«سوذبيز» و«إندبندنت»... تحالف فني جديد في قلب مانهاتن

معرض القرن الـ20 في «بروير» يعكس استراتيجية تجاوز دور دار المزادات التقليدية

مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
TT

«سوذبيز» و«إندبندنت»... تحالف فني جديد في قلب مانهاتن

مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)

في خطوة جريئة تهدف إلى تجاوز مفهوم دار المزادات التقليدية، أعلنت دار «سوذبيز» العملاقة للمزادات عن تحالفٍ فني رفيع مع منظمي معرض «Independent 20th Century»، لاستضافة معرضهم المخصص لفنون القرن العشرين في مقرها الجديد بمبنى «بروير» في مانهاتن بدءاً من عام 2026.

يجمع الاتفاق، الذي يستمر لسنوات عدة، بين قوة «سوذبيز» الهائلة بوصفها إحدى أضخم بيوت المزادات العالمية وبراعة «إندبندنت» في تنظيم أبرز المعارض الفنية في نيويورك.

وبالنسبة لـ«سوذبيز»، التي ستنتقل رسمياً إلى مبنى «بروير» التاريخي في 945 ماديسون أفنيو في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يُمثّل هذا التعاون نموذجاً مبتكراً لبرمجة فعالياتها داخل هذا الصرح المعماري الحداثي.

صرّح الرئيس التنفيذي لـ«سوذبيز»، تشارلز ستيوارت، قائلاً: «حين انتقلنا إلى مبنى (بروير)، كنَّا على يقينٍ بأنه سيفتح أمامنا آفاقاً غير مسبوقة من الإمكانات. وهذا التعاون هو تجسيد لتلك الرؤية».

من المقرر أن يُقام «معرض إندبندنت للقرن العشرين»، المتخصص في الأعمال الفنية التي أنتجت بين عامي 1900 و2000، في الفترة من 24 إلى 27 سبتمبر (أيلول) 2026. وسيشهد توسعاً ملحوظاً ليضم أكثر من 50 صالة عرض، بزيادة قدرها 50 في المائة عن موقعه السابق في «كاسا تشيبرياني»، كما تُجرى مناقشات حول تعاون إضافي يشمل معارض وبرامج نوعية أخرى.

من جانبها، أكدت المؤسسة والمديرة الإبداعية لـ«إندبندنت»، إليزابيث دي، أن الشراكة «تقوم على رؤية فنية واضحة وطموحة»، مشيرة إلى أنهم «يتطلعون إلى تجاوز النمط التقليدي للمعارض».

وتحمل هذه الخطوة دلالة رمزية بالغة الأهمية لـ«سوذبيز»، ورغم أن مردودها المالي المباشر قد لا يكون ضخماً، فإنها تُعدّ أداة محورية لإعادة تشكيل هوية الشركة، بوصفها منصة ثقافية رائدة تقدم فعاليات تتجاوز عملية البيع المباشر.

وعلقت مادلين ليسنر، رئيسة قسم الفنون الجميلة العالمية في «سوذبيز»، قائلة: «إن هذا التعاون يضعنا في موقع يتعدى كوننا مجرد دار مزادات». وتسعى «سوذبيز» إلى تطبيق الاستراتيجية نفسها في فروعها الجديدة بهونغ كونغ وباريس.

يأتي هذا التحالف في توقيت بالغ الأهمية، وتكشف الأرقام أن «سوذبيز» سجلت مبيعات بلغت 2.2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2025، بانخفاض 4 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق، في حين حققت 4.6 مليار دولار عام 2024، مسجلة تراجعاً بنسبة 28 في المائة. وقد شهدت دار «كريستيز» المُنافسة تراجعات مماثلة.

في سياق متصل، باعت «سوذبيز» العام الماضي حصة تتراوح بين 25 و30 في المائة لشركة «أبوظبي القابضة» مقابل مليار دولار، ومن ثم أجرت تخفيضاً بنسبة 4 في المائة في قوتها العاملة العالمية. في المقابل، أغلقت العديد من صالات العرض المعاصرة أبوابها، وأجلت معارض فنية كبرى نسخها المقبلة.

