«الأخضر السعودي» يبحث عن الثبات في الطريق الشاق إلى مونديال 2026

أبو الشامات يلفت الأنظار... وسالم الدوسري وأيمن يحيى يثيران الأسئلة حول جاهزية المنتخب

الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وياسر المسحل خلال حضورهما مواجهة مقدونيا (المنتخب السعودي)
الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وياسر المسحل خلال حضورهما مواجهة مقدونيا (المنتخب السعودي)
TT

«الأخضر السعودي» يبحث عن الثبات في الطريق الشاق إلى مونديال 2026

الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وياسر المسحل خلال حضورهما مواجهة مقدونيا (المنتخب السعودي)
الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وياسر المسحل خلال حضورهما مواجهة مقدونيا (المنتخب السعودي)

يواصل المنتخب السعودي لكرة القدم استعداداته لمعارك فاصلة ستحدد مصيره في الطريق إلى كأس العالم 2026. التجارب الودية التي يخوضها الأخضر، مثل مواجهته الودية أمام مقدونيا، والتشيك المقررة الاثنين، ليست سوى محطات في رحلة شاقة عنوانها البحث عن الانسجام والثبات وسط انتقادات لاذعة طالت الفريق وجهازه الفني بسبب كثرة التغييرات وغياب الاستقرار.

ورغم أن الفوز الأخير على مقدونيا منح اللاعبين والجماهير جرعة معنوية مهمة، فإن العيون تبقى شاخصة نحو مواعيد أكتوبر (تشرين الأول) الحاسمة، حين يواجه المنتخب إندونيسيا في الثامن من أكتوبر المقبل، ثم يلاقي العراق في الرابع عشر من الشهر نفسه ضمن الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال.

سالم الدوسري لا يزال بعيد عن التدريبات (المنتخب السعودي)

المباراة أمام مقدونيا التي تحتل المرتبة 62 على مستوى تصنيف «فيفا» شكّلت فرصة لقياس ملامح الفريق، وقدمت صورة متباينة. من جهة، بدت علامات عدم الانسجام واضحة نتيجة التجارب الكثيرة التي أجراها المدرب هيرفي رينارد، ومن جهة أخرى، أظهرت المواجهة مكاسب فنية لا يمكن إنكارها. صالح أبو الشامات، الذي لم يكن حاضراً في بطولة الكونكاكاف، خطف الأضواء أمام مقدونيا بأداء لافت جعله في دائرة الثناء، علماً أن مواجهة مقدونيا هي الأولى في سجل مسيرته الكروية مع المنتخب السعودي. النجم السعودي السابق خميس الزهراني وصفه في معرض تحليله لبرنامج «في المرمى» عبر قناة «العربية» بأنه مكسب مهم للفريق، بل اعتبره البديل المثالي لسالم الدوسري الغائب عن المعسكر الحالي، مؤكداً أن وجوده يعزز خيارات الأخضر الهجومية.

الخبير الكروي حسين عبد الغني، بدوره، شدد في تحليله عبر برنامج «نادينا» في شبكة «إم بي سي» على أن الفوز على مقدونيا يجب أن يُقرأ بوصفه معنوياً بالدرجة الأولى، لكنه لا يخلو من دلالات إيجابية. أهم ما في المباراة -حسب رأيه- أن المهاجمين تمكنوا من التسجيل، وهو ما يبعث الاطمئنان بعد فترة من التذبذب الهجومي. عبد الغني أشار أيضاً إلى أن المنتخب ما زال يعاني من مشكلة الكرات العرضية، خصوصاً أنه سيواجه منتخبات مثل منتخب العراق الذي يملك قوة بدنية وقدرة على استغلال الثغرات الدفاعية، لكنه أبدى تفاؤله بقدرة الأخضر على التأهل في النهاية.

ورغم الانتقادات المتعلقة بعدم ثبات التشكيل، كانت هناك إشارات مشجعة تمثلت في تقديم أسماء مثل متعب الحربي ومصعب الجوير وعبد الله الخيبري، إلى جانب صالح أبو الشامات لعطاءات لافتة. هذه العناصر منحت الجمهور شعوراً بالطمأنينة، إذ تعكس أن المنتخب لا يعتمد فقط على الأسماء التقليدية، بل يسعى لإيجاد بدائل قادرة على حمل المسؤولية. كما أظهر الفريق تنوعاً في الهجمات وجملاً فنية منظمة، وهو ما يوحي بأن رينارد يحاول بناء منظومة جديدة، وإن كان الطريق ما زال طويلاً للوصول إلى المستوى المطلوب من الانسجام.

