زلزال جديد يضرب شرق أفغانستان بعد مقتل أكثر من 1400 شخص

الأمم المتحدة: عدد الأفراد المتأثرين قد يصل إلى مئات الآلاف

أحد السكان المحليين يسير بجوار جدار منهار جزئياً في دارا نور بولاية كونار - أفغانستان - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 بعد زلزال الأحد المدمر الذي بلغت قوته 6.0 درجة ودمر قرى في شرق البلاد (أ.ب)
أحد السكان المحليين يسير بجوار جدار منهار جزئياً في دارا نور بولاية كونار - أفغانستان - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 بعد زلزال الأحد المدمر الذي بلغت قوته 6.0 درجة ودمر قرى في شرق البلاد (أ.ب)
TT

زلزال جديد يضرب شرق أفغانستان بعد مقتل أكثر من 1400 شخص

أحد السكان المحليين يسير بجوار جدار منهار جزئياً في دارا نور بولاية كونار - أفغانستان - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 بعد زلزال الأحد المدمر الذي بلغت قوته 6.0 درجة ودمر قرى في شرق البلاد (أ.ب)
أحد السكان المحليين يسير بجوار جدار منهار جزئياً في دارا نور بولاية كونار - أفغانستان - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 بعد زلزال الأحد المدمر الذي بلغت قوته 6.0 درجة ودمر قرى في شرق البلاد (أ.ب)

ضرب زلزال ثان بقوة 5.2 درجة، الثلاثاء، شرق أفغانستان قرب مركز الزلزال القوي الذي وقع مساء الأحد وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص وإصابة أكثر من 3100 بجروح.

يقع مركز هذا الزلزال على بعد بضعة كيلومترات فقط من الزلزال الذي تسبب بحالة من الذعر منتصف ليل الأحد بين آلاف العائلات مع أعلى حصيلة تسجل منذ عقود في البلد الذي يعد من بين الأفقر في العالم.

ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار من جراء الزلزال الثاني حتى الآن، وأكد إحسان الله إحسان رئيس هيئة إدارة الكوارث في ولاية كونار الأكثر تضرراً، الأحد، أن مثل هذه «الهزات الارتدادية أمر طبيعي».

ينتشل الناس ممتلكاتهم من بين الأنقاض بعد زلزال ضرب منطقة دارا نور بإقليم ننغرهار بأفغانستان في 2 سبتمبر 2025 (إ.ب.أ)

وبعد الزلزال الأول أحصي السواد الأعظم من الضحايا (1411 قتيلاً و3124 جريحاً) في كونار، حيث يواصل المسعفون البحث عن ناجين وسط الأنقاض.

وكشف رحمة الله خاكسار رئيس قسم الطوارئ في مستشفى في جلال آباد، حاضرة ولاية ننغرهار، عن أنه استقبل 600 جريح منذ مساء الأحد.

وقال في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «أغلبية المرضى يعالجون لمداواة إصابات في الرأس والظهر والبطن والساق».

وأشار إلى أن «المستشفى خصّص قسماً لإيواء من فقدوا أقاربهم ريثما يعثرون على ذويهم».

ومن جنيف، حذّر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان إندريكا راتواتي من أن «عدد الأفراد المتأثرين قد يصل إلى مئات الآلاف» في بلد يعيش 85 في المائة من سكانه بأقلّ من دولار واحد في اليوم بعد أربعة عقود من الحرب، وفق المنظمة.

«من واجبنا مساعدتهم»

وقال إحسان الله إحسان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «العمليات تواصلت طوال الليل».

وأضاف: «لم يتوقّف البحث بفضل جهود عناصرنا وسكان أتوا من المناطق المجاورة»، فيما ما يزال من الصعب على المسعفين الوصول إلى بعض البلدات التي باتت معزولة بعدما دمّرت انزلاقات التربة التي أعقبت الزلزال الطرقات المؤدّية إليها.

