قال الممثل المصري أحمد خالد صالح إن قصة «فلاش باك» من مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» منحته تجربة مختلفة على مستوى الأداء، خصوصاً أنها جاءت في خمس حلقات فقط؛ ما أتاح له فرصة للتعبير عن الشخصية بشكل مكثف، في ظل وجود كثير من التحولات السريعة التي تمر بها الشخصية.
وأضاف صالح في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن «الفكرة بدأت مع المنتج كريم أبو ذكري بعد أن سمعها من المؤلف محمد حجاب، ثم عملا معاً على تطويرها حتى تحولت من حلقتين إلى 5 حلقات»، مؤكداً أنه شعر بانجذاب إلى العمل منذ اللحظة الأولى، حتى قبل قراءة السيناريو، وزاد حماسه أكثر بعد الاطلاع على النص، «ما ساعدني على الاندماج مع شخصية المصوّر الجنائي».
وقال إن صداقته القديمة مع المنتج أسهمت في تعزيز الرغبة في خوض التجربة؛ إذ كانا يتمنيان التعاون منذ فترة، وأضاف أن «السيناريو الواضح في رسم الشخصيات جعل التحضيرات سهلة وسريعة، خصوصاً مع وجود بروفات مكثفة تحت إشراف المخرج جمال خزيم، الذي حرص على ضبط إيقاع الأداء الجماعي».
وأكد صالح أن النص حين يقدّم ملامح الشخصية بدقة يسهّل مهمة الممثل، ويجعله يدخل إلى جوهر الدور بسرعة وثقة، معرباً عن سعادته بردود الأفعال التي لمسها وتفاعل الجمهور مع حلقات المسلسل.

وأوضح أن أصعب ما واجهه في التصوير كان المشاهد الهاتفية المعتمدة على «الفيديو كول»، مؤكداً أنها من أصعب أنواع الأداء الدرامي، لأن التمثيل في مواجهة الهاتف يتطلب تخيّل الطرف الآخر وتوقّع ردود فعله من دون أن يكون موجوداً بالطريقة نفسها التي يشاهدها بها الجمهور على الشاشة، «مما يضاعف الجهد المبذول»، وفق قوله.
ويعتمد مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» على مجموعة من القصص المنفصلة التي تقوم على فرق عمل مختلفة في الكتابة والتصوير والإخراج والبطولة، وتدور أحداث كل قصة في 5 حلقات فقط.
وعن شخصية المصوّر الجنائي التي برزت في المشهد الأول بالحكاية، أكد أحمد خالد صالح أنه شاهد هذا النموذج في أعمال أجنبية وعربية عدّة، لكن السيناريو المكتوب كان عوناً كبيراً له، لا سيما أن المشهد كُتب بوضوح شديد ساعده على فهم الحالة الدرامية والاندماج فيها منذ البداية.
وأشار إلى أن معيار اختياره لأي عمل يظل مرتبطاً بجودة الورق والقصة التي يقدمها، وليس بحجم الدور أو عدد مشاهده، موضحاً: «أفضل الأدوار التي تحمل تحدّياً، سواء كانت قريبة من شخصيتي أو بعيدة عنها، لأنني أجد متعة في مواجهة الأدوار الصعبة».

وأضاف أن المخرج والمؤلف يظلان شريكين أساسيين في تكوين الشخصية؛ لذلك يحرص دائماً على أن يعمل ضمن فريق يؤمن بالقصة، ويعرف كيف يحوّلها إلى تجربة مؤثرة.
وعن ظهوره بوصفه ضيف شرف في فيلم «درويش» من خلال شخصية الملك فاروق، قال الممثل المصري إن «المخرج وليد الحلفاوي هو من رشحني للدور بعد تعاوننا في فيلم (وش في وش) الذي عُرض، العام الماضي».
وأوضح أنه فوجئ بالترشيح رغم أن ملامحه بعيدة تماماً عن ملامح الملك، لكن تمسُّك المخرج به لتقديم الدور أمرٌ جعله يخوض التجربة، مشيراً إلى أن القصة جذبته منذ اللحظة الأولى، وشعر برغبة قوية في خوضها، خصوصاً أنها مع فريق من الممثلين الذين يحبهم على المستوى الشخصي، وتجمعه بهم علاقة صداقة.
وأضاف: «مساحة الدور الصغيرة لا تقلل من قيمته، بل تُعدُّ في (درويش) فرصة نادرة؛ لأن تقديم شخصية مثل الملك فاروق من الصعب أن تتكرر».
وأشار إلى أنه يسعى لأن يكون دقيقاً في اختياراته الفنية من أجل تقديم أدوار تعيش في ذاكرة الجمهور، مؤكداً أن «النجاح لا يُقاس فقط بالانتشار، وإنما بمدى صدق الممثل مع نفسه، وقدرته على المشاركة في أعمال لا يشعر تجاهها بالندم مستقبلاً».
وعن ارتباط اسمه باسم والده الفنان الراحل خالد صالح، قال إنه سيظل طوال حياته فخوراً بحمل هذا الاسم، لكنه يدرك أن المقارنة ليست في صالحه، موضحاً أنه إذا ترك نفسه لهذا التفكير فسيتعطل مشواره؛ لذلك اختار منذ البداية أن يعتمد على نفسه، فبدأ مسيرته باسم «أحمد صالح» ليؤكد أن تجربته لا تقوم على اسم والده فحسب.
وأضاف أن «مرور الوقت جعلني أكثر تقبّلاً لفكرة ارتباط اسمي باسم والدي، خصوصاً مع الشبه الواضح بيننا في الملامح»، مشيراً إلى أن هذا الارتباط يظل مصدر فخر لا عبئاً.
وعن مشروعاته الجديدة، قال صالح إنه يستعد لتصوير دوره في مسلسل «قتل اختياري» الذي يتكون من 30 حلقة من إخراج محمد بكير، ويشارك فيه مع ركين سعد وإنتصار ورشدي الشامي.

وعلى صعيد السينما، أوضح الفنان المصري أنه انتهى من فيلم «الست» المقرَّر عرضه قريباً، مشيراً إلى أنه «عمل يحمل طابعاً مختلفاً مع المخرج مروان حامد، بجانب استعدادي لاستكمال تصوير فيلم (شمس الزناتي) مع محمد إمام».
وعن التعاون الفني مع زوجته هنادي مهنا، أشار أحمد خالد صالح إلى أن الفكرة قائمة، لكنهما ينتظران المشروع المناسب، مؤكداً: «حرصنا على اختيار النص الجيد أهم لدينا من مجرد الظهور معاً».










