ترمب: ربما لا يريد بوتين إبرام اتفاق لإنهاء الحرب مع أوكرانيا

يدفع لعقد قمة ثلاثية وسط تفاؤل أوروبي حذر وغموض حول استعداد واشنطن لوضع جنود كضمانات أمنية

أورسولا فون دير لاين وكير ستارمر والرؤساء: الفنلندي ألكسندر ستوب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته... يلتقطون صورة عائلية في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
أورسولا فون دير لاين وكير ستارمر والرؤساء: الفنلندي ألكسندر ستوب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته... يلتقطون صورة عائلية في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
TT

ترمب: ربما لا يريد بوتين إبرام اتفاق لإنهاء الحرب مع أوكرانيا

أورسولا فون دير لاين وكير ستارمر والرؤساء: الفنلندي ألكسندر ستوب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته... يلتقطون صورة عائلية في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
أورسولا فون دير لاين وكير ستارمر والرؤساء: الفنلندي ألكسندر ستوب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته... يلتقطون صورة عائلية في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

عبَّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، عن أمله في أن يمضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قدماً باتجاه إنهاء الحرب مع أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بوتين ربما لا يريد إبرام اتفاق. وقال ترمب في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «لا أعتقد أن ذلك سيخلق مشكلة. لأكون صريحاً معكم، أعتقد أن بوتين سئم من ذلك، أعتقد أنهم جميعاً سئموا من ذلك، لكن لا أحد يعلم ما قد يحدث». وأضاف: «سنعرف ما الذي يريده الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين... من المحتمل أنه لا يريد إبرام اتفاق».

دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بجوار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في أثناء سيرهم خلال اجتماع حول مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا (رويترز)

جاءت هذه التصريحات رغم الترحيب والابتسامات والكلمات المنمقة والمحسوبة بدقة خلال محادثات الرئيس الأميركي مع الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين، في البيت الأبيض، يوم الاثنين، إلا أن تلك المحادثات لم تسفر عن اتفاق ملموس لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، ولم تدفع كلمات قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إلى تغيير موقف الرئيس الأميركي الموالي لمطالب روسيا بضرورة قيام أوكرانيا بتقديم تنازلات إقليمية كجزء من تسوية نهائية أو الخروج بتصور واضح للضمانات الأمنية التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية.

ووصف المشاركون الاجتماع بأنه «بنَّاء»، وإن كان يفتقر إلى التزامات ملموسة، إلا أنه سلط الضوء على الانقسامات العميقة حول التنازلات الإقليمية، والضمانات الأمنية، وجدوى المحادثات المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - والتي تُوجت بمكالمة هاتفية أجراها ترمب مع زعيم الكرملين خلال الاجتماع.

يبحث قادة «تحالف الراغبين» الداعم لكييف الثلاثاء الخطوات المقبلة بشأن أوكرانيا، غداة استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نظيره فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين في واشنطن.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن رئيسها كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيرأسان «اجتماعاً افتراضياً لتحالف الراغبين صباح الثلاثاء، لإطلاع القادة على مخرجات النقاشات في واشنطن والبحث في الخطوات التالية».

ترمب وبوتين خلال قمة ألاسكا (رويترز)

تفاؤل غامض

أعلن ترمب عن خطط لتسهيل عقد قمة ثنائية بين زيلينسكي وبوتين، قد تتبعها جلسة ثلاثية يشارك فيها هو شخصياً، واصفاً إياها بأنها خطوة نحو «إنقاذ الأرواح» في حرب أودت بحياة أعداد لا تُحصى. وأشاد ترمب بالمناقشات بوصفها ناجحة، ملمحاً إلى «تقدم سريع نحو السلام».

وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال» إن الاجتماعات ناقشت الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي ستقدمها الدول الأوروبية المختلفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية. «الجميع مسرورون للغاية بإمكانية تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا». وأضاف: «في ختام الاجتماعات، اتصلتُ بالرئيس بوتين، وبدأتُ الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان يُحدد لاحقاً، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي. بعد ذلك الاجتماع، سنعقد اجتماعاً ثلاثياً، يضم الرئيسين، بالإضافة إليّ».

