كشفت تجربة سريرية، قادها باحثون من جامعة كوليدج لندن البريطانية، عن نجاح دواء جديد في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاعه المستعصي، رغم تناول عدة أدوية تقليدية.
وأوضح الباحثون أن الدواء الجديد يعالج السبب الأساسي لارتفاع الضغط لدى بعض المرضى، وهو فرط إفراز هرمون الألدوستيرون. ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية (New England Journal of Medicine).
ويُعاني نحو 1.3 مليار شخص حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، وفي نصف الحالات تقريباً يبقى المرض خارج السيطرة أو مُقاوماً للعلاج، ما يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي والوفاة المبكرة. وفي بريطانيا وحدها، يُقدَّر عدد المصابين بضغط الدم المرتفع بنحو 14 مليون شخص.
والدواء الجديد يُسمى «باكسدرستات» (Baxdrostat)، وهو علاج تجريبي يُعطى على شكل أقراص يومية منخفضة الجرعة (1 أو 2 ملغ). صُمم خصوصاً للمرضى الذين يعانون من ضغط دم مقاوم للعلاج؛ أي الذين يظل ضغطهم مرتفعاً رغم تناول عدة أنواع من الأدوية التقليدية.
وشملت التجربة السريرية من المرحلة الثالثة نحو 800 مريض من 214 مركزاً طبياً حول العالم. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا «باكسدرستات» بجرعة 1 أو 2 ملغ يومياً، إلى جانب أدويتهم المعتادة، سجلوا بعد 12 أسبوعاً انخفاضاً في ضغط الدم الانقباضي بمعدل 9 - 10 ملم زئبق أكثر من مجموعة الدواء الوهمي، وهو انخفاض كافٍ لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل القلبي والكلوي.
كما تمكّن نحو 40 في المائة من المرضى من الوصول إلى مستوى ضغط دم صحي، مقارنةً بأقل من 20 في المائة في مجموعة الدواء الوهمي. واستمرت فاعلية الدواء حتى 32 أسبوعاً دون ظهور آثار جانبية غير متوقعة.
ويعتمد الدواء في آليته على تثبيط إنتاج هرمون الألدوستيرون، وهو هرمون تُفرزه الغدة الكظرية ويساعد الجسم على الاحتفاظ بالملح والماء. وعندما يُفرَز بكثرة، يرتفع ضغط الدم ويصعب التحكم فيه. ومن خلال وقف إفراز الألدوستيرون، يقلّ احتباس الملح والماء في الجسم، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم إلى مستويات صحية.
وقال الباحثون إن النتائج أظهرت استمرار فاعلية الدواء حتى 32 أسبوعاً دون مشكلات سلامة غير متوقعة، ما يؤكد أن الألدوستيرون يلعب دوراً محورياً في صعوبة السيطرة على ضغط الدم لدى ملايين المرضى.
ونوه الفريق بأن «هذه النتائج تُبشر بإمكانية مساعدة المرضى على الوصول لمستويات ضغط دم صحية وأكثر أماناً».
ورغم أن الدول الغربية الغنية كانت، تاريخياً، الأكثر تسجيلاً لحالات ارتفاع الضغط، فإن التغيرات الغذائية، مثل تقليل استهلاك الملح، ساعدت في خفض نسب الإصابة هناك، بينما ارتفعت بشكل حادّ في دول آسيا، حيث يعيش أكثر من نصف المصابين عالمياً، بينهم 226 مليون شخص في الصين و199 مليوناً في الهند.


