي راح يزداد غضباً وعنفاً مع كل ثانية.

تسعون ثانية مرت قبل أن يتوقف القطار في المحطة التالية ويخرج طارق ورفاقه بسرعة. يقول إنها كانت أطول تسعين ثانية في حياته.

طارق الأوس لاجئ سوري وصل إلى ألمانيا عام 2015 وترشح للبرلمان عام 2021 (الشرق الأوسط)

يبدو أن الرجل تعرف عليه. فطارق كان قد أعلن ترشيحه قبل شهرين للانتخابات العامة عن حزب الخضر. وكان يستقطب اهتماماً إعلامياً واسعاً من وسائل الإعلام الألمانية، لكونه أول لاجئ سوري وصل عام 2015 عبر البحر والبر، ونجح خلال فترة قصيرة بالحصول على جواز سفر ألماني والترشح للانتخابات. الرجل الألماني الذي كان على الأرجح يحمل أفكاراً يمينية متطرفة، اتهمه بأنه جاء إلى ألمانيا «لتطبيق الشريعة» وكان يكيل له شتائم مرتبطة بأصوله.

الحادث رغم أنه انتهى بسرعة ومن دون أذى جسدي، ترك أثراً عميقاً على طارق ودفعه لإعلان سحب ترشيحه من الانتخابات. برر قراره المفاجئ الذي أثار استغراب الكثيرين حينها، بالتهديدات التي كان يتلقاها من دون أن يشرح تفاصيلها أو حجمها. ولكنه هو نفسه تفاجأ بحجمها. كان يعرف أن رسائل تهديد كانت تصل إلى البريد الالكتروني المخصص للصحافيين، ولكن لم يكن يطلع عليها. يروي لـ«الشرق الأوسط» أنه طلب من مساعديه الذين كانوا يجيبون عن الرسائل الالكترونية إطلاعه عليها؛ فهم كانوا يخزنونها من دون أن يطلعوه عليها تفادياً للتسبب في قلقه. حجم التهديدات فاجأه. فقد كانت التهديدات يومية وبدت ممنهجة وحجم العنف فيها صادم. وما أصابه بأسىً إضافي، كان عدم قدرة الشرطة على القيام بالكثير لمساعدته. لم يتمكنوا من تأمين حماية له، فالحماية تمنح فقط للسياسيين الذين ينجحون بالدخول إلى البرلمان لا المرشحين. وحتى حزبه، حزب الخضر، بدا غير متفهم لحجم التهديدات التي يتلقاها والمخاوف التي يعيشها. فكان قراره بسحب ترشحه.

لافتات انتخابية لحزب البديل الألماني كتب عليها «رحلوهم بدل أن تستقبلوهم» و«ابقوا على الوعد» في سبتمبر 2025 (رويترز)

مزاج شعبي متغيّر

التهديدات التي تلقاها طارق عام 2021 لم تكن قد تحولت إلى نمط سياسي بعد آنذاك ولكنها كانت قد بدأت تعكس مزاجاً شعبياً متغيراً داخل ألمانيا.

فاللاجئون الذين استُقبلوا بالورود قبل سنوات، بدأوا يتحولون إلى ضيوف غير مرغوب فيهم يستخدمهم السياسيون من الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة ورقةً لاستقطاب ناخبين إضافيين. وكان لدخول حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف إلى البوندتساغ عام 2017 وتحوله إلى لاعب أساسي في الحياة السياسية، أثر مباشر في المساهمة بتغيير الخطاب السياسي ودفعه نحو اليمين ومعاداة المهاجرين.

وبدت الأحزاب الرئيسية وكأنها في سباق مع الحزب اليميني المتطرف، إما لمواجهة خطابه كما فعلت الأحزاب اليسارية، أو موازاته بطرح خطط متشددة من الهجرة كما فعل الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب ميركل، الذي راح يبعد نفسه عن سياسات زعيمته السابقة فور تقاعدها.

وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة التي أعادت حزب ميركل إلى السلطة بعد أن عاقبه الناخبون في عام 2021، طرح زعيم المستشار الحالي فريدريتش ميرتس، خططاً لتقليص عدد اللاجئين وتبنت حكومته قرارات لمنع لم الشمل الذي يسمح للاجئ بجلب عائلته. ورغم أن القرار أثار انتقادات منظمات إنسانية، فقد لاقى تأييداً حتى من الحزب الاشتراكي اليساري المشارك بالحكومة الائتلافية. وميرتس نفسه اتهم خلال الحملة الانتخابية بالسير خلف حزب «البديل من أجل ألمانيا» وباستخدام خطاب مؤجج للكراهية وأحياناً عنصري. فقد وصف مرة أطفال المدارس من أصول عربية بأنهم «باشاوات صغار»، وأثار لاحقاً غضباً سياسياً بعد تحالف حزبه مع «البديل من أجل ألمانيا» داخل البرلمان لتمرير قانون للحد من الهجرة، ما عدّته الأحزاب الأخرى خرقاً لاتفاق غير مكتوب برفض التعاون مع اليمين المتطرف.

القياديان في حزب البديل الألماني أليس ويديل وتينو تشروبالا في مؤتمر صحافي في 9 سبتمبر 2025 (أ.ب.إ)

وهكذا خلال السنوات التي تلت تقاعد ميركل، لم يعد حزبها اليوم يشبهها ولا يعكس صورة التسامح التي أرادتها، بل تحول إلى اليمين، في محاولة لإنقاذ قادتها الشعبية التي خسرها بسبب قرار ميركل إدخال ملايين اللاجئين السوريين.

تهديد بالمطرقة و«أفران الغاز»

ويبدو أن تغير الخطاب السياسي خلال السنوات التي تلت وصول ما يقارب المليون لاجئ سوري، ساهم في زيادة جرأة قاعدة اليمين المتطرف. فما كان محظوراً قبل سنوات بات واسع الانتشار، مثل التهديدات التي تصل للمرشحين السياسيين من أصول مهاجرة أو من مؤيدين لسياسات هجرة منفتحة. فالتهديدات تحولت إلى اعتداءات جسدية، إذ تعرض عدد من سياسيي الحزب الاشتراكي وحزب الخضر إلى الضرب والتهديد بالضرب في انتخابات محلية عام 2023، خاصة في الولايات الشرقية التي تعدّ معقل اليمين المتطرف.

وكان جيان عمر، النائب من أصل سوري عن حزب الخضر في برلمان برلين المحلي، أحد ضحايا هذا العنف السياسي.

جيان عمر نائب عن حزب الخضر في برلمان برلين (الشرق الأوسط)

يروي جيان لـ«الشرق الأوسط» كيف تحول مكتبه في منطقة ميتة وسط برلين إلى مكان يتعرض لتهديدات يومياً بعد ترشحه للبرلمان لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023. بدأ الأمر مع سيدة مقيمة في الحي كانت تمر بشكل يومي وتكيل له الشتائم، إلى أن جاءت يوماً حاملة مطرقة محاولة كسر الباب. كان جيان وفريقه داخل المكتب والظلمة حلت باكراً في خريف ألمانيا القاسي. سمع جيان صوت المطرقة على الباب وركض مذعوراً ليرى السيدة وبيدها المطرقة وهي تصرخ وتشتم وتقول له: «كنا نضع أمثالك في أفران الغاز»، في إشارة إلى المحرقة (هولوكوست). عادت في اليوم التالي لتبصق في وجهه وتكيل شتائم عنصرية من جديد وتبدأ حملة بعد ذلك برمي براز أمام مدخل المكتب يومياً.

