ترمب يتعهّد بفرض رسوم جمركية «كبيرة نسبياً» على أشباه الموصلات

وعد بإعفاء الشركات التي تبني مصانع في أميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقرينته ميلانيا مع المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بيل غيتس في عشاء خاص مع رؤساء شركات التكنولوجيا داخل البيت الأبيض مساء الخميس (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقرينته ميلانيا مع المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بيل غيتس في عشاء خاص مع رؤساء شركات التكنولوجيا داخل البيت الأبيض مساء الخميس (رويترز)
TT

ترمب يتعهّد بفرض رسوم جمركية «كبيرة نسبياً» على أشباه الموصلات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقرينته ميلانيا مع المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بيل غيتس في عشاء خاص مع رؤساء شركات التكنولوجيا داخل البيت الأبيض مساء الخميس (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقرينته ميلانيا مع المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بيل غيتس في عشاء خاص مع رؤساء شركات التكنولوجيا داخل البيت الأبيض مساء الخميس (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أنّ الولايات المتّحدة ستفرض «قريباً جداً» رسوماً جمركية «كبيرة نسبياً» على وارداتها من أشباه الموصلات، المكوِّن الأساسي في السباق العالمي نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى هامش حفل عشاء أقامه في البيت الأبيض على شرف عدد من كبار رؤساء شركات التكنولوجيا في الولايات المتّحدة، مساء الخميس، قال ترمب: «سنفرض قريباً جداً رسوماً جمركية. لن تكون كبيرة جداً لكنّها ستكون كبيرة نسبياً». وقال ترمب، دون تحديد موعد أو مستوى محدَّدَين: «نعم، لقد ناقشت الأمر مع المسؤولين هنا. الرقائق وأشباه الموصلات. سنفرض رسوماً جمركية على الشركات التي لا تدخل السوق الأميركية. سنفرض رسوماً جمركية قريباً جداً». وصرَّح ترمب، الشهر الماضي، بأن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة تقريباً على واردات أشباه الموصلات، لكنها لن تُطبَّق على الشركات التي تُصنّع في الولايات المتحدة أو التي التزمت بذلك. وقال ترمب في تعليقاته على أشباه الموصلات: «إذا لم تكن هذه السلع واردة، فستُفرض رسوم جمركية». وأضاف، بينما كان تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يجلس على الطاولة المقابلة: «أعتقد أن كوك سيكون في وضعٍ جيد». وتابع بالقول: «الخبر السار لشركات مثل أبل، هو أنّكم إذا قمتم ببناء مصانع في الولايات المتّحدة أو التزمتم بذلك، فلن تضطرّوا إلى الدفع».

• استثمارات كبرى

وفي الأشهر الأخيرة، أعلن كثير من شركات التكنولوجيا الكبيرة، سواء أكانت مُصنِّعةً لأشباه الموصلات أم مُعتمِدةً عليها، استثمارات في الولايات المتّحدة. ومن بين هذه الشركات «أبل» التي وعدت باستثمار 600 مليار دولار على مدى 4 سنوات، و«مايكرون تكنولوجي» التي تخطط لزيادة استثماراتها إلى 200 مليار دولار. ويشهد قطاع أشباه الموصلات تنافساً شديداً بين الولايات المتحدة والبلاد المنتجة الرئيسية مثل الصين وتايوان. وسحبت واشنطن على وجه الخصوص الإذن الممنوح للعملاق التايواني «تي إس إم سي» لتصدير معدات أميركية لتصنيع الرقائق الإلكترونية إلى الصين دون ترخيص. وأعلنت شركة «تي إس إم سي» التايوانية العملاقة للرقائق، وشركتا «سامسونغ إلكترونيكس» و«إس كيه هاينكس» الكوريتان الجنوبيتان، استثمارات في تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة. كما أنّ شركة «إنفيديا» العملاقة لم تتمكَّن في الرُّبع الثاني من بيع أيّ من رقائقها من نوع «إتش 2 أو» في السوق الصينية، رغم أنّ هذه الرقاقة طُوّرت خصيصاً لتلبية المتطلبات الحكومية الأميركية.