صورة لهواة جمع الفن روبرت وإيثل سكول مع الفنانين جورج سيغال وآندي وارهول وجيمس روزنكويست (غيتي)

تاريخياً، سادت نظرة إلى بيوت المزادات وصالات العرض باعتبارهما متنافستين، إلا أن الحدود بينهما أصبحت أكثر ضبابية من أي وقت مضى. ويتجلى هذا التقارب في لحظات فارقة، مثل بيع الفنان داميان هيرست أعمالاً بقيمة 200 مليون دولار مباشرة عبر «سوذبيز» عام 2008، متجاوزاً صالات العرض التقليدية، وقرار صالات «أكوافيلا» و«جاغوسيان» و«بيس» عام 2020 بيع مجموعة «دونالد مارون» بقيمة 450 مليون دولار بعيداً عن الصعيد المعلن، متجاوزة بذلك دور المزادات. وعليه، يُمثّل تحالف «سوذبيز - إندبندنت» تتويجاً طبيعياً لهذا التمازج.

يُذكر أن «إندبندنت» تدير حالياً معرضين حصريين يعتمد كل منهما على توجيه الدعوات حصرياً؛ المعرض المعاصر الرئيسي في مايو (أيار)، ومعرض «إندبندنت القرن العشرين» الأصغر. وفي الوقت الذي يستضيف فيه «آرت بازل» نحو 300 صالة عرض، ضمّت نسخة «إندبندنت» في مايو 2025 نحو 82 عارضاً فقط، بإدارة فريق دائم لا يتعدى 8 أفراد.

ومن المقرر أن تتضاعف مساحة المعرض المعاصر في العام المقبل بنقله إلى «بير 36»، في حين سيصبح مبنى «بروير» المقر الدائم لمعرض القرن العشرين.

تُثار تساؤلات حول ما إذا كان «إندبندنت» قد يفقد استقلاليته، لكن إليزابيث دي تؤكد العكس: «لن يكون لـ(سوذبيز) أي دور قيّم أو إشرافي في معارضنا. لماذا بعد 17 عاماً نتخلى عن رؤيتنا الفنية في مبنى (بروير)؟».

جدير بالذكر أن مبنى «بروير» نفسه يحمل إرثاً ثقافياً عميقاً؛ إذ صُمم عام 1966 ليكون مقراً لمتحف «ويتني للفن الأميركي»، ثم استضاف لاحقاً معارض لمتحفي «المتروبوليتان» و«فريك». في حين اعتادت «سوذبيز» استخدام مساحاته لعرض الأعمال بشكل مؤقت قبل بيعها.

وسيوفر تجديد المبنى، الذي تقوده شركتا «هيرتزوج آند دي مورون» و«PBDW Architects»، مساحات عرض دائمة، مع خفض تكاليف المشاركة للصالات بنسبة تصل إلى 25 في المائة مقارنة بالنسخة السابقة من المعرض.

وتؤكد إدارة «إندبندنت» أن التوسع لن يكون على حساب الانتقائية والنوعية، فكما صرحت المديرة التنفيذية المشاركة، صوفي شيرلينك: «لو كان الهدف مجرد زيادة الأرقام، لملأنا مبنى بروير و(بير 36) بالعارضين، لكننا لن نفعل ذلك».

أما بالنسبة لتجار الفن البارزين، مثل جو نهماد، فإن التعاون يتجاوز الجانب اللوجستي؛ إذ يقول: «ما يثير حماسي في هذه الموجة الجديدة من النشاط الثقافي في منطقة (أبر إيست سايد)، كيف سيجتمع الإرث المعماري العريق مع معارض فنية عالمية المستوى ليجعلوا التاريخ يبدو معاصراً وحاضراً».

ويبقى السؤال: «هل سيُشعل هذا التحالف شغف جيل جديد من جامعي التحف الفنية؟».