الشرطة لا تقوم بالكثير

يقول جيان إن الشرطة لم تتمكن من القيام بالكثير بسبب تحجج المرأة بأنها مريضة نفسياً. ولكن الصحافة الألمانية كتبت بشكل مكثف عن الهجمات التي كان يتعرض لها جيان، ونشرت عنوان مكتبه، ما فتح باباً أوسع لتهديدات بدأ يتلقاها من أشخاص آخرين يتركون رسائل تهديد بالقتل بخط اليد ويرسلونها في البريد الإلكتروني. كانت الرسائل تتهم جيان بأنه إرهابي وإسلامي متطرف، واستمرت أشهراً طويلة اضطرت الشرطة خلالها لتأمين حماية دائمة له.

وعلى عكس طارق، كان جيان نائباً أصلاً ويترشح لولاية ثانية، ما جعله أهلاً لحماية الشرطة. ورغم التهديدات تلك، بقي جيان مصراً على استئناف عمله السياسي وفاز بولاية جديدة في البرلمان، حيث يتخصص بقضايا اللجوء والهجرة. ويقول إنه لن ينسحب استجابة لرغبة من يرسل التهديدات، ولكنه يخشى أن الطبقة السياسة في ألمانيا لا تقوم بالكثير لمواجهة خطر اليمين المتطرف. فبالنسبة إليه، ورغم أن نسبة تأييد «البديل من أجل ألمانيا» ليست أكثر من دول أوروبية أخرى، فهي من دون شك الأكثر خطراً.

لاجئون يقطعون غابات أوروبا سيراً باتباع سكك الحديد وخطوط القطارات للوصول إلى ألمانيا (أ.ب.إ)

«الحل الأخير»... وتنصّل أوروبي

يحظى الحزب بنحو 26 في المائة من نسبة التأييد على الصعيد الوطني وفق آخر استطلاع، وهي نسبة ترتفع بشكل مستمر، ولكنها ما تزال أدنى مثلاً من نسبة التأييد التي تحظى بها أحزاب يمينية متطرفة في إيطاليا وفرنسا. ومع ذلك، يرى جيان، أنها تدعو لقلق أكبر، ويقول: «أفعال اليمين المتطرف في ألمانيا مخيفة لأن الصورة النمطية بعقلهم مخيفة، ومثلهم الأعلى هتلر، مع العنف الذي مارسه، وهذا لا يحصل في اليمين المتطرف في دول أخرى لديها نسبة تأييد اليمين المتطرف نفسها».

وبالفعل، فحتى الأحزاب اليمينية الأوروبية الأخرى ترى أن «البديل من أجل ألمانيا» متطرف لدرجة رفْض التحالف معه في الكتلة البرلمان الأوروبية. وتردّدَ أن مارين لوبن، زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي، رفضت قبل أشهر لقاء أليس فيدل، زعيمة «البديل من أجل ألمانيا»، بشكل علني خوفاً على سمعتها وربطها بها بشكل علني. وقد أدين في الماضي أحد أكثر زعماء «البديل من أجل ألمانيا» تطرفاً، بيورن هوكيه (زعيم الحزب في ولاية تورنغن الشرقية)، باستخدام شعارات نازية محظورة وترديد عبارات كان يستخدمها هتلر. وتورط عدد من السياسيين المنتمين للحزب، بينهم أحد مستشاري فيدل، بفضيحة كشفت عنها الصحافة الألمانية لاجتماع سري عقد في مدينة براندبورغ المحاذية لبرلين، ناقش ترحيل ملايين المهاجرين من ضمنهم حملة الجوازات الألمانية. وتسبب الكشف عن الاجتماع في صدمة بألمانيا بسبب الأصداء التاريخية التي حملها لناحية موقع انعقاده ومضمونه، وذكّر باجتماع النازيين الذي انعقد في مكان قريب وناقش «الحل الأخير» أيام الحرب العالمية الثانية وشكل أساساً لبداية المحرقة.