الخيبري قدم مستوى جيدا (المنتخب السعودي)

سعد الناصر المنتقل حديثاً من التعاون إلى النصر بصفقة بلغت نحو 43 مليون ريال لعب أول شوط مع المنتخب السعودي في مباراة ودية دولية علماً أنه شارك في كأس الخليج في البصرة ولعب ضد العراق مع المنتخب السعودي الرديف الذي تواجد في تلك البطولة.

لكن التحديات لا تقتصر على الأداء داخل الملعب، فهناك جدل واسع حول الإصابات التي عصفت ببعض الأسماء البارزة في الفريق. استبعاد سالم الدوسري وأيمن يحيى من المعسكر بسبب إصابات مختلفة أثار تساؤلات عديدة حول أسبابها، وهل تعود إلى قصور في الأجهزة الطبية داخل الأندية أم إلى ضغوط بدنية مفرطة في المواسم الطويلة. هذا الملف أصبح مثار نقاش جماهيري وإعلامي واسع، إذ يرى البعض أن الإصابات المتكررة تهدد استقرار المنتخب في لحظة حاسمة، وأن معالجة هذه المشكلة تتطلب مراجعة شاملة لبرامج الإعداد الطبي والبدني في الدوري المحلي والأندية الكبرى.

الاخضر حقق فوزا ثمينا على مقدونيا (المنتخب السعودي)

الرباعي سالم الدوسري ونواف العقيدي وناصر الدوسري وزياد الجهني بعيدين عن التدريبات مع زملائهم فيما يجرون التمارين الخاصة برفقة الجهاز الطبي الذي لا يزال يتابع حالاتهم الطبية.

الرهان الأكبر الآن يتمثل في مباراتي أكتوبر المقبلتين أمام إندونيسيا والعراق. هاتان المباراتان تشكلان عنق الزجاجة للأخضر، فالفوز بهما يعني التأهل مباشرة إلى كأس العالم 2026، وهو الهدف الذي يسعى إليه الجميع. أما التعثر، سواء بالتعادل أو الخسارة، فقد يضع المنتخب في موقف بالغ الصعوبة، إذ سيضطر لخوض الملحق الدولي، وهو طريق محفوف بالمخاطر والتعقيدات، خصوصاً أن المنافسين فيه سيكونون من خارج القارة الآسيوية، وقد يملكون خبرة كبيرة.

لاعبو المنتخب السعودي خلال استراحة عقب التدريب (المنتخب السعودي)

مباراة إندونيسيا في الثامن من أكتوبر تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المنتخب على فرض شخصيته أمام فريق طموح، بينما اللقاء أمام العراق في الرابع عشر يعد التحدي الأبرز بالنظر إلى قوة الخصم وخصوصيته التاريخية في مواجهات الأخضر. كثير من المحللين يرون أن مواجهة العراق تحديداً ستتطلب مستوى أعلى من الانضباط الدفاعي، خصوصاً في التعامل مع الكرات العرضية التي تظل نقطة ضعف واضحة في أداء الفريق السعودي.

وبين التفاؤل والانتقاد، تبقى الحقيقة أن المنتخب السعودي يملك عناصر واعدة وأسماء قادرة على صنع الفارق، لكن التحدي يكمن في ترجمة هذه الإمكانات إلى أداء جماعي متماسك. الفوز على مقدونيا منح دفعة معنوية مهمة، لكنه لا يكفي لتبديد الشكوك ما لم يقترن بمستوى ثابت في المباريات المقبلة. شخصية المنتخب بدت أفضل، والهجمات تنوعت، وبعض اللاعبين الشبان قدموا إشارات إيجابية، لكن المرحلة المقبلة ستتطلب أكثر من ذلك بكثير.

صالح الشهري في مواجهة الآخضر ومقدونيا (المنتخب السعودي)

في معسكر التشيك، يعمل رينارد على إيجاد التوليفة المثالية قبل الدخول في المواعيد الحاسمة. التجربة أمام التشيك، الاثنين المقبل، ستكون بروفة مهمة، لكنها ليست سوى محطة عابرة. العيون كلها تتجه إلى أكتوبر، حيث لا مجال للتجارب ولا مكان للأخطاء. التأهل المباشر إلى المونديال يمر عبر إندونيسيا والعراق، والخسارة أمامهما ستعني أن الأخضر يضع نفسه في مأزق الملحق الدولي، وهو ما لا يريد أحد أن يراه.