وقال إحسان: «تقضي الأولوية بمساعدة الجرحى ثمّ توزيع خيم ووجبات ساخنة لمن باتوا مشرّدين».

وهرع عبد الله ستومان من بلدته على الحدود مع باكستان شرقاً للاطمئنان على صديق وعائلته من سكان وادير.

وقال الأفغاني البالغ 26 عاماً الذي أيقظه الزلزال من نومه، لكنه لم يحدث أضراراً ببلدته: «الناس فقراء هنا ومن واجبنا مساعدتهم».

وأشار بتأثر إلى أن في وادير «الوضع صعب جدّاً جدّاً وهي كلّها أنقاض».

وفي المناطق المحيطة، توارى جثث مكفّنة، بعضها لأطفال، الثرى بعد صلاة الجنازة.

مساعدة دولية

واستأنفت مروحيات عسكرية حركتها فجر الثلاثاء بعدما عملت طوال الاثنين لتوفير مساعدات وإجلاء المصابين.

وحدّد مركز الزلزالين على مسافة 30 كيلومتراً من جلال آباد وعلى عمق عشرة كيلومترات ما يفسّر نطاق الأضرار وعدد الضحايا.

وتعدّ أفغانستان من أفقر بلدان العالم. ومنذ عودة طالبان إلى الحكم في عام 2021 عقب الانسحاب الأميركي، لم تعترف سوى روسيا بحكومتها.

وأطلقت وكالات الأمم المتحدة نداءات للتبرّع وخصّص مبلغ أوّلي بقيمة خمسة ملايين دولار من صندوق الأمم المتحدة العالمي للاستجابة الطارئة لمساعدة المناطق المنكوبة.

وأعلنت لندن من جهتها منح مليون جنيه إسترليني لمساعدة العائلات المتضرّرة، بينما سيرسل الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع 130 طناً من المساعدات.

وكشف الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن نيّته إرسال 130 طنّاً من المساعدات الإنسانية هذا الأسبوع إلى أفغانستان، فضلاً عن تخصيص مليون يورو من المساعدات الطارئة للهيئات الدولية التي لها انتشار ميداني في البلد.

وتتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية التي تمثل 15 في المائة من الطاقة الزلزالية في العالم.

ومنذ عام 1900، شهد شمال شرقي البلاد 12 زلزالاً بقوة تجاوزت سبع درجات، وفقاً لبراين بابتي عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6.3 درجة، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 63 ألف منزل، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وكان ذاك أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وأدى إلى تدمير نحو 300 مدرسة ومركز تعليمي.

وتواجه أفغانستان كارثة إنسانية حادة بعد أربعة عقود من النزاعات. ووفق البنك الدولي، يعيش نحو نصف سكان البلاد في الفقر.

وعقب عودة طالبان إلى السلطة، تقلّصت المساعدات الدولية لكابل بشكل كبير، ما قوّض قدرة أفغانستان المحدودة أساساً على الاستجابة للكوارث.


مقالات ذات صلة

شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة... إسطنبول مهدَّدة بكارثة

شؤون إقليمية زلزال مرمرة المدمر في 1999 خلّف 17 ألف قتيل بينهم ألف في إسطنبول إلى جانب دمار واسع (أرشيفية - إعلام تركي)

شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة... إسطنبول مهدَّدة بكارثة

هناك شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة في تركيا. الصدع الموجود تحت هذا الحوض المائي الداخلي يشهد زلازل تتزايد في القوة، تتحرك تدريجياً نحو الشرق.

