النوم... «غسّالة» سرّية تُخلّص دماغك من السموم

اكتشاف علمي يوضح كيف يطرد المخّ فضلاته خلال الراحة

العقل يتطهَّر ليلاً (غيتي)
العقل يتطهَّر ليلاً (غيتي)
TT

النوم... «غسّالة» سرّية تُخلّص دماغك من السموم

العقل يتطهَّر ليلاً (غيتي)
العقل يتطهَّر ليلاً (غيتي)

لعقود، ظلَّ العلماء يفكرون في مشكلة أساسية، وهي كيف يتخلَّص مخّ الإنسان من النفايات التي يُفرزها في أثناء العمل والتفكير طوال اليوم، والتي تتضمَّن بروتينات وجزيئات زائدة قد تتحوّل إلى مواد سامّة في حال عدم التخلُّص منها، ومن بينها بروتينات الأميلويد بيتا وتاو التي تُعدّ من المسبّبات الأساسية لمرض ألزهايمر. وبالنسبة إلى باقي أعضاء الجسم، يتخلّص الجهاز الليمفاوي من هذه الفضلات، فتنتقل السوائل الزائدة إلى الطحال والعقد الليمفاوية وأجزاء أخرى من الجهاز الليمفاوي قبل أن تمرّ إلى مجرى الدم ليجري التخلّص منها. لكن هذه العملية الحيوية لا يمكن أن تجرى بالطريقة نفسها داخل المخّ بسبب ما يُعرف باسم الحاجز الفاصل بين المخّ والدم، وهو غلاف واقٍ يمنع انتقال العدوى إلى الخلايا العصبية داخل المخّ، لكنه بالمثل يمنع أيضاً انتقال أي شيء خارجه.

في هذا السياق، ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنه في عام 2012، توصَّل فريق بحثي بجامعة روشستر الأميركية برئاسة اختصاصية طب الأعصاب مايكن نيدرغارد إلى وجود نظام دوري لم يكن معروفاً من قبل لطرد الفضلات السامّة من المخّ. وتبيَّن من خلال بحوث على فئران التجارب تدفّق السائل النخاعي داخل أنفاق حول الأوعية الدموية في المخّ، إذ تمرّ هذه القنوات على نوع من خلايا المخّ تُعرف بالخلايا النجمية وتختلط بما يُعرف باسم «السوائل الخلالية»، إذ تجمع الفضلات وتحمّلها خارج المخّ عبر المساحات المحيطة بالأوعية الدموية. وعام 2013، نشرت نيدرغارد دراسة مهمّة مفادها أنّ عملية «التنظيف المنزلي» تنشط خلال الليل. وتقول الباحثة في تصريحات للموقع الإلكتروني «ساينتفيك أميركان» المتخصّص في البحوث العلمية: «خلال الاستيقاظ، تتوقف عملية التنظيف، ويرجع السبب في ذلك على الأرجح إلى أنّ دقة عمل الأنظمة العصبية اللازمة لمعالجة مؤثرات العالم الخارجي لا تتوافق مع عملية الاغتسال».

وتؤكد هذه النتائج أنّ عملية اغتسال المخّ التي اكتُشفت حديثاً هي واحدة من أهم فوائد النوم. وتوضح: «عندما تستيقظ وأنت تشعر بالنشاط بعد مدّة من النوم الهادئ، فإنّ ذلك يعود، على الأرجح، إلى أنّ المخّ تعرّض لعملية إعادة ضبط شبيهة بما يحدث في حالة صيانة السيارة».

لكن تلك الدراسات السابقة أُجريت على الفئران، التي تتّسم أدمغتها بأنها أصغر وأقلّ تعقيداً من عقول البشر، كما أنّ مدّة نومها عادة متقطّعة وليست متصلة مثل الإنسان، وبالتالي كان كثير من العلماء يرفضون نظرية اغتسال العقل البشري خلال النوم. ويقول اختصاصي علم المناعة العصبية في كلية طب جامعة واشنطن الأميركية، جوناثان كيبنيس: «قبل 10 سنوات، كان الحديث عن تدفّق السوائل داخل المخّ يبدو مثل الهرطقة». وقد أمضى الباحثون السنوات الـ10 الماضية في دراسة ما إذا كانت عملية اغتسال المخّ تحدُث لدى الإنسان على غرار ما يحدُث لدى الفئران، وقد توصّلت البحوث إلى إثبات صحة هذه النظرية، بل وإنّ الموجات الكهربائية التي تتحرّك داخل المخّ خلال النوم تدفع السائل النخاعي داخله وخارجه.

ومن جانبه، يؤكد أستاذ طب النفس والأعصاب بجامعة واشنطن، جيفري إيليف، أهمية ما يُعرف باسم النظام «الغليمفاوي» الذي يقصد به آلية تنظيف المخ وإزالة الفضلات التي تجري أثناء نوم الإنسان. ويقول لموقع «ساينتفيك أميركان» إنّ تعطّل هذه المنظومة يؤدّي على الأرجح إلى الإصابة باضطرابات عصبية ونفسية، من بينها مرض ألزهايمر؛ ويرى أنّ تعطل النظام الغليمفاوي قد يفسّر سبب اختزان المخّ لبروتينات الأميلويد وتاو في مرحلة الشيخوخة.