بين الانتقادات القاسية التي تركز على غياب الاستقرار، والمكاسب التي يشير إليها الخبراء في بروز وجوه جديدة وتنوع فني، يقف المنتخب السعودي على أعتاب لحظة مصيرية. هي لحظة تتطلب وضوحاً في الرؤية، وحسماً في الاختيارات، وقوة ذهنية تعكس شخصية منتخب يعرف تماماً أن الطريق إلى المونديال لا يُمهد إلا بالعرق والصبر والقتال. الفوز على مقدونيا كان بداية، لكن البداية وحدها لا تكفي. ما ينتظر الأخضر في أكتوبر سيكون الامتحان الحقيقي لقدرة الفريق على تحويل الأمل إلى إنجاز، وتحويل التجارب الودية إلى نتائج ملموسة تفتح أبواب كأس العالم أمامه من جديد.

رينارد الانتقادات تلاحقه في كل مكان (المنتخب السعودي)


مقالات ذات صلة

بعد 3 تدريبات إحماء… رينارد وكوزمين يرفضان استكمال مباراة المركز الثالث

رياضة سعودية أمطار غزيرة أسهمت في توقف المباراة (المنتخب السعودي)

بعد 3 تدريبات إحماء… رينارد وكوزمين يرفضان استكمال مباراة المركز الثالث

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم إلغاء مواجهة السعودية والإمارات بعد لعب الشوط الأول منها؛ بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدها ملعب خليفة الدولي في الدوحة.

علي العمري (الدوحة )
رياضة سعودية الدكتور رجاء الله السلمي في حديثه للشرق الأوسط (تصوير: بشير صالح)

السلمي: كرة القدم العربية تتطور

كشف الدكتور رجاء الله السلمي، أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم، عن أن النسخة الحالية من بطولة كأس العرب شهدت تميزاً كبيراً عكس حجم تطور كرة القدم العربية.

فهد العيسى (الدوحة )
رياضة سعودية هيرفي رينارد (الشرق الأوسط)

رينارد: إذا قرروا إقالتي فسوف أغادر… وتفاصيل صغيرة أبعدتنا عن النهائي

شدّد هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، على أهمية التركيز والاحترافية قبل مواجهة الإمارات على المركز الثالث في بطولة كأس العرب.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية عبد الرحمن العبود (الشرق الأوسط)

العبود: كأس العرب لم تُكتب لنا... وسنقاتل أمام الإمارات

أكّد عبد الرحمن العبود، لاعب المنتخب السعودي، جاهزية «الأخضر» لمواجهة منتخب الإمارات في مباراة تحديد المركز الثالث.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية مراد هوساوي شعر بآلام عضلية حرمته من إكمال التدريبات (المنتخب السعودي)

الأخضر يتأهب لمواجهة الإمارات… وآلام عضلية تداهم مراد

استأنف المنتخب السعودي، مساء اليوم الثلاثاء، تدريباته استعداداً لمواجهة منتخب الإمارات بعد غدٍ الخميس، في مباراة تحديد المركز الثالث ضمن كأس العرب قطر 2025.

فهد العيسى (الدوحة ) علي العمري (الدوحة )

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
TT

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)

يغيب لاعبو الهلال الدوليون عن المشاركة أمام الشارقة الإماراتي الاثنين المقبل، بعد أن منحهم الإيطالي سيموني إنزاغي راحة لمدة ثلاثة أيام عقب فراغهم من المشاركة مع «الأخضر» في كأس العرب.

وسيغيب عن اللقاء إلى جانب لاعبي «الأخضر»، الثنائي المغربي ياسين بونو، والسنغالي خاليدو كوليبالي، لوجودهما مع منتخبيهما في مشاركتهما القارية الحالية في كأس أمم أفريقيا.

وينتظر أن تغادر بعثة «الأزرق» صباح الأحد نحو مدينة الشارقة الإماراتية، استعداداً للمواجهة المهمة ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.

وواصل لاعبو الهلال تدريباتهم صباح السبت بمقر النادي؛ حيث تركّز المران على الجوانب الفنية والتكتيكية، وعمد الجهاز الفني بقيادة الإيطالي «سيموني إنزاغي» في بدايته إلى تطبيق تدريبات فنية بالكرة، تلاها تدريبات تكتيكية متنوعة، التي اختتمها بمناورة على جزء من مساحة الملعب.

كما احتفى لاعبو الفريق بزميلهم عبد الله رديف المساهم في تحقيق لقب كأس الخليج مع المنتخب السعودي الأولمبي.


الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».