روبن جورج أندروز
آسيا هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذر من موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار (أ.ب)

اليابان: زلزال بقوة 7.6 قبالة الساحل الشمالي للبلاد... يتسبب بموجتي «تسونامي»

ضرب زلزال كبير الساحل الشمالي لليابان الاثنين سجّلت في أعقابه هيئة الأرصاد الجوية الوطنية موجتي تسونامي بلغ ارتفاعهما 40 سنتيمتراً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
علوم يؤكد الباحثون أن الصدوع التي تقع على أعماق سحيقة في باطن الأرض يمكن أن تلتحم من جديد بعد انكسارها نتيجة الهزات الأرضية (بيكسباي)

الأرض «تضمد جروحها» بعد الزلازل القوية

توصل فريق من علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة إلى أن الصدوع الزلزالية العميقة في باطن الأرض يمكن أن تلتئم في غضون ساعات بعد حدوث الهزات الأرضية القوية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
آسيا جانب من الأضرار جراء زلزال ضرب إندونيسيا عام 2022 (أرشيفية - رويترز)

زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب غرب إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 6.6 درجة جزيرة صغيرة شمال غربي سومطرة في غرب إندونيسيا الخميس.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا منازل متضررة جراء الزلزال في دكا (رويترز)

زلزال في وسط بنغلاديش يوقع 9 قتلى على الأقل

ضرب زلزال بقوة 5.5 درجة، الجمعة، وسط بنغلاديش، موقعاً تسعة قتلى على الأقل وأكثر من 300 جريح، وفق حصيلة أعلنتها الحكومة.

«الشرق الأوسط» (دكا)

مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

قالت سلطات استخباراتية في الفلبين الأحد إن الأب والابن المتهمين بتنفيذ الهجوم الدامي على شاطئ بونداي الشهير في أستراليا يُرجَّح أنهما قد التقيا بزعماء دينيين مسلمين محليين خلال إقامتهما المؤقتة القصيرة في الفلبين الشهر الماضي.

جندي يتفقد حافلة عند نقطة تفتيش على طريق سريع في مدينة دافاو (الفلبين) يوم الخميس (غيتي)

وأضافت السلطات أن ساجد أكرم وابنه نافيد قد غادرا مدينة دافاو الجنوبية، خلال إقامتهما التي استمرت شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، لزيارة زعماء دينيين مسلمين في مدينة بانابو، وهي منطقة زراعية تبعد نحو 20 ميلاً شمالاً. ولا تزال هوية من التقوا بهما على وجه الدقة، أو طبيعة ما دار في تلك اللقاءات، قيد التحقيق وفق ما أفادت به الجهات المعنية.

وأثار وجود المشتبهين في دافاو، قبيل تنفيذ الهجوم على شاطئ بونداي في سيدني، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً خلال احتفال بعيد «حانوكا»، تساؤلات بشأن احتمال عودة النشاط المسلح في جنوب الفلبين. وكانت السلطات الأسترالية قد وصفت هجوم 14 ديسمبر (كانون الأول) بأنه عمل إرهابي مستلهم من آيديولوجيا تنظيم «داعش».

وتُعد دافاو أكبر مدن جزيرة مينداناو، المركز الجنوبي للبلاد، التي تحتضن منذ زمن طويل عدداً من حركات التمرد الإسلاموية، من بينها جماعات أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش».

وذكرت معلومات أولية، قدمها خبراء مكافحة الإرهاب في أستراليا، أن الرجلين تأثرا بأفكار التنظيم، وأنهما سافرا إلى الفلبين بغرض تلقي تدريب. مع ذلك قال مجلس الأمن القومي الفلبيني يوم الأربعاء إنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانا قد «تلقيا أي نوع من التدريب في الفلبين».

المشهد بعد تفجير سوق في دافاو عام 2016 (رويترز)

وقال العميد ليون فيكتور روزيتي، مدير الشرطة الإقليمية القومية في الفلبين، في بيان الأحد، إن أفراد الشرطة في دافاو «فحصوا أي أنشطة قد يكون الرجلان قاما بها خلال إقامتهما، بما في ذلك تحديد الأشخاص الذين تفاعلوا معهما، وتقييم أي صلات محتملة، أو شبكات دعم»، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأحد.

