كريم فهمي: تأثرت نفسياً بمحنة البطل في مسلسل «220 يوم»

الفنان المصري قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يستعد لتصوير فيلم «ألذ أعدائي»

كريم فهمي يجسد شخصية روائي في مسلسل «220 يوم» (صفحته على «فيسبوك»)
كريم فهمي يجسد شخصية روائي في مسلسل «220 يوم» (صفحته على «فيسبوك»)
TT

كريم فهمي: تأثرت نفسياً بمحنة البطل في مسلسل «220 يوم»

كريم فهمي يجسد شخصية روائي في مسلسل «220 يوم» (صفحته على «فيسبوك»)
كريم فهمي يجسد شخصية روائي في مسلسل «220 يوم» (صفحته على «فيسبوك»)

قال الفنان المصري كريم فهمي إن مسلسل «220 يوم» الذي عُرض خلال الأيام الماضية استغرق عامين من الإعداد والتصوير، ووصفه بأنه «كان عملاً صعباً على جميع المستويات»، مضيفاً في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه كان يقضي نحو 4 ساعات قبل التصوير في تجهيز الشخصية، لا سيما في مراحل مرض البطل التي تأثر بها على المستوى الإنساني، وتركت أثراً نفسياً فيه.

وأكد فهمي أنه كان يستحضر مشاعره أباً في التعبير عن مشاعر البطل الذي يترقب بشغف مولد طفلته الأولى، لافتاً إلى أن زوجته دانيا تشاركه تفاصيل العمل منذ كان فكرة وطوال فترة التصوير، وأنه يترقب رأيها ورأي والديه وشقيقه الفنان أحمد فهمي بالدرجة الأولى، وكشف عن تحضيراته لفيلم جديد بعنوان «ألذ أعدائي».

وجسد فهمي عبر مسلسل «220 يوم» شخصية روائي شاب ناجح يعيش قصة حب رومانسية مع زوجته، في حين يكتشف إصابته بـ«ورم في المخ» ويعلم في الوقت نفسه بحمل زوجته في مولودتهما الأولى بعد طول انتظار، ويفصل بين الحدثين 220 يوماً.

واضطر كريم إلى حلاقة شعره تماماً في مراحل المرض ضمن أحداث العمل، ولفت الأنظار ممثلاً، وأجاد التعبير عن الشخصية حسب نقاد. المسلسل من تأليف محمود زهران، وسيناريو وحوار نادين نادر وسمر بهجت، وإخراج كريم العدل، وعرضه على منصة «شاهد».

فكرة المسلسل أغرت كريم في رحلة بطله على مدى 220 يوماً في أحداثه و15 حلقة في الواقع، وفق ما يقول، كما أن عمل البطل روائياً يشبهه؛ كونه أيضاً روائياً ومؤلفاً، لكن ثمة تفاصيل أخرى يكشف عنها: «قبل هذا المسلسل كنت منشغلاً في البحث عن فكرة جديدة ومختلفة عن القصص المعتادة، وتحدثت مع المؤلف محمود زهران الذي كتب لي فيلم (أنا لحبيبي)، وحين أخبرني بالفكرة تحمست لها كثيراً وبدأنا العمل عليها».

يصف فهمي المسلسل بأنه كان عملاً صعباً للغاية، ويوضح: «تقريباً كان كل شيء صعباً من حيث تحضير الشخصية، وحلاقة الشعر تماماً في مرحلة مرضه، والاستعانة بباروكات في مشاهد أخرى، وكنا نستغرق نحو 4 ساعات متواصلة كل يوم للتحضير للشخصية، لنحقق شكله في مراحل مرضه، ثم وهو مسن».

في المسلسل كان البطل يترقب مولد طفلته الأولى، ويتخيلها في الرواية تكبر أمامه، معبراً بانفعال عن ذلك، ويقول فهمي: «استحضرت في تلك المشاهد مشاعري أباً لثلاث بنات؛ فالممثل مجموعة من الخبرات يستدعيها لا شعورياً في مواقف مشابهة أمام الكاميرا، وكلما مررت بخبرات حياتية أكثر كان لديّ مخزون أكبر لاستدعاء الشخصيات المختلفة».

وتأثر كريم نفسياً بمحنة البطل المرضية، وفق قوله، مؤكداً أن «الفنان يتأثر سلباً وإيجاباً بكل دور يؤديه ويترك تأثيره عليه لفترة، كما أثر على عملي أيضاً بقائي عامين بشعري حليقاً، مما اضطرني إلى الاعتذار عن أعمال أخرى». لكن مسلسل «وتقابل حبيب» الذي لعب دور البطولة فيه أمام ياسمين عبد العزيز، وعُرض خلال رمضان الماضي، كان له وقع آخر؛ إذ يقول: «حين عُرض عليَّ مسلسل (وتقابل حبيب) كنت مرتبطاً بتصوير (220 يوم)؛ لذا اتفقت مع المنتج أنور صادق الصباح أن نوقف التصوير حتى ينمو شعري وأتمكن من تصوير (وتقابل حبيب)».

