إسرائيل تهدد مجدداً بضم الضفة رداً على الاعتراف بفلسطين

ضم المنطقة الحدودية مع الأردن حلم قديم شارك في رسم خرائطه الأميركيون

TT

إسرائيل تهدد مجدداً بضم الضفة رداً على الاعتراف بفلسطين

وزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن (يسار) ووزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر في القدس الأحد (رويترز)
وزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن (يسار) ووزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر في القدس الأحد (رويترز)

مُجدداً؛ عاد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى التهديد بفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، حال تم الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية.

وجاء التلويح الأحدث بضم الضفة خلال مؤتمر صحافي في القدس، الأحد، جمع ساعر ونظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن.

ويُظهر التصريح أن الخطة الإسرائيلية ما زالت على الطاولة، على الرغم من إرجاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نقاشاً حولها نهاية الأسبوع الماضي، بعد ضغوط وتحذيرات غربية وعربية من أن ذلك سيمس «الاتفاقيات الإبراهيمية».

وقال ساعر: «أخبرتُ زميلي أن الاعتراف بما تُسمى دولة فلسطين خطأ فادح. الاعتراف أحادي الجانب لا يُقرِّبنا من السلام؛ بل هو بمثابة هدية لـ(حماس)... لا يُمكن فصل هذا الإعلان عن اتفاقية سلام مستقبلية، والتي لا يُمكن أن تتم إلا على أساس التفاهم المتبادل. طلبتُ من الدنمارك التحدث مع شركائها في أوروبا لمنع هذه الخطوة».

وأضاف: «أي تحركات أحادية الجانب ضد إسرائيل ستُقابل بخطوات أحادية الجانب من جانب إسرائيل. وسيُقابل الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية بخطوات إسرائيلية على الأرض، وفي مقدمتها فرض السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة وغور الأردن».

ضم أجزاء من الضفة

وجاءت تصريحات ساعر لتعزز تقريراً نشره موقع «والا» جاء فيه أن ساعر أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في لقائهم الأخير، أن إسرائيل تتجه لضم أجزاء من الضفة خلال الأشهر المقبلة.

وهاجم ساعر السلطة الفلسطينية، وزعم أنها «تشجع الإرهاب، ولا تستحق دولة».

وتؤكد تصريحات ساعر أن الخطة الإسرائيلية المثيرة للجدل ما زالت قائمة، بعد شكوك بأن إسرائيل جمَّدتها، مع سحبها من جدول أعمال المجلس الوزاري الأمني «الكابنيت» نهاية الأسبوع الماضي، عقب تحذير إماراتي علني ساخن، وضغوط عربية وإقليمية ودولية، من أن ذلك سيعني انهيار جميع الاتفاقيات مع إسرائيل، بما في ذلك «اتفاقيات إبراهيم».

فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية سبتمبر الحالي (رويترز)

ويؤيد نتنياهو ضم الضفة، وروج له أكثر من مرة منذ سنوات طويلة، ولكنه لم يطبقه. واستغل حلفاؤه في اليمين المتطرف نية دول -مثل فرنسا- الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وراحوا يضغطون من أجل اتخاذ إجراء مضاد وضم الضفة فوراً.

والأسبوع الماضي، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء إلى تطبيق السيادة على الضفة، مضيفاً أن نيته هي تطبيق القانون الإسرائيلي على 82 في المائة من أراضي الضفة، مع ترك 18 في المائة للفلسطينيين، على قاعدة «أقصى مساحة- أقل عدد من العرب».

مناطق المستوطنات الرئيسية

لكن تصريحات ساعر تشير على ما يبدو إلى أن الخطة ترتكز على ضم مناطق أقل من كامل مساحة الضفة، ولكنها تشمل أجزاءً من المنطقة «ج» وأخرى من المنطقة «ب».