وأضاف أن الشرطة المحلية، مدعومة بعناصر استخباراتية، وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الأسترالي، تُجري «عمليات تتبع لإعادة بناء تحركاتهما خلال فترة إقامتهما»، مشيراً إلى أن ذلك يشمل مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وسجلات الفنادق، وبيانات السفر، وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المتاحة، مع التأكيد على أن عملية جمع المعلومات لا تزال مستمرة.

من جانبه، قال يوسف باسيغان، المفتي الأكبر في دافاو، في مقابلة، إنه على تواصل مع السلطات، وقد وُزِّعت صور المشتبهين على مساجد المدينة. وأضاف أنه ناشد كل من تواصل مع الرجلين إبلاغ الشرطة، مؤكداً أنه، بحسب علمه، لم يُشاهدا في أي من مساجد دافاو، التي يُقدَّر عددها بنحو 70 مسجداً.

وقال: «عندما جاءت شرطة (سلام) إلى هنا بعد الهجمات في أستراليا، شعرت بالصدمة»، في إشارة إلى وحدة شرطية متخصصة تُعنى بشؤون المسلمين. وأضاف أن أفراد الأمن في المساجد هم أيضاً كانوا من عناصر الشرطة في السابق، ويستندون إلى شبكة استخباراتية واسعة خاصة بهم.

الغرفة التي أقام فيها المشتبه بهما في فندق جي في بدافاو (رويترز)

وعرض باسيغان صور المشتبهين على أبواب مسجد جمجوم، أحد أكبر مساجد دافاو، بحيث يراها الشبان أثناء خروجهم، وأخذ أحذيتهم. ويحمل الملصق دعوة للتواصل مع السلطات لمن شاهد أو تفاعل مع «مشتبهي إطلاق النار في شاطئ بونداي–أستراليا». ووفق باسيغان، لم تتلقَّ شرطة دافاو حتى الآن أي إفادات من المجتمع المحلي.

وتحمل دافاو آثاراً عميقة للتطرف، والعنف المسلح. في عام 2016، أسفر تفجير في سوق ليلية شهيرة عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، وحمّلت السلطات لاحقاً المسؤولية لمجموعة صغيرة من المسلحين كانت تسعى إلى لفت انتباه تنظيم «داعش». وبعد عام، ساهمت جماعات موالية للتنظيم في قيادة هجوم أوسع على مدينة مراوي، ما أدى إلى معركة استمرت شهوراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف من المسلحين، وقوات الحكومة، والمدنيين.

أداء صلاة الظهر في مسجد في دافاو (غيتي)

ولا تزال المخاوف الأمنية قائمة في مناطق عدة من الجنوب، الذي يضم أقلية مسلمة كبيرة، حيث كبّلت عقود من النزاعات الانفصالية النمو، والازدهار. وكانت «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، والتي كانت أبرز الجماعات الانفصالية المسلمة، قد وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية عام 2014، وتسيطر حالياً على إقليم يتمتع بالحكم الذاتي. مع ذلك انضم الكثير من عناصرها، ومعظمهم من المقاتلين المخضرمين، لاحقاً إلى تنظيم «داعش»، وما زالوا يشكلون تهديداً.

ومع ذلك لم تشهد البلاد عودة ملموسة للعنف في الآونة الأخيرة، وتؤكد الحكومة الفلبينية عدم وجود أدلة على استخدام البلاد مركزاً لتدريب عناصر التطرف العنيف. وقالت سيدني جونز، الأستاذة المشاركة في جامعة نيويورك، التي درست الحركات المسلحة في جنوب شرقي آسيا لسنوات طويلة، إن قدرات الشبكات الإرهابية المحلية في مينداناو –تلك التي نجت من معركة مراوي، والحملات العسكرية اللاحقة– باتت محدودة.

