أحزاب مصرية تكثف تحركاتها استعداداً لانتخابات «النواب»

أعلنت بدء تلقيها طلبات المرشحين

مجلس النواب المصري (حساب المجلس على فيسبوك)
مجلس النواب المصري (حساب المجلس على فيسبوك)
TT

أحزاب مصرية تكثف تحركاتها استعداداً لانتخابات «النواب»

مجلس النواب المصري (حساب المجلس على فيسبوك)
مجلس النواب المصري (حساب المجلس على فيسبوك)

تكثف أحزاب مصرية تحركاتها استعداداً لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبينما يعكف عدد من الأحزاب على تلقي طلبات المرشحين، وتجهيز مرشحيه على المقاعد الفردية، ما زال الغموض يحيط بنظام «القائمة»، إذ أكدت قيادات في أحزاب مختلفة أن المشاورات لم تبدأ للمشاركة في «القائمة الوطنية» التي يعدها حزب الأغلبية «مستقبل وطن».

وتعكف أحزاب مصرية عدة على إعداد قوائم مرشحيها على المقاعد الفردية، بينما لا يزال الموقف من «القوائم» يشوبه الغموض، خصوصاً «القائمة الوطنية» التي يعدها حزب الأغلبية «مستقبل وطن»، والتي فازت في انتخابات «الشيوخ» دون منافسة بسبب عدم وجود قوائم أخرى، وضمت مرشحين عن 13 حزباً.

وسبق أن جرت انتخابات «مجلس الشيوخ»، (الغرفة الثانية للبرلمان) في أغسطس (آب) الحالي، وسط مشاركة محدودة للمعارضة.

زخم أكبر

وقال النائب رياض عبد الستار القيادي في حزب «مستقبل وطن» -صاحب الأغلبية البرلمانية- لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه «يكثف تحركاته الجماهيرية لتعزيز حضور مرشحيه في القواعد الشعبية بدوائرهم، لأن انتخابات (النواب) تختلف عن (الشيوخ) وتحظى بزخم أكبر، وتحتاج إلى جهد ميداني، وتفاعل مع الجماهير، خصوصاً أن التصويت في الكثير من الدوائر يعتمد على القبليات، والحضور الفعلي للمرشح بين أبناء دائرته».

وبحسب عبد الستار فإن حزبه «ما زال يعد مرشحيه على المقاعد الفردية، ويدرس الأنسب منهم، والأكثر تأثيراً في دائرته، بينما لا توجد أي معلومات حتى الآن عن مشاورات أو اجتماعات خاصة بتشكيل (القائمة الوطنية) التي يعدها الحزب».

بينما أكد نائب رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» علاء عبد النبي لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه «ما زال يتلقى طلبات مرشحيه على المقاعد الفردية، ويقوم بدراستها، وكذلك إعداد مرشحين محتملين على (القائمة الوطنية) رغم عدم وجود أي اجتماعات للتشاور حتى الآن».

زخم واسع في مصر حول الانتخابات البرلمانية (حساب المجلس على فيسبوك)

ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب المنتخبين 568 عضواً. ويعتمد قانون الانتخابات الحالي نظاماً انتخابياً مختلطاً، بواقع انتخاب نصف المقاعد فردياً، في حين أن النصف الآخر يُنتخب بنظام «القوائم المغلقة المطلقة»، بما يعني فوز أعضاء القائمة كلهم حال تحقيقها أعلى الأصوات.

ويعتزم حزب «الوفد» دراسة طلبات الترشح التي تلقاها من أعضائه خلال اجتماع مرتقب لـ«الهيئة العليا» للحزب في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق عضو «الهيئة العليا» للحزب ياسر حسان، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب سيقوم خلال اجتماع الهيئة العليا المرتقب بتحديد مرشحيه على المقاعد الفردية».

