«سوذبيز» و«إندبندنت»... تحالف فني جديد في قلب مانهاتن

معرض القرن الـ20 في «بروير» يعكس استراتيجية تجاوز دور دار المزادات التقليدية

مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
TT

«سوذبيز» و«إندبندنت»... تحالف فني جديد في قلب مانهاتن

مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)
مبنى «معرض إندبندنت للقرن العشرين» (نيويورك تايمز)

في خطوة جريئة تهدف إلى تجاوز مفهوم دار المزادات التقليدية، أعلنت دار «سوذبيز» العملاقة للمزادات عن تحالفٍ فني رفيع مع منظمي معرض «Independent 20th Century»، لاستضافة معرضهم المخصص لفنون القرن العشرين في مقرها الجديد بمبنى «بروير» في مانهاتن بدءاً من عام 2026.

يجمع الاتفاق، الذي يستمر لسنوات عدة، بين قوة «سوذبيز» الهائلة بوصفها إحدى أضخم بيوت المزادات العالمية وبراعة «إندبندنت» في تنظيم أبرز المعارض الفنية في نيويورك.

وبالنسبة لـ«سوذبيز»، التي ستنتقل رسمياً إلى مبنى «بروير» التاريخي في 945 ماديسون أفنيو في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يُمثّل هذا التعاون نموذجاً مبتكراً لبرمجة فعالياتها داخل هذا الصرح المعماري الحداثي.

صرّح الرئيس التنفيذي لـ«سوذبيز»، تشارلز ستيوارت، قائلاً: «حين انتقلنا إلى مبنى (بروير)، كنَّا على يقينٍ بأنه سيفتح أمامنا آفاقاً غير مسبوقة من الإمكانات. وهذا التعاون هو تجسيد لتلك الرؤية».

من المقرر أن يُقام «معرض إندبندنت للقرن العشرين»، المتخصص في الأعمال الفنية التي أنتجت بين عامي 1900 و2000، في الفترة من 24 إلى 27 سبتمبر (أيلول) 2026. وسيشهد توسعاً ملحوظاً ليضم أكثر من 50 صالة عرض، بزيادة قدرها 50 في المائة عن موقعه السابق في «كاسا تشيبرياني»، كما تُجرى مناقشات حول تعاون إضافي يشمل معارض وبرامج نوعية أخرى.

من جانبها، أكدت المؤسسة والمديرة الإبداعية لـ«إندبندنت»، إليزابيث دي، أن الشراكة «تقوم على رؤية فنية واضحة وطموحة»، مشيرة إلى أنهم «يتطلعون إلى تجاوز النمط التقليدي للمعارض».

وتحمل هذه الخطوة دلالة رمزية بالغة الأهمية لـ«سوذبيز»، ورغم أن مردودها المالي المباشر قد لا يكون ضخماً، فإنها تُعدّ أداة محورية لإعادة تشكيل هوية الشركة، بوصفها منصة ثقافية رائدة تقدم فعاليات تتجاوز عملية البيع المباشر.

وعلقت مادلين ليسنر، رئيسة قسم الفنون الجميلة العالمية في «سوذبيز»، قائلة: «إن هذا التعاون يضعنا في موقع يتعدى كوننا مجرد دار مزادات». وتسعى «سوذبيز» إلى تطبيق الاستراتيجية نفسها في فروعها الجديدة بهونغ كونغ وباريس.

يأتي هذا التحالف في توقيت بالغ الأهمية، وتكشف الأرقام أن «سوذبيز» سجلت مبيعات بلغت 2.2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2025، بانخفاض 4 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق، في حين حققت 4.6 مليار دولار عام 2024، مسجلة تراجعاً بنسبة 28 في المائة. وقد شهدت دار «كريستيز» المُنافسة تراجعات مماثلة.

في سياق متصل، باعت «سوذبيز» العام الماضي حصة تتراوح بين 25 و30 في المائة لشركة «أبوظبي القابضة» مقابل مليار دولار، ومن ثم أجرت تخفيضاً بنسبة 4 في المائة في قوتها العاملة العالمية. في المقابل، أغلقت العديد من صالات العرض المعاصرة أبوابها، وأجلت معارض فنية كبرى نسخها المقبلة.

صورة لهواة جمع الفن روبرت وإيثل سكول مع الفنانين جورج سيغال وآندي وارهول وجيمس روزنكويست (غيتي)

تاريخياً، سادت نظرة إلى بيوت المزادات وصالات العرض باعتبارهما متنافستين، إلا أن الحدود بينهما أصبحت أكثر ضبابية من أي وقت مضى. ويتجلى هذا التقارب في لحظات فارقة، مثل بيع الفنان داميان هيرست أعمالاً بقيمة 200 مليون دولار مباشرة عبر «سوذبيز» عام 2008، متجاوزاً صالات العرض التقليدية، وقرار صالات «أكوافيلا» و«جاغوسيان» و«بيس» عام 2020 بيع مجموعة «دونالد مارون» بقيمة 450 مليون دولار بعيداً عن الصعيد المعلن، متجاوزة بذلك دور المزادات. وعليه، يُمثّل تحالف «سوذبيز - إندبندنت» تتويجاً طبيعياً لهذا التمازج.

