يُقدِّم معالجا «إنتل كور ألترا 9 285 كيه (Intel Core Ultra 9 285K)»، و«إنتل كور ألترا 7 265 كيه (Intel Core Ultra 7 265K)» نقلة نوعية في عالم المعالجات المكتبية، فكلاهما يأتي ضمن الجيل الجديد المبني على معمارية «آرو ليك (Arrow Lake)» الثورية، ويتميزان بتصميمهما الهجين ووحدة المعالجة العصبية المدمجة لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دعم سرعات فائقة لذاكرة العمل «RAM» لمزيد من الأداء للاعبين وصُناع المحتوى.
واختبرت «الشرق الأوسط» المعالجين، ونذكر ملخص التجربة.
«كور ألترا 9 285 كيه»: قوة الأداء المطلق
يُعدّ معالج «إنتل كور ألترا 9 285 كيه (Intel Core Ultra 9 285K)» قفزةً نوعيةً لمعالجات الكمبيوترات المكتبية، حيث يمثل بداية الجيل الجديد من المعالجات المبنية على معمارية «آرو ليك (Arrow Lake)».
ويتميز هذا المعالج بهيكلية هجينة فريدة تجمع بين نوى الأداء المخصصة للمهام المكثفة ونوى الكفاءة للمهام الأبسط، ما يوفر توازناً مثالياً بين القوة وكفاءة استهلاك الطاقة. كما أنه الأول من نوعه في فئة الأجهزة المكتبية الذي يحتوي على وحدة معالجة عصبية «Neural Processing Unit NPU» مخصصة لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
هذه المعمارية الجديد مبنية على مبدأ الرقائق الصغيرة المتصلة «Chiplets»، حيث يتكون المعالج من وحدات عدة منفصلة، بما في ذلك وحدة المعالجة، ووحدة الإدخال والإخراج، ووحدة معالجة الرسومات «GPU». وتتصل هذه الوحدات ببعضها بعضاً عبر تقنية متقدمة اسمها «فوفيروس 3 دي باكيجنغ (Foveros 3D Packaging)»، التي تعمل نسيجاً عالي السرعة؛ لضمان التواصل السلس، وخفض زمن الانتقال بين تلك الوحدات، حيث يتم وضع هذه الرقائق فوق بعضها بعضاً داخل المعالج.
وبالإضافة إلى مستويات الأداء، يدعم المعالج أحدث معايير ذاكرة العمل «RAM»، ومنها «DDR5» بسرعة 8000 مليون عملية نقل في الثانية الواحدة، ما يفتح الباب أمام سرعات نقل بيانات فائقة. ويشار إلى أنه وللاستفادة من هذه السرعات الفائقة للذاكرة، يجب استخدام وحدات ذاكرة متوافقة مع هذه السرعة ولوحة رئيسية تدعم معمارية «زد 890 (Z890)» المصممة خصيصا لدعم هذه التقنية بمقبس معالج من نوع «إل جي إيه 1851 (LGA1851)».
وتتجاوز إمكانات المعالج الترددات الأساسية بفضل تقنيات التعزيز المتقدمة، ويشمل ذلك تقنية «زيادة السرعة حسب درجة الحرارة (Thermal Velocity Boost)»، التي تزيد سرعات النوى بشكل تلقائي إلى 5.7 غيغاهرتز عند توفر التبريد الكافي، وتقنية «الزيادة القصوى في الأداء 3.0 (Turbo Boost Max Technology 3.0)»، التي توجِّه أحمال العمل الأكثر تطلباً إلى نوى الأداء الأسرع في المعالج.
أداء لا يضاهى لصُناع المحتوى واللاعبين
وبالنسبة لصُناع المحتوى، يُقدِّم المعالج أداءً استثنائياً في التطبيقات التي تعتمد على المهام المتعددة والمعالجة المتوازية. وتسمح نواه البالغ عددها 24 (8 نوى أداء و16 نواة كفاءة) بالتعامل مع أعباء العمل الثقيلة مثل تحرير عروض الفيديو بالدقة العالية وتصميم الرسومات ثلاثية الأبعاد «3D Rendering» ووظائف الترميز «Encoding» للفيديوهات بسرعة فائقة ودون تأخير. كما أن وجود وحدة المعالجة العصبية المدمجة يُسرّع بشكل كبير المهام المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مثل إزالة الخلفية من الفيديو المباشر ومعالجة الصور، وغيرهما من الوظائف الأخرى.
وعلى صعيد الألعاب الإلكترونية، فإن المعالج قادر على تقديم تجربة لعب ممتازة بفضل تردداته العالية التي تصل إلى 5.7 غيغاهرتز وتصميمه الفعال، حيث يوفر معدلات رسومات في الثانية «Frames per Second FPS» مرتفعة، وسلاسة في اللعب حتى في أحدث الألعاب التي تتطلب موارد كبيرة. كما أن تحسيناته في الأداء أحادي النواة تجعله خياراً ممتازاً للألعاب التي تعتمد بشكل كبير على هذا النوع من الأداء، بالإضافة إلى دعم تقنيات متقدمة مثل تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها «Ray Tracing» المُعزَّزة بالذكاء الاصطناعي.
مواصفات متقدمة... وتفوق على المنافسة
ويقدم هذا المعالج مستويات أداء أعلى مقارنة بمعالج الجيل 14 من «إنتل» الذي يُعدّ من أفضل المعالجات أداء وسرعة، حيث يقدم المعالج الجديد أداء أفضل بنسبة 15 في المائة مع خفض استهلاك الطاقة بنحو 40 في المائة وتقديم ضعف سرعة عمل الذكاء الاصطناعي بفضل استخدام رقاقة متخصصة بذلك عوضاً عن استخدام الرقاقة الرئيسية للقيام بتلك الحسابات.
ويعمل المعالج بسرعة 3.7 غيغاهرتز في الظروف العادية (بهدف حفظ الطاقة وخفض الحرارة الناجمة عن العمل) مع قدرته على رفعها إلى 5.7 غيغاهرتز عند الحاجة لذلك، مع تقديم 36 ميغابايت من الذاكرة فائقة السرعة الخاصة بالمعالج «Cache». ويقدم المعالج وحدة معالجة رسومات مدمجة داخله من طراز «إنتل إكس إي إل بي جي (Intel Xe LPG)» تعمل بسرعة 2 غيغاهرتز، وهو يحتاج لطاقة بقدرة 250 واط. الوحدة الرئيسية في المعالج مصنوعة بدقة 3 نانومتر.
ولدى تجربة المعالج في نمط النواة الفردية والنوى المتعددة، تفوق عل كل من AMD Ryzen 9 9950X وAMD Ryzen 9 9900X وAMD Ryzen 7 9700X وAMD Ryzen 5 9600X وIntel Core i9 14900K وIntel Core i7 14700K وIntel Core i5 14600K، وبفارق تراوح بين 11 و158 في المائة في نمط النوى المتعددة، و4 و15في المائة في نمط النواة الواحدة.
ويبلغ سعر المعالج 1999 ريالاً سعودياً (نحو 529 دولاراً أميركياً).

«كور ألترا 7 265 كيه»: أداء احترافي بسعر تنافسي
وننتقل إلى الأخ الأصغر قليلاً للمعالج السابق، وهو «إنتل كور ألترا 7 265 كيه (Intel Core Ultra 7 265K)»، الذي يعتمد على المعمارية نفسها لأخيه الأكبر وتصميم الرقائق المتصلة نفسه، وهو يجمع بين الأداء العالي وكفاءة استهلاك الطاقة، ويستهدف فئة اللاعبين المحترفين وصناع المحتوى الذين يحتاجون إلى قوة معالجة كبيرة لتلبية متطلبات عملهم.
ويتكون المعالج من 20 نواة مقسمة إلى 8 نوى عالية الأداء «P-Cores» و12 نواة عالية الكفاءة «Efficiency Cores». هذا التوزيع الذكي للنوى المصحوب بتقنية توزيع الأعمال «ثريد دايركتر (Thread Director)» يضمن توجيه المهام بشكل تلقائي إلى النوى المناسبة؛ بهدف تحسين كفاءة الأداء وخفض استهلاك الطاقة للتعامل مع مهام متعددة في آن واحد بسلاسة فائقة، من الألعاب الثقيلة إلى تطبيقات العمل الاحترافية.
أداء متفوق للاعبين والمبدعين
ويقدم المعالج تجربة لعب سلسة للغاية مع زمن استجابة للأوامر منخفض جداً. وسيجد اللاعبون أن الأداء الفعلي يتجاوز الأرقام القياسية للمعالج بفضل استقرار معدلات الصور في الثانية، ما يمنع تقطع الرسومات أو القفزات المفاجئة التي قد تفسد تجربة اللعب. وهذا المزيج من الأداء المستقر وسرعة الاستجابة يجعل منه خياراً مفضلاً لمحبي ألعاب الرياضات الإلكترونية والألعاب التنافسية.
ولا يقتصر تميز المعالج على الألعاب فقط، بل إنه أداة متقدمة جداً لصناع المحتوى بفضل نواه المتعددة وقدرته على معالجة المهام المتوازية. ويخفض هذا المعالج بشكل كبير من أوقات معالجة الرسومات والفيديوهات «Rendering» في برامج تحرير عروض الفيديو مثل «Adobe Premiere Pro»، ويُحسّن من أداء التمثيل المجسم ثلاثي الأبعاد «3D» في الوقت الفعلي. كما أن الدعم المدمج لأعباء عمل الذكاء الاصطناعي عبر تقنية «تسريع التعلم العميق (Deep Learning Boost)» يُسرّع من العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يفيد المصممين والمنتجين الذين يستخدمون هذه التقنيات في أعمالهم اليومية.
دعم فائق للذاكرة... وتكامل مع اللوحة الأم
وبفضل التصميم المعماري الجديد، يدعم المعالج ذاكرة «دي دي آر5 (DDR5)» فائقة السرعة التي تتراوح بين 6400 و8000 مليون عملية نقل في الثانية الواحدة، ما يوفر نطاقاً ترددياً هائلاً للبيانات، ويعزز من الأداء العام، خصوصاً في الألعاب والتطبيقات التي تعتمد بشكل كبير على الذاكرة. وللاستفادة الكاملة من إمكانات هذا المعالج، فإنه من الضروري استخدامه مع اللوحات الرئيسية التي تدعم معمارية «زد 890 (Z890)» المصممة خصيصاً لدعم هذه التقنية بمقبس معالج من نوع «إل جي إيه 1851 (LGA1851)».
ويعمل المعالج بسرعة 3.3 غيغاهرتز في الظروف العادية (بهدف حفظ الطاقة وخفض الحرارة الناجمة عن العمل) مع قدرته على رفعها إلى 5.5 غيغاهرتز عند الحاجة لذلك، مع تقديم 30 ميغابايت من الذاكرة فائقة السرعة الخاصة بالمعالج «Cache». ويقدِّم المعالج وحدة معالجة رسومات مدمجة داخله تعمل بسرعة 2 غيغاهرتز، وهو يحتاج لطاقة بقدرة 250 واط. الوحدة الرئيسية في المعالج مصنوعة بدقة 3 نانومتر.
ولدى اختبار المعالج، وجدنا أنه تفوق على كل من Intel Core i9 13900K وIntel Core i7 12700K وApple M2 وAMD Ryzen 9 5900X وAMX Ryzen 5 5600X وAMD Ryzen 5 3600 بفارق تراوح بين 6 و91 في المائة في مستويات الأداء.
ويبلغ سعر المعالج 999 ريالاً سعودياً (نحو 259 دولاراً أميركياً).