كريم فهمي وصبا مبارك... بطلا المسلسل (صفحة كريم على «فيسبوك»)

يلفت الفنان المصري إلى سعيه لبناء نجاحات جديدة في مشواره مع كل عمل يقدمه، ويحدِّد معايير اختياره من هذا المنطلق، موقناً بأن العمل الجيد له علاقة وثيقة بالسيناريو والصنّاع: المخرج والمنتج والبطلة... موضحاً: «مسلسل (وتقابل حبيب) بطلته هي ياسمين عبد العزيز، نجمة كبيرة في الوطن العربي، ولها فكر معين، ويجمع بيننا تفاهم كبير، كما مع المؤلف عمرو محمود ياسين، والمخرج محمد الخبيري».

وفي مسلسل «220 يوم»، كان كريم أيضاً على تفاهم مع كلٍّ من الفنانة صبا مبارك، والمخرج كريم العدل الذي عمل معه من قبل في مسلسل أثار اهتماماً لافتاً، وهو «أزمة منتصف العمر»، وعن ذلك يقول كريم: «(الكيميا) هي التي تقف وراء هذا التوافق بيني وبين صبا مبارك، وفهْم بعضنا، وهناك مواقف قد لا نتفق عليها مسبقاً قبل التصوير وتخرج بشكل تلقائي أمام الكاميرا، أما كريم العدل فتجمعني به صداقة منذ زمن».

الجدل الذي أثارته نهاية مسلسل «220 يوم» يتفق معه كريم فهمي تماماً، ويقول: «للمسلسل نهاية مزدوجة؛ فمن كان متشائماً سيرى فيها موت البطل، في حين سيتوقّع المتفائل شفاءه، فالمشاهد وحده يحدد هذه النهاية. كما يحمل العمل رسالة مهمة، فلا بدّ للإنسان أن يبقى متفائلاً حتى في أحلك اللحظات».

كتب كريم أفلاماً ومسلسلات على غرار «بيبو وبشير»، و«مستر أند مسز عويس»، و«هاتولي راجل»، و«سك على إخواتك»؛ لذا فإن الكتابة هي أكثر ما يشغله مع كل عمل جديد، حسب قوله: «كتبت 14عملاً فنياً، وفي أعمالي التي أكتبها أهتم بالفنان الذي يناقشني فيما كتبت، على الأقل فيما يخص دوره، وفي عملي ممثلاً لا بد أن أناقش المؤلف؛ لأن هذا حقي الذي يصب في النهاية في صالح العمل».

ويستعد كريم لتصوير فيلم جديد بعنوان «ألذ أعدائي»، وهو من نوعية «الأكشن كوميدي»، مع المنتج وائل عبد الله، أما روايته الأولى «مملكة الموت» التي أصدرها في طبعة ورقية قبل عام، فقد سعى لتحويلها إلى فيلم كتبه، ثم اكتشف أنه يستلزم ميزانية ضخمة؛ لذا قرر تحويلها إلى «كومكس» رواية مصورة، وفق قوله.


مقالات ذات صلة

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية.

فيفيان حداد (بيروت)

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس أن 3 رجال سيمثلون أمام المحكمة، العام المقبل، بعد أن تمَّ اعتقال موظف فضيات يعمل في المقر الرسمي للرئيس الفرنسي، هذا الأسبوع، بتهمة سرقة أدوات فضية وأواني مائدة تقدر قيمتها بآلاف اليوروات.

وأفاد كبير موظفي الفضيات في قصر الإليزيه باختفاء هذه الأدوات، حيث قُدِّرت الخسائر بما بين 15 ألفاً و40 ألف يورو، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقد تمكَّن «مصنع سيفر»، الذي زوَّد القصر بمعظم الأثاث، من التعرُّف على عدد من القطع المفقودة بعد ظهورها على مواقع المزادات الإلكترونية. وأدت التحقيقات مع موظفي الإليزيه إلى الاشتباه بأحد موظفي الفضيات، إذ أظهرت سجلات الجرد الخاصة به أنه كان يخطط لعمليات سرقة مستقبلية.

قصر الإليزيه في باريس بفرنسا (رويترز)

وكشفت التحقيقات عن أن الرجل كان على علاقة بمديرة شركة متخصصة في بيع الأدوات المنزلية عبر الإنترنت، خصوصاً أدوات المائدة.

يأتي ذلك بعدما تمكَّن لصوص من الاستيلاء على 8 قطع مجوهرات «لا تُقدَّر بثمن» كانت مملوكة سابقاً لملكات وإمبراطورات فرنسيات، من بينها تيجان مرصعة بالأحجار الكريمة، وقلائد، وأقراط، وبروشات، قبل أن يضطروا إلى الفرار بعد تدخل موظفي المتحف.


