عبد الله آل عيّاف لـ«الشرق الأوسط»: التجربة السعودية الناجحة في السينما مختلفة ومستدامة

يعدّد الإنجازات الكثيرة لـ«هيئة الأفلام السعودية»

الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأفلام السعودية» عبد الله آل عياف (هيئة الأفلام السعودية)
الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأفلام السعودية» عبد الله آل عياف (هيئة الأفلام السعودية)
TT

عبد الله آل عيّاف لـ«الشرق الأوسط»: التجربة السعودية الناجحة في السينما مختلفة ومستدامة

الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأفلام السعودية» عبد الله آل عياف (هيئة الأفلام السعودية)
الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأفلام السعودية» عبد الله آل عياف (هيئة الأفلام السعودية)

بات معلوماً ومشهوداً إلى حدّ لا يمكن تجاهله أو إنكاره، أنّ خطوات المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات خلال الأعوام القليلة الماضية، أسَّست لنقلة نوعية شاملة وكبيرة في كلّ جانب من جوانب الحياة الثقافية والرياضية والفنية والاقتصادية والإعلامية وسواها من الشؤون، ناهيك بالنهج المدروس والمدعوم من القيادة لدفع عجلة الصناعات المختلفة نحو آفاق لم تبلغها دول عدّة في المنطقة وخارجها. إنها قصة نجاح وتصميم وعمل دؤوب في سبيل مستقبل أفضل.

هذا لم يكن ليُنجز على وجه كامل من دون رعاية صناعة السينما السعودية، التي استوجبت إنشاء «هيئة الأفلام السعودية» قبل 5 سنوات، لتكون المُحرّك والمسؤول عن تفعيل صناعة الفيلم وحدها وما يرافقها من نشاطات في شتى الميادين، بما فيها متابعة سوق السينما المحلّية، واعتماد الخطط لتلبية حاجات الجمهور، ونشر الثقافة السينمائية عبر الكتب والمجلات، وتعزيز حركة النقد السينمائي.

آلت المهمّة إلى عبد الله آل عيّاف الذي، بالإضافة إلى كونه مخرجاً حقَّق أفلاماً ذات قيمة فنّية كبيرة، أثبت سعة مداركه وقدرته على تحويل الأحلام إلى واقع. سينمائي طَموح يؤمن بكلّ عناصر تكوين صناعة سينمائية مُتكاملة، بما فيها تقوية جانب النقد السينمائي الذي يُعدّ منارة إضافية لتعزيز هذه الصناعة وتوفير المعرفة بها وبإنتاجاتها.

هذا الحوار أُجري في مركز ثقافي تاريخي في قلب ڤينيسيا (جزيرة أباتزيا) استأجرته وزارة الثقافة لسنوات، ليكون حاضراً لعرض أنواع الفنون والثقافات السعودية.

 

أفلام لكسر الحاجز

 

• في 5 سنوات منذ تأسيس «هيئة الأفلام السعودية»، ما الذي لا تزال تحلم بتحقيقه؟

- ما نحلم بتحقيقه هو كلّ شيء. ما زلنا في البدايات. ما يراه بعضهم إنجازاً كبيراً تحقَّق في 5 سنوات، ليس إلا البداية. الطموحات في زمن «الرؤية» طموحات عالية جداً. ما الذي تحقَّق؟ أولاً، شباك التذاكر السعودي انتقل من الصفر إلى أكبر سوق في الشرق الأوسط. الفيلم السعودي الذي كان صانعه يجد صعوبة في عرضه على أبناء بلده، بات اليوم لاعباً رئيسياً في شباك التذاكر السعودي. خلال النصف الأول من هذه السنة؛ أي من بداية العام حتى يوليو (تموز)، عُرض نحو 330 فيلماً، منها 8 أفلام سعودية. ورغم أن العدد أقل من 3 في المائة من مجموع الأفلام، فإن تلك الأفلام السعودية حققت أكثر من 19 في المائة من مبيعات التذاكر. وهذا دليل على أن الفيلم السعودي في السنوات القليلة الماضية كسب ثقة المُشاهد في أن يذهب ويشتري تذكرة لمشاهدته.

كذلك الفيلم السعودي أصبح ضيفاً معتاداً على المهرجانات الكبيرة، كما أن البيئة التنظيمية نضجت وأصبحت سلسة في سبيل صناعة أفلام أكثر.

من جهة أخرى، أطلقنا في السنوات الماضية أحد أكثر برامج الحوافز طموحاً في مجال السينما العالمية، وهو نظام الاسترداد المالي (Cash Rebate) بسقف يصل إلى 40 في المائة مع تسهيلات لوجستية ودعم. صُوِّرت أفلام دولية بمشاركة نجوم كبار مثل شاروخان، وجيرار بتلر، وهنري كافيل، وغيرهم. إلى ذلك أثبت برنامج المنح «ضوء» أن الاختيارات موفّقة. فالأفلام «هجرة»، و«نورة»، و«هوبال»، و«سوار»، وغيرها العشرات، هي أفلام مُنحت معظم ميزانياتها من «ضوء». راهنَّا على جودتها، والحمد لله لم تخذلنا، ورأيناها في أهم المهرجانات، أو في قمة شباك التذاكر السعودي.

إلى جانب صناعة الفيلم هناك جانب البنية التحتية التي تغيّرت بدورها في السنوات الماضية. العديد من الاستوديوهات بُنيت في السنوات الماضية، وهناك أيضاً الورش و«الماستر كلاسس». أكثر من 4 آلاف متدرّب دُرّبوا في الأعوام الماضية. تم الكثير ولله الحمد، لكننا، كما قلت، ما زلنا في البدايات، والقادم أجمل.

• هل كان هناك خوف من رد فعل سلبي قد يؤدي إلى قيام الجمهور بتفضيل الأفلام الأميركية أو الهندية على الفيلم الوطني؟

- السوق السعودية متنوعة، وبها الفيلم السعودي والعربي والهندي والأميركي، وأحياناً الأوروبي.

أصدقك القول، سبق لي أن صرّحت في لقاء مبكّر في أحد اللقاءات مع منصة سعودية بأننا سنواجه تحدياً في البدايات، وهو خلق صورة ذهنية عن الفيلم السعودي، وهل يستحق المشاهدة على الشاشة الكبيرة. كنا نحتاج لفيلم تجاري واحد ناجح يكسر هذا الحاجز؛ لأن الجمهور السابق كان يسمع عن السينما السعودية، لكنه لا يراها إلا في المهرجانات. وكما تعلم، أفلام المهرجانات قد لا تُناسب كل الجمهور. عندما يرون فيلماً قصيراً غريباً يتغاضون عنه؛ لذلك كان من الضروري أن يروا قصص نجاح لأفلام تشبه تلك الأفلام التي يشاهدونها في السينما أو التلفاز. ومع وصول ذلك الفيلم السعودي الأول، فالثاني، ثم الثالث، انكسر هذا الحاجز.

الآن، منذ إطلاق شباك التذاكر السعودي، فإن أكثر 10 أفلام ربحية فيه 3 منها سعودية. هناك أفلام أميركية، وأفلام عربية، لكن ثلث الأفلام في تلك القائمة التي هي أعلى إيراداً سعودي. نتحدّث عن شبّاك التذاكر الذي هو إنجاز، لكن الأجمل أن هذه الأفلام لم تحقق الإعجاب الجماهيري فقط، بل الإعجاب النقدي أيضاً. لدينا فيلم في مهرجان «ڤينيسيا» هو «هجرة» لشهد أمين. العام الماضي كان «نورة» لتوفيق الزايدي في مهرجان «كان». هيفاء المنصور ستعرض جديدها «مجهولة» في مهرجان «تورنتو»، وقبل سنتين كان لدينا 3 أفلام سعودية فيه. هناك عروض سعودية في مهرجانات أميركية وأوروبية وآسيوية، وعربياً أيضاً حققت الأفلام السعودية جوائز مهمة في القاهرة ومراكش وغيرهما.

 

السينما في الجامعات

 

• شاهدت «هجرة»، وأعتقد أنه واحد من أفضل 10 أفلام هذا العام. ذكرتَ كماً كبيراً من الإنجازات، ماذا عن الجامعات، وكذلك الفعاليات السينمائية؟

- شهادتك حول فيلم «هجرة» هي شهادة من ناقد كبير أحترمه.