وأشار إلى أن نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ينسقون مع روسيا وأوكرانيا لعقد هذا الاجتماع. ومع ذلك، لم تُسفر الجلسة عن تفاصيل ملموسة: لا اتفاق فوري على وقف إطلاق النار، ولا جدول زمني محدد للقمم المقترحة، إضافةً إلى استمرار الخلاف حول مطالب روسيا. ووصفت مصادر الأجواء بأنها ودية لكنها متوترة، حيث سعى ترمب لتقديم تنازلات، بينما سعى الأوروبيون إلى «دعم» زيلينسكي في مواجهة الانعزالية الأميركية المحتملة.

كان محور المحادثات هو مناقشة ترمب مقترح «مبادلة الأراضي» بوصفها وسيلةً لإنهاء الجمود عبر تنازل أوكرانيا عن أراضٍ محتلة، مثل أجزاء من دونباس وشبه جزيرة القرم، مقابل السلام أو تنازلاتٍ أخرى. وكان ردّ أوكرانيا سريعاً وقاطعاً، وأعلن زيلينسكي، عقب الاجتماع، أن «الأوكرانيين لن يُسلموا أراضيهم للمحتل»، مُشدداً على أن أي اتفاقٍ يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. ويتماشى هذا الموقف مع موقف كييف الراسخ، والمتجذّر في مذكرة بودابست لعام 1994 والقانون الدولي، والذي يعد مثل هذه المبادلات مكافأةً للعدوان. وقد صاغ المسؤولون الأوكرانيون هذه الفكرة على أنها غير قابلةٍ للتنفيذ، مُجادلين بأنها ستُشجع بوتين وتشرعن العدوان وتُقوّض المعايير العالمية التي تم ترسيخها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي تقضي بعدم إمكانية إعادة ترسيم الحدود بالقوة.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض وسط مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا (رويترز)

ويقول المحللون إن تركيز ترمب على الحلول السريعة قد يُجبر زيلينسكي على تقديم تنازلات، خصوصاً في ظلّ فقدان أوكرانيا السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الروسية، وتراجع هجماتها عبر الحدود، وعامل الوقت ليس في صالح كييف التي تخسر الأرض بوتيرة سريعة، ولا يمنحها عامل الوقت صفقة أفضل، بل يجبرها على القبول بما هو أقل مع استمرار الضغوط الروسية وتكثيف العمليات العسكرية.

وطالب الأوروبيون بوقفٍ لإطلاق النار شرطاً مسبقاً. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن موافقة روسيا على وقف إطلاق النار سيكون اختباراً لمدى صدق موسكو في التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب. لكنَّ ترمب دافع عن موقف روسيا، مؤكداً أنها قبلت توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، ووصف هذه الخطوة بأنها خطوة مهمة للغاية.

الضمانات الأمنية

وقال ترمب، الثلاثاء، إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تريد نشر قوات برية في أوكرانيا، ولا أعتقد أن هناك مشكلة في ذلك. لكن موقف ترمب بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا أصبح نقطة اشتعال رئيسية، إذ مزج بين التطمينات والتحذيرات التي تعكس مبدأه «أميركا أولاً». وقد استبعد ترمب عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو خط أحمر بالنسبة إلى موسكو، لكنه أشار إلى انفتاحه على مشاركة الولايات المتحدة في إجراءات الحماية لما بعد الحرب، مشيراً إلى أن «أوروبا هي خط الدفاع الأول»، مؤكداً في الوقت نفسه: «سنساعد، سنشارك». قد يشمل ذلك دعم قوة حفظ سلام بقيادة أوروبية أو ضمانات غامضة «على غرار الناتو»، قد تشمل قوات أميركية بقدرة محدودة -على الرغم من أن ترمب لم يلتزم بنشرها، تاركاً الباب مفتوحاً دون تفاصيل.

