روسيا تعزز تقدمها الميداني وسط جمود مساعي السلام في أوكرانيا

ألمانيا تشدد على تقديم «ضمانات أمنية موثوقة» لكييف

 جنود أوكرانيون يحملون نعش رفيق لهم خارج دير القديس ميخائيل في كييف الاثنين وسط الهجوم الروسي على بلادهم (رويترز)
جنود أوكرانيون يحملون نعش رفيق لهم خارج دير القديس ميخائيل في كييف الاثنين وسط الهجوم الروسي على بلادهم (رويترز)
TT

روسيا تعزز تقدمها الميداني وسط جمود مساعي السلام في أوكرانيا

 جنود أوكرانيون يحملون نعش رفيق لهم خارج دير القديس ميخائيل في كييف الاثنين وسط الهجوم الروسي على بلادهم (رويترز)
جنود أوكرانيون يحملون نعش رفيق لهم خارج دير القديس ميخائيل في كييف الاثنين وسط الهجوم الروسي على بلادهم (رويترز)

أعلن الجيش الروسي، الاثنين، السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، محققاً مزيداً من التقدم في الأراضي الأوكرانية في وقت عاد الجمود ليخيّم على مساعي التوصل لاتفاق سلام. وتتقدّم القوات الروسية ببطء ولكن بثبات في ظل معارك للسيطرة على مناطق واسعة مدمّرة في شرق ووسط أوكرانيا، حيث لم يعد هناك غير عدد قليل من السكان والأبنية غير المدمرة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية زابوريزكه في المنطقة، حيث تقدّمت القوات الروسية مؤخراً لأول مرة في إطار عمليتها العسكرية المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وتنفي كييف أن تكون القوات الروسية رسّخت مواقعها في منطقة دنيبروبيتروفسك التي تعد مركزاً صناعياً مهماً.

وسبق أن كانت منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط) بمنأى إلى حد كبير عن المعارك التي شهدتها أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا إلى أن أعلنت روسيا دخول قواتها إليها في يوليو (تموز) الحالي. ودنيبروبيتروفسك ليست من بين المناطق الأوكرانية الخمس (دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا والقرم) التي أعلنتها موسكو أراضي روسية.

كذلك، أفادت أوكرانيا بأن روسيا أطلقت أكثر من مائة مسيّرة، الاثنين، ما أسفر عن مقتل سائق مدني يبلغ من العمر 37 عاماً، وإصابة شخصين بجروح في منطقة سومي (شمال شرق)، فيما أعلنت موسكو، في المقابل، أن كييف أطلقت حوالي 20 مسيّرة استهدفت غرب روسيا. وبعدما ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً للتوسط من أجل انعقاد قمة أوكرانية روسية، تبددت الآمال بذلك عندما استبعدت روسيا الأسبوع الماضي أي اجتماع في الوقت الحاضر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى اجتماعه مع نائب المستشار الألماني وزير المالية لارس كلينغبيل في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

«ضمانات أمنية موثوقة»

في غضون ذلك، دعا نائب المستشار الألماني لارس كلينغبيل، الاثنين، لدى وصوله في زيارة إلى كييف إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وتقديم «ضمانات أمنية موثوقة» لكييف في حال التوصل إلى تسوية تنهي الحرب مع موسكو. وأعلن وزير المال الألماني لدى وصوله إلى العاصمة الأوكرانية لبحث مساهمة برلين في حل للنزاع، وفقاً لبيان: «بالتعاون الوثيق مع المستشار (فريدريك ميرتس)، أسعى إلى تحديد أفضل السبل التي يمكن لألمانيا من خلالها دعم أوكرانيا في عملية سلام محتملة». وأكد كلينغبيل أن «ألمانيا ستتحمل مسؤولياتها»، في حين يبدو التوصل إلى اتفاق بين الأوروبيين والأميركيين بشأن الضمانات الأمنية التي ستُقدم لكييف مسألة معقدة.

وبدوره، صرّح ميرتس، الاثنين، في واشنطن أنه «من الواضح تماماً» ضرورة إشراك أوروبا في هذه الضمانات. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجدداً الأحد في عيد استقلال بلاده، إلى نشر قوات أجنبية في البلاد بعد انتهاء الحرب، وهو ما تعارضه موسكو باستمرار. ولم يتخذ ميرتس موقفاً حتى الآن بشأن احتمال تدخل للجيش الألماني في أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى ترحيبه برئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور في كييف الاثنين (أ.ب)

مساعدات نرويجية لكييف

في سياق متصل، تعتزم الحكومة النرويجية تخصيص 85 مليار كرونة (7,2 مليار يورو) مساعدات لأوكرانيا العام المقبل، وهو المبلغ نفسه الذي التزمت به في عام 2025، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور الاثنين. وإذا وافق البرلمان على الاقتراح فسوف ترتفع قيمة الدعم الإجمالي المدني والعسكري الذي تعتزم النرويج تقديمه لكييف من 2023 إلى 2030، إلى 275 مليار كرونة (أكثر من 23 مليار يورو)، ما يعزز موقعها بوصفها من أبرز داعمي أوكرانيا.

وقال ستور في بيان: «ترغب الحكومة في تمديد برنامج المساعدة الاستثنائية لأوكرانيا خلال العام المقبل، عبر مساهمة إجمالية بقيمة 85 مليار كرونة للدعمين العسكري والمدني». وأضاف: «رغم الحديث عن وقف إطلاق النار والسلام، فإن الحرب في أوكرانيا لا تزال محتدمة. وفي ظل هذا الوضع، من المهم أن نُظهر دعماً قوياً ومتواصلاً لأوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية».

وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع زيارة ستور إلى كييف، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي. ويُفترض أن يُدرج هذا الدعم ضمن مشروع موازنة عام 2026، الذي ستقدّمه الحكومة العمالية التي لا تتمتع بالغالبية في البرلمان، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول).


مقالات ذات صلة

مبعوث بوتين يرحِّب بقرار الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام الأصول الروسية المجمدة

أوروبا صورة أرشيفية لكيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

مبعوث بوتين يرحِّب بقرار الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام الأصول الروسية المجمدة

قال مبعوث بوتين إن «‌القانون ⁠وصوت العقل» ​انتصرا، ‌بعد أن قرر قادة الاتحاد الأوروبي اقتراض أموال لتمويل أوكرانيا بدلاً من ⁠استخدام الأصول ‌الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا (ا.ب)

الاتحاد الأوروبي يوافق على دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا

قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إن الاتحاد الأوروبي وافق على دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا على مدى العامين المقبلين. وقال كوستا: «لقد التزمنا،…

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ ترمب يحض أوكرانيا على «التحرك سريعاً» في المفاوضات حول إنهاء النزاع

ترمب يحض أوكرانيا على «التحرك سريعاً» في المفاوضات حول إنهاء النزاع

حض دونالد ترمب أوكرانيا، الخميس، على «التحرك سريعاً» في المفاوضات حول خطة تهدف إلى إنهاء النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)

إستونيا: أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا إلى أراضينا

قالت وزارة الخارجية الإستونية إن ثلاثة أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا بشكل غير قانوني إلى الأراضي الإستونية أمس (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (ريغا)
أوروبا المزارعون في وقفة احتجاجية ضد اتفاقية زراعية مع البرازيل أمام البرمان الأوروبي في لوكسمبورغ (أ.ف.ب) play-circle

القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية قادة الاتحاد الأوروبي بعدم مغادرة القمة التي تُعقد، الخميس، في بروكسل من دون التوصل إلى اتفاق على تمويل أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مبعوث بوتين يرحِّب بقرار الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام الأصول الروسية المجمدة

صورة أرشيفية لكيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
صورة أرشيفية لكيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

مبعوث بوتين يرحِّب بقرار الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام الأصول الروسية المجمدة

صورة أرشيفية لكيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
صورة أرشيفية لكيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال ​كيريل ديمترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، ‌اليوم (الجمعة)، ‌إن «‌القانون ⁠وصوت العقل» ​انتصرا، ‌بعد أن قرر قادة الاتحاد الأوروبي اقتراض أموال لتمويل أوكرانيا بدلاً من ⁠استخدام الأصول ‌الروسية المجمدة.

وكتب ديمترييف على «إكس»، في إشارة إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون ​دير لاين «ضربة كبيرة لدعاة ⁠الحرب في الاتحاد الأوروبي بقيادة أورسولا الفاشلة - أصوات العقل في الاتحاد الأوروبي منعت الاستخدام غير القانوني للاحتياطيات الروسية ‌لتمويل أوكرانيا».


