عاد اسمان ارتبطا بإحدى أبرز الفضائح السياسية في تاريخ الولايات المتحدة إلى دائرة الضوء مجدداً، لكن هذه المرة من بوابة الحياة الشخصية، لا السياسية. فقد كشفت وثيقة رسمية حصلت عليها شبكة «سي إن إن» عن أن أوليفر نورث، الضابط المتقاعد في سلاح مشاة البحرية الأميركية، عقد قرانه على سكرتيرته السابقة فاون هول في 27 أغسطس (آب) الماضي بولاية فرجينيا، بعد نحو أربعين عاماً على الفضيحة التي هزّت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان.

وكان نورث أحد أبرز الوجوه فيما عُرف بـ«إيران – كونترا»، حين اتُّهم عام 1986 بلعب دور محوري في مخطط سري لبيع أسلحة إلى إيران، واستخدام العائدات لتمويل المتمردين المناهضين للشيوعية (الكونترا) في نيكاراغوا، في خرق واضح للقوانين الأميركية وحظر السلاح المفروض على طهران.
أما هول، فاشتهرت بدورها المثير للجدل عندما اعترفت بتمزيق وإخفاء وثائق حساسة من البيت الأبيض، بعضها هربته داخل ملابسها وأحذيتها، قبل أن تساعد على إتلاف ملفات إضافية عبر آلة التمزيق التي تعطلت من كثرة الاستخدام. وقد مُنحت لاحقاً حصانة قضائية مقابل شهادتها.
وفي عام 1989 أُدين نورث بثلاث تهم جنائية، لكن الأحكام أُبطلت لاحقاً. ومع ذلك بقي اسمه حاضراً في الحياة العامة، إذ خاض سباقاً خاسراً لمجلس الشيوخ عام 1994، قبل أن يعمل معلقاً سياسياً بارزاً ويتولى لاحقاً رئاسة «الرابطة الوطنية للبنادق» عام 2018، وهي المنصب الذي لم يستمر فيه سوى أقل من عام بسبب خلافات داخلية. وتوفيت زوجته الأولى بيتسي العام الماضي.
أما هول، فقد ابتعدت عن الأضواء منذ التسعينات، وتزوجت عام 1993 من داني سوغرمان، مدير فرقة الروك الأميركية الشهيرة «ذي دورز»، وظلت معه حتى وفاته عام 2005.
ورغم اهتمام وسائل الإعلام الأميركية بخبر الزواج المفاجئ، رفض نورث التعليق عند سؤاله من قِبل «سي إن إن»، مكتفياً بالاقتباس من الجملة الشهيرة في فيلم «ذهب مع الريح»: «بصراحة يا عزيزتي... لا أبالي إطلاقاً».

