«ضي» ينافس في دور العرض المصرية بعد جولته بالمهرجانات

بطولة أسيل عمران وبدر محمد وإسلام مبارك

أبطال الفيلم الأربعة في مشهد من الفيلم (الجهة المنتجة)
أبطال الفيلم الأربعة في مشهد من الفيلم (الجهة المنتجة)
TT

«ضي» ينافس في دور العرض المصرية بعد جولته بالمهرجانات

أبطال الفيلم الأربعة في مشهد من الفيلم (الجهة المنتجة)
أبطال الفيلم الأربعة في مشهد من الفيلم (الجهة المنتجة)

يخوض الفيلم السعودي المصري (ضي - سيرة أهل الضي) منافسات أفلام الموسم الصيفي في مصر، حيث انطلقت عروضه تجارياً، الأربعاء، بعد مشاركته في عدد من المهرجانات، وكان قد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» في دورته الرابعة خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتلاه عرضه بمهرجان «برلين السينمائي الدولي» ضمن قسم «أجيال» في دورته الـ75، في فبراير (شباط) 2025.

وحاز الفيلم 4 جوائز من مهرجان «هوليوود للفيلم العربي» وهي جوائز «الأفق الذهبي» لعام 2025، وأفضل مخرج لكريم الشناوي، وأفضل سيناريو لمؤلفه هيثم دبور، كما حازت الفنانة السودانية إسلام مبارك جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وشارك الفيلم أيضاً في مهرجان «مالمو للسينما العربية»، ومهرجان «سفر السينمائي» في بريطانيا.

وتنطلق أحداث الفيلم من أسوان (جنوب مصر)، من خلال الصبي «ضي»، ويمثل شخصيته بدر محمد، المصاب في الواقع بمرض البطل نفسه «الألبينو» أو «عدو الشمس» الذي لا يتحمل مرضاه مواجهة أشعة الشمس بسبب حساسيتهم الشديدة لها، ويواجه «ضي» صعوبات بسبب مظهره الفريد، ويتعرض للتنمر من قبل أقرانه في المدرسة، ويبقى أسير المنزل بتعليمات والدته التي تلعب دورها الفنانة السودانية إسلام مبارك.

المخرج كريم الشناوي مع أبطال فيلمه في العرض الخاص (الجهة المنتجة)

وتكتشف مدرسة الموسيقى (صابرين) التي تؤدي دورها الفنانة السعودية أسيل عمران موهبة الصبي، وأنه يتمتع بصوت واعد، فتقدم له في برنامج للمسابقات الغنائية، في حين تواجه تعنت الأم ورفضها سفر ابنها، ولكن المدرّسة تصرّ على إبراز موهبة الفتى، وتصطحبهما بسيارتها لحضور المسابقة، ويسافر معها (ضي) ووالدته وشقيقته التي تلعب دورها حنين سعيد في رحلة صعبة يقطعها الأربعة، يتعرضون خلالها لأحداث تهدد وصولهم للحاق بالبرنامج.

يطل «الكينج» محمد منير، في الفيلم ضيف شرف بمشهد واحد ويتفاجأ به «ضي» داخل المستشفى، ويتجه إليه وهو لا يصدق نفسه ويروي لمنير قصته وولعه بأغنياته ويغني «ضي» لمنير «علموني عنيكي أسافر»، ليتردد مقطع الفيديو في كل أنحاء مصر، ويضم الفيلم 11 من ضيوف الشرف، من بينهم الفنان أحمد حلمي، ومحمد ممدوح، ومحمد شاهين والإعلامية لميس الحديدي، والفيلم من إنتاج أحمد يوسف، وكريم الشناوي، وهيثم دبور، وشارك في الإنتاج كل من «بلوبرنت» و«فيلم سكوير» و«سينرجي» و«سيني ويفر».

وأُقيم عرض خاص للفيلم، الثلاثاء، بحضور طاقم عمله المخرج كريم الشناوي، والمؤلف هيثم دبور، وأبطال الفيلم أسيل عمران، وبدر محمد، وحنين سعيد، كما حضره عدد من الفنانين وصناع الأفلام، من بينهم يسرا اللوزي، وهنا شيحة، وأحمد مجدي، ورشا مهدي، وأمير صلاح الدين، والمخرجان أمير رمسيس ومحمد العدل.

