LA GRAZIA ★★★★
إخراج: باولو سورنتينو
إيطاليا | دراما سياسية
عروض 2025: ڤينيسيا (المسابقة الرسمية).
«الشكر» هو فيلم افتتاح الدورة 82 التي انطلقت في الـ27 من الشهر الحالي، وهو أيضاً هدية لعشاق أفلام المخرج باولو سورنتينو ومنحاه في معالجة أزمات الرجال البالغين.
يدور الفيلم حول رئيس جمهورية إيطاليا في حقبة قريبة، سياسي اسمه ماريانو ديسانتيس، ويؤديه الممثل الذي شارك في العديد من أفلام سورنتينو سابقاً، توني سرڤيللو. هذه ليست المرة الأولى التي يتقصّد فيها المخرج تناول زعماء سياسيين في الحكم. سبق له أن تناول حياة رئيس الوزراء جيليو أندرويوتي في «النجم» سنة 2008، ثم حياة رئيس الوزراء سيلڤيو برلسكوني في «لورو» (2018). المختلف هنا أن سورنتينو اختار شخصية خيالية يعرج من خلالها للمقارنة بين الواقع والمتخيّل.
في «الشكر» تمتد الحبكة لساعتين وربع الساعة من العرض، الشغوف بالتشكيل الجمالي عبر لقطات بثتها مديرة تصوير أفلام سورنتينو المفضّلة (التي عملت على معظم أفلامه)، داريا دانطونيو. الرئيس ماريانو على مشارف انتهاء ولايته في غضون الأشهر الستة المقبلة، وما زال مطالباً باتخاذ قرارات مهمّة قبل أن يغادر قصر الرئاسة.
يُلقي المخرج على بطله ظلال الستين سنة التي يعيشها، وشعوره بفراق زوجته قبل حين، وبعض اللمحات من ماضيهما (مشهد رقيق له وهو يستعيد ذكرياته بلمس ملابسها). لا يحدد الفيلم رابطاً مشتركاً بين الجانب العاطفي والقضيتين اللتين تنتظران قراره: امرأة قتلت زوجها بعد سنوات عديدة من العنف الذي تحمّلته منه، وأستاذ مدرسة قتل زوجته التي فقدت ذاكرتها وحوّلت حياته إلى جحيم.
هناك مشهد للرئيس يجلس مع باقي المنتظرين في قاعة السجن ليقابل المتهم قاتل زوجته. كان يستطيع أن يدخل المقابلة من دون انتظار، لكنه لا يرضى، وبذلك يمنحه الفيلم صفة مثالية، لولا أنه في مشاهد أخرى، ولو محدودة، يعرض بعض نواقصه كالشعور بالزهو وقليل من عدم الثقة.
هذا الرئيس مختلف عن رؤساء آخرين؛ هو رئيس تخيّله سورنتينو كما لو كان أمنية: ما يقوله سورنتينو هنا هو أن الرؤساء (أمثال أندريوتي وبرلسكوني الواردين في فيلميه السابقين) هما الواقع، وهذا الرئيس المتخيّل هو ما يجب أن يكون عليه كل رئيس.
مضمون مهم معرض للفشل والسذاجة، لولا أن الممثل سرڤيللو (الذي مثّل الشخصيتين المذكورتين) يؤدي دور الرئيس هنا بمنهج مختلف تماماً. يرتدي الدور كما يرتدي الواحد منا قميصه. بعض الحوارات والتعليقات تشبه التلقين، لكن أثرها محدود في نهاية الأمر.
THE MOTHER ★★★
إخراج: تيونا ستروغَر متڤسكا
مقدونيا الشمالية | دراما دينية
عروض 2025: ڤينيسيا (مسابقة آفاق).
حياة الأم تيريزا (التي توفيت سنة 1997 عن 87 سنة) تتبدّى على الشاشة في سيرة حياة تلتزم بوقائع محددة في فترة واحدة من حياتها الحافلة، وهي الفترة التي عاشتها في مدينة كالكوتا عام 1948.
لا يكترث الفيلم لمتابعة قصة شاملة لجوانب حياة الأم تيريزا في ذلك العام، بل ينطلق في درب مختلف، متخصصاً في الحديث عن الأم تيريزا (تؤديها ناوومي راباس) في تلك الحقبة وذلك المكان. لا تحاول المخرجة متڤسكا تجميل شخصيتها هذه، بل تعمد لمنوال الجمع بين التناقضات: هي أم مؤمنة تفعل ما تراه صحيحاً، لكن ما تراه صحيحاً قد لا يكون كذلك.

بعد التعريف الموجز بالمكان الخاص (الذي يؤوي، إلى جانب الراهبات، أطفالاً هنود يدرسون ويعيشون داخله) وذلك العام (أزقة المدينة التي ينتشر فيها المرض والفقر والمجاعة)، يطرق الفيلم حدثه الأهم: الراهبة أنيشكا (سيلڤيا هووَكس) تعترف بأنها حامل. يُثير الموضوع الأم تيريزا لخطورته، فتغضب بالطبع، وتقترح على أنيشكا ترك بيت الراهبات، لكن لا مكان لها في العالم الخارجي، وتقترح أن تجري عملية طرح جنينها. ترفض الأم الطلب، وتخبر الراهبة الملتاعة بأنها هي من ارتكبت الخطأ، وعليها أن تجد حلاً.
لكن المفارقات تتوالى، والأم تيريزا لا تستطيع أن ترى الراهبة تتعذّب. تطلب العون من الأب فردريك (نيكولا رستانوڤسكي)، الذي يواجهها بقرار معتدل ترفضه.
من يتوخّى فيلماً عن الأم التي ذاع صيتها بوصفها فاعلة خير سيفاجأ هنا؛ لا يعادي الفيلم صورتها، لكنه ينتقدها. وحتى هذا النقد يأتي حذراً وغير مباشر. ما تحاوله المخرجة هو تقديم صورة لفترة حالكة من حياة الراهبة التي اعتبرت نموذجاً يُحتذى من قِبل الغالبية غير المؤثرة، في حين اعتبرها بعض آخر في الكنيسة الكاثوليكية نفسها مدّعية ومنافقة.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز






