انحازت مسلسلات «الأوف سيزون» في مصر لـ«البطولة النسائية»، بشكل واسع، خصوصاً خلال موسم الصيف الدرامي الحالي، الذي شهد أعمالاً دراميةً متنوعةً تصدرت بطولتها فنانات، في ظاهرة ربما تكون متكررة، لكنها لافتة في الوقت نفسه.
ومنحت هذه الأعمال الدرامية الفرصة لأسماء فنية مختلفة لتصدر البطولة، من بينهن غادة عادل، ونجلاء بدر، وتارا عماد، وهنادي مهنى، وليلى زاهر، واللاتي شاركن في مسلسلات وحكايات درامية أخرى من قبل في أدوار البطولة، وكذلك من خلال الشخصيات الرئيسية.
وكان لمسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» نصيب الأسد في هذا الموسم عبر الاستعانة بممثلات لتصدر بطولة حكاياته، حيث ضم العمل الذي اعتمد على «البطولة النسائية» حتى الآن، حكايات درامية عدة تدور أحداثها في إطار من التشويق والإثارة عبر حلقات معدودة، من بينها حكاية «بتوقيت 2028»، بطولة هنادي مهنى، وحكاية «أنت وحدك»، بطولة تارا عماد، وحكاية «هند» بطولة ليلى زاهر، وحكاية «فلاش باك»، التي تقاسم بطولتها كل من مريم الجندي وأحمد خالد صالح.
وقدمت صبا مبارك بطولة مسلسل «220 يوم»، الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي، كما يعرض حالياً مسلسل «أزمة ثقة»، بطولة نجلاء بدر، ويتناول الصراعات العائلية ومشكلات الميراث.

وتعليقاً على تصدر ممثلات للبطولة عبر مسلسلات «الأوف سيزون»، أكد الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «الموسم الحالي شهد بالفعل على تصدر البطولة النسائية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «غالبية الأعمال المعروضة التي منحت الفرصة لفنانات ليست مسلسلات طويلة بل حكايات بحلقات محددة ضمن عمل واحد».
ويرى عبد الرحمن أن «تصدر الفنانات هذه الأعمال القصيرة يعد فرصة من باب التجربة لإثبات جدارتهن، والمشاركة في مواسم أخرى وحلقات أكثر»، لافتاً إلى أن «الحكم في النهاية يبقى للجمهور وآليات السوق».
ونوّه الناقد المصري بأن «تصدر البطولة لفنانة أو فنان، عادة يكون بدون معيار محدد، وإنما حسب الحكاية وبمن تليق»، موضحاً أن الحكاية الأولى من مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، سلطت الضوء أكثر على شخصية أحمد خالد صالح.

بجانب المسلسلات المعروضة بالوقت الحالي على القنوات والمنصات، بدأت استوديوهات التصوير في استقبال أعمال أخرى تتصدرها «البطولة النسائية»، من بينها مسلسلات «لينك»، بطولة رانيا يوسف، و«وتر حساس 2»، بطولة غادة عادل، وإنجي المقدم، وهيدي كرم، و«لا ترد ولا تستبدل» بطولة دينا الشربيني، و«بنج كلي» بطولة سلمى أبو ضيف، بينما أعلن صناع مسلسل «ابن النصابة» بطولة كندة علوش عن تصويره قبل أسابيع عدة.
من جهته أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «دراما (الأوف سيزون) تسمح بهامش من المغامرة أكبر بكثير من الهامش الموجود في المواسم الأخرى مثل موسم رمضان»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «من ضمن معايير هذا الهامش أن تكون المرأة غالباً هي البطلة والمتصدرة».

ويضيف الشناوي: «اعتدنا على بطولة الرجل للمسلسلات، برغم أن الدراما التلفزيونية أحدثت توازناً في هذا الجانب منذ سنوات، لكن ليس بنسب متساوية، حتى في موسم رمضان، بينما فتحت دراما (الأوف سيزون) المجال للمراهنة غير التقليدية وبشكل لم نعتد عليه كثيراً، ومنحت الفرص لبعض الأسماء لإثبات وجودها الفني ولأسماء أخرى ربما تتألق بالمسلسلات بعد ابتعادها نوعاً ما».
وكشف الشناوي أن «هذه النوعية من الدراما لها دور فعال في إعادة بعض الأسماء للضوء مجدداً مثلما حدث مع الفنانة سماح أنور، عبر مسلسل (كتالوج)».






