أوكرانيا تقصف محطة ضخ روسية وتتسبب في قطع إمدادات النفط عن المجر وسلوفاكيا

أمين عام «الناتو» يصل إلى كييف... وكالاس تعتبر مطالبة كييف بتنازلات «الفخ الذي يريد بوتين إيقاعنا فيه»

مارك روته مع الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في كييف (رويترز)
مارك روته مع الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في كييف (رويترز)
TT

أوكرانيا تقصف محطة ضخ روسية وتتسبب في قطع إمدادات النفط عن المجر وسلوفاكيا

مارك روته مع الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في كييف (رويترز)
مارك روته مع الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في كييف (رويترز)

أعلنت القوات الأوكرانية أنها قصفت محطة أونيتشا لضخ النفط في منطقة بريانسك الروسية. ونشر القائد العسكري الأوكراني روبرت بروفدي مقطع فيديو على تطبيق «تلغرام» يظهر حريقاً كبيراً في منشأة تضم عدداً من خزانات الوقود.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو على «فيسبوك» إن ضخ النفط الخام من روسيا إلى المجر عبر خط أنابيب دروغبا توقف بعد هجوم على خط الأنابيب قرب الحدود بين روسيا وبيلاروسيا، وذلك بعد يومين فقط من استئناف التدفق عقب هجمات شنتها المسيرات الأوكرانية. وقال سيارتو في منشور عبر «فيسبوك» إن ثالث هجوم على البنية التحتية لخط الأنابيب على الحدود الروسية البيلاروسية أوقف تدفق النفط الخام إلى المجر.

ترمب مع قادة أوروبيين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي في أثناء سيرهم خلال اجتماع حول مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية بأوكرانيا (رويترز)

وقالت وزيرة الاقتصاد السلوفاكي دينسيا ساكوفا عبر «فيسبوك» في وقت متأخر الخميس، إن شحنات النفط إلى بلادها عبر خط أنابيب دروغبا سوف تتوقف قريباً، بحسب ما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وقبل أحدث هجوم، قصفت المسيرات الأوكرانية شبكة خط أنابيب دروغبا مرتين الأسبوع الماضي، وتم استئناف التدفق في وقت متأخر من الثلاثاء. ويحمل خط الأنابيب الخام الروسي إلى المجر وسلوفاكيا والنفط الكازاخي إلى ألمانيا.

ولم تؤكد روسيا رسمياً الهجوم ولكن قنوات «تلغرام» الروسية والأوكرانية نشرت مقطع فيديو لحريق في محطة أونيتشا لضخ النفط في منطقة بريانسك الروسية.

وتعد المجر مشترياً رئيسياً للنفط الروسي فيما توسع الحكومة المجرية الصديقة للكرملين عقودها النفطية مع موسكو منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وكثّفت أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية الروسية للطاقة، مستهدفة قطاعاً يلعب دوراً كبيراً في تمويل جهود الكرملين الحربية، لكن قالت وكالة «رويترز» إنها لم تتمكن من تأكيد موقع البنية التحتية في الفيديو.

أورسولا فون دير لاين وكير ستارمر والرؤساء: الفنلندي ألكسندر ستوب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يلتقطون صورة جماعية في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن قواتها استولت على 3 بلدات في دونيتسك بشرق أوكرانيا، لتصبح على مسافة أقرب من خط الدفاع الأوكراني في المنطقة التي تشهد معارك. وقالت الوزارة على «تلغرام» إن روسيا استولت على «بلدات كاتيرينيفكا وفولوديميريفكا وروسين يار في جمهورية دونيتسك الشعبية» مستخدمة تسمية موسكو للمنطقة التي أعلنت ضمها في سبتمبر (أيلول) 2022.

وحقق الجيش الروسي مكاسب ميدانية في الأشهر الأخيرة أمام القوات الأوكرانية الأصغر حجماً والأقل تجهيزاً.

كما أعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية، صباح الجمعة، أن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير أو تعطيل 46 طائرة مسيرة روسية من أصل 55 تم إطلاقها خلال هجوم جوي واسع النطاق خلال الليلة الماضية وحتى صباح اليوم، وفقاً لبيان نشرته قيادة القوات الجوية الأوكرانية على صفحتها على موقع «فيسبوك» للتواصل.

