تصدرت الهجن السعودية قائمة المراكز الأولى في منافسات فئة «الجذاع» ثالث الفئات المعتمدة مشاركتها، والبالغة جوائزها المالية 7.82 مليون ريال، وذلك قبل ختام منافساتها اليوم الثلاثاء في سابع أيام مهرجان ولي العهد للهجن 2025 الذي ينظمه الاتحاد السعودي للهجن، على أرض ميدان الطائف التاريخي، بتحقيقها لقب 15 شوطاً.
وانطلقت منافسات النسخة السابعة من المهرجان الأسبوع الماضي، حيث تشهد إقامة 249 شوطاً من بينها 5 أشواط ضمن سباق الهجانة للرجال والسيدات، وتجاوزت قيمة جوائز المهرجان 50 مليون ريال.

جاءت الهجن السعودية أولاً بـ 15 شوطاً، تليها الهجن القطرية بـ 4 أشواط، ثم الهجن الكويتية بشوطين، وأخيراً الهجن الإماراتية بشوط وحيد، حيث شاركت اليوم 837 مطية، منها 565 مطية خلال أشواط الفترة الصباحية، و272 مطية خلال الفترة المسائية.
وظفرت المطية «ند» لمالكها القطري محمد ناصر العيده، بالتوقيت الأفضل في منافسات اليوم الأول في فئة «الجذاع» بنيلها لقب الشوط الرئيسي والأول خلال الفترة الصباحية بتوقيت بلغ 7:40.294 دقيقة.
ويشهد اليوم الثلاثاء إقامة أشواط كؤوس مهرجان ولي العهد للهجن وعددها أربعة أشواط ومجموع جوائزها 4.4 مليون ريال، وخصصت اللجنة المنظمة الشوط الأول والثالث على كأس مهرجان ولي العهد للهجن (بكار - مفتوح)، و(بكار - عام)، إضافة لجائزة مالية تبلغ 700 ألف ريال لصاحب المركز الأول من أصل 1.275 مليون ريال قيمة جوائز كل شوط.
وخصصت اللجنة الشوط الثاني والرابع على كأس مهرجان ولي العهد للهجن (قعدان - مفتوح)، و(قعدان - عام) إضافة لجائزة مالية تبلغ 500 ألف ريال لصاحب المركز الأول من أصل 925 ألف ريال قيمة جوائز كل شوط.
وعزز المهرجان من وجوده على الصعيد الدولي بمشاركة كبيرة من ملاك الهجن في العالم العربي والدولي؛ ويهدف إلى تأصيل تراث الهجن وتعزيز الثقافة السعودية، وحقق المهرجان عوائد اقتصادية كبيرة، من خلال تنظيم فعاليات متنوعة تدعم الموروث التراثي، وتعزز الحفاظ عليه وتنميته، مما يعكس العمق الحضاري للمملكة.
الهجانة ريما الشويعي تخطف الأضواء
في مشهد سيبقى عالقاً في ذاكرة رياضة الهجن السعودية، فجّرت الهجانة الشابة ريما الشويعي مفاجأة مدوّية عندما خطفت الأضواء في الشوط الرابع لسباق السيدات ضمن منافسات مهرجان ولي العهد للهجن 2025، متجاوزة كونها وجهاً جديداً في هذه الرياضة العريقة إلى بطلة تصنع التاريخ بزمن قياسي.

فقد دخلت الشويعي، التي لم يسبق لها المشاركة سوى في سباقين فقط، ميدان التحدي وكأنها إحدى المخضرمات، متحدية خبرة سعوديات وعالميات اعتدن اعتلاء منصات التتويج. وبرفقة مطيتها «أبشر» قطعت مسافة الشوط في 3:14.585 دقيقة، وهو أسرع توقيت في تاريخ المهرجان، لتنتزع الكأس وتؤمن بطاقة تأهل مباشرة إلى منافسات الهجن في النسخة السادسة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي تستضيفها الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف رياضي من 57 دولة.
البداية بالنسبة للشويعي كانت متواضعة. ففي منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، أي قبل عشرة أيام فقط من انطلاق النسخة الثانية من مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن، أمسكت بزمام مطيتها لأول مرة في حياتها وقررت خوض سباق السيدات، فحلت تاسعة. إلا أن هذه التجربة الأولى منحتها الثقة لطرق أبواب الحلم. تقول: «لم أكن أملك معلومات فنية كافية، ولم يسبق أن ركبت مطية أو حتى حصاناً، لكنني رغبت في أن أقدم نفسي في رياضة أصيلة هي رياضة الآباء والأجداد. زميلاتي وصديقاتي يحلمن بانتشار هذه الرياضة في كل مكان، وهذا كان السبب الرئيسي لاختياري».