فولوديمير زيلينسكي ودونالد ترمب خلال اجتماع ثنائي في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

من جانبه، وصف زيلينسكي هذه الضمانات بأنها «نقطة انطلاق» للسلام، وعرض شراء أسلحة أميركية بقيمة 90 مليار دولار من خلال الدول الأوروبية مقابل الحصول على هذه الضمانات، لكنَّ المسؤولين الأوكرانيين سعوا إلى توضيح الأمر حول مدى مشاركة الولايات المتحدة في خطة تحقيق ضمانات أمنية دفاعية لأوكرانيا، معتبرين عروض ترمب غير ملزمة بما يكفي وسط مخاوف من عدوان روسي مستقبلي.

وتحدث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عن تشكيل قوة منبثقة من تحالف الراغبين تتمركز في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار أو إبرام اتفاق سلام، لكن لم يتم تقديم تفاصيل عن شكل هذه القوة المفترض أنها دفاعية وتشكِّل قوة ردع ضد أي عدوان روسي محتمل، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية رفضها القاطع أي سيناريوهات ترتكز على وجود قوة عسكرية في أوكرانيا بمشاركة دول الناتو، وهو ما ينذر بتصعيد للصراع. وقال روبيو لـ«فوكس نيوز»: «سنعمل مع حلفاء أوروبيين ودول غير أوروبية لوضع ضمانات أمنية لأوكرانيا».

40 دقيقة مع بوتين

جاءت اللحظة الأكثر دراماتيكية في الاجتماع عندما أوقف ترمب المناقشات مؤقتاً للاتصال ببوتين، وهي محادثة استمرت 40 دقيقة وصفها البيت الأبيض بأنها «صريحة وبنَّاءة للغاية». وأشارت مصادر إلى أن المكالمة ركزت على ترتيب لقاء زيلينسكي وبوتين الثنائي، حيث أكد ترمب لاحقاً أنه «بدأ الترتيبات» للقمتين. وردد الكرملين النبرة البناءة، لكنه قلل من أهمية الالتزامات، حيث أشار المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إلى دعمه «المحادثات المباشرة» دون التطرق إلى تفاصيلها.

وهيمن احتمال عقد قمة ثلاثية في مكان محايد مثل روما أو جنيف وتوقيت انعقادها على التغطيات الإعلامية للاجتماعات. وكرر زيلينسكي النبرة الإيجابية، مؤكداً أن أوكرانيا «مستعدة» لاجتماعات على مستوى القادة، مشدداً على أن مثل هذه المحادثات ضرورية لحل النزاع. وجدد القادة الأوروبيون، بمن فيهم الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، دعواتهم إلى وقف إطلاق النار أولاً دليلاً على جدية الموقف الروسي.

من جانبها شككت صحيفة «نيويورك تايمز» في إمكانية الوثوق بوفاء ترمب بكلمته حول توفير هذه الضمانات الأمنية؛ نظراً إلى تاريخه الحافل بالمواقف المتغيرة، ومشاعره المتقلبة تجاه أوكرانيا، والأزمات الدبلوماسية الأخرى.

تفاؤل حذر ومخاوف

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض قبل اجتماعهما مع الزعماء الأوروبيين (د.ب.أ)

وتباينت تقييمات المحللين لنتائج الاجتماع ما بين التفاؤل الحذر والمخاوف من أسلوب ترمب الارتجالي. وسلط مجلس العلاقات الخارجية الضوء على استعداد ترمب لتقديم ضمانات أمنية بوصفه تحولاً «ملحوظاً» من شأنه أن يضمن استقرار أوكرانيا على المدى الطويل، لكنه حذر من الغموض الذي قد يقوّض الثقة.

وقال مايكل كيميج، المسؤول السابق في وزارة الخارجية لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن الأوروبيين «نجحوا في دعم زيلينسكي»، ومنعوا التوصل إلى اتفاق من جانب واحد، لكنه وصف الجلسة بأنها «أسوأ من اجتماع ترمب - زيلينسكي الأخير» بسبب افتقارها إلى الجوهر وإذعان ترمب الواضح لبوتين. ويقول المحللون إن الاجتماع يمثل محاولة ترمب للوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء حرب أوكرانيا بسرعة، ومع ذلك، فإنه يُخاطر بإضفاء الشرعية على مكاسب روسيا إذا سادت مقايضات الأراضي أو تم تقديم ضمانات ضعيفة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار أوروبا الشرقية وتوتر العلاقات عبر الأطلسي.