ويقسم اتفاق أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق: «أ»، و«ب»، و«ج». وتتضمن المنطقة «أ» المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ بينما تقع المنطقة «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتشكل مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما المنطقة «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليَّة أمنياً وإدارياً، وتمثل مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

وتوجد في المنطقة «ج» جميع المستوطنات الرئيسية، وفي المنطقة «ب» بؤر استيطانية ومناطق نفوذ أو مناطق عسكرية.

ماذا عن الأغوار؟

وإذا كانت إسرائيل تريد ضم الأغوار الفلسطينية التي تقع على مساحات واسعة من «ج» و«ب» فهذا يعني أنها تريد السيطرة المطلقة على المساحة التي تساوي عملياً ثلث مساحة الضفة الغربية.

والسيطرة على الأغوار فكرة إسرائيلية قديمة، وقد حولتها إلى منطقة صراع كبير.

وتشكل منطقة الأغوار 28 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتمتد على الجهة الشرقية للضفة الغربية، من عين جدي عند البحر الميت جنوباً إلى ما يعرف بتل مقحوز على حدود بيسان شمالاً، داخل الخط الأخضر، ومن نهر الأردن شرقاً حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً.

مستوطنات إسرائيلية في الأغوار (وفا)

وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، إن «إسرائيل تحلم بالسيطرة على الأغوار منذ عقود، ولم تتنازل عن ذلك يوماً ضمن أي مفاوضات». وأضاف أنه «في مفاوضات 2013 عرضت إسرائيل استئجار الأغوار 99 عاماً ورفضنا، واقترح الأميركيون آنذاك إدارة مشتركة، ورفضت إسرائيل فوراً».

وحسب المسؤول الفلسطيني فإن «وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، في أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة، حاول في 2013 حسم مسألة الحدود، واقترح إدارة مشتركة للأغوار، ووجود قوات دولية وضمانات أميركية أمنية تشمل محطات إنذار مبكر، وكل ما يلزم، ولكن إسرائيل رفضت الخروج من المنطقة».

تعهدات قديمة

وبعد انهيار المفاوضات التي رعتها إدارة أوباما، بدأ المسؤولون الإسرائيليون -وعلى رأسهم نتنياهو- الترويج للسيطرة على منطقة الأغوار بوصفها منطقة حدودية. وفي 2019 عشية الانتخابات الإسرائيلية، تعهد نتنياهو وخصومه كذلك في حال فوزهم بضم المنطقة التي شهدت عدة جلسات حكومية إسرائيلية وفلسطينية في محاولة لإظهار السيادة.

وإلقاء نظرة على تصريحات نتنياهو آنذاك يمكن أن يُظهر خطة إسرائيل التي شاركت فيها الولايات المتحدة لاحقاً. وقال نتنياهو: «غور الأردن ليس مجرد الباب الشرقي لدولة إسرائيل فحسب، فهذا هو الحائط الواقي من جهة الشرق».

وتحدث نتنياهو عن ضم الأغوار وشمالي البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية.

وفي عام 2020 أيدت خطة «صفقة القرن» التي جاء بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطة الضم الإسرائيلية؛ بل إن طواقم أميركية شاركت في ترسيم «الحدود الجديدة لإسرائيل» وفق الخطة الأميركية.

وذهبت تلك الخرائط إلى منح إسرائيل نحو 800 كيلومتر من أراضي الأغوار (حوالي نصف المساحة) دون أن يكون للفلسطينيين حق في الموافقة، ويشمل ذلك ضم 36 مستوطنة في المنطقة يعيش فيها نحو 11 ألف مستوطن.

ويعيش اليوم أكثر من 940 ألف مستوطن بين حوالي 3 ملايين فلسطيني، في 200 مستوطنة إسرائيلية في المنطقة «ج» تشكل 3.6 في المائة من مساحة الضفة، إضافة إلى 243 بؤرة استيطانية، و129 بؤرة رعوية، وتحظى جميعها بمناطق نفوذ (محميات أمنية) تصل إلى 10 في المائة من مساحة الضفة.

وتحولت بعض هذه المستوطنات إلى مدن كبيرة، أهمها مستوطنات مثل: معاليه أدوميم، وإرئيل، وغوش عتصيون.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين

شؤون إقليمية آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الثلاثاء (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين

تستعد إسرائيل لتصعيد أكبر في الضفة الغربية يشمل هجمات فلسطينية محتملة على خلفية العملية العسكرية المتواصلة في شمال الضفة التي تم تمديدها لأسبوعين إضافيين

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي صورة لمخيم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية أثناء استئناف الدراسة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بمدينة غزة 2 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

مقتل شخصين في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة

قالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة مساء اليوم الثلاثاء إن شخصين قُتلا وأصيب أكثر من 15 نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي على منزل شرق مدينة غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية لحظة تفجير منزل الفلسطيني المعتقل عبد الكريم صنوبر في نابلس بالضفة الغربية بعد أن فجّرته قوات إسرائيلية الثلاثاء (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل توسع اقتحامات الضفة... وفلسطينيون يردون بالدهس والطعن

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين نفذا هجومين ضد جنود إسرائيليين، في ذروة توسيع عمليتها في شمال الضفة، وسط مخاوف من انفجار أوسع.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية صورة من موقع الحادث اليوم (موقع واي نت)

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين مشتبه بهما في الضفة الغربية

قتلت القوات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بالرصاص فلسطينيين مشتبه بهما، مطلوبين في هجومين أسفرا عن إصابة ثلاثة إسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم خلال مداهمة في جنين بالضفة الغربية المحتلة خلال نوفمبر (رويترز)

قوات إسرائيلية تقحتم مدينة طوباس بالضفة وتفرض منع التجول

أعادت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحام مناطق واسعة من مدينة طوباس وبلدة عقابا شمال الضفة الغربية، فجر اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».


لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
TT

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

اختتمت لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع الخاصة بالعملية.

وقال رئيس البرلمان التركي رئيس اللجنة، نعمان كورتولموش: «من الآن فصاعداً، سنُنجز أخيراً بعض واجباتنا الأساسية، وسنعرض النتائج التي حققناها على البرلمان»، مُعرباً عن أمله أن تثمر جهود اللجنة عن نتائج إيجابية. وأضاف كورتولموش، في مستهل أعمال الجلسة 19 للجنة التي عقدت بالبرلمان التركي، الخميس، أن عملية «تركيا خالية من الإرهاب» (الاسم الذي تستخدمه الحكومة التركية للإشارة إلى «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» كما يسميها الأكراد)، لا تقتصر على عمل اللجنة، لكنه جزء منها فقط.

رئيس البرلمان التركي نعمان كوتولموش (حساب البرلمان في إكس)

وأشار كورتولموش إلى أنه «بعد إعلان المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) قرارها بحلّ نفسها - في 12 مايو (أيار) الماضي - وبدء عملية تسليم أسلحتها بمراسم رمزية، تسارعت وتيرة هذه العملية»، وأن «اللجنة البرلمانية، المؤلفة من 11 حزباً بالبرلمان، أوفت بمسؤولياتها، حتى وصلت العملية إلى المرحلة الحالية».

مرحلة حساسة

وذكر كورتولموش أن اللجنة استمعت، منذ تأسيسها في 5 أغسطس (آب) حتى الآن، إلى 134 فرداً ومنظمة من المجتمع المدني.

وتابع كورتولموش: «من الواضح أننا دخلنا مرحلة تتطلب من الجميع توخي المزيد من الحذر والتصرف بحساسية أكبر من الآن فصاعداً، واختيار الكلمات والأسلوب بعناية، لأن أي كلمة ممكن أن تؤثر على هذه العملية سلباً أو إيجاباً».

وخلال الاجتماع، استمع أعضاء اللجنة، في الجلسة التي عقدت بشكل مغلق أمام الصحافة، إلى إحاطة من وفدها الذي زار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

امرأة كردية ترفع صورة لأوجلان وهو يقرأ نداءه لحزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي خلال احتفالات عيد النوروز في تركيا في 21 مارس (رويترز)

وقال كورتولموش، خلال كلمته الافتتاحية، إنه «بهذه الزيارة، اختتمت لجنة التحقيق مرحلة الاستماع، وانتقلت إلى مرحلة إعداد التقارير»، مُعرباً عن أمله في إعداد تقرير نهائي يعكس رؤية اللجنة لتحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب»، من خلال مراعاة الحساسيات والآراء المشتركة.

وأضاف أنه بإعداد هذا التقرير تكون هذه العملية «التاريخية» تجاوزت مرحلة حاسمة أخرى، وتكون اللجنة أوفت بمسؤولياتها، لافتاً إلى أنها «ليست عملية تفاوض، بل سياسة دولة».

موقف أوجلان

وفي تصريحات سبقت اجتماع اللجنة، قال كورتولموش إن اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان كان قراراً اتخذ بالأغلبية المطلقة داخل اللجنة، ولن يبقى مضمونه سراً.

وأكّد كورتولموش ضرورة اختتام العملية بنجاح، نظراً للظروف الإيجابية في تركيا وسوريا والعراق. ولفت إلى أن أوجلان لم يتخل عن الإطار العام المتمثل في «تلبية مطالب مواطنينا الأكراد بمعايير ديمقراطية أكثر تقدماً»، لكنه لم يقدّم أيّ مطالباتٍ بفيدرالية أو كونفدرالية أو دولة مستقلة، أو مناقشة المواد الأربع الأولى من الدستور التركي، التي تحدد شكل الجمهورية وهويتها وعلمها ولغتها.

بروين بولدان ومدحدت سانجار عضوا وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

وعشية اجتماع اللجنة، أكّد أوجلان إرادته القوية وموقفه الحازم تجاه عملية السلام، رغم كل محاولات «الانقلاب» عليها، فيما يُعدّ رداً على إعلان قياديين في الحزب تجميد أي خطوات جديدة بإقرار قانون للمرحلة الانتقالية لـ«عملية السلام» التي بدأت في تركيا عقب دعوته لحل الحزب ونزع أسلحته.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان حول زيارة وفده لأوجلان، الثلاثاء، إن الأخير أكد ضرورة وضع قانون انتقالي لعملية السلام. وطالب الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، ضرورة الكشف عن محاضر اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان.

وزير العدل التركي يلماظ تونتش (من حسابه في إكس)

في السياق، حذر وزير العدل، يلماظ تونتش، من أنه «في هذه المرحلة، قد يكون هناك من يسعى لتخريب العملية، ومن لا يريدها أن تستمر، ومن يريد عودة الإرهاب كما حدث في الماضي، ومن يريد نصب الفخاخ لتركيا وشعبها»، مؤكداً أن الدولة ستواصل توخي اليقظة.


«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
TT

«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)

يواجه الإيرانيون العاديون عقوبة قد تصل إلى السجن 10 سنوات أو حتى الإعدام إذا استخدموا منصة «إكس» لكتابة أي شيء تراه الحكومة انتقاداً لها. لكن ما لم يكن المواطنون يدركونه هو أنّ المسؤولين الحكوميين ومؤيدي النظام يستخدمون الموقع نفسه، رغم أنّه محظور داخل إيران.

وقد كُشف عن هذا الأمر بعد أن أطلقت منصة «إكس»، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تحديثاً يُظهر موقع كل مستخدم.

وفضح التحديث وزراء حكوميين، وشخصيات في وسائل الإعلام الرسمية، ومسؤولين سياسيين، وحسابات موالية للنظام، إذ ظهر أنهم يدخلون إلى المنصة المحظورة من داخل إيران باستخدام شرائح «وايت سيم» (الشرائح البيضاء) الخاصة.

كان من المفترض أن تساعد ميزة تحديد الموقع الجديدة على رصد الحسابات الوهمية، لكنها بدلاً من ذلك كشفت عن الفجوة الرقمية في إيران، التي تُعد إحدى أكثر دول العالم خضوعاً للرقابة، وفق ما ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

ويصف منتقدو النظام هذه الفجوة بأنها نوع من «الفصل العنصري الرقمي»، حيث لا يستطيع الوصول الحر إلى الإنترنت إلا مجموعات معينة.