ورغم أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» أبعد نفسه عن الاجتماع، فإن خطابه لا يبتعد كثيراً عن مضمونه. فقد تبنى شعار «ريميغراسيون» أو «إعادة الترحيل» خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وهي الفكرة الأساسية لاجتماع براندبورغ. وهو يقصد بذلك ترحيل كل من هو مهاجر، أي ما يقارب 14 مليون شخص يعيشون في ألمانيا.

أحد اللاجئين السوريين يلتقط صورة «سلفي» مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (أ.ب.إ)

تبعات اقتصادية كارثية

في حال طبقت هذه الفكرة رغم استحالتها، فإن آثارها الاقتصادية ستكون كارثية. وقد دفع هذا الخطاب بأصحاب العمال والنقابات، خاصة النقابات الطبية، إلى التحذير من خطط كهذه. فالعاملون من أصول مهاجرين يساهمون بشكل أساسي في الاقتصاد، وقد اندمج 64 في المائة من السوريين الذين قدموا إلى البلاد منذ عام 2015، بسوق العمل والحياة التعليمية في ألمانيا. ويشغل مستشفيات وعيادات ألمانيا نحو 6500 طبيب سوري باتوا يشكلون أساساً لا غنى عنه في النظام الصحي الذي يعاني من نقص كبير في عدد الأطباء والعاملين الصحيين.

ومن دون شك، فإن أصحاب الأعمال في ألمانيا يستفيدون من اليد العاملة السورية في الكثير من المجالات التي تعاني نقصاً في العمالة، مثل المحاسبين مثلاً، وهي مهنة بحاجة إلى 3 سنوات تدريب يتعين على من يريد العمل بها أن يخضع لها. ومع ذلك، يروي كثير من السوريين تعرضهم للتمييز بسبب خلفيتهم. آلاء محرز مثلاً، سيدة سورية محجبة وناشطة اجتماعية، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن التمييز من دون شك موجود في سوق العمل، وتروي تجربتها في مقابلات عمل كان تسأل فيها عن حجابها: «في إحدى المقابلات لوظيفة في مصرف، سُئلت عن الحجاب وقيل لي إن حجابي لا يناسب صورة المصرف وإنه عليّ البحث عن عمل لدى الشركات الصغيرة».

ومع ذلك ترفض آلاء أن تضع حجابها عائقاً أمام تقدمها في المجتمع، وتقول: «كثير من النساء المحجبات يقلن إن الحجاب السبب في عدم تقدمهن بالمجتمع بينما الحقيقة مختلفة، والمنافسة والشهادات واللغة أحياناً كثيرة تكون هي السبب». وتضيف آلاء: «من دون شك هناك عنصرية لا أنكرها ولكن مهارات العمل مختلفة تماماً في ألمانيا عن دولنا، وهذا بحاجة إلى دراسة جديدة».

آلاء محرز لاجئة سورية في برلين (الشرق الأوسط)

في السنوات العشر التي تلت دخول مئات الآلاف من السوريين إلى ألمانيا، استفادت ألمانيا من دون شك منهم، ولكنها وجدت نفسها من جديد في مواجهة مع شياطينها وأشباحها التي عادت تطاردها من الماضي. وهي اليوم أمام تحدي قمع شياطينها تلك قبل أن تحكم قبضتها عليها.

أما السوريون أنفسهم، ورغم أنهم لا ينكرون صعوبة التحدي في الكثير من الأحيان، فهم يجدون في الديمقراطية متنفساً غائباً في بلدهم.

وحتى طارق الأوس الذي اضطر لإنهاء حلمه بأن يصبح أول نائب وصل لاجئاً ضمن موجة اللجوء عام 2015، يقول إن ترشحه بحد ذاته كان آنذاك «انتصاراً للديمقراطية». ويرى أنه رغم خيبته بسبب أن النظام الديمقراطي لم يقدر على حمايته، فقد سمح له بالترشح وإكمال عمله السياسي اليوم ضمن منظمة «برو أزيل» التي تدافع عن اللاجئين.