مقالات ذات صلة

قرعة المونديال… كل ما يجب معرفته عن الحدث المنتظر

رياضة عالمية واشنطن تترقب قرعة كأس العالم 2026 (بي بي سي)

قرعة المونديال… كل ما يجب معرفته عن الحدث المنتظر

في أجواء استثنائية من العاصمة الأميركية، تستضيف واشنطن مساء الجمعة مراسم قرعة نهائيات كأس العالم 2026.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) جياني إنفانتينو (أ.ف.ب)

ترمب يشيد بإنفانتينو «محطم الأرقام القياسية»

سلط الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضوء على رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) جياني إنفانتينو قبل قرعة كأس العالم 2026 التي تقام الجمعة في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

يُتوقع أن يُسلم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب "جائزة الفيفا للسلام" عند إجراء قرعة كأس العالم يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، المملوكة لإيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
TT

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)

يُتوقع أن يُسلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة الفيفا للسلام» عند إجراء قرعة كأس العالم، يوم الجمعة.

ومع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذا الأسبوع، لمقترح ترمب للسلام في أوكرانيا، ذكر أوكرانيون بارزون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان لصحيفة «تلغراف» البريطانية أن تقديم الجائزة قد يكون قراراً غير حكيم، في حين يواجه إنفانتينو مزاعم بـ«التودُّد» لترمب، فهذا ما يحدث.

ما جائزة «فيفا للسلام»؟

بعد أسابيع من رفض لجنة نوبل منح ترمب جائزة السلام الشهيرة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن إطلاقه جائزة «الفيفا للسلام - كرة القدم توحِّد العالم».

في بيان نشره إنفانتينو بحسابه على «إنستغرام»، قال: «في عالم يزداد اضطراباً وانقساماً، من الضروري الاعتراف بالمساهمة المتميزة لأولئك الذين يعملون بجد لإنهاء النزاعات، وجمع الناس في روح السلام».

وأعلن «الفيفا» أن الجائزة ستُمنح سنوياً، وسيتم تقديم الجائزة الافتتاحية في قرعة كأس العالم بواشنطن، وستُمنح للأفراد الذين «ساهموا في توحيد شعوب العالم في سلام، وبالتالي يستحقون تقديراً خاصاً وفريداً».

رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)

لماذا سيحصل ترمب على الجائزة؟

سيكون هذا بمثابة إهانة كبيرة، إذا لم يكن «ضيف شرف (الفيفا)» يوم الجمعة، هو الفائز.

وشارك ترمب في مقترحات سلام لروسيا وأوكرانيا، لكن يبدو أن الجائزة تُشير، على الأرجح، إلى نجاحه في المساعدة على التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وأُطلقت الجائزة بعد ثلاثة أسابيع فقط من استنكار البيت الأبيض لتجاهل ترمب لـ«جائزة نوبل»، متهماً اللجنة النرويجية بـ«تفضيل السياسة المكانية على السلام».

وأُشيد بترمب لدفعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الموافقة على شروط كان قد رفضها سابقاً.

وتتطلب المرحلة التالية من خطة ترمب للسلام المكونة من 20 نقطة سد الثغرات، في إطار العمل الذي ينص على أن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح، ومؤمّناً، وتديره لجنة تضم فلسطينيين.

رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

لماذا تُثير الجائزة جدلاً؟

أعرب منتقدو ترمب وجماعات حقوق الإنسان عن غضبهم، وأُثيرت مخاوف بشأن توقيتها نظراً لعدم تبلور خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا بعد.

وقال إيفان ويتفيلد، لاعب الدوري الأميركي السابق رئيس تحالف حقوق الإنسان لكرة القدم ومقره الولايات المتحدة: «كثيرٌ منا، نحن الأميركيين، لا نرى رئيسنا جديراً بجائزة السلام. لا ينبغي لـ(فيفا) أو أي منظمة أخرى أن تُكافئ الرئيس ترمب بأي نوع من جوائز السلام. (فيفا) تُمثل كرة القدم العالمية، وعليها أن تؤدي هذا الدور بصدقٍ وصدقٍ من أجلنا جميعاً، وليس فقط من هم في مناصب نافذة».