صورة عامة لفندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وبحسب موظفي فندق جي في في دافاو، أقام المشتبهان في الغرفة رقم 315 من 1 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني). ودفعا نحو 930 بيزو (قرابة 16 دولاراً) لليلة، وكانا يسددان أسبوعاً بأسبوع مع تمديد إقامتهما. والغرفة متواضعة، تضم سريرين منفصلين، وتقع على مسافة قريبة من دار بلدية دافاو

وكاتدرائية سان بيدرو، وهي كنيسة كاثوليكية تعرضت لتفجيرين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

ووصف موظفو الفندق الرجلين بأنهما كانا مهذبين، لكنهما متحفظان، وغير ودودين. وقالت أنجليكا يتانغ (20 عاماً)، موظفة الاستقبال: «لقد أقاما قرابة شهر، ولم يكن بيننا تفاعل يُذكر. كانا يمكثان غالباً في غرفتهما». وأضافت: «لم يكونا سهلَي التعامل. كانا يبتسمان فقط. أحياناً يسألان عن الماء أو مكان شراء البقالة، لا أكثر. لم أرهما مع أشخاص آخرين قط، ولم نرَ أحداً يأتي لاصطحابهما. كانا يتحركان سيراً على الأقدام في الغالب».

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

ورجّحت يتانغ أن يكونا رجلَي أعمال، أو سائحين، أو ربما لهما أقارب بين الجالية الهندية الكبيرة في المدينة. وأضافت: «في مرة سأل الابن، نافيد، عن مكان شراء فاكهة الدوريان»، مشيرة إلى أن ذلك كان من أندر الأحاديث الودية بينهما. في المقابل، بدا الأب، ساجد، أكثر انطوائية، إذ «كان يتجنب التواصل البصري، ولا يحييني عند مكتب الاستقبال».

وقالت يتانغ إن موظفي الفندق تعرفوا فوراً عليهما عندما بُث خبر الهجوم في أستراليا على التلفزيون، وشعروا بمزيج من الخوف، والذهول، مع إدراك مفاجئ بأن «ما فعلاه هناك كان يمكن أن يحدث لنا».

من جهته، قال إيرميليتو ليغود، عامل الصيانة في الفندق، إنه لم يشعر بأن الرجلين كانا متدينين على نحو لافت، إذ لم يسألا قط عن اتجاهات المساجد المحلية.

وفي مسجد جمجوم، خرج عدد من الشبان بعد صلاة الظهر يوم السبت، وتجمعوا تحت شجرة مانجو، مندّدين بالهجمات في أستراليا، محذرين من أن تداعياتها ستنعكس محلياً. وقال حسنال عباس (28 عاماً)، وهو أب لطفلين، إن الهجوم ألقى مجدداً بظلاله على الإسلام، مضيفاً بحدة: «يجب أن يلوموا الأشخاص لا الدين». وأردف قائلاً: «نحن على علم بهذه الصور، لكن لا أحد يعرفهما هنا. ما فعلاه دمّر سمعة الإسلام»، مستحضراً «تجارب مؤلمة» عاشها المسلمون بعد هجمات سابقة في مراوي ودافاو.

وعقب انتشار أنباء إقامة المشتبهين في دافاو، شوهدت دوريات من الشرطة بعتاد قتالي كامل تجوب أجزاء من المدينة.

وقال غاغان تاندا (34 عاماً)، وهو من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين الهنود ويملك مطعماً، إن الشرطة سألته عما إذا كان المشتبهان قد تناولا الطعام لديه، وطلبت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، إلا أن موظفيه أكدوا أنهم لم يروهما. وأضاف قائلاً: «صُدمنا عندما علمنا أنهما أقاما هنا لفترة وجيزة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن كثيراً من أبناء بلده يمرون عبر الفلبين لأغراض الدراسة».

* خدمة «نيويورك تايمز»


منفذا هجوم شاطئ بونداي تدربا على إطلاق النار في الريف الأسترالي

نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

منفذا هجوم شاطئ بونداي تدربا على إطلاق النار في الريف الأسترالي

نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

تدرب المتهمان بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسبوع الماضي على إطلاق النار بمناطق ريفية في أستراليا، وفق ما كشفت عنه الشرطة الاثنين، بينما قدم رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، اعتذاره ليهود البلاد وتعهد تشديد القوانين حيال الكراهية.