وقالت إن طائرات هجومية من طراز «شاهد» وطائرات مسيرة محاكية أطلقت من عدة مواقع داخل روسيا، بينها شاتالوفو، وكورسك، وميليروفو، وبريمورسك-أختارسك، بالإضافة إلى منطقة هفارديسكي في شبه جزيرة القرم، وفقاً لوكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وأوضحت السلطات الأوكرانية أن وحدات الدفاع الجوي، إلى جانب فرق الحرب الإلكترونية والمجموعات النقالة التابعة للقوات المسلحة، شاركت في صد الهجوم الذي استهدف مناطق متفرقة من البلاد.

يشار إلى أنه يتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وتأتي التطورات في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ عام 2022 في أسرع وقت، عن خطط لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن فرص ذلك تبدو غير مؤكدة. واتهم الرئيس الأوكراني نظيره الروسي، الخميس، بمحاولة «التنصل من ضرورة» عقد هذا الاجتماع. وأقر دونالد ترمب بأنه لن يعرف المزيد عن فرص السلام قبل «الأسبوعين المقبلين». ورداً على سؤال عما إذا كان السلام سيتحقّق، قال ترمب في مقابلة عبر الهاتف مع قناة «نيوزماكس» اليمينية: «أودّ أن أقول إننا سنعرف خلال الأسبوعين المقبلين النتيجة. بعد ذلك، قد نضطر إلى اتباع نهج مختلف».

وقال الرئيس الأوكراني، الجمعة، إن أضمن وسيلة لحماية أمن بلاده، وجود «جيش أوكراني قوي»، لكنه أكد أن كييف تحتاج أيضاً إلى «ضمانات أمنية قوية من كل من يسعون لتحقيق السلام». وذكر زيلينسكي في حسابه على منصة «إكس» أن بلاده تعمل باستمرار مع الولايات المتحدة وأوروبا وجميع شركائها على ضمان الأمن لأوكرانيا. كان الرئيس الأوكراني قد اتهم روسيا، الخميس، بأنها تحاول «التهرب» من عقد اجتماع ولا تريد إنهاء الحرب الدائرة بين البلدين منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، معتبراً أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يفهم سوى لغة القوة والضغط». ويحتل الجيش الروسي حالياً نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، إلى تقديم ضمانات أمنية «قوية» لأوكرانيا، لضمان التزام روسيا بأي اتفاق سلام محتمل وبأنها «لن تحاول مرة أخرى الاستيلاء على كيلومتر مربع واحد من أراضيها». وقال مارك روته، خلال زيارة إلى كييف، متحدثاً إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «ستكون الضمانات الأمنية القوية ضرورية، وهذا ما نعمل حالياً على تحديده». وقال زيلينسكي إنه بحث مع أمين عام الناتو الخطوات المشتركة المقبلة لتعزيز أمن أوكرانيا وأوروبا وتسريع إنهاء الحرب.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مع زيلينسكي في كييف الجمعة (إ.ب.أ)

قالت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الجمعة، إن احتمالية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لصالح روسيا في إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات «فخ» نصبه بوتين. وذكرت كالاس أن الرئيس الروسي يطالب أوكرانيا بتقديم تنازلات مقابل وقف غزو جيشه، لكن تلبية مطالبه سترقى إلى منح مكافأة للدولة التي شنت الحرب.

وصرحت كالاس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأن المحادثات التي أُجريت مؤخراً بشأن منح بوتين تنازلات هي «بالضبط الفخ الذي تريد روسيا إيقاعنا فيه». وأضافت: «أعني أن النقاش حول ما يجب أن تتخلى عنه أوكرانيا، والتنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقديمها، بينما ننسى أن روسيا لم تقدم تنازلاً واحداً وهم الطرف المعتدي هنا، إنهم الطرف الذي يهاجم دولة أخرى بوحشية ويقتل شعبها».

وقالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوخوفا إن بلادها مستعدة للنظر في إرسال جنود ضمن وحدات حفظ السلام الدولية في أوكرانيا، حال التوصل لوقف لإطلاق النار.

وشددت الوزيرة، الخميس، على أنه لم يتم عرض مثل هذا الطلب بعد، مضيفة أن أي مشاركة سوف تعمق قرارات «ائتلاف الإرادة» الذي تنتمي إليه جمهورية التشيك، بحسب إذاعة راديو براغ إنترناشونال، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية. وقالت تشيرنوخوفا إن الجيش يمكن، على سبيل المثال، أن يشارك في تدريب القوات الأوكرانية أو دعم عمليات إزالة الألغام.

مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال اجتماع وزاري في بروكسل يوم 14 يوليو 2025 (رويترز)

وجاءت تصريحات وزيرة الدفاع رداً على بيان أصدره في وقت سابق الرئيس بيتر بافل الذي أشار في مقابلة مع وكالة الأنباء التشيكية (سي تي كيه) إلى أنه حال تخصيص قوات حفظ سلام لأوكرانيا «يمكن ولابد» أن تشارك فيها جمهورية التشيك، بالنظر إلى دورها النشط في عملية السلام ودعمها الطويل لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.

من جانب آخر، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، سيزورون كيشيناو، الأربعاء المقبل، تعبيراً عن دعمهم لمولدافيا التي تتهم روسيا بمحاولات زعزعة استقرارها. وبدعوة من رئيسة مولدافيا مايا ساندو، تأتي هذه الزيارة بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلال البلاد، حيث سيؤكد القادة الثلاثة «دعمهم الكامل لأمن مولدافيا وسيادتها ومسارها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».


مقالات ذات صلة

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

أوروبا صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي، وتركيا تحذر روسيا وأوكرانيا بعد إسقاط مسيرة روسية دخلت مجالها الجوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)

أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

أعلن مسؤول بجهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا قصفت بالطائرات المُسيرة ناقلة نفط ضمن ما يسمى أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب) play-circle

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع كبار مسؤولي الأمن والدفاع الروس في مقر إقامة الدولة نوفو - أوغاريوفو خارج موسكو 12 أغسطس 2024 (أ.ب) play-circle

بوتين: قدمنا تنازلات مهمة والكرة في ملعب الأطراف الأخرى

بوتين: موسكو لم ترفض خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي وقدمت «تنازلات مهمة»، متهماً الأوروبيين بعرقلة مسار السلام، عادّاً أن «الكرة باتت في ملعبهم».

رائد جبر (موسكو)
أوروبا رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ) play-circle

الاتحاد الأوروبي يقرض أوكرانيا 90 مليار يورو ويعدل عن استخدام الأصول الروسية

بموجب الاتفاق الأوروبي سوف تحصل أوكرانيا على قرض بقيمة 105.5 مليار دولار... كييف تشيد بالخطوة وموسكو «بتغليب المنطق» في عدم استخدام أموالها المجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
TT

كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي

صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)
صورة نشرها جهاز الأمن الأوكراني للحظة استهداف ناقلة في البحر الأسود (أ.ف.ب)

في ضربة هي الأولى من نوعها، نقلت كييف معركة المسيرات إلى «المياه المحايدة» في البحر الأبيض المتوسط. وأفاد مصدر أوكراني أن «جهاز الأمن استخدم طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة نفط تابعة لما يُسمى الأسطول الشبح الروسي، هي الناقلة قنديل». وأكد أن «روسيا كانت تستخدم هذه الناقلة للالتفاف على العقوبات» وتمويل «حربها ضد أوكرانيا».

وأعلن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ«فرانس برس»، أن «عملية جديدة خاصة لا سابق لها» نفّذت على مسافة نحو ألفي كيلومتر من أوكرانيا. ولم يقدّم أيّ تفاصيل إضافية بشأن الموقع الذي نفّذت منه العملية والبلدان التي حلّقت فوقها المسيرات.

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غربي تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)

وانطلقت هذه السفينة، التي ترفع علم سلطنة عمان، من سيكا في الهند باتّجاه أوست - لوغا في روسيا، بحسب بيانات «بلومبرغ». ويشير مسارها الذي يتطابق وصور الأقمار الاصطناعية التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» إلى أنها التفت لتعود أدراجها، ليل الخميس - الجمعة، عندما كانت على مسافة أكثر من 250 كيلومتراً من السواحل اليونانية والليبية. وصباح الجمعة، بدا أن السفينة كانت تتّجه شرقاً. وكانت السفينة فارغة وقت الضربة، التي لم تشكّل أيّ تهديد للبيئة، بحسب المصدر الذي أشار إلى تعرّضها «لأضرار جسيمة» حالت دون «مواصلتها أهدافها».