وقال ألكسندر رودنيانسكي، المخرج الأوكراني المرشح لجائزة الأوسكار المعارض البارز للكرملين: «سيكون من الرائع لو مُنحت جوائز للإنجازات التي تحققت بالفعل».

وأضاف: «إذا فاز ترمب بهذه الجائزة بالفعل، فسيُنظر إليها على أنها إهانة لمئات الأوكرانيين الذين ما زالوا يموتون يومياً - سواء على خطوط المواجهة أو تحت قصف الصواريخ الروسية في منازلهم. بينما لا تزال الحرب مستعرة، يناقش مبعوث ترمب صفقات مربحة محتملة مع موسكو. من ناحية أخرى، ترمب اليوم هو الشخص الوحيد في العالم الذي يحاول بأي طريقة جادة وقف الحرب في أوكرانيا. لقد حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام مُسبقاً، ونحن نعيش عواقب رئاسته، ومنها هذه الحرب... يستحق ترمب الثناء على غزة، لكن الأمور مع أوكرانيا لم تنتهِ بعد».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيس «فيفا» جاني إنفانتينو في شرم الشيخ (أ.ف.ب)

وأضاف ابنه ألكسندر، أستاذ الاقتصاد المشارك في كمبردج المستشار الرئاسي لأوكرانيا حتى 2024: «ليس من شأني الحكم على ما إذا كان الوقت قد حان لفوز ترمب بجائزة السلام أم لا. ربما يكون ذلك أكثر ملاءمة، بعد أن نتوصل فعلياً إلى اتفاق في أوكرانيا يُعتبر ناجحاً وترتيباً قابلاً للاستقرار».

كما لاقت الجائزة ردود فعل متباينة داخل «فيفا» نفسها، وهناك اقتراحات تشير إلى عدم استشارة بعض أعضاء اللجنة بشأن خطط إطلاق الجائزة قبل صدور البيان، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني).

ومع ذلك، ردّت شخصيات بارزة على المنتقدين، حيث قالت برايان سوانسون، مدير العلاقات الإعلامية في «فيفا»: «لا يمكن انتقاد (فيفا) إلا لتقديرها لمن يريدون السلام العالمي. ومن الواضح أن أعضاء (فيفا) راضون عن أداء إنفانتينو لوظيفته؛ فقد أُعيد انتخابه دون معارضة في عام 2023».

ما العلاقة بين إنفانتينو وترمب؟

يصف إنفانتينو صداقته مع ترمب بأنها «وثيقة». وقال في أكتوبر (تشرين الأول): «أنا محظوظ حقاً»، بعد استضافته في البيت الأبيض في مناسبات قليلة هذا العام وحده.

في منتدى الأعمال الأميركي في ميامي مؤخراً، أشاد إنفانتينو بمزايا سياسات ترمب. وقال: «عندما تكون في ديمقراطية عظيمة كالولايات المتحدة الأميركية، يجب عليك أولاً احترام نتائج الانتخابات، أليس كذلك؟ لقد انتُخب بناءً على برنامج... وهو ينفّذ فقط ما وعد به. أعتقد أنه يجب علينا جميعاً دعم ما يفعله لأنني أعتقد أنه يُبلي بلاءً حسناً».

وكان ترمب، خلال ولايته الأولى في الرئاسة، استضاف إنفانتينو في البيت الأبيض في 2018، لكن المراقبين يقولون إن علاقتهما توطدت في 2020 في حفل عشاء أُقيم ضمن فعاليات القمة الاقتصادية العالمية بدافوس، بالقرب من مقر «فيفا» في زيوريخ، وصف إنفانتينو ترمب في البداية بأنه «صديقي العزيز».


استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استراتيجية جديدة منتظرة منذ مدة طويلة، تقوم على تحوّل جذري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تنقل تركيز القوة العظمى من الساحة العالمية إلى الجوار الإقليمي، وتنذر بزوال الحضارة الأوروبية، وتضع الحد من الهجرة الجماعية على رأس أولوياتها.

