أثار فيديو لطالب اعتلى منبراً في أحد المساجد المصرية، ووجه إساءات للاحتفال بـ«المولد النبوي»، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع وزارة الأوقاف للتدخل وإعلانها فتح «تحقيق» في الواقعة.
وظهر الشاب مرتدياً زياً أزهرياً، أثناء خطبة الجمعة الماضية، وتحدث أمام المصلين حول «تحريم الاحتفال بالمولد»، واستخدم «ألفاظاً مسيئة» تجاه التعامل مع المناسبة كمظهر احتفالي.
وكلفت «الأوقاف» بحسب بيان لها، السبت، «القطاع الديني بمتابعة الفيديو المتداول وتحليل محتواه، مع فتح تحقيق شامل من الجانبين الفكري والإداري للوقوف على تفاصيل الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
وأكدت رفضها القاطع لأي تجاوزات تمس حرمة المناسبة الدينية العظيمة، وعبّرت «عن تقديرها للهبة الشعبية التي عبرت عن غيرتها على مقام النبي»، معتبرة أن «التفاعل الشعبي الغاضب يعكس المحبة الصادقة والاحترام الكبير الذي يحظى به الرسول الكريم في قلوب المصريين».
وتفاعل عدد من مشايخ الأزهر والأوقاف والمواطنين مع الواقعة، وتساءلوا عن «المتسبب في غرس أفكار تدفع نحو الاستهانة بمولد النبي».
بروفه للي حايحصل في الكتاتيب، للاسف ما بنتعلمشي...الأوقاف تحقق في مقطع فيديو متداول مسيء للمولد النبوي بالدقهلية - بوابة الشروق - نسخة الموبايل https://t.co/OyHASXtw5Q
— Mohsen Mowafi (@MohsenMowafi) September 6, 2025
وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أسامة رسلان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفيديو المنتشر لأحد الطلاب ولا يتبع أئمة وزارة الأوقاف، وإن الوزارة تحقق في الواقعة وسوف تعلن نتائجها للرأي العام، مشيراً إلى أن «الواقعة تشير لمخالفة ضوابط اعتلاء المنبر». وأضاف أنه «لا يتم السماح بارتقاء المنابر، إلا لمن يمتلكون تصريحاً بالخطابة من الأئمة والوعاظ المعتمدين لدى وزارة الأوقاف، وأن التجاوز سيواجه بإجراءات حاسمة».

ونشرت وسائل إعلام محلية تصريحات على لسان مسؤولين بوزارة الأوقاف أشاروا فيها إلى أن «الواقعة حدثت بإحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية، وأن صاحب الفيديو «طالب بالثانوية الأزهرية وليس له علاقة بالأوقاف».
وقال عضو «المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية» التابع لوزارة الأوقاف، عبد الغني هندي، إن «واقعة الإساءة للاحتفال بـ(المولد النبوي) تأتي نتيجة عدم تنفيذ الضوابط المتعلقة باعتلاء المنابر، ما يدفع لتسلل البعض ممن ليس لديهم الفهم السليم لعلوم الدين، وهناك بعض المساجد ترحب بهم بخاصة في الزوايا الصغيرة والمساجد المنتشرة في القرى».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك نقصاً في عدد الأئمة مع خروج أعداد كبيرة للمعاش وعدم تعيين جدد بالقدر نفسه»، مشيراً إلى «ضرورة إقرار قانون ينظم عمل الأئمة والدعاة داخل المساجد». ولفت إلى أن مقابلة فتاوى تحريم الاحتفال بـ«المولد النبوي» لا يجب أن تكتفي بفتاوى إباحتها، بل الاتجاه نحو طرح تساؤلات مقابلة حول «جواز البعض عدم الفرح بمولد النبي»، موضحاً أن التفاعل الشعبي مع الواقعة يبرهن على الرفض الشعبي لمثل هذه الأفكار.
ودعا وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، خلال حفل نظمته وزارته، الأسبوع الماضي، احتفاءً بـ«المولد النبوي»، إلى «استلهام معاني التجديد في الدين باعتباره صناعة علمية متكاملة وليس مجرد شعارات أو أحاديث نظرية».
وذكرت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق أن «الاحتفال بـ(المولد النبوي) لا يعد بدعة ضالة، بل هو بدعة حسنة وفق المفهوم الشرعي المتعارف عليه بين علماء الإسلام».