النيران تتصاعد من ناقلة نفط بعد أن هزت انفجارات سفينتين من أسطول الظل الروسي في البحر الأسود بالقرب من مضيق البوسفور التركي (رويترز)

وقال المصدر: «ينبغي للعدوّ أن يفهم أن أوكرانيا لن تتوقّف، وستوجّه إليه الضربات أينما كان في العالم». وأضاف مسؤول في ‌جهاز الأمن ‌الأوكراني، ⁠الجمعة، ​إن ‌طائرات مسيرة وجّهت ضربة أخرى لمنصة نفط روسية ⁠مملوكة ‌لشركة «لوك أويل» في بحر قزوين. وقال إن هذه ​ثالث منصة نفطية ⁠تهاجمها أوكرانيا في بحر قزوين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكانت تركيا قد حذّرت روسيا وأوكرانيا بضرورة توخي مزيد من الحذر بشأن أمن البحر الأسود، بعدما أسقطت قواتها الجوية مسيرة دخلت المجال الجوي التركي، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، الخميس. ودفعت هذه الهجمات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى التحذير الأسبوع الماضي، من تحول البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة».

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات التركية فتحت تحقيقاً الجمعة بشأن طائرة غير مأهولة تحطمت شمال غربي تركيا بعد أيام من إسقاط البلاد لمسيرة أخرى دخلت المجال الجوي من البحر الأسود. وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكان ولاية قوجه إيلي اكتشفوا طائرة غير مأهولة في أحد الحقول، ما دفع إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام. وما زال مصدر المسيرة غير واضح إلا أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أنها روسية الصنع.

وأكدت وزارة الداخلية التركية، الجمعة، أنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة ⁠روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في ولاية قوجه ⁠إيلي، بشمال غربي ‌البلاد. وذكرت الوزارة أن التقييمات ‍الأولية تشير إلى أن الطائرة المسيرة ​كانت تستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، ⁠مضيفة أن التحقيق في الواقعة لا يزال جارياً.

وجاء هذا الإسقاط عقب سلسلة من الضربات الأوكرانية ضد ناقلات «أسطول الظل» الروسي قبالة الساحل التركي، ما زاد من المخاوف في تركيا بشأن خطر امتداد الحرب في أوكرانيا إلى المنطقة.

ناقلة نفط روسية تابعة لشركة «روسنفت» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

وتم إرسال طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، يوم الاثنين الماضي، بعدما اقتربت مسيرة «خارجة عن السيطرة» آتية من البحر الأسود، من المجال الجوي التركي. وأفاد مسؤولون بإسقاط المسيرة في منطقة آمنة لحماية المدنيين وحركة الطيران. وحضّت الحكومة التركية بعد ذلك روسيا وأوكرانيا على الالتزام بأكبر قدر من الحذر فوق البحر الأسود.

ويأتي الحادث في أعقاب غارات شنّتها أوكرانيا مؤخراً على ناقلات تابعة لـ«أسطول الظل» الروسي قبالة السواحل التركية، إلى جانب تحذيرات من مسؤولين أتراك بشأن خطر وصول حرب أوكرانيا إلى المنطقة. وقالت وزارة الدفاع التركية: «نظراً للحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا، تم تحذير نظرائنا بضرورة توخي مزيد من الحذر من الجانبين، بشأن الوقائع التي قد تؤثر سلباً على أمن البحر الأسود». ولم تكشف السلطات التركية عن مصدر المسيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات بمسيّرات بحرية ضد ناقلات نفط مرتبطة بروسيا في البحر الأسود. كما هاجمت مواني روسية، بما فيها نوفوروسييسك، ما أجبر محطة نفطية رئيسية تقع قربه على تعليق عملياتها في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). من جهتها، تقصف روسيا بانتظام ميناء أوديسا الأوكراني حيث تضررت سفن نقل تركية في الأيام الأخيرة.


أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تقصف بالمُسيرات ناقلة نفط روسية للمرة الأولى في البحر المتوسط

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)
يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع غارة روسية استهدفت مبنى خاصاً في زابوروجيا (إ.ب.أ)

أعلن مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا قصفت بالطائرات المُسيرة ناقلة نفط ضِمن ما يسمى ​أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط، وذلك في أول هجوم من نوعه، مما يعكس ازدياد حدة هجمات كييف على شحنات النفط الروسية.

