النهاية المفتوحة لمسلسل «220 يوم» تثير تبايناً

الحلقة الأخيرة شهدت ظهور أبطاله في مرحلة الشيخوخة

لقطة تجمع بعض فريق عمل المسلسل (منصة شاهد)
لقطة تجمع بعض فريق عمل المسلسل (منصة شاهد)
TT

النهاية المفتوحة لمسلسل «220 يوم» تثير تبايناً

لقطة تجمع بعض فريق عمل المسلسل (منصة شاهد)
لقطة تجمع بعض فريق عمل المسلسل (منصة شاهد)

شهدت الحلقة الأخيرة لمسلسل «220 يوم» التي عرضت، الجمعة، نهاية بدت مفتوحة، عَدّها البعض تمهد لجزء ثانٍ من المسلسل الذي عرضته منصة «شاهد» بواقع 3 حلقات أسبوعياً، بطولته كريم فهمي، وصبا مبارك، وعلي الطيب، وميرا دياب، وحنان سليمان، ومحسن محيي الدين، وعايدة رياض، وجمال عبد الناصر، كما شارك به من نجوم لبنان ستيفاني عطا الله، وتقلا شمعون، وجوانا عريضة.

المسلسل من تأليف محمود زهران، وسيناريو وحوار نادين نادر وسمر بهجت، وإخراج كريم العدل، وموسيقى تامر كروان، ومن إنتاج صادق أنور الصباح والصباح إخوان.

وتناولت أحداث المسلسل قصة الروائي الشاب «أحمد فضل» الذي يؤدي دوره كريم فهمي، حيث يعيش في سعادة مع زوجته «مريم» وتؤدي شخصيتها صبا مبارك، إلى أن تنتابه تدريجيّاً نوبات من الصداع المؤلم، ويكتشف إصابته بـ«ورم في المخ»، وفي اليوم نفسه تخبره زوجته بأنها حامل، بعد سنوات من الانتظار.

الملصق الترويجي للمسلسل (منصة شاهد)

يعيش «أحمد» 220 يوماً فاصلة بين الفترة التي حدّدها الأطباء لإجراء الجراحة له وبين موعد استقبال مولودته، أياماً ما بين الخوف والرجاء، والقلق والأمل، فيما يدوّن روايته الأخيرة التي يكون بطلها، ويتخيل وصول مولودته بهية، وينشغل بمشكلاتها الصغيرة في مشاهد تجمع بين الحاضر والمستقبل، حين يراها وقد كبرت وعرف قلبها الحب.

جاءت الحلقة الأخيرة لترصد قلقه على زوجته، وهي تضع طفلتهما، ولا يتمكن من أن يكون بجانبها بسبب استعداده للجراحة، ويتسلل هو وزوجته لرؤية طفلتهما خلال وجودها بالحضّانة لولادتها مبكراً.

وفي المشهد الأخير، وعلى أنغام أغنية «طبع الحياة» لعمرو دياب يظهر كريم فهمي وقد صار عجوزاً يستند إلى عكازه، وحوله أحفاده الصغار، بينما يقول: «اليأس بيجيب موت والأمل بيدينا حياة وأنت اللي بتختار النهاية»، فيما تحمل صبا مبارك الخبز لأحفادها، وقد غزا الشيب رأسها.

وتباينت ردود الأفعال عبر مواقع «السوشيال ميديا» حول هذه النهاية التي عدّها البعض تمهد لجزء ثانٍ من المسلسل، بينما رآها آخرون تطرح الأمل في تجاوز البطل لأزمته الصحية، وقد جعله مولد طفلته يقاوم الألم ويتغلب عليه لتستمر حياته حتى يرى أحفاده.

كريم فهمي وصبا مبارك في المشهد الأخير وقد وصلا لسن الشيخوخة (منصة شاهد)

وتباينت ردود الأفعال حول تلك النهاية عبر منصة «X»، وكتب حساب باسم «jana Mohmed» أنها ترى أن «أحمد» مات بعد العملية، لأن نسبة نجاحها كانت 10 في المائة، وأن بهية كانت في أول حلقة تقرأ الرواية بحزن، كأنها وصية والدها الراحل.

