روسيا تنذر بفشل أي ضمانات أمنية لا تراعي مصالحها في أوكرانيا

قالت إن القادة الأوروبيين يقومون بـ«محاولات خرقاء» لتغيير موقف ترمب حيال كييف

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
TT

روسيا تنذر بفشل أي ضمانات أمنية لا تراعي مصالحها في أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

حكمت روسيا، اليوم (الأربعاء)، بالفشل، على أي ضمانات أمنية يدرس الغرب توفيرها لأوكرانيا، من دون مراعاة مصالحها، في الوقت الذي يجتمع فيه رؤساء أركان دول «حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، لمناقشة هذه المسألة.

كما قلّلت موسكو مجدداً من شأن التكهنات حول قمة وشيكة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدةً أن مثل هذا الاجتماع يجب أن يُولى الإعداد له عناية فائقة.

وفي تصريحات صدرت قبل انطلاق اجتماع رؤساء أركان «الناتو»، حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن «بحث الضمانات الأمنية بشكل جدي من دون روسيا الاتحادية... طريق إلى المجهول». وأضاف: «لا يمكن أن نوافق على أن يتم الآن اقتراح حل مسائل أمنية جماعية من دون إشراك روسيا الاتحادية».

واتّهم لافروف القادة الأوروبيين الذين زار بعضهم البيت الأبيض، أول من أمس، بالقيام بـ«محاولات خرقاء» لتغيير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيال أوكرانيا.

وقال: «لم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هنا».

كما أفاد لافروف بأن «موقف (الغرب) القائم على المواجهة... موقف مواصلة الحرب، لا يجد من يتفهمه في الإدارة الأميركية الحالية التي تسعى للمساعدة في اجتثاث الأسباب الأساسية للنزاع».

من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لنظيره الروسي، في اتصال هاتفي، اليوم، إنه يتابع مجريات عملية السلام، وإن «تركيا... تدعم التوجهات الرامية إلى إرساء سلام دائم بمشاركة جميع الأطراف»، قاصداً أوكرانيا.

يعقد رؤساء أركان دول «الناتو» اجتماعهم، عبر الفيديو، لبحث الحرب في أوكرانيا، كجزء من النقاشات الجارية بين حلفاء كييف، بشأن الضمانات الأمنية التي سيتمّ تقديمها في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.

ويأتي ذلك عقب جهود دبلوماسية مكثّفة، منذ اللقاء الذي جرى في ألاسكا بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعرب ترمب، أمس، عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم دعم عسكري جوي، كضمانة أمنية لأوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، مستبعداً في الوقت ذاته إرسال قوات برية، وهي المهمة التي تقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين.

وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «عندما يتعلّق الأمر بالأمن، فإنهم مستعدون لنشر أشخاص على الأرض»، في إشارة إلى القادة الأوروبيين الذين استقبلهم في اليوم السابق بالبيت الأبيض.

وأكدت الناطقة باسمه، كارولاين ليفيت، أنّ ترمب «أكد أنّه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في أوكرانيا».

وكانت روسيا حذّرت من أنّ أي تسوية سلمية يجب أن تضمن «أمنها» وأمن الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وهي الذريعة التي استخدمتها لشنّ الحرب، في فبراير (شباط) 2022.

استقبل الرئيس الأميركي، أول من أمس، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقادة أوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريديريش ميرتس. ورحّب جميع المشاركين في اجتماعات البيت الأبيض بالتقدّم المحرَز في القضية المركزية المتمثلة في الضمانات الأمنية لكييف، كما أفادوا بأنّ بوتين وافق، من حيث المبدأ، على عقد قمة مع زيلينسكي في الأسابيع المقبلة.

وفي حال نجاح الاجتماع الثنائي، فقد يليه اجتماع ثلاثي مع ترمب، كما اقترح الأخير.

لكن لافروف أوضح أن كل ما قاله بوتين أثناء الاتصال مع ترمب هو أنه «سيفكر في مسألة رفع مستوى» المباحثات بشأن أوكرانيا.

وأكد أن أي قمة بين بوتين وزيلينسكي «يجب أن يتم التحضير لها بشكل دقيق»، حتى لا يؤدي الاجتماع إلى «تدهور» الوضع.

«تنازلات إقليمية»

واجتمع «تحالف الراغبين» الذي يضم نحو 30 دولة، معظمها أوروبية تدعم أوكرانيا، أمس، وذلك في مؤتمر عبر الفيديو، برعاية ستارمر وماكرون، لتقديم تقرير عن محادثات اليوم السابق في واشنطن.

ومن المتوقَّع أن تتواصل فرق تخطيط أوروبية وأميركية «في الأيام المقبلة... للتحضير لإرسال قوات لضمان تنفيذ أي تسوية يتم التوصل إليها»، بحسب متحدث باسم ستارمر.

يأتي ذلك بهدف طمأنة كييف التي تعرب عن اعتقادها بأنّه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن ذلك لن يثني موسكو عن محاولة غزوها مرة أخرى.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي يفكر في الأمر نفسه؛ فقد اتهم فلاديمير بوتين بأنّه «مفترس، غول على أبوابنا»، و«يحتاج إلى مواصلة الأكل من أجل بقائه»، متحدثاً عن «تهديد للأوروبيين».

ولا تزال مسألة التنازلات التي تطالب بها موسكو عالقة، إلى حد كبير، في حين تحتل القوات الروسية نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية.