• ارتباك طويل الأمد

وجعل ترمب من تطوير الصناعات التحويلية على الأراضي الأميركية إحدى الركائز الأساسية لسياسته، وقد فرض رسوماً جمركية شاملة للحدّ من الواردات وتشجيع الإنتاج المحلي. ومنذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني)، أدى تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية إلى نفور الشركاء التجاريين، وإثارة تقلبات في الأسواق المالية، وتأجيج حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وجعل ترمب من الرسوم الجمركية ركيزةً أساسيةً في السياسة الخارجية الأميركية، مستخدماً إياها للضغط السياسي وإعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية، وانتزاع تنازلات من الدول والشركات التي تُصدّر سلعاً إلى الولايات المتحدة. وواجه ترمب معارضةً قانونيةً لاستخدامه الرسوم الجمركية. وقد طلبت إدارته من المحكمة العليا الأميركية النظر سريعاً في دعوى للحفاظ على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها بموجب قانون صدر عام 1977، المُخصص لحالات الطوارئ، بعد أن ألغت محكمة أدنى درجة معظم الرسوم التي كانت محورية في أجندته الاقتصادية والتجارية.


مقالات ذات صلة

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً

أكد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن نظام الرقابة المالية الجديد يعد تحولاً جوهرياً في منهجية الرقابة، عبر نموذج أكثر مرونةً وشمولاً، يركز على التمكين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
الاقتصاد مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

«بايت دانس» الصينية توافق على صفقة انتقال إدارة «تيك توك الأميركي»

وقّعت شركة «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، يوم الخميس، اتفاقيات ملزمة لنقل إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة إلى مجموعة من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يخفّض الفائدة إلى 16% مع تباطؤ التضخم

خفض البنك المركزي الروسي يوم الجمعة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 16 في المائة، بما يتماشى مع توقعات المحللين، وسط تباطؤ التضخم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد سفينة الحاويات «ميرسك هانغتشو» تبحر في قناة وييلينغن بويسترسشيلد (رويترز)

«ميرسك» تُكمل أول رحلة لها في البحر الأحمر منذ عامين تقريباً

أعلنت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» يوم الجمعة أن إحدى سفنها نجحت في عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب لأول مرة منذ نحو عامين.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمود عصمت، إن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يتم تجهيزه في صورته النهائية لبدء تشغيل المرحلة الأولى في القريب العاجل.

وأوضح عصمت خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أنه من المقرر «تبادل 1500 ميغاواط (في المرحلة الأولى)، على أن يتبعها بشهور قليلة تشغيل المرحلة الثانية لتبادل 3000 ميغاواط مع السعودية».

وصرح محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء تعرف من وزير الكهرباء على الموقف الحالي للقدرات المركبة من الطاقة المتجددة، حيث أشار الوزير إلى أن إجمالي قدرات الطاقة المتجددة وصل الآن إلى 8866 ميغاواط من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والمصادر المائية، إلى جانب 300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأضاف أن الفترة من يوليو (تموز) عام 2024 حتى الآن شهدت إدخال قدرات 1150 ميغاواط من طاقة الرياح، و700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأوضح الوزير أنه «بنهاية عام 2027 من المتوقع أن تصل القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 17991 ميغاواط، إلى جانب 9320 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين».


السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

حقَّقت السعودية، ممثلةً في «الهيئة العامة للإحصاء»، منجزاً جديداً بمواصلة تقدمها في مؤشر «الأداء الإحصائي»، الصادر عن البنك الدولي منذ تحديث البيانات عام 2020، إذ ارتفع تقييمها إلى 83.3 في المائة خلال العام الماضي، مقارنةً بما نُشر في عام 2023 عند 81.5 في المائة، محافظةً بذلك على ترتيبها في المرتبة الأولى عربياً، ومتقدمةً 3 مراتب بين دول مجموعة العشرين.

وجاءت المملكة في المرتبة الـ11 بعد أن كانت في المرتبة الـ14، وفق ما نُشر في عام 2023، كما تقدَّمت 4 مراتب لتصبح في المركز الـ51 بين 188 دولة.

وأرجعت الهيئة هذا التقدم إلى التطور الإحصائي الذي تشهده المملكة، ونهج التحول الرقمي الذي تطبّقه في المنظومة الإحصائية الوطنية، إلى جانب إسهاماتها في بناء القدرات، وتبنّي الابتكار، وتعزيز الشفافية، ودعم قياس التقدم المُحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

خدمات البيانات

وكان البنك الدولي قد أعلن، عبر موقعه الرسمي، نتائج تقييم مؤشر الأداء الإحصائي لعام 2024، حيث تناول التقييم 5 محاور رئيسية يندرج تحتها 51 مؤشراً، تغطي: استخدام البيانات، وخدمات البيانات، ومنتجات البيانات، ومصادر البيانات، والبنية التحتية للبيانات.

