«السيادي» السوداني يعلن خروج القوات المقاتلة من الخرطوم

مسؤولون يتعهدون بعودة الكهرباء والمياه وإعادة التخطيط

جانب من استعراض للجيش السوداني في الخرطوم 23 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
جانب من استعراض للجيش السوداني في الخرطوم 23 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
TT

«السيادي» السوداني يعلن خروج القوات المقاتلة من الخرطوم

جانب من استعراض للجيش السوداني في الخرطوم 23 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
جانب من استعراض للجيش السوداني في الخرطوم 23 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

أكدت السلطات السودانية عودة الحياة تدريجياً إلى الخرطوم، رغم ما يحيط بالمدينة من واقع أمني وخدمي ضعيف ناتج عن الحرب. واتخذت السلطات إجراءات مشددة لمواجهة مخاطر الهشاشة الأمنية والتفلتات، ولتحقيق ذلك أعلن عضو «مجلس السيادة» الفريق إبراهيم جابر إخراج 98 في المائة من القوات المقاتلة من المدينة، تنفيذاً لقرارات قيادة الجيش، وشدد على أن القوات المسلحة كانت أول من التزم بقرار الإخلاء، وأن مهمة الأمن في العاصمة ستكون مسؤولية الشرطة المنتشرة في 13 معبراً رئيساً.

وأوضح جابر الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في الخرطوم، يوم الأحد، أن الشرطة تتولى حالياً مسؤولية تأمين العاصمة، بينما حذر والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، من أن المخاطر لا تزال قائمة. وقال الوالي إن «قوات الدعم السريع» أطلقت سراح نحو 13 ألف سجين من سجني «كوبر» و«الهدى» ليلتحق بعضهم بتلك القوات، بينما يدير آخرون شبكات إجرامية متنكرين في زي القوات النظامية، وهو ما يضاعف من هشاشة الوضع الأمني في المدينة.

وفي السياق نفسه، دعا وزير الدفاع، حسن داود كبرون، المواطنين والأجانب إلى حمل المستندات الثبوتية، مؤكداً ترحيل اللاجئين إلى معسكرات محددة، وإعادة 2626 لاجئاً إلى بلدانهم. من جانبه، أعلن وزير الداخلية، الفريق شرطة بابكر سمرة، أن قراراً قد صدر بوقف تسجيل أي لاجئ جديد في السودان بعد الحرب.

أفراد من الجيش السوداني في دورية داخل الخرطوم (أ.ف.ب)

وعلى صعيد الخدمات، قال جابر إن الكهرباء المتاحة تبلغ 1850 ميغاواط مقابل حاجة حالية لا تتجاوز 1200 ميغاواط، مشيراً إلى أن المحطات النيلية الـ12 عادت كلها إلى العمل، ودعا المواطنين إلى العودة إلى منازلهم وتنظيفها، محذراً من أن المياه المتسربة من البيوت المهجورة تسببت في توالد الحشرات والأمراض.

وفي ملف السكن، شدد جابر على التمسك بإزالة العشوائيات، مع إيجاد مواقع بديلة تحفظ كرامة المواطنين، مؤكداً رفض أي تسييس على أسس عرقية أو مناطقية في هذا الشأن.

وفي الاتجاه ذاته، كشف الأمين العام لـ«مجلس السيادة»، الفريق محمد الغالي، عن خطة لإعادة تخطيط وسط الخرطوم عبر المجلس الاستشاري، لافتاً إلى تسليم مقار بديلة لجميع الوزارات، باستثناء الصحة والداخلية اللتين ستبقيان مؤقتاً في مقارهما. وأقر جابر بأن إعادة تأهيل المقار الحكومية تحتاج إلى موارد مالية ضخمة، من الأفضل توجيهها لتقوية خدمات الصحة والتعليم.


مقالات ذات صلة

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

شمال افريقيا  مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

وصف رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، مشروع الموازنة الطارئة للعام المالي 2026، التي أقراها مجلس الوزراء يوم أمس (الثلاثاء)، بـ«المعجزة» مشيداً بضبط…

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (دارفور)
شمال افريقيا عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة «التقاطع» الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب) play-circle

أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دينيس براون، الاثنين، عقب عودتها من الفاشر بغرب البلاد، عن حالة «صدمة» يعيشها السكان في «ظروف مُهينة».

«الشرق الأوسط» (بورت سودان (السودان))
شمال افريقيا القافلة خلال تحركها الأحد من أمام مقر «الهلال الأحمر المصري» (مجلس الوزراء المصري)

أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان

انطلقت من القاهرة، الأحد، أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان، تحمل نحو 70 طناً من الأغذية والمستلزمات الطبية.

عصام فضل (القاهرة )

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
TT

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)

وصف رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، مشروع الموازنة الطارئة للعام المالي 2026، التي أقراها مجلس الوزراء يوم أمس (الثلاثاء)، بـ«المعجزة»

مشيداً بضبط وزارة المالية الإنفاق وحسن إدارة موارد الدولة وزيادة الإيرادات في ظل ظروف استثنائية.

وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أن «المعجزة» الأولى هي توقع الموازنة بتحقيق معدل نمو في الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 9 في المائة، والثانية خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 إلى 65 في المائة.

وأوضح وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، أن الموازنة تشمل تحسين الأجور وتوفير وظائف في مداخل الخدمة، مشيراً إلى اعتماد توسيع قاعدة الإيرادات على التوسع الأفقي وعدم تحميل المواطن اي أعباء ضريبية جديدة، كما تستهدف الموازنة خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 الى 65 في المائة مقارنة بمعدل 101.9 في المائة للعام 2025.

وأبان إبراهيم، أن الموازنة تركز على إصلاح المالية العامة بترتيب أولويات الصرف المحددة والإنفاق العام، وتوفير احتياجات القوات والأجهزة النظامية، ومقابلة الإحتياجات الأساسية للوزارات والوحدات الحكومية، إضافة إلى تحسين أوضاع النازحين واللاجئين السودانيين بدول الجوار ومقابلة تكاليف توفير المساعدات الإنسانية لهم .

وأوضح وزير المالية، أن أداء موازنة العام 2025 جاء فوق التوقعات رغم استمرار تحديات الحرب، حيث حققت الايرادات العامة نسبة اداء 147 في المائة، واستمر الصرف على الاحتياجات الحتمية، مشيراً إلى أن الموازنة التزمت بتهيئة البيئة المناسبة للعودة للخرطوم وتأهيل مطار الخرطوم.


تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».