تُظهر هذه الصورة المُرفقة بوثيقة من معروضات المحكمة التي نشرتها محاكم نيو ساوث ويلز ضمن «نشرة حقائق الشرطة» بتاريخ 22 ديسمبر 2025 منظراً عاماً لعلمٍ محلي الصنع لتنظيم «داعش» يبدو أنه مصنوع من طلاء أبيض على قماش أسود وُجد داخل السيارة رقم CN59DR المسجلة باسم نافيد أكرم في سيدني (أ.ف.ب)

وتتهم السلطات نافيد أكرم ووالده ساجد بإطلاق النار خلال احتفال يهودي على شاطئ بونداي في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، في أسوأ اعتداء تشهده البلاد منذ نحو 3 عقود.

وأردت الشرطة ساجد أكرم (50 عاماً) قتيلاً خلال وقوع الهجوم، بينما أصيب نافيد (24 عاماً). وأعلنت الشرطة نقله من المستشفى إلى السجن الاثنين.

وأظهرت وثائق للشرطة أن المتهمَين «تدربا على الأسلحة النارية» في ريف ولاية نيو ساوث ويلز قبل الهجوم. ونشرت صوراً يظهر فيها المتهمان وهما يطلقان النار من بنادق، ويتحركان بأسلوب وصفته الشرطة بـ«التكتيكي».

وأشارت إلى أن المتهمَين «خططا للهجوم بدقة متناهية» على مدى أشهر.

إلى ذلك، أفادت الشرطة بأن الرجلين سجلا مقطع فيديو ينددان فيه بـ«الصهاينة» قبل تنفيذ هجومهما.

تُظهر هذه الصورة المُرفقة بوثيقة من معروضات المحكمة التي نشرتها محاكم نيو ساوث ويلز ضمن «نشرة حقائق الشرطة» بتاريخ 22 ديسمبر 2025 قنبلتين أنبوبيتين لم تنفجرا وقد قُيِّمتا مبدئياً على أنهما عبوتان ناسفتان (أ.ف.ب)

وقد ظهرا في تسجيل فيديو، عُثر عليه في هاتف أحدهما، جالسَين أمام راية تنظيم «داعش» وهما يتلوان آيات من القرآن الكريم ثم يتحدثان عن «دوافعهما وراء هجوم بونداي».

وذكرت الوثائق أيضاً أن ساجد ونافيد أكرم أجريا رحلة استطلاعية إلى شاطئ بونداي قبل أيام من تنفيذ هجومهما.

كما أشارت الشرطة إلى أنهما ألقيا قنابل باتجاه الموجودين عند شاطئ بونداي خلال الهجوم، لكنها لم تنفجر.

وأحيت أستراليا الأحد ذكرى مرور أسبوع على الهجوم بدقيقة صمت عند الساعة الـ6:47 مساء (07:47 بتوقيت غرينيتش).

وبدأت الحياة العودة إلى طبيعتها تدريجاً على شاطئ بونداي. ووضع عدد من رواده زهوراً عند أحد الجسور والجدران استذكاراً للضحايا، وفق ما شاهد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

«تحمل المسؤولية»

وفي مواجهة ضغوط متصاعدة على خلفية الهجوم، تعهد ألبانيزي اعتماد قوانين أشد صرامة حيال خطاب التطرف والكراهية.

تحدث رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز خلال مؤتمر صحافي لتقديم آخر المستجدات بشأن حادث إطلاق النار المميت الذي وقع خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي... بمبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا يوم 22 ديسمبر 2025 (رويترز)

وقال رئيس الوزراء الاثنين: «لن نسمح لإرهابيين يستلهمون تنظيم (داعش) بالانتصار. لن نسمح لهم بتقسيم مجتمعنا، وسنتجاوز ذلك معاً».