مقالات ذات صلة

«سي بي إس» تمنع بث تقرير عن عمليات ترحيل جماعي نفذتها إدارة ترمب

الولايات المتحدة​ أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً مزعومين في عصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13 رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى مركز احتجاز في السلفادور (رويترز)

«سي بي إس» تمنع بث تقرير عن عمليات ترحيل جماعي نفذتها إدارة ترمب

منعت رئيسة التحرير الجديدة لشبكة «سي بي إس» الأميركية بث تقرير نهاية هذا الأسبوع حول تبعات عمليات الترحيل الجماعي التي نفذتها إدارة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

تقديرات «المفوضية» أن أكثر من 4 ملايين سوري سيعودون خلال فترة عامين، ما يجعل الدعم المالي الدولي مسألة عاجلة لضمان الاستقرار ومنع تفاقم الأزمات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي برهم صالح المفوض السامي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (ا.ب)

ردود فعل عراقية على انتخاب برهم صالح رئيساً لوكالة اللاجئين

أعلن الرئيس العراقي السابق، برهم صالح، الجمعة، انتخابه رسمياً مفوضاً سامياً جديداً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، متعهداً بنهج يقوم على الالتزام بالقانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
أوروبا أفغان يدخلون حافلة بمطار هانوفر فور وصولهم إلى ألمانيا بعد منحهم حق اللجوء فيها (أرشيفية - رويترز)

ألمانيا تعتزم استقبال مئات الأفغان العالقين في باكستان

أعلنت برلين الخميس أنها تعتزم استقبال 535 أفغانيا كانوا قد تلقوا وعودا لم تنفذ بمنحهم اللجوء إلى ألمانيا وظلوا عالقين في باكستان.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا يضطر المهاجرون الوافدون إلى موريتانيا للاشتغال في وظائف صعبة بأجور هزيلة لتأمين رحلتهم السرية نحو أوروبا (رويترز)

محنة المهاجرين في موريتانيا تتفاقم بعد اتفاق «الأوروبي» لضبط الحدود

يقول مهاجرون إن نشاط الشرطة في موريتانيا تصاعد بشكل كبير ومكثف، منذ توقيع البلاد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، مطلع العام الماضي، للحد من الهجرة غير الشرعية.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)

تساؤلات حول مبادرة ماكرون باستئناف الحوار مع بوتين

الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
TT

تساؤلات حول مبادرة ماكرون باستئناف الحوار مع بوتين

الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)

يعود آخر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي بمبادرة من الأول إلى يوم الثلاثاء في 1 يوليو (تموز) الماضي. وقتها، أفاد قصر الإليزيه بأن الاتصال دام أكثر من ساعتين، وتركز بشكل خاص على الملف النووي الإيراني، وذلك بعد أيام قليلة على الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت المنشآت النووية والخبراء وأعضاء في القيادات العسكرية الإيرانية.

لكن الاتصال تطرق أيضاً للحرب في أوكرانيا. ووفق الإليزيه، فقد كان أشبه بـ«حوار طرشان» للتمايز العميق في مقاربة الطرفين. ورغم ذلك، أفاد بيان الإليزيه بأن ماكرون وبوتين «قررا استكمال التواصل بينهما حول هذه النقطة».

كان ماكرون الوحيد بين القادة الغربيين، باستثناء الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي كسر قاعدة فرض العزلة الدبلوماسية على بوتين رغم أنه، في العامين الأخيرين، سعى لتزعم الجناح المتشدد في التعاطي مع روسيا، إن لجهة فرض العقوبات المالية والاقتصادية عليها، أو في دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً، أو في الدعوة إلى إنشاء «تحالف الراغبين» في إرسال وحدات عسكرية ترابط على الأراضي الأوكرانية لـ«ردع» روسيا عن مهاجمة جارتها أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.

كذلك، سعى ماكرون ليكون «مرجعاً» للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاه إلى باريس ثلاث مرات في الآونة الأخيرة ووقَّع معه «مذكرة تفاهم» لتزويد أوكرانيا بمائة طائرة مقاتلة من طراز «رافال» من الجيل الرابع.

