بحث لقاء الأعمال العُماني العراقي، الذي عُقد، اليوم، بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، سُبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والشراكات التجارية بين البلدين في شتى المجالات، بحضور محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، في إطار زيارته الرسمية لسلطنة عُمان التي اختتمت الخميس.
وقال السوداني، في كلمته، إن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقّعها البلدان في مختلف المجالات سترسم خريطة طريق للمؤسسات الحكومية لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه واستثمار الفرص المتاحة وإقامة المشروعات المشتركة، وترجمة العلاقات المتميزة والمتجذرة تاريخياً بين البلدين إلى إسهامات في تحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الشعبين.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والعراق لا يرتقي إلى مستوى الطموحات والتوجهات، داعياً القطاع الخاص في كلا البلدين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة والواعدة، مؤكداً أن بلاده على استعداد لإعطاء مزايا تفضيلية لرجال الأعمال والشركات العُمانية الراغبة في الاستثمار بالعراق.
https://t.co/pJIS5eur5D pic.twitter.com/b9XL4GaAE4
— وكالة الأنباء العمانية (@OmanNewsAgency) September 4, 2025
من جانبه، أعرب قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عن تطلعه، من خلال هذا اللقاء، إلى طموحات أكبر في تنمية العمل المشترك ودفع مقوّمات التكامل نحو آفاقٍ أكثر اتساعاً؛ لبناء اقتصاد تنافسي متفاعل مع اقتصادات العالم، ومندمج معها، ومتواكب مع المتغيرات، وقادر على دفع استدامة الاقتصاد الوطني، فضلاً عن سعي الحكومتين إلى تقديم التسهيلات والحوافز والممكّنات كافة، التي من شأنها منح القطاع الخاص القدرة على الإسهام في تحقيق الازدهار والنمو المستدام.
وأضاف، في كلمته، أن هذا اللقاء يُعد فرصة مهمة ليؤدي القطاع الخاص دوره المنشود، وأهمية تحويل ما جرى الاتفاق عليه إلى برنامج تنفيذي تجري متابعته بشكل مكثف ومستمر، إضافة إلى الاهتمام بالقطاع الخاص، وتعزيز العلاقات العُمانية العراقية إلى مستوى أفضل وأرفع خلال الفترة المقبلة، تلبي تطلعات وتوجيهات قيادتي البلدين.

التبادل التجاري
من جهته، أوضح الدكتور أثير داود سلمان، وزير التجارة العراقي، أن العلاقات التجارية بين البلدين شهدت تطوراً لافتاً، خلال العامين الماضيين، إذ بلغ حجم التبادل التجاري، بنهاية عام 2024، نحو 779 مليون دولار أميركي، مقارنة بـ601 مليون دولار أميركي في عام 2023، مسجلاً نمواً بنسبة 30 في المائة. ويُعزى ذلك إلى زيادة صادرات العراق من زيوت النافثا وغازات النفط المُسالة إلى سَلطنة عُمان، مقابل تنامي الصادرات العُمانية إلى العراق في مجالات الألبان والأسماك، والبولي إيثيلين، والكابلات الكهربائية، وغيرها.
وأشار إلى أن هناك عدداً من المبادرات المشتركة بين الجانبين، مثل إنشاء مركز إقليمي للتمور العراقية في سلطنة عُمان، وتبادل الخبرات الزراعية في مجال الزراعة الذكية والمياه قليلة الملوحة والزراعة المحمية، وإقامة مشروعات استزراع سمكية مشتركة باستخدام أحدث التقنيات، وتطوير حُزم تصديرية متكاملة عبر الجمع بين المنتجات العراقية والعُمانية، مؤكداً أن هذه المبادرات ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون، وتسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي وتوسيع حضور المنتجات العراقية والعُمانية بالأسواق الإقليمية والدولية.
وقال فيصل بن عبد الله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد، خلال الأعوام الماضية، نمواً ملحوظاً؛ ما يعكس متانة التعاون الاقتصادي المتنامي وعمق الشراكات التجارية القائمة، إذ تتمتع العلاقات الاقتصادية بإمكانات وفرص واسعة للنمو والازدهار، فهي علاقات قائمة على التكامل والإرادة المشتركة، تدعم تنوع الأسواق وتوفر فرصاً نوعية في قطاعات متعددة تشمل الصناعة، والأمن الغذائي، والسياحة، والطاقة، والخدمات اللوجستية، مؤكداً أن القطاع الخاص قادر على تحويل هذه الفرص إلى مشروعات استثمارية ملموسة.
وأشار إلى أن هذا العام شهد مشاركة سلطنة عُمان بصفتها ضيفَ شرف في معرض بغداد الدولي، بمشاركة أكثر من 30 شركة عُمانية، بالإضافة إلى المشاركة في معرض الامتيازات العراقي، ما يعكس الاهتمام والحرص على تعميق حضور القطاع الخاص العُماني في السوق العراقية.
وجرى، على هامش اللقاء، عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال العُمانيين ونظرائهم العراقيين، ناقشت سُبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، والتعرف على الإجراءات وبيئة الأعمال في كلا البلدين، وبحث إمكانية إقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة.