بخصوص الجامعات، هناك حالياً أكثر من 5 جامعات سعودية على الأقل تدرّس السينما والدراما، ونحن سعيدون باستجابة الجامعات والتنسيق الذي يجري بيننا وبينهم. من الفعاليات المهمة يأتي مهرجان «البحر الأحمر الدولي»، وهو، كما تعلم، أحد أهم المهرجانات في المنطقة رغم عمره القصير. وهناك أيضاً «منتدى الأفلام السعودي» الذي استقبل ما يقارب 70 ألف زائر من السينمائيين والمختصين والمهتمين في دورته الثانية، وهو بذلك أكبر حدث سينمائي بالشرق الأوسط خارج نطاق المهرجانات.

لقطة من فيلم «هوبال» الذي حقق إيرادات كبيرة في السوق السعودية (شاف)

 

• ماذا عن الحركة النقدية؟

- للأسف، كما تعلم، يدير العالم ظهره للنقد؛ ليس لأنّ الجمهور لا يُقدّر، بل لأن وسائل التواصل الاجتماعي والجيل الجديد...

• مسحت أهميّته...

- وهنا الخطر. ليكون لدينا نهضة سينمائية سعودية فلا شك أننا نحتاج إلى نهضة نقدية موازية. أدركنا هذا الأمر، وانتصرت الهيئة للنقد؛ لذلك هناك مؤتمر النقد السينمائي الدولي الذي يُقام في الرياض سنوياً، وهناك «ملتقيات النقد» التي تتبعه وتسبقه في مدن سعودية عدّة.

• كم دورة أقيمت لـ«ملتقيات النقد»؟

- أقيم مؤتمران للنقد حتى الآن في الرياض، أما الملتقيات فقد توزعت في مدن عدة مثل: جدة، والظهران، وتبوك، وبريدة، وحائل، والأحساء، وجازان، وأبها، وغيرها، وقريباً في القطيف.

وبما أننا نتحدث عن النقد والمحتوى الجاد، أطلقنا أيضاً «منصّة سينماء» المهتمّة بالنقد والمحتوى الجاد، وهي تحت إشراف الأرشيف الوطني للأفلام. هناك الكثير بالفعل مثل الأرشيف الوطني للسينما.

• الدعم الحكومي العربي للسينما كان بدأ من أواخر الستينات، لكن تجربتكم فريدة من نوعها؛ كونها متحررة أكثر في نظامها، وتقوم بما لم تقم به المؤسسات السينمائية في مصر وسوريا والعراق والجزائر. كانت لها أدوار مهمّة في تلك الفترات، لكن حجم اهتمامها لم يكن شاسعاً كحجم ونوعية اهتمام الهيئة... هل توافق على هذا الرأي؟

- أوافقك في أن التجربة السعودية مختلفة، وأن النشاطات والنجاحات التي شهدناها في السنوات الأخيرة تشي باستدامة واستمرار. هناك دعم وثقة جادان من أصحاب القرار بأهمية الثقافة والفنون، ومنها السينما. الثقافة ليست هامشية في «رؤية المملكة 2030»، بل ركيزة أساسية ومكون مهم لرفع جودة الحياة، وأحد محركات الاقتصاد الوطني، كما أنها من أقوى مؤثرات القوة الناعمة. هناك إيمان بتأسيس صناعة سينما وطنية حقيقية وفاعلة.

نتجاذب أطراف حديثنا هذا اليوم في واحد من أهم المباني التاريخية في مدينة البندقية. مبنى «أبازيا» العريق الذي يظهر في الخرائط القديمة للبندقية بصفته علامة مميزة للمدينة منذ قرون. هذا المبنى استأجرته وزارة الثقافة السعودية لاستضافة فعاليات ثقافية سعودية متنوعة، بينها فعاليات سينمائية مثل عروض الأفلام التي تُجرى هذه الأيام بحضور عدد من المبدعين والمبدعات من صنّاع الأفلام.

أذكر هذا الأمر لأنه كان من الممكن أن نستأجر أي مكان تجاري، وبسعر أقل، لكن أن تأتي إلى مكان عريق كهذا المكان فهذا يعني لي بصفتي متلقياً أن الثقافة السعودية رغم انطلاقها ممسكة بأحدث التقنيات والأساليب بيد، وتغرس يدها الثانية عميقاً في جذور التاريخ، وتراثها الغني بقصص عظيمة. هذه رسالة جميلة تحكي حالنا اليوم في المملكة؛ تاريخ تليد ومستقبل مشرق.

 

حنين... ولكن

 

• بدأتَ مخرجاً لأفلام قصيرة، بعضها من أجمل ما شاهدتُ من أفلام سعودية حتى اليوم. هل تحنّ إلى الوقوف خلف الكاميرا من جديد؟

- أحنُّ كثيراً، وأتمنى أن أعود يوماً، لكني أعوّض هذا الغياب عبر كتابة الرواية، وربما أعمل على رواية أخرى. فخري وغبطتي هو ما تفعله الهيئة والزملاء والزميلات، من خدمة لقطاع الأفلام لدينا، ومسابقتهم الشغوفة للزمن تجعلني أومن بأن هذا الأثر أفضل من أي أثر آخر قد أتركه كفرد. خدمتي من مكاني الحالي لصنّاع الأفلام ليست بمثابة عزاء فقط لي، بل عزاء عظيم ومحفز، وأسأل المولى أن يوفقني وزملائي في ذلك.

• سألتك في أحد المهرجانات التي حضرناها ما إذا كانت هناك خطة لتشجيع السينما البديلة، وأذكر إجابتكَ أنّ هذا بعض طموحك. ما هو واقع هذه الرغبة حالياً؟

- أعتقد أنّ السعوديين والسعوديات يسيرون في طريق سبقهم إليه آخرون، لكنهم يسيرون على طريقتهم. مثلاً، عندما ينجح فيلم مثل «هوبال» أو «مندوب الليل» في الوصول إلى الجمهور السعودي، ويحققان نتائج مميزة في شباك التذاكر، ويتنافسان مع أفلام «هوليوود» تجارياً لدينا، فهذا يعني أن الجمهور لديه القابلية لمشاهدة المختلف. ولا أعتقد أن هناك تضاداً بين الفيلم الجيّد والفيلم الجماهيري. أعتقد أن فيلماً مثل «هجرة»، وغيره من الأفلام الجيدة الجديدة، لديه قابلية أن ينجح حتى خارج السعودية. كما أتمنى للسوق أن تكون حيوية وناجحة، وألا تخلو من الأفلام الجيدة؛ لأن اعتمادها فقط على تحقيق أفلام مستنسخة من أفلام أجنبية لغاية تجارية بحتة وخلوها من أفلام جيدة، هو بمثابة غصّة كبيرة في صدري بصفتي صانع أفلام ومسؤولاً.

• ما هي التحديات المقبلة للهيئة ولصناعة الفيلم السعودي ككل؟

- التحديات كثيرة؛ مثلاً التحدي الذي يسعدنا أن نمضي فيه هو أنه في العالم الغربي هناك عدد من النقد المواكب كافٍ لإنجاح الأفلام البديلة، وهذا ما نعمل عليه. أعتقد أن السعوديين يملكون الوعي المطلوب للتفريق بين أفلام جيدة وأخرى رديئة.

كما أن هناك تحديات كبيرة ليس لنا فقط، بل لكل قطاع السينما العالمية، مثل سرعة التغير في التقنية، وما يفعله الذكاء الاصطناعي ودور المبدع فيه، كما أن التنافس بين منصات البث ودور السينما ودخول تقنيات جديدة قد تغير المعادلة، هما أمران مربكان للصناعة. لكن لنختم بما يلي: التقنيات تتغير، قد تموت بعض الأدوات وتُخلق أخرى جديدة؛ ما سيبقى بالتأكيد هو الفيلم نفسه، فالبشر لا يعيشون دون القصص، وأجمل تلك القصص هو الأفلام.


مقالات ذات صلة

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يوميات الشرق المخرج العراقي زرادشت أحمد (الشركة المنتجة للفيلم)

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يقدّم فيلم «الأسود على نهر دجلة» تجربة تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجماعية، ويعود فيها المخرج زرادشت أحمد إلى المُوصل.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فيونوالا هاليغان (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

فيونوالا هاليغان: نجوم عالميون معجبون بدعم «البحر الأحمر» لصناع الأفلام

بعد ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي مثّلت المحطة الأولى لفيونوالا هاليغان في موقعها مديرة للبرنامج الدولي، بدت أصداء التجربة واضحة.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق مشهد من مسرحية «تكلم حتى أراك» في أول أيام المهرجان (هيئة المسرح)

«مهرجان الرياض للمسرح» ينطلق لتكريم الرواد ورعاية المبدعين

انطلق، الاثنين، مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة، الذي تنظِّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، ويشهد على مدى 7 أيام عروضاً للمسرحيات التي تأهلت للمشارَكة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المخرج سعيد زاغة يشير إلى زملائه من المخرجين الفلسطينيين (البحر الأحمر)

سعيد زاغة لـ«الشرق الأوسط»: استلهمت «مهدد بالانقراض» من تجربة حقيقية

عبّر المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، عن سعادته بفوز فيلمه «مهدد بالانقراض» (COYOTES) بجائزة اليسر الذهبية لأفضل فيلم قصير بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر.

