الأمم المتحدة تحذّر من أن زلزال أفغانستان قد يؤثر على «مئات آلاف» الأشخاص

الطرق المتضررة هي أكبر تحدٍ للوصول إلى المناطق النائية

الأمم المتحدة تحذّر من أن زلزال أفغانستان قد يؤثر على «مئات آلاف» الأشخاص
TT

الأمم المتحدة تحذّر من أن زلزال أفغانستان قد يؤثر على «مئات آلاف» الأشخاص

الأمم المتحدة تحذّر من أن زلزال أفغانستان قد يؤثر على «مئات آلاف» الأشخاص

حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن الزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان وأسفر عن مقتل أكثر من 900 شخص، قد يؤثر على «مئات الآلاف» من الأشخاص، محذّرة من ارتفاع كبير في عدد الضحايا.

أفغان يمرون أمام منازل متضررة بعد زلزال ضرب قرية مزار دارا في مقاطعة نورغال بولاية كونار شرق أفغانستان 1 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وقال منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الدولية في أفغانستان إندريكا راتواتي: «نعتقد أن عدد الأفراد المتأثرين قد يصل إلى مئات الآلاف»، مضيفاً: «لا شك في أن عدد الضحايا سيكون هائلاً».

تظهر منازل منهارة في منطقة دمرها زلزال قوي بلغت قوته 6.0 درجة على مقياس ريختر يوم الأحد وأسفر عن مقتل الكثير من الأشخاص وتدمير قرى شرق أفغانستان في دارا نور بولاية كونار (أ.ب)

وقال إندريكا راتواتي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، الثلاثاء، إن انسداد الطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة من الزلزال الذي هز أفغانستان الاثنين يمثل أكبر تحدٍ أمام فرق الإغاثة، مشيراً إلى أن جهود الإنقاذ في المناطق الجبلية تعتمد على استخدام الطائرات الهليكوبتر.

وأضاف في مؤتمر صحافي بكابل: «وقع عدد كبير من الانهيارات الأرضية وتساقط الصخور، وكان الوصول محدوداً للغاية للجميع خلال أول 24 ساعة (بعد الزلزال)».

وأضاف: «أكبر تحدٍ هو الوصول إلى هذه المناطق النائية، حيث تضررت الطرق المؤدية إليها بشدة».

وقالت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، الثلاثاء، إن عدد قتلى الزلزال الذي بلغت قوته ست درجات ارتفع إلى 1124 قتيلاً.

وأضافت أن ما لا يقل عن 3251 شخصاً أصيبوا، ودُمر أكثر من ثمانية آلاف منزل جراء الزلزال الذي وقع في جنوب شرقي أفغانستان.

الزلزال تسبب في تدمير آلاف المنازل بشرق أفغانستان (رويترز)

في غضون ذلك، من المقرر أن يتبرع الاتحاد الأوروبي بمليون يورو (1.16 مليون دولار)، بالإضافة إلى 130 طناً من مواد الإغاثة لأفغانستان، عقب وقوع زلزال أودى بحياة ما لا يقل عن 900 شخص الأحد.

وقالت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، إن التمويل الطارئ «سيذهب إلى الشركاء الإنسانيين الذين يقومون بالفعل بعمليات إغاثة على الأرض». وعلاوة على ذلك، سوف ترسل المفوضية نحو 130 طناً من مستلزمات الطوارئ، مثل الخيم والملابس والمعدات الطبية وأجهزة تنقية المياه إلى كابل.

وقالت حاجة لحبيب، مفوضة إدارة الأزمات الأوروبية: «بما أن هذا الزلزال الجديد في أفغانستان يضع ضغطاً إضافياً على الوضع الإنساني السيئ بالفعل، فإن الاتحاد الأوروبي يتدخل لتقديم المساعدة». وأضافت لحبيب أن المناطق المتضررة استقبلت بالفعل الكثير من اللاجئين الأفغان الذين عادوا من باكستان خلال الأشهر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

مصر والجزائر وتونس تجدد دعمها لإجراء الانتخابات الليبية

شمال افريقيا وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس يتفقون على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق» بشأن الأزمة الليبية (وزارة الخارجية المصرية)