وتؤكد واشنطن والأوروبيون ضرورة تسويتها مباشرة بين موسكو وكييف التي استبعدت حتى الآن التنازل عن أي أراضٍ.

غير أنّ ترمب يدعو نظيره الأوكراني إلى إظهار «مرونة»، عبر حلّ هذه المشكلة، خصوصاً فيما يتعلق بمنطقة دونباس.


مقالات ذات صلة

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

أوروبا محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

قالت القوات الأوكرانية إنها رصدت جنوداً روساً يمتطون الخيول قرب خط المواجهة، في مؤشر على الأساليب الارتجالية التي تستخدم في ساحة المعركة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي (أرشيفية - أ.ب) play-circle

روسيا تتحدث عن «تقدم بطيء» في المفاوضات بشأن أوكرانيا

سجلت موسكو تقدماً «بطيئاً» في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، ونددت بمحاولات «خبيثة» لإفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا السيارة التي قتل فيها الجنرال فانيل سارفاروف (56 عاماً) وسط منطقة سكنية في موسكو الاثنين (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة في موسكو

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي في انفجار سيارة في جنوب موسكو، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم امرأة فلسطينية تبكي وهي تحمل طفلاً رضيعاً قُتل في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«حرب على الأمومة»... كيف أصبحت النساء الحوامل والأطفال أهدافاً في النزاعات؟

كشف تحقيق جديد عن مستوى غير مسبوق من العنف يطول النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، في ظل النزاعات المشتعلة حول العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
TT

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي حول خطة لإنهاء الحرب.

وقُتل رئيس قسم التدريب العملياتي في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال فانيل سارفاروف (56 عاماً) بانفجار شحنة ناسفة كانت موضوعة أسفل سيارته المركونة في حي سكني، جنوب موسكو.

من جهة أخرى، قالَ نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، إنَّ روسيا تمارس «أقصى درجات ضبط النفس» رداً على ما وصفها بأنَّها خطوات «استفزازية» من حلف شمال الأطلسي (الناتو).


سيارة تدهس حشداً في هولندا وتصيب 9 بينهم 3 بجروح خطيرة

عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

سيارة تدهس حشداً في هولندا وتصيب 9 بينهم 3 بجروح خطيرة

عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)

قالت الشرطة إن سيارة اندفعت نحو حشد من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون مشاهدة عرض في مدينة بشرق هولندا، مساء اليوم الاثنين، ما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص، ثلاثة منهم على الأقل إصاباتهم خطيرة.

وأوضحت شرطة جيلدرلاند، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الحادث لا يبدو متعمداً في الوقت الحالي، لكنها فتحت تحقيقاً.

وكان الناس ينتظرون مشاهدة عرض لمركبات مزينة بأضواء عيد الميلاد في مدينة نونسبيت، الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً شرق أمستردام.

وقالت بلدية إلبورج المجاورة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن العرض توقف بعد الحادث.

وقال رئيس البلدية يان ناثان روزندال في بيان: «ما كان ينبغي أن يكون لحظة تضامن انتهى بقلق وحزن كبيرين».

وأضافت الشرطة أن السائقة، وهي امرأة (56 عاماً) من نونسبيت، أصيبت بجروح طفيفة، وتم توقيفها «كما هو معتاد في حوادث المرور الخطيرة»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.


أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)
الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)
الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)

قالت القوات الأوكرانية إنها رصدت جنوداً روساً يمتطون الخيول قرب خط المواجهة، في مؤشر على الأساليب الارتجالية التي تستخدم في ساحة المعركة.

ونشر اللواء الهجومي 92 التابع للجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، مقطع فيديو يظهر على ما يبدو عدداً من الجنود الروس يتنقلون على ظهور الخيل أو البغال، ويتعرضون لهجمات بطائرات مسيرة صغيرة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال اللواء 92، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»، «يخسر المحتلون الروس معداتهم بسرعة كبيرة في هجماتهم المباشرة التي لا توفر سوى فرص ضئيلة للنجاة، إلى درجة أنهم باتوا مضطرين للتحرك على ظهور الخيل».

لقطة من فيديو نشرته القوات الأوكرانية تظهر ما يبدو وكأنه جندي روسي يمتطي جواداً ويحاول عبور منطقة مفتوحة قبل أن تصيبه طائرة مسيرة

وقال محللون إنه من المرجح أنه تم تصوير مقطع الفيديو في منطقة دنيبروبيتروفسك جنوبي البلاد، على الرغم من عدم إمكانية التحقق من الموقع بشكل مستقل.

وبحسب ما يظهر في اللقطات، كان الجنود الروس يحاولون عبور حقل واسع ومفتوح بأسرع ما يمكن.

وتعتمد القوات الروسية بشكل متزايد على مجموعات هجومية صغيرة للتقدم بسرعة نحو المواقع الأوكرانية ثم محاولة التحصن فيها. وأظهرت مقاطع فيديو سابقة جنوداً روساً يستخدمون دراجات نارية مخصصة للطرق الوعرة، ودراجات رباعية الدفع، ودراجات كهربائية كوسيلة للتنقل.

كما شوهد جنود أوكرانيون يستخدمون الدراجات الجبلية الكهربائية والدراجات النارية للتنقل بسرعة عبر ساحة المعركة.