انتصار دردير (جدة )

السعودية تطلق منصة عالمية للخط العربي من المدينة المنورة

وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)
وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)
TT

السعودية تطلق منصة عالمية للخط العربي من المدينة المنورة

وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)
وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)

شرع «مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي» في منطقة المدينة المنورة (غرب السعودية) أبوابه لكل المهتمين بالخط العربي من جميع أنحاء العالم بما يعزز من حضور هذا الفن العريق الذي يمثل إرثاً حضارياً حياً يجمع الأصالة والإبداع، عبر 5 محاور يندرج تحتها عددٌ من البرامج النوعية.

يمثل المركز منصة عالمية لدعم الخط العربي وفنونه المتعددة، بوصفه وسيلة تواصل عالمية عابرة للثقافات في مجال التراث والفنون والعمارة والتصميم، مع تعزيز مكانة السعودية وتأثيرها في حفظه وتطويره، إلى جانب احتضان المواهب وتنمية المعارف في مجالات الخط العربي.

وتحت رعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، حضر الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، الاثنين، حفل افتتاح المركز، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة.

الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة يرافقه الأمير بدر بن عبد الله وزير الثقافة خلال جولة على مرافق المركز العالمي للخط العربي في أثناء حفل افتتاحه (الثقافة السعودية)

واطلع أمير المدينة المنورة خلال جولة على مرافق المركز وما يضمه من معارض فنية واستمع إلى شرح عن المحتوى الثقافي وما حققه المركز بمسماه السابق «دار القلم» من جوائز ومنجزات ثقافية، كما شاهد عدداً من المقتنيات والأعمال الفنية التي تعكس قيمة الخط العربي ومكانته الثقافية والحضارية.

وقال وزير الثقافة السعودي في كلمة له خلال الحفل: «من أرض النور والعلوم، نسعد بتدشين مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، الذي يؤسس منصة عالمية للخط العربي بوصفه قيمة ثقافية عريقة، في ظل ما يحظى به القطاع الثقافي من دعم كريم وغير محدود من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء».

وأكد أن «مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي يوجّه رسالةً إلى العالم أجمع عن حجم هذا الإرث العظيم والمكانة الرفيعة للخط العربي، ويؤكد الاهتمام الذي تُوليه قيادتُنا لثقافتنا وهويتنا».

وزير الثقافة السعودي خلال إلقاء كلمته (الثقافة السعودية)

وأشار إلى أن «المركز يُجسّد رؤيةً واضحة للارتقاء بالخط العربي بصفته وسيلةَ تواصل عالمية وراسخة في التراث العربي والفنون والعمارة والتصميم، ويعزز مكانة المملكة ودورها التاريخي في صونه وتطويره، كما يُعدّ منصة للإبداع والابتكار والتواصل الحضاري.

كما يشكّل المركز، منصةً لتطوير المواهب وصقل مهارات الخطاطين والاستثمار في المبدعين، إلى جانب تعزيز الهوية الثقافية للمملكة وترسيخ حضورها الدولي، مستهدفاً مختلف الفئات، ومنهم الخطاطون والمواهب الناشئة والفنانون التشكيليون والباحثون في الفنون الإسلامية والمؤسسات التعليمية والثقافية، إضافةً إلى الجمهور المحلي والعالمي من محبي الفنون والتراث، بما يسهم في توسيع دائرة التأثير وزيادة الوعي الثقافي وإبراز جماليات الخط العربي».

المركز يجسّد دوره كمنصةً عالمية لحفظ الخط العربي وتطويره (الثقافة السعودية)

وترتكز استراتيجية المركز على 5 محاور رئيسة، تشمل: المعرفة والتطوير، وتنمية المهارات، والمشاركة المجتمعية، والأعمال والفرص، والابتكار، ويندرج تحتها عددٌ من البرامج النوعية، من أبرزها: وحدة البحث والأرشفة، وبرنامج تعلم الخط العربي، ومنح الدراسات والأبحاث، ومتحف الخط العربي الدائم، والمعارض المتنقلة، والجمعية الدولية للخط العربي، وحاضنة الأعمال المرتبطة بالخط العربي.