وتعهّدت الاستراتيجية الجديدة التي نُشرت، صباح الجمعة، «تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة لجزئنا من الكرة الأرضية، والابتعاد عن الميادين التي تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الأخيرة».

اتجاه نحو أميركا اللاتينية

وبناءً على الوثيقة - المؤلَّفة من 33 صفحة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» - تم تحديد رؤية خارجة عن المألوف للعالم، تتصدّر أميركا اللاتينية أجندة الولايات المتحدة في تحوّل جذري عن دعوتها تاريخياً للتركيز على آسيا في مواجهة صعود الصين، مع تسجيل تراجع كبير في اهتمام الإدارة الحالية بالشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تمهيد للوثيقة: «في كل ما نفعله، نضع أميركا أولاً».

وفي قطيعة مع عقود من المساعي الرامية إلى الانفراد بموقع القوة العظمى، تؤكد الاستراتيجية أن «الولايات المتحدة ترفض أن تنتهج بنفسها المبدأ المشؤوم للهيمنة على العالم».

وإن كانت تشير إلى أن الولايات المتحدة ستمنع قوى أخرى، لا سيما الصين، من الهيمنة أيضاً، فالاستراتيجية الجديدة تؤكد أن «ذلك لا يعني هدر الدماء والأموال للحد من نفوذ جميع قوى العالم العظمى والمتوسطة».

محاربة الهجرة الجماعية

تسعى الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب لوضع حد للهجرة الجماعية حول العالم، وجعل السيطرة على الحدود «العنصر الأساسي للأمن الأميركي»، حسبما جاء في الوثيقة. وجاء في الوثيقة التي حملت اسم «استراتيجية الأمن القومي»: «يجب أن ينتهي عصر الهجرة الجماعية. أمن الحدود هو أهم عنصر من عناصر الأمن القومي». وأضافت: «يجب أن نحمي بلادنا من الغزو، ليس من الهجرة غير المنضبطة فحسب، بل كذلك من التهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والمخدرات والتجسس والاتجار بالبشر».

تحذير من المحو الحضاري لأوروبا

وفي لغة غير مألوفة عند مخاطبة حلفاء مقرّبين، تشير الاستراتيجية إلى أن الإدارة الأميركية ستعمل على «تنمية المقاومة لمسار أوروبا الراهن داخل البلدان الأوروبية نفسها». وجاء الرد الألماني سريعاً؛ إذ شددت برلين على أنها ليست بحاجة إلى من يعطيها «نصائح من الخارج». وتشير الاستراتيجية إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، وهو أمر ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى، وتقول إن «التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحاً يتمثل بالمحو الحضاري... إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون 20 عاماً أو أقل». وفي وقت يسعى ترمب لوضع حد للحرب في أوكرانيا بموجب خطة تمنح روسيا مزيداً من الأراضي، تتّهم الاستراتيجية الأوروبيين بالضعف وتؤكد أن على الولايات المتحدة أن تركّز على «محو الانطباع بأن (الناتو) حلف يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسّد ذلك على أرض الواقع».

«مبدأ مونرو»

منذ عودته إلى السلطة في يناير (كانون الثاني)، أمر ترمب بالحد بشكل كبير من الهجرة بعد مسيرة سياسية تضمنت إثارة المخاوف من تراجع نفوذ ومكانة الأغلبية البيضاء. وتتحدّث الاستراتيجية صراحة عن تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية؛ حيث تستهدف إدارة ترمب مهرّبي مخدرات مفترضين في البحر، وتتدخل ضد قادة يساريين، وتسعى علناً للسيطرة على موارد رئيسية مثل قناة بنما. وتظهر الاستراتيجية ترمب على أنه يعمل على تحديث «مبدأ مونرو» القائم منذ قرنين والذي أعلنت في إطاره الولايات المتحدة التي كانت حديثة العهد حينذاك أن أميركا اللاتينية منطقة محظورة على القوى المنافسة؛ فهي تقول «سنُعلن ونطبِّق مُلحق ترمب على مبدأ مونرو».