وحصلت المملكة على المرتبة السادسة بين دول مجموعة العشرين، بتقييم بلغ 93.2 في المائة في المحور الثاني الخاص بخدمات البيانات، إضافةً إلى حصولها على المرتبة السابعة على مستوى دول مجموعة العشرين في المحور الرابع الخاص بمصادر البيانات، وتقدمها إلى المرتبة الـ17 عالمياً مقارنةً بالمرتبة الـ36، وفق ما نُشر في العام قبل الماضي.

كما حقَّقت نتائج متقدمة بدخولها ضمن أعلى 20 في المائة من مجموعة الدول في 3 محاور: خدمات البيانات، ومصادر البيانات، والبنية التحتية للبيانات.

كفاءة العمليات

وأشار رئيس الهيئة العامة للإحصاء، فهد الدوسري، إلى ما تحظى به الهيئة من دعم واهتمام من الحكومة، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل أسهم في الارتقاء بجودة وكفاءة عمليات ومخرجات القطاع الإحصائي، وتطوره الكبير، ومواكبته للمستجدات والمتغيرات العالمية المتسارعة في هذا المجال، بما يعكس نضج المنظومة الإحصائية السعودية.

يُذكر أن «الهيئة العامة للإحصاء» تواصل جهودها في تنفيذ التحول الإحصائي الشامل، الذي يستهدف تطوير البنية التحتية للمسوحات الميدانية والرقمية، وتعزيز التكامل مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية. وتستند الهيئة في تحقيق هذا التحول إلى الابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة في جمع البيانات وتحليلها، بما يسهم في رفع جودة المخرجات الإحصائية، وتمكين متخذي القرار من الحصول على بيانات دقيقة تدعم تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، إلى جانب سعيها المستمر نحو بناء القدرات الوطنية، وتبنّي أفضل الممارسات والمنهجيات العالمية؛ لضمان استدامة التطور الإحصائي ومواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع.


الصين: أكبر حقل بحري يسجل إنتاجاً سنوياً قياسياً من النفط والغاز

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
TT

الصين: أكبر حقل بحري يسجل إنتاجاً سنوياً قياسياً من النفط والغاز

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)

أعلنت الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري، الأحد، أن حقل بوهاي النفطي، وهو أكبر حقل نفط بحري في الصين، أنتج أكثر من 40 مليون طن من المكافئ النفطي في عام 2025، محققاً رقماً قياسياً تاريخياً.

وبحسب الشركة، فإن إنتاج هذا الحقل البحري، الذي يعد الرائد في البلاد من حيث الإنتاج والحجم، سيوفر دعماً قوياً لأمن الطاقة الوطني، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة، وفقاً لوكالة «شينخوا» الصينية.

وأوضحت الشركة أن حقل بوهاي يشغل حالياً أكثر من 60 حقل نفط وغاز منتجاً، بينما تجاوز إجمالي إنتاجه من النفط الخام 600 مليون طن. ونما إنتاج النفط والغاز في هذا الحقل بنسبة 5 في المائة سنوياً خلال السنوات الخمس الماضية.

وقالت الشركة إن حقل بوهاي النفطي يحرز أيضاً تقدماً في التحول الرقمي والتحول الأخضر، وقد تمَّ تحقيق اختراقات في توطين المعدات الرئيسية، بما في ذلك نشر أول نظام إنتاج تحت سطح البحر في المياه الضحلة تم تطويره محلياً في الصين. وفي الوقت نفسه، تمَّ ربط أكثر من 80 في المائة من حقول النفط التابعة لحقل بوهاي النفطي بمصادر طاقة برية.

على صعيد موازٍ، أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة النقل الصينية أن حجم الشحن والتفريغ في المواني الصينية بلغ 16.75 مليار طن خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الحالي، بزيادة 4.4 في المائة على أساس سنوي.

وبلغ حجم مناولة الحاويات 320 مليون حاوية معيارية مكافئة لـ20 قدماً خلال الفترة المذكورة، بزيادة 6.6 في المائة على أساس سنوي. ومن بين ذلك، ارتفع حجم مناولة الحاويات للتجارة الخارجية بنسبة 9.5 في المائة على أساس سنوي.

وتغطي الخطوط البحرية لنقل الحاويات الدولية من الصين أكثر من 100 دولة ومنطقة حتى الوقت الحالي، حيث تتحوَّل صادرات البضائع من المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة مثل المنتجات الزراعية التقليدية ومنتجات الصناعات الخفيفة والمنسوجات، إلى المنتجات عالية التقنية ذات القيمة المضافة المرتفعة مثل الأجهزة الدقيقة، والمعدات الميكانيكية المتقدمة، والسيارات الكهربائية والروبوتات الصناعية.