مصر والجزائر وتونس تجدد دعمها لإجراء الانتخابات الليبية

اتفق وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق في إطار الآلية الثلاثية» بما يسهم في دعم الشعب الليبي لتحقيق تطلعاته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس وزراء السودان كامل الطيب إدريس خلال إلقاء كلمته حول الأزمة السودانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ) play-circle

رئيس وزراء السودان يتوجه إلى نيويورك للقاء مسؤولين في الأمم المتحدة

توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
العالم العربي المنظمات والوكالات الأممية العاملة في صنعاء تعرضت لانتهاكات حوثية واسعة (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: احتجاز الحوثيين موظفينا يُهدد العمل الإنساني في اليمن

إدانة أممية شديدة لاعتقال الحوثيين 10 موظفين إضافيين، ورفع عدد المحتجزين إلى 69.

«الشرق الأوسط» (عدن)
تحليل إخباري الكمبيوتر العملاق «أندروميدا» من شركة «سيريبراس سيستمز» في مركز للبيانات في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

تحليل إخباري العولمة الجديدة وخطر السقوط في هاوية الاستبداد

خفت كثيراً وهج التعدد والتمايز، وصارت مجتمعات عديدة تتشابه إلى حد «الملل» مع ضمور العديد من العادات والتقاليد إلى حد تهديد الهويات.

أنطوان الحاج
آسيا أفراد من الشرطة الأفغانية في احتفال تخرّج بجلال آباد يوم 11 ديسمبر الحالي (إ.ب.أ)

2000 مقاتل بتنظيم «داعش - خراسان» ينشطون في أفغانستان

أورد تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم «داعش - خراسان» يحتفظ بنحو 2000 مقاتل في أفغانستان ويلقن الأطفال دون سن 14 عاماً أفكاره ويهدد الأمن الإقليمي بعمليات إرهابية.

«الشرق الأوسط» (كابل)

كيم جونغ أون يفتتح منتجعاً جبلياً فاخراً في شمال البلاد (صور)

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم جونغ أون يفتتح منتجعاً جبلياً فاخراً في شمال البلاد (صور)

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

افتتح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون منتجعاً جبلياً فخماً يضم مساحات ترفيهية «مريحة»، ومطاعم، وأحواض استحمام ساخنة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الثلاثاء.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن المنتجع الجديد في سامجيون في شمال كوريا الشمالية سيكون بمثابة «منتجع سياحي جبلي جذاب، ومكان للترفيه للشعب».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

وأضافت أن كيم قام بجولة في «غرف نوم الفنادق، وأماكن الترفيه المريحة، ومرافق تقديم الطعام التجارية، والعامة».

تفقد كيم غرف الفندق رفقة ابنته (أ.ف.ب)

ونشرت الوكالة صوراً تظهر كيم برفقة ابنته التي يقول محللون إن اسمها جو-آي، وإنها الوريثة المرجّحة له، وهما يتجولان في الفنادق حيث اختبرا حتى صلابة الأسرّة.

يقع الفندق على مرمى حجر من جبل بايكتو أعلى جبل في شبه الجزيرة حيث تقول الروايات الرسمية إن والد كيم، كيم جونغ إيل وُلد (أ.ف.ب)

وكيم اعتبر افتتاح هذا الموقع «دليلاً واضحاً على المثل الأعلى المتنامي لشعبنا، وإمكانات دولتنا للتنمية».

الزعيم الكوري الشمالي في إحدى غرف المنتجع السياحي خلال افتتاحه فى مقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

ولم تذكر الوكالة المبلغ الذي سيتوجب أن يدفعه المواطن الكوري الشمالي العادي الذي يقول محللون إنه يكسب عادة ما يصل إلى 3 دولارات شهرياً من العمل في مصانع تديرها الدولة.

كيم برفقة ابنته التي يقول محللون إن اسمها جو-آي وإنها الوريثة المرجّحة له (أ.ف.ب)

ويحمل سامجيون رمزية قوية في الدعاية الكورية الشمالية، لأنه يقع على مرمى حجر من جبل بايكتو، أعلى جبل في شبه الجزيرة، حيث تقول الروايات الرسمية إن والد كيم، كيم جونغ إيل، وُلد.