ورغم أن «الاتجاه العام في حزب (الوفد) يميل نحو المشاركة في (القائمة الوطنية) التي يعدها حزب (مستقبل وطن)، فإنه بحسب حسان توجد أصوات داخل الحزب تطالب بعدم المشاركة في هذه القائمة، فمشاركتنا السابقة في انتخابات مجلس (الشيوخ) واجهت مشكلات وخلافات، لأنه تم ضم مرشحين اثنين فقط من الحزب في القائمة، وهو تمثيل غير عادل، ولا يتناسب مع قوة الحزب ووحضوره البرلماني، إذ لدى الحزب 10 أعضاء في مجلس الشيوخ السابق».

وتوقع حسان أن «تواجه مشاورات المشاركة في (القائمة الوطنية) عراقيل إذا ما حدث خلاف حول عدد مرشحي الوفد بها، وهو ما قد يؤدي إلى تعالي أصوات القيادات المطالبة بالانسحاب من القائمة، والاكتفاء بالمشاركة في المقاعد الفردية».

وكان رئيس حزب «الوفد»، عبد السند يمامة، قد انتقد تمثيل حزبه في «القائمة الوطنية» بانتخابات «الشيوخ»، وقال في تصريحات صحافية في يوليو (تموز) الماضي: «لست راضياً عن حصة (الوفد) في (القائمة الوطنية) فهي لا تتناسب مع رمزية الحزب، ومكانته العريقة».

اجتماع للحركة المدنية لمناقشة المنافسة على المقاعد الفردية (حزب الدستور)

في غضون ذلك، تعقد «لجنة الانتخابات» في «الحركة المدنية الديمقراطية»، وهي تجمع معارض يضم عدداً من الأحزاب والشخصيات العامة، اجتماعاً الاثنين المقبل، لمناقشة أسماء مرشحي أحزاب الحركة على المقاعد الفردية.

وقال القيادي في «الحركة المدنية» أستاذ العلوم السياسية في «جامعة القاهرة»، الدكتور مصطفى كامل السيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة ستنافس على المقاعد الفردية رغم رفضها للنظام الانتخابي الحالي، وتخوفاتها من عدم توافر الحد الأدنى من شروط نزاهة العملية الانتخابية، وعدم وجود مساواة في المساحات المتاحة للمرشحين بوسائل الإعلام»، مؤكداً أن «مشاركة الحركة في أي قائمة غير مطروحة».

ومن جانبه أكد رئيس حزب «العدل» عضو مجلس النواب عبد المنعم إمام أن «الحزب يقوم في المرحلة الحالية بفرز وتقييم طلبات مرشحيه التي تلقاها تمهيداً لاعتماد الأسماء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «لجنة الانتخابات بالحزب تجري تقييماً لكل طلبات الترشح، ودراسة الدوائر، ومدى قوة ووجود المرشح في دائرته، والمنافسة المحتملة مع مرشحين آخرين»، مؤكداً أنه «بالنسبة للمشاركة في (القائمة الوطنية) التي يعدها حزب الأغلبية، لم تحدث أي اجتماعات حتى الآن».


مقالات ذات صلة

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

آسيا بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

أعلن الحزب الرئيسي الموالي للجيش في بورما (ميانمار)، الاثنين، تحقيق فوز ساحق في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي نظمها المجلس العسكري، الأحد.

«الشرق الأوسط» (رانغون)
المشرق العربي نواب يحضرون الجلسة الأولى للبرلمان السادس في بغداد (أ.ف.ب)

تسوية حسمت رئاسة البرلمان العراقي في جلسة «انسيابية»

طويت واحدة من أكثر العقد السياسية في العراق، مع انتخاب مجلس النواب، الاثنين، النائب هيبت حمد عباس الحلبوسي رئيساً للبرلمان للدورة السادسة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس البرلمان العراقي الجديد هيبت الحلبوسي (أ.ب)

مَن هو رئيس البرلمان العراقي الجديد؟

انتُخب النائب هيبت حمد عباس الحلبوسي، القيادي في حزب «تقدم»، الاثنين، رئيساً لمجلس النواب العراقي للدورة البرلمانية السادسة بعد جلسة افتتاحية سلسة وحاسمة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
آسيا رئيسة حزب رواد الشعب في ميانمار، ثيت ثيت خين، تُظهر إصبعها الملطخ بالحبر بعد الإدلاء بصوتها في مركز الاقتراع رقم 1 في بلدة كاماوت خلال الانتخابات العامة في يانغون (رويترز)