الاتحاد الأوروبي يوافق على دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا

رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا (ا.ب)
رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا (ا.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يوافق على دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا

رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا (ا.ب)
رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا (ا.ب)

قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إن الاتحاد الأوروبي وافق على دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا على مدى العامين المقبلين.

وقال كوستا: «لقد التزمنا، وأوفينا».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل (ا.ف.ب)

وتوصل قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل إلى حل وسط بعد أن فشلت خطط استخدام أصول الدولة الروسية المجمدة لتغطية احتياجات التمويل لأوكرانيا في السنوات المقبلة في الحصول على الدعم اللازم.

المستشار الألماني ​فريدريش ميرتس (ا.ب)

من جهته قال المستشار الألماني ​فريدريش ميرتس، في وقت مبكر من اليوم (الجمعة)، إن قادة الاتحاد الأوروبي قرروا ‌بالإجماع تقديم ‌قرض ‌لأوكرانيا ⁠بدون ​فوائد قيمته ‌90 مليار يورو (105.53 مليار دولار) لتغطية احتياجاتها التمويلية للجيش والميزانية للعامين ⁠المقبلين.

وذكر ميرتس بعد ‌اجتماع مطول ‍لقادة ‍الاتحاد الأوروبي في ‍بروكسل، أن أوكرانيا لن تضطر إلى سداد القرض إلا ​إذا دفعت روسيا تعويضات عن حربها، بينما ⁠يحتفظ الاتحاد الأوروبي بالحق في استخدام الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي للسداد إذا لم تدفع روسيا التعويضات.


ألمانيا تعتزم استقبال مئات الأفغان العالقين في باكستان

أفغان يدخلون حافلة بمطار هانوفر فور وصولهم إلى ألمانيا بعد منحهم حق اللجوء فيها (أرشيفية - رويترز)
أفغان يدخلون حافلة بمطار هانوفر فور وصولهم إلى ألمانيا بعد منحهم حق اللجوء فيها (أرشيفية - رويترز)
TT

ألمانيا تعتزم استقبال مئات الأفغان العالقين في باكستان

أفغان يدخلون حافلة بمطار هانوفر فور وصولهم إلى ألمانيا بعد منحهم حق اللجوء فيها (أرشيفية - رويترز)
أفغان يدخلون حافلة بمطار هانوفر فور وصولهم إلى ألمانيا بعد منحهم حق اللجوء فيها (أرشيفية - رويترز)

أعلنت برلين الخميس أنها تعتزم استقبال 535 أفغانيا كانوا قد تلقوا وعودا لم تنفذ بمنحهم اللجوء إلى ألمانيا وظلوا عالقين في باكستان.

وقال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت لشبكة «آر ان دي» الإعلامية، إن الحكومة سوف تسعى للبت في طلباتهم «خلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، قدر الإمكان» من أجل السماح لهم بدخول ألمانيا. وهؤلاء الأفغان تم قبولهم بموجب برنامج لجوء وضعته الحكومة الألمانية السابقة، لكن المستشار فريدريش ميرتس قام بتجميده مع توليه منصبه في مايو ( أيار).

ومن بين المستفيدين من البرنامج أفغان عملوا لصالح القوات الألمانية في أفغانستان أو اعتبروا معرضين للخطر بعد عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، وبينهم صحافيون وناشطون في مجال حقوق الانسان مع عائلاتهم. وحددت باكستان نهاية العام موعدا نهائيا لتسوية قضاياهم قبل أن تبدأ بترحيلهم.

أضاف دوبريندت «نحن على تواصل مع السلطات الباكستانية بهذا الشأن»، مشيرا إلى أنه «قد يكون هناك عدد قليل من الحالات التي سيتحتم علينا العمل عليها في العام الجديد».

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها أبلغت 650 أفغانيا من المتقدمين للبرنامج في باكستان برفض طلباتهم لأن الحكومة الجديدة لم تعد ترى أن ذلك يصب في «مصلحة» ألمانيا. لكنها عرضت عليهم في المقابل مبالغ مالية للتنازل عن حقهم بالاستقرار في ألمانيا، وحتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) لم يكن قد قبل العرض سوى 62 شخصا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت أكثر من 250 منظمة حقوقية في ألمانيا، من بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن هناك نحو 1,800 أفغاني من المتقدمين لبرنامج اللجوء عالقون في باكستان، وحضت الحكومة على السماح لهم بالدخول.