وقال المسؤول، في بيان، إن الناقلة (قنديل) لم تكن محملة بالنفط عندما أصابتها طائرات مُسيرة في المياه المحايدة على بُعد أكثر من 2000 ‌كيلومتر من أوكرانيا، ‌وأن الهجوم ألحق بها ‌أضراراً جسيمة.

وأظهرت ⁠بيانات ​موقع ‌«مارين ترافيك» رصد ناقلة النفط قبالة الساحل الليبي، الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش. ولم يفصح المسؤول الأوكراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن الموقع الدقيق للناقلة عند الهجوم أو توقيته.

وأظهرت لقطات من أعلى قدَّمها المصدر انفجاراً صغيراً على سطح الناقلة. وتحققت «رويترز» ⁠من أن السفينة التي ظهرت في المقطع المصوَّر هي الناقلة ‌قنديل، لكن لم يتسنّ بعدُ التحقق من توقيت أو موقع الهجوم.

ودأبت أوكرانيا على مهاجمة مصافي النفط الروسية على مدى عاميْ 2024 و2025، لكنها وسّعت حملتها، بشكل واضح، في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت منصات نفط في بحر قزوين، وأعلنت مسؤوليتها عن هجمات بطائرات ​مُسيرة على ثلاث ناقلات نفط في البحر الأسود.

وتلك الناقلات، بالإضافة إلى الناقلة قنديل ⁠التي ترفع عَلم سلطنة عمان، من بين ما يسمى أسطول الظل الروسي، وهي سفن غير خاضعة للرقابة تقول كييف إنها تساعد موسكو على تصدير كميات كبيرة من النفط وتمويل حربها في أوكرانيا رغم العقوبات الغربية.

وشهدت موانٍ روسية سلسلة من الانفجارات الغامضة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024.

ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفِ تورطها في هذه الانفجارات، لكن مصادر أمنية بحرية تشتبه في وقوف كييف وراءها. وجرى تنفيذ بعض ‌الهجمات باستخدام ألغام لاصقة على متن سفن في البحر المتوسط.


الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الألماني يفتح تحقيقاً في تشغيل مقطع محظور من نص النشيد الوطني

جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)
جنود ألمان في برلين (أرشيفية - رويترز)

أطلق الجيش الألماني تحقيقاً بعد قيام منسق أغانٍ (دي جيه) بعزف المقطع الأول من النشيد الوطني لألمانيا والمعروف بـ«أغنية ألمانيا» خلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة بمدينة دليتسيش.

وقال متحدث باسم الجيش لوكالة الأنباء الألمانية إن «تحقيقات تأديبية شاملة» بدأت وستشمل مقدم الخدمة المدني. وأوضح أن «تشغيل نص المقطع الأول من النشيد الألماني لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع قيمنا».

وكان الشاعر أوغوست هاينريش هوفمان فون فالرسليبن (1798 - 1874) قد كتب نص «أنشودة الألمان» في عام 1841، واستخدم النازيون في القرن العشرين المقطع الأول من النشيد «ألمانيا، ألمانيا فوق كل شيء».

ويقتصر النشيد الوطني المعتمد اليوم على المقطع الثالث الذي يتضمن كلمات «الوحدة والعدل والحرية». ومع ذلك، فإن المقاطع الأخرى ليست محظورة قانونياً.

وأضاف المتحدث باسم القوات البرية: «في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2025، وخلال حفلة عيد الميلاد في ثكنة مدرسة صف الضباط التابعة للقوات البرية في دليتسيش، خالف منسق موسيقي مدني التكليف وشغّل المقطع الأول من (أنشودة الألمان)».

وأوضح أن قائد مدرسة صف الضباط أمر فور وقوع الحادث بتشغيل النشيد الوطني، كما أنه أوضح على نحو لا لبس فيه الخطأ في تشغيل المقطع الأول، وأنه أبلغ رؤساءه بالواقعة في المساء نفسه.

وحضر الاحتفال الذي أقيم في المدينة الواقعة في ولاية سكسونيا بشرق ألمانيا أكثر من ألف ضيف.