ميانمار: إقبال خجول على أول انتخابات تشريعية بعد 5 سنوات من الحرب الأهلية

شهدت مراكز الاقتراع في ميانمار اليوم (الأحد) إقبالاً خجولاً من الناخبين في انتخابات تشريعية يعتبرها المجلس العسكري الحاكم عودة إلى الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (رانغون (بورما))
آسيا لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)

ميانمار إلى صناديق الاقتراع وسط حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة

يتوجه الناخبون في ميانمار (بورما) إلى صناديق الاقتراع غداً لاختيار برلمانهم في خضم حرب أهلية دمرت أجزاء من البلاد وسببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في آسيا.

«الشرق الأوسط» (رانغون)

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».


«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة «التقاطع» الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان، ونشر عناصر تابعون لها مقاطع مصورة تُظهر انتشارها هناك.

ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني بهذا الخصوص، مع استمرار تمدد «الدعم السريع» وحليفتها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، في مناطق واسعة من الإقليم.

وقالت «الدعم السريع»، في بيان نشر على منصة «تلغرام»، إن «قوات تأسيس» المتحالفة معها بسطت سيطرتها بالكامل على المنطقة الواقعة بين مدينتي كادوقلي والدلنج، وإن هذه الخطوة تأتي «ضمن عمليات الانفتاح العسكري وتأمين الخطوط المتقدمة»، كما أنها تمكنت من «تسلم عدد من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر».

وأوضح البيان أن «هذا الانتصار يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف استراتيجية في الولاية».

وتخضع مدن ولاية جنوب كردفان، خصوصاً العاصمة كادوقلي ومدينة الدلنج، لحصار خانق تفاقمت حدته عقب استيلاء «الدعم السريع» على مدينة بابنوسة، وبلدة هجليج النفطية، بولاية غرب كردفان، وانسحاب قوات الجيش التي كانت في تلك البلدات إلى دولة جنوب السودان.

من جهة ثانية، أفادت مصادر بأن الجيش السوداني شن هجمات بالطائرات المسيّرة الانتحارية والقتالية، على مواقع عدة لتمركزات «قوات الدعم السريع» حول مدينتي كادوقلي والدلنج، في محاولة لإيقاف تقدمها بالولاية.

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان (أ.ف.ب)

وتجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام «الحركة الشعبية» إلى «قوات الدعم السريع»، وفصائل عسكرية أخرى، ضمن «تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)».

بدورها، قالت «الحركة الشعبية»، في بيان الثلاثاء، إنها سيطرت على حامية عسكرية تابعة للجيش السوداني في منطقة تقاطع البلف، على طريق الدلنج - كادوقلي. وأضافت أن قواتها تواصل التقدم الميداني في إطار عمليات تهدف للوصول إلى العاصمة كادوقلي.

والأسبوع الماضي سيطرت «قوات تأسيس» على بلدة برنو، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة كادوقلي، وبدأت تتوغل في المناطق الجبلية المحيطة بها.

وكانت منصات «الدعم السريع» قد تحدثت في الأيام الماضية عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق بالقرب من كادوقلي بهدف تكثيف الضغط على الجيش والقوات المتحالِفة معه، وتعزيز مواقعها في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة المدينة.

وفي وقت سابق سيطرت «الحركة الشعبية» على منطقتي الكرقل والدشول، الواقعتين على الطريق الرئيسية المؤدية إلى الدلنج؛ ثانية كبرى مدن الولاية، واتهمت الجيش السوداني والقوات المتحالفة بـ«عدم السماح للمدنيين بالمغادرة واستخدامهم دروعاً بشرية».

ومنذ أشهر تفرض «قوات تأسيس» طوقاً محكماً على كل المناطق حول مدن جنوب كردفان، وتقطع طرق وخطوط الإمداد لقوات الجيش السوداني المحاصَرة داخل كادوقلي.