الإيرانيون العاديون

متسوقون في بازار بشمال طهران (أرشيفية - أ.ف.ب)

في المقابل، يضطر الإيرانيون العاديون إلى استخدام تطبيقات «في بي إن» (VPN) التي تُخفي موقعهم الحقيقي، لتجاوز الحظر. وإذا ضُبطوا وهم ينشرون على منصة «إكس» فإن السلطات الإيرانية تعاقبهم، وإن كانت منشوراتهم مناهضة لإيران أو مؤيدة لإسرائيل، فهم يواجهون الإعدام أو أحكاماً بالسجن.

أما الحسابات الحكومية والموالية للنظام فتستخدم شرائح الـ«وايت سيم» للحصول على دخول غير مقيّد إلى الإنترنت وتجاوز القيود التي يفرضونها هم أنفسهم.

أحمد بخشايش أردستاني، وهو سياسي إيراني وعضو في لجنة الأمن القومي، انتقد استخدام هذه الشرائح، قائلاً: «كثير من الناس يريدون استمرار الحجب لأنهم يريدون تطبيقات (في بي إن) والمتاجرة فيها».

وأضاف أن سوق هذه التطبيقات المستخدمة من قبل المواطنين العاديين «حجمها المالي كبير، وتتحكم به عصابات مافيا».

وعند الدخول إلى منصة «إكس» باستخدام تطبيقات «في بي إن»، يظهر الموقع الجغرافي للدولة التي يوجد فيها الخادم (Server) وليس الموقع الحقيقي للشخص المستخدم.

ومن المنصات المحظورة الأخرى في إيران: «فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«تلغرام». وقال أحد المواطنين الإيرانيين لصحيفة البريطانية إن «هذا تمييز واضح في الحقوق العامة ويتعارض مع النص الصريح للدستور»، في إشارة إلى ضمان الدستور الإيراني للمساواة بين المواطنين.

وقال آخر: «عندما تستخدمون أنتم أنفسكم شرائح (وايت سيم) الخاصة، فكيف يمكن أن نتوقع منكم أن تفهموا معاناتنا مع الحجب؟ وكيف نتوقع منكم السعي لرفعه؟».

شخصيات وحسابات مستثناة

أرشيفية لوزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف خلال حضوره تأبيناً لدبلوماسيين إيرانيين (تسنيم)

وزير الاتصالات ستّار هاشمي، ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، والمتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني، إضافة إلى عشرات الصحافيين العاملين في وسائل إعلام رسمية.

كما كُشف أيضاً عن شخصيات سياسية، ومنشدين دينيين يمدحون النظام الإيراني في المناسبات الرسمية، وحسابات ادّعت عبر الإنترنت أنها معارضة، بما في ذلك صفحات مَلَكية وانفصالية تعمل من داخل إيران على ما يبدو بموافقة رسمية.

ويقول محللون إن الهدف هو إبقاء أجزاء من الخطاب المعارض - الصفحات المَلَكية والانفصالية - تحت سيطرة المؤسسة الدينية الحاكمة. وكانت الفضيحة محرجة بشكل خاص للمسؤولين الذين سبق أن عارضوا علناً الامتيازات في الوصول إلى الإنترنت.

فقد ادّعت مهاجراني أنها تستخدم برامج «في بي إن»، مثلها مثل المواطنين العاديين، قائلة: «الإنترنت الطبقي لا أساس قانونياً له، ولن يكون أبداً على جدول أعمال الحكومة».

وقال مهدي طباطبائي، نائب وزير الاتصالات وله دور في متابعة رفع حجب الإنترنت، إن «تقسيم المجتمع إلى أبيض وأسود هو لعب في ملعب العدو». وشبّه الصحافي ياشار سلطاني الوضع برواية جورج أورويل «مزرعة الحيوان»، قائلاً: «عندما تُقنّن الحرية، فهي لم تعد حرية – إنها تمييز بنيوي».