خدمة: «نيويورك تايمز»*


مقالات ذات صلة

مشروعات خاصة وأعمال فنية جديدة في النسخة الافتتاحية لـ«آرت بازل قطر»

يوميات الشرق «ما قد تأتي به الأحلام» للفنان ريان ثابت (الفنان)

مشروعات خاصة وأعمال فنية جديدة في النسخة الافتتاحية لـ«آرت بازل قطر»

كشف معرض «آرت بازل قطر» عن تفاصيل إضافية لنسخته الافتتاحية لعام 2026، بما في ذلك أبرز فعاليات قطاع المعارض الفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الإعلان عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

الإعلان عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026، المقرر افتتاحه في 30 يناير (كانون الثاني) 2026 في حي جاكس بالدرعية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق طبقات من الأزرق تترك للعين أن تُكمل الحكاية (فاديا أحمد)

«بين ضفّتين» من الأزرق: فاديا أحمد تُحوّل المتوسّط إلى جغرافيا نفسية

رغم غياب الأشخاص عن معظم الأعمال، لا يبدو المعرض خالياً من الحضور الإنساني...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)

«بهجة»... معرض فني مصري يستعيد شغف الطفولة

بداخلي طفل صغير... كثيراً ما يبكي، قليلاً ما يفرح، فقد كثر بكاؤه بفعل ما يحدث بعالمنا المعاصر من تمزق وحروب وضحايا من الأطفال والكبار.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق من أعمال تلامذة المدارس ضمن مبادرة «مسارات إبداعية» (الشرق الأوسط)

معرض «مناظر متحركة»... لوحات مرممة تُلهم جيل اليوم

معرض «مناظر متحركة» ينقل الفن خارج المتاحف، ويُلهم الشباب بإعادة قراءة لوحات مرممة عبر تجربة فنية تعليمية تفاعلية.

فيفيان حداد (بيروت)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
TT

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية وتابعه بحماس على مدى 3 أشهر، مترقّباً بفارغ الصبر الحلقة التسعين والأخيرة. غير أنّ هذه الخاتمة جاءت باهتة، ولم تتجاوز مدتها الحقيقية سوى نصف الحلقة، أي نحو 30 دقيقة، فتركت وراءها علامات استفهام كثيرة لدى جمهور لم يرقَ له هذا الاستخفاف بذكائه.

وتدور قصة العمل حول سلمى (مرام علي) التي اختفى زوجها جلال (نيقولا معوّض) من حياتها بين ليلة وضحاها، واضطرت إلى أن تعمل، رغم مرضها، لتأمين لقمة العيش لأولادها، وعندما حانت لحظة الحقيقة كي تلتقيه وتدرك ما جرى في الواقع، مات وهو بين يديها.

وانهمرت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه النهاية، فتصدّرت الـ«تريند»، وكانت في معظمها تحمّل المخرج مسؤولية إفقاده بريقها. فلا سلمى فهمت سر اختفاء زوجها لسنوات طويلة، ولا جلال استطاع الاعتذار لها وإخبارها بحقيقة غيابه المفاجئ. حتى إن التعليقات تناولت سوء إدارة الممثلين في مشهد إطلاق النار على جلال، فغابت ردود الفعل الطبيعية لدى شخصيات المسلسل، ولم تحضر سيارة الإسعاف، رغم وجود الطبيبة وفاء (فرح بيطار) لحظة حصول الحادثة.

نيقولا معوّض قدّم أداءً لافتاً في الحلقة الأخيرة من «سلمى» (فيسبوك)

وما شفع لهذه النهاية هو أداء بعض أبطال العمل. وتوقف كثيرون عند شخصية جلال التي يُجسدها نيقولا معوّض، فقد استطاع، رغم المساحة المحدودة لدوره، أن يلفت الأنظار بأدائه المؤثّر.

وبرزت قمّة إبداعه التمثيلي في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حين قدّم مشهد لقائه بزوجته سلمى بأسلوب احترافي ودقيق، فنجح في الخروج من دائرة الانتقادات القاسية التي وُجّهت لحلقة الختام، ما دفع المشاهدين إلى تحميل مخرج العمل مسؤولية عدم منحه المساحة التمثيلية التي يستحقّها. صحيح أنّ المشهد لم يستغرق سوى دقائق معدودة، لكنّها كانت كافية ليبلغ معوّض ذروة الإحساس والمشاعر التي تحيط بهذا اللقاء، وكان قد سبق لنيقولا معوّض أن أثار عاطفة المشاهد في حلقة سابقة؛ حيث تضمّنت اللقاء الذي جمعه بطفليه شادي (أحمد جاويش) وجولي (روسيل إبراهيم)، في مشهد لامس الإحساس وطبع في ذاكرة المشاهد.

والمعروف أن معوّض اللبناني يُعدّ حالياً واحداً من نجوم الدراما المصرية. كما كانت له تجربة عالمية في فيلم أميركي بعنوان «His only son» جسّد فيه دور النبي إبراهيم.

يتألّف مسلسل «سلمى» في نسخته التركية الأصلية «امرأة» من 3 مواسم، وقد عُرضت حلقته الأخيرة عام 2020. وبعد مرور 5 سنوات، تابع المشاهد العربي نسخته المعرّبة. وكما درجت العادة لدى الشركة المنتجة للمسلسلات المعرّبة (إم بي سي) يتم اختصار الأعمال التركية إلى 90 حلقة. وهو ما طُبّق سابقاً في مسلسلات «الثمن»، و«القدر»، و«كريستال» وغيرها؛ حيث جاءت النهايات، إلى حدّ ما، على قدر توقّعات الجمهور. غير أنّ «سلمى» شهد اختصاراً طال أحداثاً محورية وأساسية، كان المشاهد يعوّل على تلخيصها لا على بترها.

وانتقد الجمهور أسلوب الإخراج الذي اعتمد على الإطالة وتضييع الوقت ضمن سردية غير متماسكة، مع التركيز على مشاهد غير محورية لاستكمال حبكة بدت ناقصة. وعبّر أحد المشاهدين عن استيائه من نهاية المسلسل عبر حسابه على «تيك توك»، قائلاً: «لقد ندمت على إضاعة وقتي في متابعة 89 حلقة دون جدوى، فالحلقة التسعون والأخيرة كانت فاشلة بكل ما للكلمة من معنى».

وفي السياق نفسه، لجأت مشاهدة أخرى إلى السخرية، عادّةً أنّ المخرج لم يحترم وعي الجمهور. إذ جاءت النهاية مصنوعة بخفّة، وغاب عنها عنصر التشويق. كما وصف عدد من المتابعين أسلوب الإخراج بالقديم، لاعتماده على تبادل نظرات مطوّلة والتحديق في الفراغ بدل التركيز على اللحظة الدرامية والمكان المناسبين. وهو ما عُدّ، برأيهم، أسلوباً لا يليق لا بعقل المشاهد ولا بالحماس الذي واكب متابعة المسلسل طوال أشهر.

في المقابل، حصد بعض الممثلين التقدير الذي يستحقونه من الجمهور، أبرزهم طوني عيسى، الذي أثار إعجاب النقّاد بأدائه الهادئ والمتمكّن، وكذلك نقولا دانيال، الذي جسّد دور الجدّ الفائض بالعاطفة والحنان تجاه أحفاده وبناته.

طوني عيسى من الممثلين الذين تركوا أثرهم على المشاهد العربي (فيسبوك)

أما تقلا شمعون، فقدّمت دوراً مختلفاً من خلال شخصية هويدا، والدة سلمى وميرنا (ستيفاني عطالله). فأثنى المشاهد على حرصها الدائم على عدم تكرار نفسها في أدوار متشابهة، وكذلك على قدرتها في تقديم شخصية جديدة بأبعاد إنسانية واضحة.

من جهتها، قدّمت ستيفاني عطالله دور الشرّ بأبهى حلّة، فتقمّصت شخصية ميرنا المركّبة، التي تعاني اختلالاً نفسياً وفكرياً. وبلغ الحقد والكره لديها تجاه شقيقتها سلمى حدّاً جعل المشاهد يصدّقها ويكرهها بدوره.

ولا يمكن إغفال الأداء اللافت الذي قدّمه الطفلان شادي (أحمد جاويش)، وجولي (روسيل إبراهيم)، فوضعا فنّ التمثيل في مرتبة عالية قياساً إلى عمرهما الصغير. ونجحا في خطف أنظار المشاهدين بموهبتيهما العفوية والمعبّرة.

صحيح أنّ الدراما تعكس في كثير من الأحيان واقعاً نعيشه، ويُسمح لها أحياناً بتوظيف الخيال في سياق أحداثها، غير أنّ النهايات تبقى الحلقة الأصعب والامتحان الحقيقي لأي عمل، فهي إما أن تُعزّز نجاحه وإما تسقطه.