إلا أن مؤرّخين يتّفقون إلى حد كبير على أنه وُلد في الاتحاد السوفياتي.


«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

أعلنت «أمازون» الأميركية أنها منعت أكثر من 1800 كوري شمالي من الانضمام إلى الشركة، مع إرسال بيونغ يانغ أعدادا كبيرة من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى الخارج لكسب الأموال وغسلها.

وقال ستيفن شميدت، كبير مسؤولي الأمن في أمازون، الأسبوع الماضي على موقع «لينكد إن»، إن الكوريين الشماليين «يحاولون الحصول على وظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات عن بعد مع شركات في كل أنحاء العالم، لا سيما في الولايات المتحدة». وأضاف أن الشركة شهدت العام الماضي زيادة تقارب الثلث في طلبات التقديم من جانب الكوريين الشماليين.

ولفت إلى أن الكوريين الشماليين يستخدمون عادة «مزارع أجهزة كمبيوتر محمولة»، وهي جهاز كمبيوتر في الولايات المتحدة يتم تشغيله عن بعد من خارج البلاد. وحذر من أن المشكلة «ليست خاصة بأمازون» و«من المحتمل أنها تحدث على نطاق واسع».

وقال شميدت إن العلامات الدالة على العمال الكوريين الشماليين تشمل أرقام هواتف ذات تنسيق خاطئ ومؤهلات أكاديمية مشبوهة.

وفي يوليو (تموز)، حُكم على امرأة من ولاية أريزونا بالسجن لأكثر من ثماني سنوات لإدارتها مزرعة أجهزة كمبيوتر محمولة ساعدت عمال تكنولوجيا معلومات كوريين شماليين في الحصول على وظائف عن بعد في أكثر من 300 شركة أميركية. وقال مسؤولون إن المخطط حقق لها ولكوريا الشمالية أكثر من 17 مليون دولار من الإيرادات.

وحذرت وكالة الاستخبارات في سيول العام الماضي من أن عملاء كوريين شماليين استخدموا موقع «لينكد إن» للتظاهر بأنهم موظفو توظيف والتواصل مع كوريين جنوبيين يعملون في شركات دفاعية للحصول على معلومات حول تقنياتهم.


مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

قالت سلطات استخباراتية في الفلبين الأحد إن الأب والابن المتهمين بتنفيذ الهجوم الدامي على شاطئ بونداي الشهير في أستراليا يُرجَّح أنهما قد التقيا بزعماء دينيين مسلمين محليين خلال إقامتهما المؤقتة القصيرة في الفلبين الشهر الماضي.

جندي يتفقد حافلة عند نقطة تفتيش على طريق سريع في مدينة دافاو (الفلبين) يوم الخميس (غيتي)

وأضافت السلطات أن ساجد أكرم وابنه نافيد قد غادرا مدينة دافاو الجنوبية، خلال إقامتهما التي استمرت شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، لزيارة زعماء دينيين مسلمين في مدينة بانابو، وهي منطقة زراعية تبعد نحو 20 ميلاً شمالاً. ولا تزال هوية من التقوا بهما على وجه الدقة، أو طبيعة ما دار في تلك اللقاءات، قيد التحقيق وفق ما أفادت به الجهات المعنية.

وأثار وجود المشتبهين في دافاو، قبيل تنفيذ الهجوم على شاطئ بونداي في سيدني، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً خلال احتفال بعيد «حانوكا»، تساؤلات بشأن احتمال عودة النشاط المسلح في جنوب الفلبين. وكانت السلطات الأسترالية قد وصفت هجوم 14 ديسمبر (كانون الأول) بأنه عمل إرهابي مستلهم من آيديولوجيا تنظيم «داعش».

وتُعد دافاو أكبر مدن جزيرة مينداناو، المركز الجنوبي للبلاد، التي تحتضن منذ زمن طويل عدداً من حركات التمرد الإسلاموية، من بينها جماعات أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش».