ويعمل المركز على تنفيذ حزمةٍ من البرامج النوعية، تشمل: برنامج الإقامة الفنية، وتنظيم الورش التخصصية، وتطوير المناهج والمعايير المرتبطة بالخط العربي، إلى جانب مبادرات تعليمية وتدريبية دولية تسهم في حفظ التراث الثقافي، وتعزّز الحضور العالمي لهذا الفن العريق، الذي يمثّل إرثاً حضارياً حياً يجمع الأصالة والإبداع.

جانب من الأعمال الفنية التي تبرز جماليات الخط العربي وتنوّع مدارسه (الثقافة السعودية)

يأتي تدشين المركز تأكيداً للعناية التي توليها المملكة للثقافة والفنون، وانطلاقاً من المكانة التاريخية للمدينة المنورة بوصفها مهداً للخط العربي، وذاكرةً حضارية ارتبطت بكتابة المصحف الشريف وتدوين العلوم الإسلامية، وامتداداً لدورها التاريخي ممثلاً في «دار القلم»، بما يرسّخ حضور المدينة منصةً عالميةً للخط العربي، ويجسّد اتساق هذه المبادرات مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030».


عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

«أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)
«أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)
TT

عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

«أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)
«أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)

بعد مرور 20 عاماً على عرضها الأول، يعود الأخوان فريد وماهر صبّاغ إلى الخشبة بمسرحية «أنا وغيفارا» في صياغة جديدة. وقد افتُتح عرضها على «مسرح جورج الخامس - أدونيس»، ويشارك في بطولتها «الأخوان صبّاغ» إلى جانب نادين الراسي، وكارين رميا، وأنطوانيت عقيقي، وريمون صليبا، وجوزيف أصاف، ورفيق فخري، وألان العيلي.

«أنا وغيفارا» تُقدَّم بأسلوب إخراجي ممتع (الشرق الأوسط)

يتناول العمل الثورة التي قادها كل من فيدل كاسترو وتشي غيفارا لتحرير كوبا، ومن خلالها تحوَّل الرجلان إلى رمزَين عالميين ثوريين.

يطغى المشهد العسكري على مجريات المسرحية منذ اللحظة الأولى، سواء أكان من خلال مشاهد الثوار أم الجيش الكوبي. غير أن حدّة هذه الأجواء يخففها الحضور الذكي للأغنيات والموسيقى؛ إذ أحسن «الأخوان صبّاغ» توظيف هذين العنصرين بدقة. فاختصرت الأغنيات حوارات كاملة بين الشخصيات، وعبّرت بالتالي عن مشاعر الفرح والحزن، وعن إرادة الشعب وأهداف الثورة، وصولاً إلى مواقف مفصلية تستدعي الشجاعة والإقدام.

وبين النغمات الشرقية والغربية، قدّم «الأخوان صبّاغ» خلطة موسيقية جميلة وممتعة، طافت بالجمهور في رحلة ببلاد الأرز والفلكلور اللبناني الأصيل، وصولاً إلى الكاريبي وعبق الثورة الكوبية. وقد تفاعل الحضور بشكل لافت مع عدد من الأغنيات، لا سيما تلك التي أدّت فيها كارين رميا أغنية «تشي غيفارا» الشهيرة، وبرع فريد صبّاغ مع مجموعة الكورال في أداء «نشيد الثورة».

تجلّت مهارة الأخوين صبّاغ الإخراجية طيلة العرض، الذي استغرق نحو ساعتين، إذ جاء المشهد البصري جذاباً ومدروساً، وواكبه أسلوب سمعي غني بالمؤثرات الصوتية أضفى عليه زخماً مكثفاً. كما أجادا تقديم شخصيات العمل، مانحين كلاً منها المساحة الكافية لتترك بصمتها ضمن أداء احترافي.

نادين الراسي تلعب أكثر من شخصية في المسرحية (الشرق الأوسط)

من ناحية ثانية، تطلّ الممثلة نادين الراسي في المسرحية لتلعب أكثر من شخصية. وتحت اسم «إيفا»، وهي شخصية خيالية بخلاف عدد من الشخصيات المستندة إلى الواقع، تعود الراسي إلى خشبة المسرح بعد غياب.