الرئيس الأركاني فولوديمير زيلينسكي محاطاً في برلين بقادة أوروبيين وبأمين عام الحلف الأطلسي والمفاوضين الأميركيين في ملف الحرب الأوكرانية 15 ديسمبر (إ.ب.أ)

يغرّد خارج السرب الأوروبي

مرة أخرى، يغرّد ماكرون خارج السرب الأوروبي. ففي المؤتمر الصحافي، الذي عقده عقب انتهاء القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل التي أقرَّت قرضاً لأوكرانيا قيمته 90 مليار يورو، فاجأ ماكرون جميع الحاضرين بدعوته إلى معاودة الحوار المباشر مع بوتين. وبرر دعوته بقوله: «أرى أن هناك أشخاصاً يتحدثون إلى فلاديمير بوتين؛ لذا أعتقد أنه من مصلحتنا نحن الأوروبيين والأوكرانيين إيجاد إطار لإعادة فتح هذه المناقشة بشكل رسمي وإلا سنظل نناقش الأمور فيما بيننا، بينما يتفاوض المفاوضون وحدهم مع الروس. وهذا ليس مثالياً».

وكان ماكرون يشير إلى الرئيس الأميركي الذي لا يجد غضاضة في الاجتماع مع بوتين وجهاً لوجه كما حصل في ألاسكا، أو التواصل معه هاتفياً أكثر من مرة. وجاء الرد من الرئيس الروسي سريعاً؛ إذ قال يوم الأحد، بمناسبة مؤتمره الصحافي السنوي، إنه «مستعد للحوار» مع ماكرون. لذا؛ سارعت مصادر الرئاسة الفرنسية إلى القول إنه «من المرحّب به أن يمنح الكرملين موافقته العلنية على هذه المبادرة. سننظر خلال الأيام المقبلة في أفضل طريقة للمضي قدماً».

ولأن مبادرة ماكرون جاءت مفاجئة، فإن مصادر الإليزيه حرصت على الرد سلفاً على أي انتقادات بتأكيدها أن «أي نقاش مع موسكو سيتم بكل شفافية» مع زيلينسكي ومع الأوروبيين، وأن هدفها يظل التوصل إلى «سلام متين ودائم» للأوكرانيين. وفي معرض تبريره غياب الحوار مع ورسيا، قال قصر الإليزيه: «إن غزو أوكرانيا وإصرار الرئيس بوتين على الحرب وضعا حداً لأي إمكانية للحوار خلال السنوات الثلاث الماضية». أما توقيت استئنافه، فإنه سيحصل بمجرد أن تتضح ملامح وقفٍ لإطلاق النار و(انطلاق) مفاوضات سلام، (عندها) يصبح من المفيد مجدداً التحدث إلى بوتين».

الرئيس الأوكراني وجهاً لوجه مع الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني في البيت الأبيض 18 أغسطس (أ.ب)

مبررات مبادرة ماكرون

تقول مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس إن مبادرة ماكرون تعكس، وإن جاءت متأخرة، قلقاً فرنسياً - أوروبياً مما هو جارٍ على صعيد الوساطة التي تتفرد الولايات المتحدة بين روسيا وأوكرانيا. ورغم نجاح الأوروبيين في حجز مقعد لهم في الأسابيع الأخيرة، فإنهم يستشعرون رغبة أميركية في استبعادهم عنها. ثم جاء كلام ترمب لموقع «أطلنتيكو» الأسبوع الماضي صادماً؛ إذ قال فيه إن الأوروبيين «يتحدثون كثيراً ولا يفعلون شيئاً، والدليل أن الحرب ما زالت قائمة...». كذلك، نددت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأميركية بالأوروبيين وذلك في تغريدة على منصة «إكس» الأسبوع الماضي أيضاً؛ إذ اتهمتهم واتهمت الحلف الأطلسي بـ«تصعيد الحرب وسعيهم لاجتذاب الولايات المتحدة في نزاع مباشر مع روسيا». وإضافة إلى ما سبق، تتساءل المصادر المشار إليها: «لماذا لا يحق للأوروبيين أن يتناقشوا مع بوتين، خصوصاً أنهم هم من يتحمل عبء الحرب من خلال دعم كييف بينما قطعت واشنطن عنها المساعدات عنها» لتضيف أن مصير الحرب يمس أمن وسلامة دول الاتحاد الأوروبي والقارة القديمة بشكل عام؛ ولذا من الضروري والمهم أن يكون هناك حوار مباشر وليس بالواسطة مع بوتين.