يُذكر أن «إندبندنت» تدير حالياً معرضين حصريين يعتمد كل منهما على توجيه الدعوات حصرياً؛ المعرض المعاصر الرئيسي في مايو (أيار)، ومعرض «إندبندنت القرن العشرين» الأصغر. وفي الوقت الذي يستضيف فيه «آرت بازل» نحو 300 صالة عرض، ضمّت نسخة «إندبندنت» في مايو 2025 نحو 82 عارضاً فقط، بإدارة فريق دائم لا يتعدى 8 أفراد.

ومن المقرر أن تتضاعف مساحة المعرض المعاصر في العام المقبل بنقله إلى «بير 36»، في حين سيصبح مبنى «بروير» المقر الدائم لمعرض القرن العشرين.

تُثار تساؤلات حول ما إذا كان «إندبندنت» قد يفقد استقلاليته، لكن إليزابيث دي تؤكد العكس: «لن يكون لـ(سوذبيز) أي دور قيّم أو إشرافي في معارضنا. لماذا بعد 17 عاماً نتخلى عن رؤيتنا الفنية في مبنى (بروير)؟».

جدير بالذكر أن مبنى «بروير» نفسه يحمل إرثاً ثقافياً عميقاً؛ إذ صُمم عام 1966 ليكون مقراً لمتحف «ويتني للفن الأميركي»، ثم استضاف لاحقاً معارض لمتحفي «المتروبوليتان» و«فريك». في حين اعتادت «سوذبيز» استخدام مساحاته لعرض الأعمال بشكل مؤقت قبل بيعها.

وسيوفر تجديد المبنى، الذي تقوده شركتا «هيرتزوج آند دي مورون» و«PBDW Architects»، مساحات عرض دائمة، مع خفض تكاليف المشاركة للصالات بنسبة تصل إلى 25 في المائة مقارنة بالنسخة السابقة من المعرض.

وتؤكد إدارة «إندبندنت» أن التوسع لن يكون على حساب الانتقائية والنوعية، فكما صرحت المديرة التنفيذية المشاركة، صوفي شيرلينك: «لو كان الهدف مجرد زيادة الأرقام، لملأنا مبنى بروير و(بير 36) بالعارضين، لكننا لن نفعل ذلك».

أما بالنسبة لتجار الفن البارزين، مثل جو نهماد، فإن التعاون يتجاوز الجانب اللوجستي؛ إذ يقول: «ما يثير حماسي في هذه الموجة الجديدة من النشاط الثقافي في منطقة (أبر إيست سايد)، كيف سيجتمع الإرث المعماري العريق مع معارض فنية عالمية المستوى ليجعلوا التاريخ يبدو معاصراً وحاضراً».

ويبقى السؤال: «هل سيُشعل هذا التحالف شغف جيل جديد من جامعي التحف الفنية؟».

خدمة: «نيويورك تايمز»*


مقالات ذات صلة

«بوابة البوابات»... معاذ العوفي وتصوير تاريخ باب البنط بجدة

يوميات الشرق معاذ العوفي  (تصوير: غازي مهدي)

«بوابة البوابات»... معاذ العوفي وتصوير تاريخ باب البنط بجدة

«بوابة البوابات» معرض يُقام حاليا بجدة يقدم مشروع بصري من تصوير الفنان السعودي معاذ العوفي وتنسيق الكاتب فيليب كاردينال يستكشف مبنى «باب البنط» قبل إعادة تأهيله

عبير مشخص (جدة)
يوميات الشرق من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)

الجمعيات المهنية ترسم ملامح صناعة ثقافية منظَّمة بالسعودية

كيف تتحوَّل الثقافة من نشاط قائم على الموهبة والاجتهاد الشخصي إلى صناعة منظَّمة؟

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «ما قد تأتي به الأحلام» للفنان ريان ثابت (الفنان)

مشروعات خاصة وأعمال فنية جديدة في النسخة الافتتاحية لـ«آرت بازل قطر»

كشف معرض «آرت بازل قطر» عن تفاصيل إضافية لنسخته الافتتاحية لعام 2026، بما في ذلك أبرز فعاليات قطاع المعارض الفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الإعلان عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

الإعلان عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026، المقرر افتتاحه في 30 يناير (كانون الثاني) 2026 في حي جاكس بالدرعية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق طبقات من الأزرق تترك للعين أن تُكمل الحكاية (فاديا أحمد)

«بين ضفّتين» من الأزرق: فاديا أحمد تُحوّل المتوسّط إلى جغرافيا نفسية

رغم غياب الأشخاص عن معظم الأعمال، لا يبدو المعرض خالياً من الحضور الإنساني...

فاطمة عبد الله (بيروت)

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».