وفي «سلمى» المعرّب، كان كثيرون يدركون طبيعة خاتمته، ولا سيما من تابعوا نسخته الأصلية وعرفوا تفاصيلها، ولكن ذلك لم يشفع لنهاية مبتورة خيّبت آمال المشاهد العربي، فشكّلت سقطة درامية مدوّية في مسيرة هذا النوع من الدراما المعرّبة.


اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
TT

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)

عُثر على آلاف من آثار أقدام الديناصورات، العائد تاريخها إلى 210 ملايين عام، في محمية وطنية شمال إيطاليا.

وتنتظم آثار الأقدام، التي يصل قُطر بعضها إلى 40 سنتيمتراً، في صفوف متوازية، ويُظهر كثير منها آثاراً واضحة للأصابع والمخالب.

ووفق «بي بي سي»، يُعتقد أنّ هذه الديناصورات كانت من نوع «بروساوروبود»، وهي ديناصورات عاشبة تتميَّز بأعناق طويلة ورؤوس صغيرة ومخالب حادّة.

وقال عالم الحفريات المقيم في ميلانو، كريستيانو دال ساسو: «لم أكن أتخيّل أبداً أنني سأعثر على مثل هذا الاكتشاف المذهل في المنطقة التي أعيش فيها».

كان مصوّر فوتوغرافي قد رصد في سبتمبر (أيلول) الماضي آثار الأقدام، وهي تمتد لمئات الأمتار على جدار جبلي رأسي في محمية «ستيلفيو» الوطنية، شمال شرقي ميلانو.

وفي العصر الترياسي، قبل ما يتراوح بين 250 و201 مليون سنة تقريباً، كان هذا الجدار مسطّحاً طينياً ساحلياً (منطقة مد وجزر)، وأصبح لاحقاً جزءاً من سلسلة جبال الألب.

وقال دال ساسو: «كان هذا المكان يعجّ بالديناصورات في الماضي. إنه كنز علمي هائل».

وأضاف أنّ القطعان كانت تتحرّك في تناغم، «وهناك أيضاً آثار لسلوكيات أكثر تعقيداً، مثل تجمُّع مجموعات من الحيوانات في دائرة، ربما لأغراض الدفاع».

كانت ديناصورات «البروساوروبود»، التي قد يصل طولها إلى 10 أمتار، تمشي على ساقين، ولكن في بعض الحالات عُثر على آثار أيدٍ أمام آثار الأقدام، ممّا يشير إلى أنها ربما توقّفت وأراحت أطرافها الأمامية على الأرض.

وقال المصوّر الذي اكتشف الموقع إيليو ديلا فيريرا، إنه يأمل أن يثير هذا الاكتشاف «تأمّلاً فينا جميعاً، ويسلّط الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن الأماكن التي نعيش فيها: وطننا، كوكبنا».

ووفق بيان صحافي صادر عن وزارة الثقافة الإيطالية، فإنّ المنطقة نائية ولا يمكن الوصول إليها عبر الممرات، لذا ستُستخدم الطائرات المُسيّرة وتقنيات الاستشعار من بُعد بدلاً من ذلك.

وتقع محمية «ستيلفيو» الوطنية في وادي «فرايلي» عند حدود إيطاليا مع سويسرا، بالقرب من المكان الذي ستُقام فيه الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.

وقالت وزارة الثقافة الإيطالية: «الأمر يبدو كأنّ التاريخ نفسه أراد أن يُقدّم تحية لأكبر حدث رياضي عالمي، جامعاً بين الماضي والحاضر في تسليم رمزي للشعلة بين الطبيعة والرياضة».


وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
TT

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

وأُعلن الخبر على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، اليوم (الأربعاء).

وكان الفنان شريف إدريس قد كتب، عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «لا إله إلا الله... الصديقة الطيبة الجميلة نيفين مندور في ذمة الله، الله يرحمك ويحسن إليكِ».

لقطة من دور قدمته نيفين مندور في فيلم «اللي بالي بالك» (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

واشتهرت نيفين مندور بشخصية «فيحاء» التي جسّدتها ضمن أحداث فيلم «اللي بالي بالك» أمام الفنان محمد سعد، الذي صدر عام 2003. وكان آخر أعمالها المسلسل الكوميدي «المطعم» الذي عُرض عام 2006.