ورغم مشاركته اللافتة في مهرجانات عدّة، يؤكد المؤلف هيثم دبور أن الفيلم صُنع أساساً للجمهور، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «إنه فيلم تجاري من نوع خاص، يصلح لمشاهدة الأسرة مجتمعة، وكان هدفنا الأساسي تقديم فيلم عائلي ممتع ذي قيمة فنية عالية للجمهور، وليس للمهرجانات التي اجتذبها الفيلم بفضل تميزه الفني».

ويشير دبور إلى أن الفيلم سيستمر في المشاركة في مهرجانات عدّة خلال الشهر الحالي، من بينها «مهرجان بغداد».

محمد منير يفتح الطريق أمام موهبة «ضي» (الجهة المنتجة)

وعن توقيت عرضه ومدى قدرته على المنافسة في الموسم الصيفي، يقول: «هذا قرار الموزعين وهم شركاء في الفيلم ونثق باختياراتهم، وأتمنى أن تكون لدينا حظوظ جيدة في المشاهدة، لأن الفيلم حين ينال فرصة بقائه في دور العرض سيجذب جمهوراً أكبر فهو من نوعية الأفلام التي تحقق دعايتها من خلال الجمهور».

وعَدّ الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، فيلم «ضي» من أعمق الأفلام التي شاهدها في الآونة الأخيرة، مؤكداً أنه «الفيلم الأهم في عروض السينما المصرية لأنه يعالج قضية مهمة عن (الآخر) الذي قد يكون في الدين أو الشكل أو اللون»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العمق الإنساني الذي يعزف الفيلم على أوتاره هو أنه لا يوجد آخر، لذا فالبطل (الألبينو) الذي نُطلق عليه بالتعبير الشعبي المصري (عدو الشمس)، هو آخر مختلف يقوم على هذه الجزئية العميقة التي يقفز الفيلم فوقها ويضعنا أمام حالة ساحرة حققها المخرج كريم الشناوي مع المؤلف هيثم دبور».

الفنانة أسيل عمران (الجهة المنتجة)

ويتابع الشناوي: «فيلم (ضي) ينطبق عليه توصيف (سينما الطريق)، فهو يطل على مصر من أقاصي الصعيد إلى القاهرة، على عكس ما يحدث غالباً، ويقدم قراءة عكسية جميلة عبر منطق نفسي ودرامي وجمالي، ويدعونا إلى نزع الأقنعة عن وجوهنا».

ويعود المؤلف هيثم دبور ليؤكد: «النجاح، في رأيي، يتمثل في أن يشاهد الفيلم جمهور متباين ويستمتع به. فأن يجد صدى طيباً لدى الجمهور في جدة ولدى العرب المهاجرين في هوليوود، فهذا يعني أن الفيلم استطاع الوصول إلى جمهور مختلف». وأوضح أن «المهرجانات ليست سبباً في مشاهدة الجمهور للفيلم، بل يعود ذلك إلى كونه فيلماً جيداً ومسلياً ولطيفاً، وهذا ما نراهن عليه».

غير أن طارق الشناوي يرى أن «عرض الفيلم يُعد اختباراً للجمهور نفسه وليس للفيلم، فكثيراً ما طالب صناع السينما بتقديم أعمال ذات مضمون يناقش قضايانا، فهل سيُقبل الجمهور على فيلم يفتقر لنجوم الشباك؟». وأضاف أن «ضيوف الشرف من النجوم لا يمكن أن يكونوا بديلاً للبطل الذي تتجه نحوه أنظار الجمهور. وبطل الفيلم يمثل للمرة الأولى، كما أن أسيل عمران ممثلة رائعة، وإسلام مبارك السودانية كذلك، لكنهما ليستا نجوم شباك».

وأكد أن «قوة العمل وجرأته، والحميمية التي يتضمنها السيناريو، بالإضافة إلى التعبير الإبداعي والجمالي الذي حققه كريم الشناوي، كلها عوامل تسهم في جذب الجمهور».


مقالات ذات صلة

«الملحد» للعرض في السينمات المصرية بعد معركة مع الدعاوى القضائية

يوميات الشرق «الملحد» تعرَّض لعدد من الدعاوى القضائية التي طالبت بمنع عرضه (الشركة المنتجة)

«الملحد» للعرض في السينمات المصرية بعد معركة مع الدعاوى القضائية

بعد معركة مع الدعاوى القضائية، أعلنت الشركة المنتجة لفيلم «الملحد» طرحه في دور العرض السينمائي بمصر يوم 31 ديسمبر الحالي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المخرجة المصرية سارة جوهر (الشرق الأوسط)

المخرجة سارة جوهر: «عيد ميلاد سعيد» ينافس بقوة على «الأوسكار»

تؤكد المخرجة المصرية سارة جوهر أن قوة فيلمها تكمن في قدرته على التأثير في المشاهد، وهو ما التقطته «فارايتي» بضمّها لها إلى قائمتها المرموقة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)

«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

رغم التحديات الأمنية واللوجيستية وعزلة القرية في غامبيا، فإن المخرج البلجيكي يشعر بالرضا عن التجربة التي خلّدت اسم «باتيه سابالي».