«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

اختارت مبادرة «نوابغ العرب» البروفسور اللبناني بادي هاني للفوز بالجائزة عن فئة الاقتصاد، تقديراً لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البروفسور هاني، مؤكداً أن استدامة النمو الاقتصادي المرن والمتوازن تُعد ركناً أساسياً لتقدم المجتمعات وازدهار الحضارة الإنسانية. وقال في منشور على منصة «إكس» إن هاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيراكيوز، قدّم «إسهامات استثنائية» في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه نشر أكثر من 200 بحث علمي، وأن كتابه في تحليل نماذج البيانات الاقتصادية بات مرجعاً للباحثين حول العالم.

وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى حاجة المجتمعات العربية إلى اقتصاديين محترفين، مؤكداً أن السياسات الفاعلة تُبنى على علم راسخ وبيانات دقيقة، وأن «اقتصاد الأمة يُصنع بعقولها»، معبّراً عن تطلعه إلى «فصل عربي جديد» في مسيرة استئناف الحضارة العربية.

وجاء منح جائزة الاقتصاد هذا العام للبروفسور بادي هاني تقديراً لإسهاماته في تطوير أدوات التحليل الاقتصادي، خصوصاً في مجال «تحليل لوحة البيانات الاقتصادية»، الذي يعزز دقة دراسة البيانات عبر دمج معلومات من فترات زمنية ومصادر متعددة. وأسهمت ابتكاراته، بحسب المبادرة، في تحسين تقييم آثار السياسات الاقتصادية على المدى البعيد وعبر مناطق مختلفة، ما دفع حكومات ومؤسسات إلى تبنّي أساليبه في قياس كفاءة السياسات والإنفاق العام والأطر التنظيمية.

كما قدّم هاني دورات تدريبية لمختصين اقتصاديين ضمن مؤسسات دولية، بينها البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وبنوك مركزية عدة. ونشر أكثر من 200 بحث علمي، وله مؤلفات أكاديمية مؤثرة، أبرزها كتاب «تحليل نماذج البيانات الاقتصادية» المرجعي. وهو يحمل درجة البكالوريوس في الإحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، والماجستير من جامعة كارنيجي ميلون، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

وفي إطار الإعلان عن الجائزة، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالبروفسور بادي هاني أبلغه خلاله بفوزه بجائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة الاقتصاد، مشيراً إلى أهمية الأبحاث والنظريات والأدوات التي طورها على مدى عقود، والتي أصبحت ركيزة أساسية في التحليل الاقتصادي الاستراتيجي القائم على المعطيات والبيانات الدقيقة لاستشراف مستقبل التنمية وتعظيم فرصها.

واعتبر القرقاوي أن فوز هاني يمنح «دافعاً قوياً» لجيل جديد من الباحثين والمحللين والاقتصاديين العرب للإسهام في رسم المرحلة المقبلة من التنمية الشاملة في المنطقة.


آلاف يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند «ستونهنج» في إنجلترا

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
TT

آلاف يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند «ستونهنج» في إنجلترا

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)
أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

احتشد آلاف الأشخاص ورقصوا حول «ستونهنج» في إنجلترا، بينما ارتفعت الشمس فوق الدائرة الحجرية ما قبل التاريخ، اليوم (الأحد)، في الانقلاب الشتوي.

وتجمعت الحشود، العديد منهم مرتدون زي الدرويد والمشعوذين الوثنيين، قبل الفجر، منتظرين بصبر في الحقل البارد والمظلم في جنوب غربي إنجلترا. وغنى بعضهم، وضربوا الطبول، بينما أخذ آخرون وقتهم للتأمل بين الأعمدة الحجرية الضخمة.

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

يقوم كثيرون بزيارة هذه الدائرة الحجرية كل صيف وشتاء، معتبرين ذلك تجربة روحية. ويعد النصب القديم، الذي بني بين 5000 و3500 سنة مضت، مصمماً ليتوافق مع حركة الشمس خلال الانقلابات، وهي تواريخ رئيسية في التقويم بالنسبة للمزارعين القدماء.

وقالت منظمة إنجلش هيريتاج، المسؤولة عن إدارة «ستونهنج»، إن نحو 8500 شخص احتفلوا يوم السبت بالموقع في سالزبوري بلين، على بعد نحو 75 ميلاً (120 كيلومتراً) جنوب غربي لندن. وأضافت أن البثّ المباشر للاحتفالات جذب أكثر من 242 ألف مشاهدة من جميع أنحاء العالم.

أشخاص يحتفلون بشروق شمس الانقلاب الشتوي عند موقع «ستونهنج» في إنجلترا (أ.ب)

واليوم (الأحد)، هو أقصر يوم في السنة شمال خط الاستواء، حيث يشير الانقلاب الشتوي إلى بداية الشتاء الفلكي. أما في نصف الكرة الجنوبي، فهو أطول يوم في السنة ويبدأ الصيف.

ويحدث الانقلاب الشتوي عندما تصنع الشمس أقصر وأدنى قوس لها، لكن العديد من الأشخاص يحتفلون به كوقت للتجديد، لأن الشمس بعد يوم الأحد ستبدأ بالارتفاع مجدداً، وستزداد مدة النهار يوماً بعد يوم حتى أواخر يونيو (حزيران).