وذكر إيليف أنّ المتخصّصين في مجال النوم ظلّوا لسنوات يركزون على أهمية النوم في عملية اختزان الذكريات، كما أنّ الأطباء الذين درسوا المساحات المحيطة بالأوعية الدموية لم يتبينوا الغرض منها بشكل واضح، بل واستبعدوا إلى حدّ كبير إمكان أن تكون هذه المساحات في حقيقتها قنوات لمرور السوائل، مضيفاً أنهم «لم يدركوا مدى ديناميكية هذه القنوات». ويقول الباحثون إنّ الجسم البشري ينتج ما بين 3 إلى 4 أمثال مخزونه من السوائل النخاعية كل يوم ثم يتخلّص منها. وقد أدركت بعض الدراسات المبكرة ارتباط تدفّق هذه السوائل بنبضات القلب، ولكن لم يتّضح خلال الدراسات السابقة التغيّر الذي يطرأ على تدفّق هذه السوائل خلال النوم.

وخلال التجربة التي أجرتها الباحثة نيدرغارد لقياس معدّلات التخلّص من بروتينات الأميلويد في أثناء استيقاظ الفئران ونومها وتخديرها، حقن الباحثون متتبعات فلورية داخل أدمغة الفئران لمتابعة تدفّق السوائل النخاعية داخل المساحات حول الأوعية الدموية. وتبيَّن لهم أنّ تدفّق تلك السوائل يتراجع بنسبة 95 في المائة في أثناء الاستيقاظ، مقارنة بما يحدث خلال النوم، وأن حجم هذه القنوات بين الأوعية يتّسع بنسبة 60 في المائة عندما تكون الفئران نائمة أو في حالة تخدير، وهو ما يؤكد أنّ الجسم يتعرّض لتغيّرات فسيولوجية خلال الغياب عن الوعي تزيد من قدرة المخّ على التخلُّص من فضلاته.

وفي دراسة مماثلة على البشر أُجريت عام 2021، حقن جراح الأعصاب بيير كريستيان إيدي من مستشفى جامعة أوسلو النرويجية متتبعات فلورية لمتابعة تدفّق السوائل النخاعية لدى مجموعة من المرضى المتطوّعين، مع تقسيمهم إلى مجموعتين، إذ سُمح لأفراد المجموعة الأولى بالنوم بشكل طبيعي طوال الليل، بينما أُبقي أفراد المجموعة الثانية مستيقظين خلال المدّة نفسها. وأُجري تصوير بالرنين المغناطيسي لأفراد المجموعتين مرّتين خلال الليل ثم في اليوم التالي.

وتبيَّن خلال التجربة أنّ حركة المتتبعات الفلورية التي ترصد تدفُّق السائل النخاعي كانت بطيئة بشكل كبير لدى المتطوّعين الذين لم يُسمح لهم بالنوم، وظهر أيضاً أنه حتى بعد السماح لهم بالنوم في الليلة التالية، ظلَّ معدل تدفُّق السائل النخاعي لديهم بطيئاً مقارنة بأفراد المجموعة الأخرى، مما يدل على أنّ آثار الحرمان من النوم لا يمكن تعويضها بسهولة بمجرّد نوم ليلة واحدة. وأكد إيدي أنه «رغم اختلاف آلية عمل النظام الغليمفاوي بين البشر والفئران بشكل عام، إذ تحدُث التغيّرات في العقل البشري خلال ساعات وليس دقائق كما في الفئران، فمن المؤكد أن العقل البشري أيضاً يغتسل في أثناء النوم، وأن نقص النوم يؤثّر بالفعل سلبياً على آلية عمل هذه المنظومة».


مقالات ذات صلة

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تجاهل الغداء أو تأجيله قد يُربك الساعة البيولوجية للجسم ويؤخر مواعيد الجوع إلى المساء ما يدفع البعض لتناول العشاء في وقت متأخر وبالتالي التأثير على زيادة الوزن (بيكسباي)

ما أفضل وقت لتناول الغداء للحصول على الطاقة والتركيز طوال اليوم؟

يوصي معظم الخبراء بأن يكون الغداء بعد 4 إلى 5 ساعات من الوجبة الصباحية. هذا الإيقاع يساعد الجسم على الحفاظ على مستوى ثابت من الطاقة وتركيز أفضل خلال اليوم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الكيوي من الفواكه الغنية بفيتامين «سي» المفيد لنضارة البشرة (جامعة ويسكونسن)

5 أغذية تجدد البشرة وتعزز نضارتها

أظهرت دراسة دولية أن زيادة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي»، وفي مقدمتها الكيوي، يمكن أن تعزز إنتاج الكولاجين، وتدعم تجدد خلايا البشرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المركبات الذاتية القيادة تواجه تحديات كبيرة عند التحرك بين الحشود (رويترز)

مركبات ذاتية القيادة تتنقل بأمان دون حوادث

تمكّن فريق بحثي من جامعتي تونجي وشنغهاي جياو تونغ في الصين من تطوير نظام مبتكر يمكّن المركبات ذاتية القيادة من التنقل بأمان وسط الحشود الكثيفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.