المدمرة التابعة للبحرية الأميركية «يو إس إس غرايفلي» تقترب من «بورت أوف سبين» لإجراء تدريب مشترك مع قوة دفاع ترينيداد وتوباغو لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري... ترينيداد وتوباغو 26 أكتوبر 2025 (رويترز)

تراجع الاهتمام بالشرق الأوسط

في المقابل، تولي الاستراتيجية اهتماماً أقل بالشرق الأوسط، المنطقة التي كثيراً ما شغلت واشنطن. وتنص الاستراتيجية على أن «هدف أميركا التاريخي للتركيز على الشرق الأوسط سيتراجع». ومع التذكير بأن أمن إسرائيل أولوية بالنسبة لواشنطن، تتجنَّب الوثيقة استخدام اللغة نفسها حيال إسرائيل والتي كانت تُستخدم حتى في إدارة ترمب الأولى. وأما بالنسبة للصين، فتكرر الاستراتيجية الدعوة لتكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ «حرة ومفتوحة» مع التركيز على بكين منافساً اقتصادياً في المقام الأول.

حض الحلفاء على إنفاق أكبر لمواجهة الصين

وبعد تكهّنات عديدة بشأن ما سيكون عليه موقف ترمب من تايوان التي تطالب بها بكين، توضح الاستراتيجية أن الولايات المتحدة تؤيد الوضع القائم منذ عقود، لكنها تدعو حليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية للمساهمة أكثر لضمان قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها أمام الصين.

وجاء في الوثيقة: «علينا حضّ هذين البلدين على زيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على الإمكانات... اللازمة لردع الأعداء، وحماية سلسلة الجزر الأولى»، في إشارة إلى حاجز طبيعي من الجزر يشمل تايوان شرق الصين. وكما هو متوقع، تركّز الاستراتيجية بدرجة أقل على أفريقيا، قائلة إن على الولايات المتحدة الابتعاد عن «الفكر الليبرالي» و«العلاقة القائمة على المساعدات»، والتأكيد على أهداف على غرار تأمين المعادن الحيوية. يصدر الرؤساء الأميركيون عادة «استراتيجية للأمن القومي» في كل ولاية لهم في البيت الأبيض. ومنحت الأخيرة التي نشرها جو بايدن في 2022 أولوية للتفوّق في المنافسة مع الصين مع كبح جماح روسيا التي وُصفت بأنها «خطيرة».


اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
TT

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن سلطات الهجرة ألقت القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس قبل يوم من عيد الغفران اليهودي.

وألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على كارلوس برتغال جوفيا، وهو برازيلي، يوم الأربعاء، بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته المؤقتة المخصصة لغير المهاجرين بعد ما وصفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «واقعة إطلاق نار بدافع معاداة السامية» - وهو ما يتعارض مع وصف السلطات المحلية للقضية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن جوفيا، وهو أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة ساو باولو والذي كان يدرس في جامعة هارفارد خلال فصل الخريف، وافق على مغادرة البلاد. ولم يتسنَّ الوصول إليه بعد للتعليق، ورفضت جامعة هارفارد ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس التعليق.

وجاء اعتقال جوفيا في الوقت الذي ضغطت فيه إدارة ترمب على هارفارد للتوصل إلى اتفاق لحل سلسلة من المشكلات، من بينها اتهام هارفارد بأنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية ولحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة في بروكلين بولاية ماساتشوستس القبض على جوفيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يحمل بندقية بالقرب من الكنيس في الليلة السابقة لعيد الغفران، وذكر تقرير الشرطة أن جوفيا قال إنه كان يستخدم بندقية خرطوش لاصطياد الفئران في مكان قريب.

ووافق الشهر الماضي على الاعتراف بتهمة استخدام بندقية الخرطوش بشكل غير قانوني وقضاء ستة أشهر تحت المراقبة لحين المحاكمة. وتم إسقاط التهم الأخرى التي واجهها، مثل تعكير الصفو العام والسلوك المخل بالنظام وتخريب الممتلكات كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.

وقال الكنيس في وقت سابق، إن الشرطة أبلغته بأن جوفيا «لم يكن على علم بأنه يعيش بجوار معبد يهودي وبأنه يطلق بندقية الخرطوش بجواره أو أن هناك عطلة دينية».