وقد توجّهت جميع الأنظار إلى نادين الراسي، لا سيما مع تراجع إطلالاتها الدرامية في الفترة الأخيرة. ومن خلال الشخصيات التي تقدّمها في «أنا وغيفارا»، تنقّلت بين أدوار متناقضة، جمعت بين الخير والشر... فهي «إيفا» التي ترمز إلى القوى الكبرى وآليات تدخّلها في مصائر بلدان متعددة، كما تؤدي شخصية «تانيا» الثائرة؛ حبيبة غيفارا. ولم يتوانَ «الأخوان صبّاغ» عن منحها مساحة لأداء روحاني، أقامت عبرها جسراً رمزياً للتواصل بين السماء والأرض.

الثنائي أنطوانيت عقيقي وريمون صليبا في مشهد من المسرحية (الشرق الأوسط)

أما الثنائي أنطوانيت عقيقي وريمون صليبا، فقد استحضرا الكوميديا الخفيفة إلى العمل، وهما يستندان إلى خبرتهما الطويلة في هذا المجال، فنجحا في رسم الضحكات على وجوه الحضور بخفّة وطرافة، وشكّلا معاً «استراحة المحارب» التي يحتاجها المتفرّج وسط زحمة العسكر وضغوطات الثورة.

وعلى الرغم من حدّة الأحداث التي تتألّف منها قصة العمل، فإن «الأخوان صبّاغ» اختارا الابتعاد كلياً عن مشاهد العنف. فحتى في المعارك الدائرة بين رجال الثورة وجيش الدولة الكوبية، وكذلك في مشهد القبض على تشي غيفارا، غُيّب أي أثر للعنف الجسدي، فسار المخرج بين السطور بدقّة، تاركاً لخيال المشاهد مهمّة الاستنتاج واستخلاص العِبر.

نجح «الأخوان صبّاغ» في مقاربة سيرتَي رجلَي الثورة؛ كاسترو وغيفارا، بعيداً عن أي انحياز سياسي، وقدّماهما في إطار إنساني عزّز قيم السماحة والغفران. كما شكّل العمل رهاناً واضحاً على استمرارية المسرح الغنائي الغائب بشكل ملحوظ عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، فأعادا حبك القصة بروح عصرية، مستخدمَين أدوات وعناصر فنية افتقدها الجمهور اللبناني طويلاً على الخشبة.


«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
TT

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)

استعاد العرض المسرحي «متحف باكثير» جانباً من روائع الأديب اليمني المصري علي أحمد باكثير في القاهرة، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ115 لميلاده.

العرض الذي أُقيم على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، مساء الاثنين، كان ضِمن فعالية ثقافية وفنية عكست حضور اسمه المتجدد في الوجدان العربي، نظّمتها مؤسسة «حضرموت للثقافة» السعودية، بالشراكة مع «ضي للثقافة والإعلام».

لم تقتصر الاحتفالية، التي نُظّمت تحت عنوان «علي أحمد باكثير... 115 عاماً من التأثير»، على استدعاء السيرة الإبداعية للأديب الكبير، بل سعت إلى تحويل إرثه الأدبي إلى فعل حي على خشبة المسرح بوصفه أحد الفضاءات الأساسية التي شكّلت مشروعه الإبداعي، من خلال العرض الذي استمر لنحو 80 دقيقة، حيث قُدِّم من دراماتورج وإخراج أحمد فؤاد، برؤية تقوم على فكرة المتحف بوصفه مساحة جامعة، تتجاور فيها العصور والشخصيات والأفكار، وتتحول فيها النصوص الأدبية إلى لوحات حية نابضة بالحركة والصوت.

المخرج أحمد فؤاد قدّم العرض بصورة بصرية جذابة (الشركة المنتجة)

اعتمد العرض على استلهام عدد كبير من أعمال علي أحمد باكثير، التي تحولت عبر العقود إلى نصوص مسرحية وسينمائية مؤثرة، من بينها «وا إسلاماه» و«الشيماء»، إلى جانب مسرحيات مثل «جلفدان هانم» و«قطط وفئران» و«الحاكم بأمر الله»، وغيرها من الأعمال التي كشفت عن انشغاله الدائم بالتاريخ والهوية والإنسان.

