عطاء السعودية الخيري... نبضٌ يمتد إلى أصقاع الأرض

قدَّمت معونات تجاوزت 141 مليار دولار و8134 مشروعاً في 174 دولة

يُجسد العطاء الخيري قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها السعودية (واس)
يُجسد العطاء الخيري قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها السعودية (واس)
TT

عطاء السعودية الخيري... نبضٌ يمتد إلى أصقاع الأرض

يُجسد العطاء الخيري قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها السعودية (واس)
يُجسد العطاء الخيري قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها السعودية (واس)

يمتدّ نبض العطاء الخيري من قلب السعودية ليصل إلى شتى أصقاع الأرض، حاملاً رسالة إنسانية سامية وشعاعاً من نور يقوم على دعم المحتاجين وإغاثة الملهوفين في مختلف الدول، عبر مشاريع وبرامج نوعية ومساعدات شاملة تحتوي على الغذاء والدواء والمأوى، وتلبي احتياجات المتضررين من الأزمات والكوارث، بما يجسد قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها البلاد.

منذ عام 1975 حتى الآن؛ قدَّمت السعودية معونات تجاوزت 141 مليار دولار أميركي (530 مليار ريال سعودي)، ونَفّذت 8134 مشروعاً في 174 دولة بقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأوقيانوسيا والأميركيتين وأستراليا، ما رسّخ مكانتها بين أكبر الدول المانحة على مستوى العالم.

ويأتي تأسيس «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في طليعة إنجازات السعودية ذات الصلة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بات صرحاً وطنياً ومؤسسة عالمية رفيعة في التضامن الدولي وتنفيذ العمل الخيري المستدام، وركيزة أساسية في الجهود الإنسانية الدولية.

نَفّذت السعودية 8134 مشروعاً في 174 دولة بمختلف القارات منذ عام 1975 حتى الآن (واس)

وبتوجيهات سديدة واهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومتابعة دقيقة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وصل العمل الخيري في السعودية إلى آفاق أعلى.

ومنذ إنشائه قبل عقد من الزمان؛ نفّذ المركز 3632 مشروعاً بقيمة تجاوزت 8 مليارات و155 مليون دولار في قطاعات التغذية والصحة والتعليم والحماية والإيواء والدعم اللوجستي والمياه والإصحاح البيئي وغيرها، استفاد منها الملايين من الفئات المحتاجة والمتضررة واللاجئة في 108 دول حول العالم دون تمييز، ما أسهم في إعادة بناء المجتمعات.

وفي ظل الأزمة الإنسانية التي يمر بها الفلسطينيون في غزة وأزمة المجاعة الكبيرة والوضع المعيشي المتدهور للمدنيين، سيّر المركز جسرين؛ جوياً وبحرياً من 62 طائرة و8 سفن، حملت 7552 طناً من المواد الغذائية والطبية والإيوائية، وسلَّم 20 سيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

ووقَّع اتفاقيات مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع إغاثية داخل القطاع بـ90 مليوناً و350 ألف دولار، ونفَّذ عمليات إسقاط جوي لتتجاوز إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية.

مساعدات السعودية استفاد منها الملايين من الفئات المحتاجة والمتضررة واللاجئة في 108 دول دون تمييز (واس)

كما نفّذ «مركز الملك سلمان للإغاثة» في اليمن 1118 مشروعاً بقيمة تجاوزت 4 مليارات و650 مليون دولار، منها تشغيل وإدارة المستشفى السعودي بمحافظة حجة، وتشغيل العيادات الطبية التغذوية الطارئة لنازحي محافظة الحديدة ومديرياتها، ورعاية وكفالة الأيتام الشاملة بمحافظة حضرموت لمساعدة الأيتام والوقوف بجانبهم ودعمهم بمجالات الرعاية المعيشية والتعليمية وتمكين الأسر المعيلة لهم.

وفي السودان، قدَّم المركز 212 مشروعاً بقيمة تجاوزت 167 مليون دولار، لدعم الأمن الغذائي والإيوائي، وتأمين الأدوية الطبية لمرضى السرطان، وإنشاء محطة تحلية بمستشفى الأطفال في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر السودانية، وسد النقص الحاد بإمدادات غسيل الكلى أثناء الأزمات الإنسانية هناك.

وضمن مساندته للشعب السوري، نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة 419 مشروعاً إغاثياً وإنسانياً بقيمة تجاوزت 532 مليون دولار، وسيّر جسوراً جويّة وبريّة تحمل على متنها مساعدات إيوائية وغذائية وطبية.

تدعم السعودية المحتاجين وتغيث الملهوفين في مختلف الدول عبر مشروعات نوعية ومساعدات شاملة (واس)

وفي الصومال، قدَّم المركز 141 مشروعاً إغاثياً وإنسانياً بقيمة تجاوزت 248 مليون دولار، منها مشروع دعم قطاع المياه والإصحاح البيئي بمخيمات النازحين، وإنشاء 200 وحدة سكنية مع المرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية لمتضرري الفيضانات بمنطقة كسمايو.

ولإبراز جهود السعودية دولياً وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى؛ أُنشئت المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل «المساعدات السعودية، المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، التطوع الخارجي، منصة التبرع الإلكترونية (ساهم)» التي استطاعت أن تجمع ما يزيد على مليار و610 ملايين ريال، بمشاركة أكثر من 8 ملايين و541 ألف متبرع، ما يعكس ثقة المجتمع ببرامج المركز ويُعزّز استمراريتها، ليسهم ذلك في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً حول العالم، وتحقيق أثر إنساني مشهود.

وحصد «مركز الملك سلمان للإغاثة» سلسلة جوائز وتكريمات دولية، منها «جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة والطفولة» لعام 2024 من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تقديراً لجهوده الداعمة للأطفال والأسر الفلسطينية في ظروف الاحتلال، و«جائزة الإنجاز الإنساني العالمي» من المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية؛ لإسهاماته البارزة في العمل الإغاثي والإنساني دولياً.

أسهمت التبرعات في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً حول العالم وتحقيق أثر إنساني مشهود (واس)

ومن ضمن المنجزات الإنسانية الكبرى للمملكة، اعتمدت الأمم المتحدة مؤخراً بمبادرة من السعودية 24 نوفمبر (تشرين الثاني) «يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة». كما حصل «مركز الملك سلمان للإغاثة» على شهادة الآيزو الدولية لجودة البيانات (ISO 8000-1:2022) في منصة «المساعدات السعودية».

ويأتي دور المركز الإنساني البارز متزامناً مع اليوم العالمي للعمل الخيري المصادف 5 سبتمبر (أيلول)، الذي تتجاوز فيه المملكة الاحتفاء بالمناسبة، لتجسد معانيها واقعاً ملموساً، مُتخّذة من رؤيتها الطموحة 2030 نبراساً يقود العمل الإنساني السعودي إلى معارج العلا، وتبقى شريكاً رئيسياً في صياغة مستقبل إنساني أكثر إنصافاً وتكافلاً للبشرية جمعاء.


مقالات ذات صلة

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

الخليج تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

عبَرت دفعةٌ جديدةٌ من المساعدات الإنسانيّة السعوديّة، الأربعاء، منفذ رفح الحدودي متجهة إلى منفذ كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (منفذ رفح الحدودي)
الاقتصاد مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» ترفع ملكيتها في «الشعيبة للمياه والكهرباء» إلى 62 %

وقّعت «أكوا باور» اتفاقية للاستحواذ على كامل حصة «بديل» في شركة الشعيبة للمياه والكهرباء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق في قلب العلا تمثل «مدرسة الديرة» نافذة جديدة على الفنون (واس)

«الديرة»... من أول مدرسة للبنات إلى مركز للفنون والتصميم

من أول «مدرسة للبنات في العلا» إلى «أول مركز للفنون والتصميم»، تُجسّد مدرسة الديرة رحلة تراث وإبداع مستمرة عمادها حرفيات مبدعات يحولن القطع الجامدة تحفاً فريدة.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد مقر «لاب 7» ذراع «أرامكو» لبناء الشركات التقنية الناشئة (الشرق الأوسط)

استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة

أعلنت «هالايد إنرجي» إتمام الإغلاق الأول لجولة استثمارية بقيادة «بي إس في فنتشرز» وبمشاركة «لاب 7» لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة على مستوى الشبكات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الأديب محمد بن عبد الله الحمدان

رحيل محمد الحمدان الباحث عن صبا نجد على وقع السامري والهجيني

ودّعت السعودية، أمس، الأديب محمد بن عبد الله الحمدان، بعد حياة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي، والكفاح طيلة ثمانية عقود، وعاش حياة اليتم في سن مبكرة.

بدر الخريف (الرياض)

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
TT

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)
تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)

عبَرت دفعةٌ جديدةٌ من المساعدات الإنسانيّة السعوديّة، الأربعاء، منفذ رفح الحدودي متجهة إلى منفذ كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، تمهيداً لدخولها إلى القطاع بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.

تضمنت المساعدات كمية كبيرة من السلال الغذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ضمن الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتأتي هذه المساعدات بالتزامن مع إقامة مخيمات سعودية بمنطقة القرارة جنوب قطاع غزة ومنطقة المواصي بخان يونس لإيواء النازحين، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم مع دخول فصل الشتاء.

وتعد امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة؛ للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة الذي يواجه ظروفاً إنسانية تهدد الأطفال والنساء في ظل البرد، وصعوبة الظروف المعيشية.


48 ساعة من المباحثات المكثفة والتعاون السياسي والدفاعي بين السعودية وعمان

سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
TT

48 ساعة من المباحثات المكثفة والتعاون السياسي والدفاعي بين السعودية وعمان

سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)
سلطان عمان مستقبلاً وزير الخارجية السعودي (الخارجية السعودية)

سجلت الساعات الماضية تصاعداً في مستوى التنسيق والتشاور الثنائي بين السعودية وعمان على الصعيدَين السياسي والدفاعي، بالإضافة إلى الشراكة الاقتصادية، وذلك وسط انعقاد الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي - العُماني، في مسقط، وما صدر عنه من نتائج بيّنت التقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية.

في التفاصيل، وصل، الاثنين، الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة العُمانية مسقط، واستقبله نظيره العماني بدر البوسعيدي، وعقد الوزيران لقاء استعرضا خلاله «العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها»، قبل أن يترأسا الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق (السعودي - العُماني)، وبمشاركة رؤساء اللجان المنبثقة ورئيسي فريق الأمانة العامة للمجلس، وحضره من الجانب السعودي عدد من كبار المسؤولين من وزارات «الخارجية، والداخلية، والاستثمار، والاقتصاد والتخطيط، والثقافة».

مجلس التنسيق واستقبال السلطان

الاجتماع شهد تأكيد وزير الخارجية السعودي أنه يأتي امتداداً للاجتماع الثاني لمجلس التنسيق بين البلدين الشقيقين الذي عُقِد في مدينة العلا الشهر نفسه من العام الماضي، و«نتائجه الإيجابية المثمرة في إطار ما تم اعتماده من توصيات ومبادرات»، بينما أشاد الوزير العماني، بـ«التقدم النوعي في العلاقات بين البلدين الشقيقين وما شهدته من تطور ملحوظ في العديد من القطاعات».

الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي العماني (واس)

واستمر الزخم عبر استقبال سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، الثلاثاء، وزير الخارجية السعودي في قصر البركة، وجرى استعراض آفاق التّعاون بين البلدين وجهود تعزيز متانة العلاقات الثّنائية وترسيخ المصالح المُشتركة، والتّطورات الجارية على السّاحتين الإقليميّة والدوليّة ومرئيّات السعودية تجاهها، ورؤية سلطان عمان في هذا الشأن، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية.