وكتب حساب باسم «karema» على «فيسبوك» أنها كانت تتوقع نهاية مأساوية، وهذا الأقرب للمنطق بسبب خطورة حالته، لكن يبدو أنها جزء من الرواية التي كان يكتبها البطل، متسائلة عما إذا كان يمهد لجزء ثانٍ في الطريق؟

فيما كتب حساب باسم «Ali Hassan Shams» أن الأمل يعطينا حياة، وقد اختار الأمل، واختار الحياة حتى عاش وأصبح جَداً.

ووجّه الفنان كريم فهمي الشكر للجمهور الذي تابع العمل وسانده، وكتب عبر حسابه بـ«فيسبوك» أن «(220 يوم) رحلة طويلة، يا رب نكون أسعدناكم».

ووفقاً للناقد الفني المصري، خالد محمود، فإن «الثنائي كريم فهمي وصبا مبارك قد شكّلا في هذا المسلسل ثنائيّاً ناجحاً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «كلاً منهما يعيش مرحلة نضج فني انعكست على اختياراتهما وأدائهما وتفهم كل منهما للشخصية بشكل عميق، ويبدو ذلك واضحاً في أعمال كل منهما الدرامية الأخيرة»، واستبعد محمود إمكانية وجود جزء ثانٍ، واصفاً العمل بأنه «لا يحتمل تطويلاً جديداً»، مؤكداً أن صنّاع العمل اختاروا نهاية ذكية، تعبر عن الأمل بدلاً عن الوقوع في مرمى الميلودراما الزاعقة في حالة موت البطل، مشيداً بموسيقى تامر كروان الموحية، ورؤية المخرج الفنية.

كريم فهمي في الحلقة الأخيرة (منصة شاهد)

فيما أكّد المخرج كريم العدل أن النهاية تم الاتفاق عليها من البداية، ولم تطرأ وليدة اللحظة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أنا والمؤلف محمود زهران وكاتبتا السيناريو نادين وسمر بين خيارين؛ هل نتجه للواقعية بموت البطل بعد 14 حلقة، كنا (ننكد) فيها على الجمهور؟ وهل نريد أن نغلقها في وجه أي مريض. في الحقيقة لم أحب ذلك. وفي الوقت نفسه هناك رواية تُكتب، فأردنا أن نستغل ذلك بدخوله العملية ثم مشهد أحفاده، فالمُشاهد المتفائل الذي يحب الأمل سيرى أنه خرج من العملية وعاش حتى صار جَداً، والشخص المتشائم سيراها جزءاً من الرواية».

وأشار المخرج إلي إضافة جملة على لسان البطل، يقول فيها: «إن الله يضع لنا اختيارات، الأمل يعطينا حياة، واليأس يوصلنا للموت، وأنت الذي تختار النهاية». مؤكداً أن «المُشاهد هو الذي يختار النهاية من وجهة نظره، وهذه أهم نقطة بالنسبة لي».

ونفى كريم تقديمه لجزء ثانٍ قائلاً: «لست من أنصار تقديم جزء ثانٍ بالمرة، ولم أفعل ذلك في أعمالي السابقة، سواء في (ريح المدام) أو (أزمة منتصف العمر)».


مقالات ذات صلة

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)

احتفاء واسع في مصر بكسر عبلة كامل عزلتها الطويلة

احتفى مصريون برسالة الفنانة عبلة كامل التي كسرت من خلاها عزلتها الطويلة التي أثارت الكثير من التكهنات والتساؤلات حول حياتها الخاصة واعتزالها الفن.

داليا ماهر (القاهرة)

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».


حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً، وصدم الخبر محبيها وأصدقاءها لكونه يأتي بعد وقت قصير من ظهورها في كواليس تصوير فيلم نجلها أحمد الفيشاوي «سفاح التجمع» قبل أسابيع قليلة.

ووُري جثمان الراحلة الثرى بمقابر العائلة بحضور عدد من أصدقائها وأقاربها وغياب نجلها أحمد الفيشاوي الموجود خارج مصر، بينما سيكون حاضراً لمراسم العزاء المقرر إقامتها مساء الاثنين بمسجد عمر مكرم (وسط القاهرة) حسبما أعلنت «نقابة الممثلين».

ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنها كانت ذات «مسيرة فنية متميزة، وأسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة لدى الجمهور من خلال أدوار مختلفة».

تشييع جثمان سمية الألفي (الشرق الأوسط)

وُلدت سمية يوسف أحمد الألفي في 23 يوليو (تموز) 1953 بمحافظة الشرقية في دلتا مصر، وتخرجت في كلية الآداب، قسم علم الاجتماع، وبدأت مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحول في مسيرتها الفنية، وقدّمت نموذج المرأة الأرستقراطية المرتبطة بزمن اجتماعي يتغير، بينما برزت بأكثر من عمل درامي، من بينها «الراية البيضاء». وغابت الألفي في السنوات الأخيرة مفضِّلةً الابتعاد عن الوسط الفني بسبب مشكلات صحية.

على المستوى الشخصي، تزوجت سمية الألفي الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه ابنيهما أحمد وعمر، وبعد انفصالهما، تزوجت الملحن مودي الإمام، ثم المخرج جمال عبد الحميد، والفنان مدحت صالح، لكنها جميعها كانت زيجات قصيرة.

ورافقت الألفي والد ابنيها، فاروق الفيشاوي، في محنة مرضه وإصابته بالسرطان، وخلال رحلة العلاج كانت إلى جواره، ووصفته بأنه «حب عمرها» في تصريحات إعلامية عدة.

ونعى عدد من الفنانين والنقاد الراحلة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم الفنان إدوارد، والإعلامية وفاء الكيلاني، والناقد طارق الشناوي، مقدمين العزاء لعائلتها ونجليها.

وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إن «مسيرة سمية الألفي لم تكن طويلة زمنياً، وكانت قادرةً على الاستمرار لفترة أطول، لكنها فضَّلت الانسحاب والابتعاد لأسباب تخصها»، مشيرة إلى أنها «قدَّمت أدواراً جيدة ومؤثرة، لكنها لم تحصل على فرص بطولة رغم استحقاقها لها».

شاركت سمية الألفي بعدد كبير من الأعمال (المركز الكاثوليكي للسينما)

وأشارت إلى أن من أبرز أعمالها المسرحية «الأيام المخمورة» مع خالد الصاوي التي قُدِّمت في نهاية التسعينات، لافتة إلى أن السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.

هذا الرأي دعمه الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «سمية الألفي، منذ نهاية السبعينات، احتفظت بخط فني واضح، تَمثَّل في أداء الشخصية الجادة أو (الهانم) وهو خط برز في أعمالها التلفزيونية، خصوصاً في (ليالي الحلمية) و(الراية البيضاء)»، مشيراً إلى أن الأخير منحها فرصة لإظهار موهبتها بشكل أكبر مع كثرة التحولات التي مرَّت بها الشخصية والمساحة التي شغلتها بالأحداث.

وأوضح سعد الدين أنها قدَّمت أدواراً مميزة في أعمال مثل «العطار والسبع بنات» مع نور الشريف، ولم تخشَ تقديم مرحلة عمرية متقدمة، مؤكداً أن جزءاً من تميُّز مسيرتها الفنية اعتمد على دقتها في اختيار أدوارها.


العاصمة البريطانية تتأهب لاستقبال «رمسيس وذهب الفراعنة»

المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
TT

العاصمة البريطانية تتأهب لاستقبال «رمسيس وذهب الفراعنة»

المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)

بدأت الاستعدادات في قاعة «Neon Battersea Power Station» بلندن، لاستقبال المعرض الأثري المصري المؤقت «رمسيس وذهب الفراعنة»، المقرر افتتاحه في 28 فبراير (شباط) المقبل بالعاصمة البريطانية في محطته السابعة، بعد انتهاء فترة عرضه بالعاصمة اليابانية طوكيو.

وتفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الدكتور محمد إسماعيل خالد، جاهزية قاعات العرض من حيث فترات العرض، والإضاءة، وأنظمة الأمن والحماية؛ للاطمئنان على استيفاء كافة المتطلبات اللازمة لافتتاح المعرض، وتوفير أعلى مستويات الحماية والأمان للقطع الأثرية، إلى جانب تطبيق الإجراءات التأمينية والاحترازية المعتمدة، بما يضمن خروج المعرض بالصورة اللائقة بمكانته كـ«أحد أبرز سفراء الحضارة المصرية في الخارج»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت.

متابعة التجهيزات لاستقبال معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بلندن (وزارة السياحة والآثار)

ويضم معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» 180 قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة من خلال فترات مختلفة، وتشمل القطع الأثرية مقتنيات من المتحف المصري في التحرير تعود إلى عصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني من المتحف القومي للحضارة المصرية، وعدد من القطع الأثرية المكتشفة بواسطة البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقّارة، إلى جانب مختارات من مقتنيات متاحف مصرية أخرى. وتبرز القطع الأثرية سمات الحضارة المصرية القديمة منذ عصر الدولة الوسطى حتى العصر المتأخر، من خلال تماثيل، وحُلي، وأدوات تجميل، ولوحات، وكتل حجرية مزخرفة بالنقوش، فضلاً عن عدد من التوابيت الخشبية الملونة، وفق بيان الوزارة.

وعقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار اجتماعات مع منظمي المعرض، الذي من المقرر أن يستمر حتى 30 أغسطس (آب) 2026، لمناقشة مختلف الإجراءات والرؤى المتعلقة بمراسم الافتتاح الرسمي، بما يضمن تنظيم الحدث على أعلى مستوى، وبما يتناسب مع أهمية المعرض وعظمة الحضارة المصرية.

وأكد خالد أن «المعارض الأثرية الخارجية تمثل نافذة مهمة للتعريف بالحضارة المصرية العريقة أمام شعوب العالم، وإبراز عبقرية وبراعة المصري القديم في مجالات العلم والهندسة والفن وغيرها، بما يسهم في تعزيز التقارب الثقافي بين الشعوب، فضلاً عن كونها أداة فعالة للترويج السياحي لمصر ومقوماتها الثقافية والأثرية عالمياً».

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» لدى عرضه بألمانيا (وزارة السياحة والآثار)

وبدأ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» رحلته حول العالم عام 2021 بمحطته الأولى في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، ثم سان فرانسيسكو، ثم العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن ينتقل إلى متحف سيدني بأستراليا، ثم مدينة كولون بألمانيا، وصولاً إلى العاصمة اليابانية طوكيو.

ويرى عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو رسالة حضارية مصرية متجددة إلى العالم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رمسيس الثاني هنا لا يُقدَّم كملك عظيم فحسب، بل كرمز لعبقرية الدولة المصرية القديمة، وقدرتها على التنظيم والإبداع والاستمرارية»، ومشيراً إلى أن اختيار لندن، بما تمثله من ثقل ثقافي وإعلامي، كمحطة سابعة للمعرض، يعزز من حضور مصر في الوعي العالمي، ويعيد طرح التاريخ المصري بوصفه تاريخاً إنسانياً مشتركاً.

وتراهن مصر على المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج بوصفها «سفيراً للحضارة المصرية»، ووسيلة للترويج السياحي للمقاصد المصرية عبر العالم، وأقامت من قبل معارض للملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» في شنغهاي بالصين، وجذبت هذه المعارض ملايين السياح لزيارتها منذ عام 2018 حتى العام الحالي.

وبحسب عبد البصير، فإن قيمة هذه المعارض لا تقتصر على عرض القطع، «بل تكمن في السرد العلمي المتوازن الذي يرافق القطع، وفي القدرة على تحويل الأثر الصامت إلى قصة حية عن السلطة، والعقيدة، والفن، والحياة اليومية في مصر القديمة»، وفق قول عبد البصير الذي وصف المعارض الأثرية المؤقتة بأنها «أنجح أدوات القوة الناعمة؛ إذ تجمع بين العلم والدبلوماسية الثقافية، وتؤكد أن حماية التراث وعرضه للعالم هما شكل من أشكال الدفاع عن الهوية».