أحمد عدلي (الدوحة)
يوميات الشرق بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

قدَّم وثائقي «سبع قمم» سيرة رجل فَقَد ملامح المدير التنفيذي عند «المنطقة المميتة» في "إيفرست"، ليبقى أمام عدسة الكاميرا إنساناً يسأل نفسه: لماذا أواصل؟

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

أصدر النجم ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بريجيت ماكرون تزور صديقاً قديماً في الصين: الباندا العملاق «يوان منغ» (صور)

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
TT

بريجيت ماكرون تزور صديقاً قديماً في الصين: الباندا العملاق «يوان منغ» (صور)

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)

التقت سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون، بصديق قديم، وهو باندا عملاق ولد في فرنسا، وذلك أمس (الجمعة)، في ختام زيارة إلى الصين مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون (يمين) تزور قاعدة أبحاث تشنغدو لتربية الباندا العملاقة في تشنغدو (أ.ف.ب)

وفي محمية للباندا بجنوب غربي الصين، التي يعدّها «يوان منغ» موطناً له الآن، تعجبت سيدة فرنسا الأولى من حجم نمو الباندا. وقد ساعدت في اختيار اسمه - الذي يعني «تحقيق حلم» - عندما ولد في حديقة حيوانات فرنسية عام 2017.

وقالت وهي ترفع إصبعين على مسافة قصيرة: «عندما يولدون، يكونون هكذا».

وفي هذه الأثناء، كان الذكر الضخم يتجول في حظيرته، ويتغذى على الخيزران، ويتجاهل المارة الذين صرخوا باسمه، على أمل إثارة رد فعله.

باندا عملاقة تلعب على شجرة أثناء زيارة بريجيت ماكرون إلى قاعدة تشنغدو البحثية لتربية الباندا (رويترز)

وتابعت: «إنهم يتمتعون بشخصية مستقلة للغاية. إنهم يفعلون فقط ما يريدون».

ولعقود من الزمن، استخدمت الصين ما يسمى غالباً «دبلوماسية الباندا»، بهدف تسهيل وتعزيز العلاقات مع دول أخرى، حيث تقوم بإهداء الحيوانات إلى الدول الصديقة، وإقراض الباندا لحدائق الحيوان في الخارج بشروط تجارية.

وقالت الجمعية الصينية للحفاظ على الحياة البرية خلال الزيارة، إنها وقعت خطاب نوايا لإرسال اثنين من حيوانات الباندا إلى حديقة حيوان بوفال جنوب باريس في عام 2027، في إطار جولة جديدة مدتها 10 سنوات من تعاون الباندا مع فرنسا.

بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزور قاعدة تشنغدو البحثية لتربية الباندا العملاقة بالصين (رويترز)

يذكر أن حديقة الحيوان الفرنسية أعادت اثنين من حيوانات الباندا عمرهما (17 عاماً)؛ وهما أنثى الباندا هوان هوان وشريكها يوان زي، إلى الصين الشهر الماضي، بعد قضاء 13 عاماً على سبيل الإعارة في فرنسا.


«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
TT

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أمس (الجمعة)، بالمغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي، وقال إن لديه «صوت ملاك». ودخل الرئيس الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، برفقة زوجته السيدة الأولى ميلانيا ترمب وبوتشيلي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا يسيران أمام الموسيقي أندريا بوتشيلي وزوجته فيرونيكا بيرتي في البيت الأبيض (رويترز)

وقال ترمب إنه وبوتشيلي صديقان، وسأل قبل نحو 4 أسابيع عما إذا كان بوتشيلي سيغني في البيت الأبيض. وأشار إلى أن بوتشيلي وافق خلال «لحظة ضعف».

وحضر الحفل الخاص في البيت الأبيض مشرعون جمهوريون وأعضاء في حكومة ترمب.

وأفاد ترمب: «هذا شرف هائل. سوف نستمع إلى صوت، صوت ملاك».

أندريا بوتشيلي يغني خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ب)

وكان بوتشيلي قد قام بالغناء في وقت سابق يوم الجمعة، في حفل إجراء قرعة كأس العام لكرة القدم بمركز كيندي.


كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.