وأضاف: «بصفتي رئيساً للوزراء، أشعر بتحمل المسؤولية عن فظاعة ارتُكبت خلال ولايتي، وأنا آسف لما خبره المجتمع اليهودي وبلادنا بشكل عام».

وشدد على أن «الحكومة ستعمل يومياً على حماية اليهود الأستراليين» وضمان حقهم الأساسي «بأن يفخروا بما هم عليه، ويمارسوا شعائرهم الدينية، ويعلّموا أولادهم، وينخرطوا في المجتمع الأسترالي على أكمل وجه ممكن».

وأعلنت الحكومة المركزية في أستراليا سلسلة إصلاحات متعلقة بقوانين حيازة الأسلحة، وخطاب الكراهية، ومراجعة إجراءات الشرطة وأجهزة الاستخبارات.

كما أعلن ألبانيزي مقترحاً واسع النطاق لـ«إزالة الأسلحة من شوارعنا». وخطة إعادة الشراء هذه هي الكبرى منذ عام 1996 حين عملت أستراليا على ضبط حيازة الأسلحة عقب مقتل 35 شخصاً بإطلاق نار في بورت آرثر.

من جهتها، طرحت حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، حيث وقع الهجوم، على البرلمان المحلي سلسلة إصلاحات متعلقة بحيازة الأسلحة وصفتها بـ«الأشد في البلاد».

وقال رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، للصحافيين: «لا يمكننا ادعاء أن العالم هو نفسه الذي كان عليه قبل الحادث الإرهابي الأحد».

وبموجب الإجراءات الجديدة، يمكن للأفراد امتلاك 4 قطع سلاح في حد أقصى، أو 10 للأفراد المُستثنين مثل المزارعين. وتنتشر في الولاية أكثر من 1.1 مليون قطعة سلاح ناري، وفق المسؤولين.

كما يحظر التشريع الجديد عرض «رموز إرهابية»، بما في ذلك راية تنظيم «داعش»، التي عُثر عليها في سيارة مسجلة باسم أحد المشتبه فيهما.

وسيكون بإمكان السلطات أيضاً حظر الاحتجاجات لمدة تصل إلى 3 أشهر عقب وقوع حادث إرهابي.

وأشار مينز إلى أنه سينظر في تقييد خطاب الكراهية السنة المقبلة، بما في ذلك فرض قيود على عبارة «عولمة الانتفاضة» التي تُتداول خلال التحركات المؤيدة للفلسطينيين.


الهند: طائرة «بوينغ 777» تعود أدراجها لانخفاض ضغط زيت أحد المُحركات

طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
TT

الهند: طائرة «بوينغ 777» تعود أدراجها لانخفاض ضغط زيت أحد المُحركات

طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)

قالت هيئة تنظيم الطيران بالهند، اليوم ‌الاثنين، ‌إن ‌طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية (إير إنديا) من طراز «بوينغ 777» ⁠اضطرت للعودة ‌بعد الإقلاع، على أثر انخفاض ضغط الزيت إلى الصفر في أحد ​مُحركاتها.

وأوضحت المديرية العامة للطيران المدني، ⁠في بيان، أن الطاقم أغلق المحرك، وهبطت الطائرة بسلام في دلهي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال مصدر بالهيئة العامة للطيران المدني إن الطائرة عادت أدراجها بعد أن لاحظ طاقم الطائرة، أثناء سحب رفارف الأجنحة بعد الإقلاع، انخفاضاً في ضغط زيت المحرك الأيمن. وأضاف المصدر أن ضغط زيت المحرك انخفض إلى الصفر، وأن الفحص جارٍ.

وأشار المصدر أيضاً إلى أن مراجعة السجلات السابقة لا تُظهر أي خلل في استهلاك الوقود.

ووفقاً لشركة الطيران، تخضع الطائرة حالياً للفحوصات اللازمة، وقد جرى اتخاذ الترتيبات البديلة.