تجربتها الثانية جاءت من بوابة سباق دولي في الإمارات، لكنها لم تحقق ما تمنته. غير أن الإخفاق لم يُثنها عن العزيمة، بل زادها إصراراً على الاستمرار. ومنذ ذلك الحين، كثّفت تدريباتها في أكثر من مدينة سعودية بين الرياض ومكة المكرمة والطائف وبريدة، مدعومة بتسهيلات من الاتحاد السعودي للهجن، الذي فتح الأبواب أمامها وأمام زميلاتها للوصول إلى أعلى درجات الجاهزية.
وعندما حانت لحظة الحقيقة في الشوط الرئيسي بمهرجان ولي العهد، وجدت الشويعي نفسها بين 17 هجانة يمثلن مختلف دول العالم، منهن السعودية خلود الشمري، إلى جانب بطلات عربيات ذوات خبرة طويلة. ومع ذلك، تفوقت الشويعي بجدارة، لتحمل الكأس الأغلى في مسيرتها القصيرة حتى الآن. تقول بفخر: «شعور عظيم أن أتوج بطلة لمهرجان يحمل اسم القائد الملهم الأمير محمد بن سلمان. أهدي هذا الإنجاز الكبير للأمير، فهو القائد الذي بفضله ودعمه حضرنا في هذا المحفل، وأنا اليوم بطلة سعودية».
بهذا الإنجاز، لم تعد ريما الشويعي مبتدئة في مضامير الهجن، بل صارت رمزاً لجيل جديد من السعوديات اللواتي يقدمن أنفسهن في ميادين الرياضة الأصيلة، ويرسمن مستقبلاً يليق بطموحات الوطن.
مهرجان ولي العهد سنام موسم ملاك الهجن
أشاد مالك الهجن العماني حمد بن محمد الوهيبي بالاحترافية التي ظهرت في تنظيم مجريات وأحداث مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السابعة، وأبدى إعجابه الشديد بما شاهده من جودة عالية في تنظيم السباقات وتطور ملحوظ شهده مقر إقامة المهرجان على أرض ميدان الطائف التاريخي عن الأعوام السابقة.
واستهل الوهيبي حديثه قائلاً: «جودة التنظيم التي شاهدناها بكفاءة عالية قد تجد مثلها في دول أخرى، لكن ما يميز هذا المهرجان هو استيعاب الأعداد الهائلة من المطايا والزوار لمقر المهرجان، في فترة المقيض، وتنظيم سباقاتهم ووجودهم بهذه الكفاءة والاحترافية العالية ليس بالأمر السهل إطلاقاً».
وأضاف: «لو قارنا هذه المنطقة (مقيض) بين الماضي والحاضر نجد فروقات كبيرة، في السابق هي كانت مقيض أيضاً، وكانت تقام السباقات بدعم أهلي، لكن اليوم المنطقة عامرة والمنشآت على أعلى مستوى وكذلك التنظيم والنقل، جميعها أمور تجب الإشادة بها وتوجيه الشكر لكل من ساهم فيها».
وزاد: «الجوائز والترتيب الذي نشاهده وتجهيز الميدان على أعلى المواصفات التي يحتاجها المالك هي من الأمور التي تشجع الملاك على المشاركة هنا، أنا مالك هجن قديم وأعرف كيف تم إنشاء ميدان السباق هنا في المهرجان واستعداده لإقامة السباقات مهما كانت الظروف المناخية».
وأكد الوهيبي أن موسم الهجن لكل ملاك الهجن يبدأ من سبتمبر (أيلول) وحتى مايو (أيار)، لكن مهرجان ولي العهد يعتبر لوحده موسماً مستقلاً نظير الأعداد الكبيرة التي تحضر لمقره من ملاك ومطايا، وقال: «مهرجان ولي العهد للهجن يمثل أكبر سوق للهجن يتم فيها اكتشاف المطايا، وهنا تتم الصفقات الكبرى ويتم تسويق المطايا الجيدة، وبخلاف ذلك هنا أيضاً تحضر آلاف المطايا لكون الجو مناسباً لبنية وصحة المطية».