تعاون في تبادل الأسرى اليمنيين

في موازاة ذلك، كان التعاون بين البلدين يتواصل، وتوصّلت الاجتماعات الجارية في عُمان، بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، إلى توقيع الاتفاق الثلاثاء، لتبادل «الكل مقابل الكل»، وثمّنت السعودية «الجهود الصادقة والمساعي الكريمة التي بذلتها سلطنة عمان في استضافة ورعاية المباحثات ودعم الجهود التفاوضية خلال الفترة من 9 إلى 23 ديسمبر (كانون الأول)».

وعلى الصعيد الدفاعي والعسكري، استقبل اللواء الركن طيار خميس الغافري، قائد سلاح الجو السلطاني العُماني، الفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، والوفد العسكري المرافق له، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من الموضوعات في المجالات العسكرية ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية، قبل أن يستقبل الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني في عمان، الأربعاء، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، وجرى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض مجالات التعاون العسكري القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، كما أعرب الجانبان عن اعتزازهما بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية، وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.

«وسام عُمان» لقائد القوات الجوية الملكية السعودية

والأربعاء، منح سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، «وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات الجوية الملكية السعودية، تقديراً لجهوده وإسهاماته في توثيق أواصر التعاون العسكري القائم بين البلدين، وسلّم الوسام نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في عُمان.

منح «وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات الجوية الملكية السعودية (وكالة أنباء عُمان)

بالتزامن.. شراكة اقتصادية

وفي جانب الشراكة الاقتصادية، احتفلت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في عُمان، الأربعاء، بافتتاح مشروعين جديدين في شبكة الطرق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وخلال الاحتفال جرى الكشف عن أن المشروع تم تمويله من قِبَل «الصندوق السعودي للتنمية»، ونُفّذ من قِبَل ائتلاف عُماني - سعودي يضم شركة «ستراباك عُمان» وشركة «الروسان للمقاولات».

افتتاح مشروع اقتصادي في عُمان بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية (وكالة أنباء عمان)

حول هذه التحرّكات اللافتة خلال 48 ساعة، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد العريمي، الكاتب والباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية والمتخصص أيضاً في الدراسات الخليجية، إنه في محصّلة ما يجري بين مسقط والرياض اليوم «لا يمكن قراءته بوصفه تنسيقاً ظرفياً فحسب، بل إعادة تموضع هادئة تهدف إلى بناء استقرار طويل الأمد، يكون فيه الحوار والتكامل الأمني ركيزتين أساسيتين لصياغة مستقبل المنطقة»، أما فيما يتعلق بتوقيت كثافة المباحثات هذه خلال فترة قصيرة جداً، فيعتبر العريمي أنه يعكس إدراكاً مشتركاً لدى القيادتين بأن منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج خصوصاً، تمر بلحظة مفصلية تتطلب أعلى درجات التنسيق السياسي والأمني خصوصاً بين عُمان والسعودية.

«التوقيت ليس عابراً»

العريمي يرى أن التوقيت «ليس عابراً، بل يأتي في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية، وتبدل خرائط النفوذ، وعودة منسوب القلق المرتبط بأمن الملاحة والطاقة، إضافةً إلى استمرار الأزمات المفتوحة وفي مقدمتها أزمة اليمن بالنسبة للجانبين»، وأردف في هذا السياق: «تبدو مسقط والرياض كأنهما تنتقلان من مرحلة إدارة التباينات الإقليمية إلى مرحلة الشراكة الاستباقية في إدارة المخاطر، خصوصاً في الملف اليمني»، ورأى أن الاجتماعات السياسية، واللقاءات على أعلى مستوى قيادي، والتنسيق العسكري الجوي، والإعلان عن اتفاق إنساني كبير في اليمن من مسقط، كلها حلقات في رسالة واحدة مفادها بأن البلدين يتحركان ضمن رؤية متقاربة ترى أن الاستقرار لا يُدار بردود الفعل، بل ببناء تفاهمات عميقة ومتراكمة. على حد وصفه.