لم تنزل مبادرة ماكرون برداً وسلاماً على شركائه في الاتحاد الأوروبي، لا على زيلينسكي ولا على المستشار الألماني الذي يريد أن يلعب دور الزعيم الأوروبي في مواجهة روسيا. واكتفى شتيفن ماير، نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية، بالقول إن الحكومة «أٌحيطت علماً» بمبادرة ماكرون، مضيفاً أنه «لا توجد مخاوف من تصدع الوحدة الأوروبية بسبب هذا الملف».

ماكرون ونابليون بونابرت

يؤخذ على ماكرون أمران أساسيان: الأول، تغير نهجه من السعي لممارسة أقصى الضغوط على روسيا وبوتين إلى الانتقال إلى الحوار معه مع وجود كثير من التحفظات حول ما يمكن أن يحصل عليه ولم يحصل عليه المفاوض الأميركي؛ والآخر، أن ماكرون كسر الجدار الأوروبي والعزلة الدبلوماسية المُحكمة التي أقيمت حول بوتين؛ فهو بمبادرته يوفر له الفرصة للعب على الانقسامات الداخلية الأوروبية وعلى افتراق الرؤى مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي ببروكسل عقب انتهاء القمة الأوروبية حيث أعلن انفتاحه على محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وكتبت صحيفة «لو موند» في عددها ليوم الاثنين، أن زيلينسكي اعترف بأن ماكرون ناقش معه مبادرته، وأنه أبدى تحفظات بشأنها. كذلك نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله: «الجميع في أوروبا يدرك أنه سيتعيّن في يومٍ ما التحدث إلى بوتين، ولا سيما إذا ما فشلت الوساطة الأميركية. أما ما سيكون معقداً، فهو مسألة الإطار الأنسب لإجراء هذه المناقشات، هل يكون ذلك ضمن صيغة (الترويكا الأوروبية) أم في إطار أوسع». وتضم «الترويكا» فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ويعني هذا التساؤل ما إذا كان ماكرون سيتحدث باسم فرنسا أم أنه سينال تفويضاً من زيلينسكي ومن نظرائه الأوروبيين للتحدث باسمهم؟

لا شك أن هناك تنافساً بين قادة «الترويكا» الثلاثة وإن بقي مضمراً. وفي أي حال، يبدو من المبكر التكهن بما قد يحصل في الأيام والأسابيع المقبلة، وما ستكون عليه الصيغة التي يريدها بوتين الذي لم يتردد، في مؤتمره الصحافي الأخير عن وصف القادة الأوروبيين بـ«صغار الخنازير». أما الصحافة الروسية، فإنها لا تتردد بتذكير ماكرون بالهزيمة التي ألحقتها روسيا القيصرية بالإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الذي غزا روسيا عام 1812، حيث خسر جيشه الجرار وكانت تلك المغامرة بداية سقوطه.


رئيس وزراء غرينلاند: مصير الإقليم يُحسم على أراضيه

رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
TT

رئيس وزراء غرينلاند: مصير الإقليم يُحسم على أراضيه

رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)

أكد رئيس وزراء غرينلاند، الثلاثاء، أن القرارات المتعلقة بمستقبل الجزيرة تُتَّخذ على أراضيها، وذلك ردّاً على محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة لضمّ هذا الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي.