ومن خلال هذا التنوع، تنقّلَ العرض بين العصور الفرعونية والإسلامية والحديثة، مستحضراً شخصيات تاريخية وأسطورية ومتخيلة، في معالجة درامية سعت إلى إبراز الأسئلة الكبرى التي شغلت الكاتب؛ من الحرية والعدل، إلى الصراع بين السلطة والضمير، وعبر فتاة شابة من جيل «زد» تدخل متحفاً يضم عدداً من الشخصيات التي قدّمها.

يقول أحمد فؤاد، مؤلف العرض ومُخرجه، لـ«الشرق الأوسط»، إن عرض «متحف باكثير» جاء انطلاقاً من إيمان عميق بأهمية إعادة تقديم أعمال علي أحمد باكثير بصيغة مسرحية معاصرة تتيح للجمهور، اليوم، الاقتراب من عالمه الفكري والإنساني دون حواجز زمنية، مشيراً إلى أن اختيار فكرة المتحف كان المدخل الأنسب للتعامل مع هذا الإرث المتنوع؛ نظراً لما تزخر به أعمال باكثير من شخصيات تنتمي إلى عصور وخلفيات مختلفة، من مصر القديمة، مروراً بالتاريخ الإسلامي، وصولاً إلى الشخصيات المتخيَّلة والمعاصرة.

وأضاف أن «العرض صُمِّم على هيئة قاعات متحفية متجاورة، ينتقل بينها المتفرج، بحيث تقوده الأحداث في مسار درامي واحد، تتقاطع داخله الشخصيات والأفكار، في محاولةٍ للكشف عن الخيط الإنساني المشترك الذي يربط هذه العوالم المتباعدة ظاهرياً».

العرض قُدّم على مدار 80 دقيقة على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا (الشركة المنتجة)

وأوضح فؤاد أنه اعتمد في بناء العرض على دراسة وقراءة عدد كبير من نصوص باكثير، قبل الاستقرار على اختيار 12 نصاً مسرحياً كُثِّفت وأُعيدت صياغتها داخل بنية واحدة. وعَدّ «التحدي الأكبر تمثل في ضغط الزمن، ومحاولة تجميع هذا الكم من الأعمال في إطار جذاب بصرياً ودرامياً، دون الإخلال بالفكرة الأساسية لكل نص؛ لأن الهدف كان تقديم عرض نوعي، قريب من المتفرج، يُعيد طرح سؤال عن باكثير وقدرته المتجددة على مخاطبة الحاضر».

ووفق الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، فإن عنوان عرض «متحف باكثير» قد يوحي، منذ الوهلة الأولى، بطابع وثائقي تقليدي، إلا أن التجربة المسرحية جاءت مغايرة تماماً لهذا الانطباع، وقال، لـ«الشرق الأوسط»: «استطاعت التجربة أن تحصد إعجاب الجمهور بفضل طبيعتها المختلفة واعتمادها الواضح على الحركة فوق خشبة المسرح، كما أن تعدد الشخصيات وتنوعها، والتنقل بينها بسلاسة، منح العرض حيوية خاصة، وخلق حالة من التفاعل المستمر مع المتلقي، بعيداً عن الجمود أو السرد المباشر».

العرض نال إشادات من الحضور (الشركة المنتجة)

وأضاف عبد الرحمن أن «عناصر العرض الفنية جاءت متوازنة، إذ اتسم الحوار بالجاذبية والقدرة على الإمتاع دون إسهاب أو خطابية، مدعوماً بمتعة بصرية واضحة على مستوى الحركة والتشكيل المسرحي»، لافتاً إلى أن الموسيقى لعبت دوراً أساسياً في تكوين المناخ العام للعمل؛ لاعتمادها على إرث أعمال باكثير.

وخلال الاحتفالية أُعلن إطلاق جائزة سنوية تحمل اسم علي أحمد باكثير، تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، وتُمنح في مجالات عدّة تعكس تنوع تجربته الإبداعية، من بينها الشعر، والكتابة المسرحية، والرواية، والترجمة الأدبية، والنقد الأدبي، في خطوة تستهدف دعم الإبداع العربي وتشجيع الأصوات الجديدة، بجانب تكريم أسماء عدد من الفنانين الذين ارتبطت أعمالهم به، منهم أحمد مظهر، ولبنى عبد العزيز، وسميرة أحمد، وحسين رياض.