وذكرت معلومات أولية، قدمها خبراء مكافحة الإرهاب في أستراليا، أن الرجلين تأثرا بأفكار التنظيم، وأنهما سافرا إلى الفلبين بغرض تلقي تدريب. مع ذلك قال مجلس الأمن القومي الفلبيني يوم الأربعاء إنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانا قد «تلقيا أي نوع من التدريب في الفلبين».

المشهد بعد تفجير سوق في دافاو عام 2016 (رويترز)

وقال العميد ليون فيكتور روزيتي، مدير الشرطة الإقليمية القومية في الفلبين، في بيان الأحد، إن أفراد الشرطة في دافاو «فحصوا أي أنشطة قد يكون الرجلان قاما بها خلال إقامتهما، بما في ذلك تحديد الأشخاص الذين تفاعلوا معهما، وتقييم أي صلات محتملة، أو شبكات دعم»، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأحد.

وأضاف أن الشرطة المحلية، مدعومة بعناصر استخباراتية، وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الأسترالي، تُجري «عمليات تتبع لإعادة بناء تحركاتهما خلال فترة إقامتهما»، مشيراً إلى أن ذلك يشمل مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وسجلات الفنادق، وبيانات السفر، وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المتاحة، مع التأكيد على أن عملية جمع المعلومات لا تزال مستمرة.

من جانبه، قال يوسف باسيغان، المفتي الأكبر في دافاو، في مقابلة، إنه على تواصل مع السلطات، وقد وُزِّعت صور المشتبهين على مساجد المدينة. وأضاف أنه ناشد كل من تواصل مع الرجلين إبلاغ الشرطة، مؤكداً أنه، بحسب علمه، لم يُشاهدا في أي من مساجد دافاو، التي يُقدَّر عددها بنحو 70 مسجداً.

وقال: «عندما جاءت شرطة (سلام) إلى هنا بعد الهجمات في أستراليا، شعرت بالصدمة»، في إشارة إلى وحدة شرطية متخصصة تُعنى بشؤون المسلمين. وأضاف أن أفراد الأمن في المساجد هم أيضاً كانوا من عناصر الشرطة في السابق، ويستندون إلى شبكة استخباراتية واسعة خاصة بهم.

الغرفة التي أقام فيها المشتبه بهما في فندق جي في بدافاو (رويترز)

وعرض باسيغان صور المشتبهين على أبواب مسجد جمجوم، أحد أكبر مساجد دافاو، بحيث يراها الشبان أثناء خروجهم، وأخذ أحذيتهم. ويحمل الملصق دعوة للتواصل مع السلطات لمن شاهد أو تفاعل مع «مشتبهي إطلاق النار في شاطئ بونداي–أستراليا». ووفق باسيغان، لم تتلقَّ شرطة دافاو حتى الآن أي إفادات من المجتمع المحلي.

وتحمل دافاو آثاراً عميقة للتطرف، والعنف المسلح. في عام 2016، أسفر تفجير في سوق ليلية شهيرة عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، وحمّلت السلطات لاحقاً المسؤولية لمجموعة صغيرة من المسلحين كانت تسعى إلى لفت انتباه تنظيم «داعش». وبعد عام، ساهمت جماعات موالية للتنظيم في قيادة هجوم أوسع على مدينة مراوي، ما أدى إلى معركة استمرت شهوراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف من المسلحين، وقوات الحكومة، والمدنيين.

أداء صلاة الظهر في مسجد في دافاو (غيتي)

ولا تزال المخاوف الأمنية قائمة في مناطق عدة من الجنوب، الذي يضم أقلية مسلمة كبيرة، حيث كبّلت عقود من النزاعات الانفصالية النمو، والازدهار. وكانت «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، والتي كانت أبرز الجماعات الانفصالية المسلمة، قد وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية عام 2014، وتسيطر حالياً على إقليم يتمتع بالحكم الذاتي. مع ذلك انضم الكثير من عناصرها، ومعظمهم من المقاتلين المخضرمين، لاحقاً إلى تنظيم «داعش»، وما زالوا يشكلون تهديداً.