وكتب ينس فريدريك نيلسن، عبر «فيسبوك»: «غرينلاند بلدنا. قراراتنا تُتَّخذ هنا». وأعرب عن «حزن» بعد سماعه ترمب يُكرر رغبته في السيطرة على غرينلاند.

وكان ترمب كرّر، الاثنين، أنّ بلاده «بحاجة» إلى غرينلاند؛ لضمان أمنها في مواجهة الصين وروسيا. وسبق له أن أدلى بهذا التصريح بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

وقال نيلسن: «هذه الكلمات تختزل بلدنا في مسألة أمن وسلطة. هذه ليست نظرتنا إلى أنفسنا، ولا يمكن ولا يجوز أن تُوصف حالتنا في غرينلاند بهذه الطريقة».

وشكر شعب غرينلاند على ردّ فعله «الهادئ والراقي». وأعرب عن امتنانه لدعم عدد كبير من الدول، مضيفاً: «هذا الدعم يؤكد أننا لسنا وحدنا هنا على أرضنا».

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن غرينلاند «ملك لشعبها» وأن «الدنمارك هي ضامنتها». وكتب عبر منصة «إكس»: «أضمّ صوتي إلى أصوات الأوروبيين لأعرب عن تضامننا الكامل».


الملجأ المضاد للإشعاعات بمحطّة تشيرنوبيل النووية قد ينهار بضربة روسية

محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

الملجأ المضاد للإشعاعات بمحطّة تشيرنوبيل النووية قد ينهار بضربة روسية

محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)

قد تؤدّي ضربة روسية إلى انهيار الملجأ المضاد للإشعاعات داخل محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا، بحسب ما قال مدير المنشأة سيرغي تاراكانوف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وصرّح تاراكانوف خلال مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية» الأسبوع الماضي: «في حال أصابه صاروخ أو مسيّرة مباشرة أو حتّى سقط في محيطه مثلاً صاروخ من نوع (إسكندر)، لا قدّر الله، فقد يُحدث ذلك زلزالاً صغيراً في المنطقة».

وأكّد أن «لا أحد في وسعه أن يضمن أن الملجأ سيبقى قائماً بعد ذلك. وهذا هو أكبر تهديد».

والمحطّة النووية مدّعمة بهيكل من الفولاذ والإسمنت من الداخل أقيم على عجالة بعد الكارثة النووية سنة 1986 وهي مغلّفة أيضاً بغلاف خارجي حديث وعالي التطوّر يطلق عليه اسم «عازل الأمان الجديد» (NSC).

وقد تعرّض الغلاف الخارجي لأضرار كبيرة إثر ضربة بمسيّرة روسية في فبراير (شباط) تسبّبت في حريق ضخم في التكسية الخارجية للهيكل الفولاذي.

وأشار تاراكانوف إلى أن «عازلنا خسر الكثير من مهامه الرئيسية. ونحن بحاجة إلى ثلاث أو أربع سنوات لإعادة هذه الخصائص».

وما زال مستوى الإشعاعات في الموقع «مستقرّاً وبحدود العادة»، وفق المدير.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مطلع الشهر أن بعثة تفتيش لاحظت أن الملجأ «فقد مهامه الأمنية الأساسية، لا سيّما قدراته العازلة، لكن ما من أضرار دائمة في الهيكليات الداعمة أو أنظمة المراقبة».

وتمّت تغطية الفجوة التي خلّفتها الغارة الروسية بستار حامٍ، بحسب تاراكانوف، لكن لا بدّ من سدّ 300 ثغرة صغيرة أحدثها عناصر الإطفاء لمكافحة النيران.

وكان الجيش الروسي قد استولى على المحطّة في بداية الحرب سنة 2022 قبل أن ينسحب منها بعد بضعة أسابيع.