تابع العريمي أن عُمان بدورها التقليدي بوصفها وسيطاً موثوقاً، والسعودية بثقلها السياسي والأمني، تقدمان نموذجاً لتكامل الأدوار في المنطقة، مرجّحاً أن تنعكس نتائج هذه المشاورات على مسار الأزمة اليمنية بصورة أوضح، سواء عبر تثبيت قنوات التفاوض، أو عبر ضمانات أمنية إقليمية تقلل من احتمالات الانفجار العسكري في هذا البلد، إلى جانب أن يمتد هذا التنسيق إلى أمن الخليج والبحر العربي، وحماية خطوط الملاحة والطاقة، في ظل تصاعد التحديات العابرة للحدود، أما بصورة أوسع فيعتقد العريمي أن هذا التقارب قد يسهم في توحيد المقاربات تجاه الملفات الإقليمية الكبرى، بما فيها العلاقة مع القوى الدولية، وإدارة التوازن مع إيران، وتعزيز العمل الخليجي المشترك بصيغة أكثر مرونة وواقعية.

جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

المحلل السياسي منيف الحربي، يتفق إلى حد كبير مع العريمي، ويزيد أنه منذ وصول السلطان هيثم بن طارق إلى مقاليد الحكم في سلطنة عمان، وقيامه بأول زيارة خارجية لجلالته إلى السعودية، تشكّلت حقبة جديدة من العلاقة الاستراتيجية بين الرياض ومسقط بأطرها المتعددة؛ السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستثمارية والطاقة والثقافة والرياضة والسياحة.

الملف اليمني والأمن المشترك

الملف اليمني يبرز بوصفه ملفاً مهماً جداً للطرفين نظراً لأن السعودية متاخمة حدودياً لليمن، وينسحب ذلك على عمان، وبالنسبة للحربي فإن استقرار اليمن وخروجه من أزمته الحالية «يتماسّ بشكل مباشر مع الأمن الوطني للبلدين»، لكن رغم أن هذا الملف يأخذ الكثير من الوقت والجهد من جهود البلدين الدبلوماسية، فإن هذا أيضاً ينسحب على التوافق بين الرياض ومسقط في ملف غزة، ومسار حل الدولتين، والسودان، وأزمة حرية الملاحة في البحر الأحمر، وبحر العرب، وأهمية الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والأمن القومي العربي.


بأمر خادم الحرمين... تقليد السفير الإماراتي السابق وشاح المؤسس من الطبقة الثانية

السفير السعودي لدى الإمارات يقلد السفير الإماراتي السابق لدى المملكة وشاح المؤسس من الطبقة الثانية (واس)
السفير السعودي لدى الإمارات يقلد السفير الإماراتي السابق لدى المملكة وشاح المؤسس من الطبقة الثانية (واس)
TT

بأمر خادم الحرمين... تقليد السفير الإماراتي السابق وشاح المؤسس من الطبقة الثانية

السفير السعودي لدى الإمارات يقلد السفير الإماراتي السابق لدى المملكة وشاح المؤسس من الطبقة الثانية (واس)
السفير السعودي لدى الإمارات يقلد السفير الإماراتي السابق لدى المملكة وشاح المؤسس من الطبقة الثانية (واس)

قلّد السفير السعودي لدى دولة الإمارات سلطان اللويحان العنقري، السفير الإماراتي السابق لدى المملكة الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان، وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية؛ نظير ما قام به من جهود في تطوير وتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين خلال فترة عمله في السعودية، وذلك إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

السفير السعودي لدى الإمارات خلال استقباله السفير الإماراتي السابق لدى المملكة في مقر السفارة السعودية بأبوظبي (واس)

وعبّر السفير العنقري، خلال استقباله بمقر السفارة الشيخ نهيان آل نهيان، عن تمنياته له بالتوفيق والسداد في مهامه الجديدة نائباً لوزير الدولة في وزارة الخارجية بدولة الإمارات.

حضر الاستقبال الوكيل المساعد لشؤون المراسم بوزارة الخارجية الإماراتية سيف الشامسي، ومدير إدارة مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير أحمد البلوشي، وعددٌ من سفراء الدول الخليجية والعربية.