ومع ذلك لم تشهد البلاد عودة ملموسة للعنف في الآونة الأخيرة، وتؤكد الحكومة الفلبينية عدم وجود أدلة على استخدام البلاد مركزاً لتدريب عناصر التطرف العنيف. وقالت سيدني جونز، الأستاذة المشاركة في جامعة نيويورك، التي درست الحركات المسلحة في جنوب شرقي آسيا لسنوات طويلة، إن قدرات الشبكات الإرهابية المحلية في مينداناو –تلك التي نجت من معركة مراوي، والحملات العسكرية اللاحقة– باتت محدودة.

صورة عامة لفندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وبحسب موظفي فندق جي في في دافاو، أقام المشتبهان في الغرفة رقم 315 من 1 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني). ودفعا نحو 930 بيزو (قرابة 16 دولاراً) لليلة، وكانا يسددان أسبوعاً بأسبوع مع تمديد إقامتهما. والغرفة متواضعة، تضم سريرين منفصلين، وتقع على مسافة قريبة من دار بلدية دافاو

وكاتدرائية سان بيدرو، وهي كنيسة كاثوليكية تعرضت لتفجيرين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

ووصف موظفو الفندق الرجلين بأنهما كانا مهذبين، لكنهما متحفظان، وغير ودودين. وقالت أنجليكا يتانغ (20 عاماً)، موظفة الاستقبال: «لقد أقاما قرابة شهر، ولم يكن بيننا تفاعل يُذكر. كانا يمكثان غالباً في غرفتهما». وأضافت: «لم يكونا سهلَي التعامل. كانا يبتسمان فقط. أحياناً يسألان عن الماء أو مكان شراء البقالة، لا أكثر. لم أرهما مع أشخاص آخرين قط، ولم نرَ أحداً يأتي لاصطحابهما. كانا يتحركان سيراً على الأقدام في الغالب».

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

ورجّحت يتانغ أن يكونا رجلَي أعمال، أو سائحين، أو ربما لهما أقارب بين الجالية الهندية الكبيرة في المدينة. وأضافت: «في مرة سأل الابن، نافيد، عن مكان شراء فاكهة الدوريان»، مشيرة إلى أن ذلك كان من أندر الأحاديث الودية بينهما. في المقابل، بدا الأب، ساجد، أكثر انطوائية، إذ «كان يتجنب التواصل البصري، ولا يحييني عند مكتب الاستقبال».

وقالت يتانغ إن موظفي الفندق تعرفوا فوراً عليهما عندما بُث خبر الهجوم في أستراليا على التلفزيون، وشعروا بمزيج من الخوف، والذهول، مع إدراك مفاجئ بأن «ما فعلاه هناك كان يمكن أن يحدث لنا».

من جهته، قال إيرميليتو ليغود، عامل الصيانة في الفندق، إنه لم يشعر بأن الرجلين كانا متدينين على نحو لافت، إذ لم يسألا قط عن اتجاهات المساجد المحلية.

وفي مسجد جمجوم، خرج عدد من الشبان بعد صلاة الظهر يوم السبت، وتجمعوا تحت شجرة مانجو، مندّدين بالهجمات في أستراليا، محذرين من أن تداعياتها ستنعكس محلياً. وقال حسنال عباس (28 عاماً)، وهو أب لطفلين، إن الهجوم ألقى مجدداً بظلاله على الإسلام، مضيفاً بحدة: «يجب أن يلوموا الأشخاص لا الدين». وأردف قائلاً: «نحن على علم بهذه الصور، لكن لا أحد يعرفهما هنا. ما فعلاه دمّر سمعة الإسلام»، مستحضراً «تجارب مؤلمة» عاشها المسلمون بعد هجمات سابقة في مراوي ودافاو.

وعقب انتشار أنباء إقامة المشتبهين في دافاو، شوهدت دوريات من الشرطة بعتاد قتالي كامل تجوب أجزاء من المدينة.

وقال غاغان تاندا (34 عاماً)، وهو من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين الهنود ويملك مطعماً، إن الشرطة سألته عما إذا كان المشتبهان قد تناولا الطعام لديه، وطلبت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، إلا أن موظفيه أكدوا أنهم لم يروهما. وأضاف قائلاً: «صُدمنا عندما علمنا أنهما أقاما هنا لفترة وجيزة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن كثيراً من أبناء بلده يمرون عبر الفلبين لأغراض الدراسة».

* خدمة «نيويورك تايمز»