اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في موسكو، بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، حسب مصدرين اطلعا على مضمون محادثة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبوتين.
وقال أحد المصدرين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تحدَّث بوتين عن (لقاء) بموسكو» خلال اتصالهما، الاثنين، مضيفاً أن زيلينسكي ردَّ بـ«لا».
قال مصدر دبلوماسي مطلع على المحادثات إن القادة الأوروبيين أبلغوا ترمب أن اقتراح بوتين «لا يبدو فكرة جيدة». بعد القمة التي عُقدت، الاثنين، في البيت الأبيض، وشارك فيها زعماء ألمانيا وفرنسا وفنلندا وإيطاليا والمملكة المتحدة، قال ترمب إنه سيبدأ الإعداد لاجتماع مباشر بين نظيريه الروسي والاوكراني، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكد الرئيس الأوكراني مرات عدة في الأسابيع الأخيرة استعداده للقاء بوتين لإيجاد تسوية تنهي النزاع الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، قوله إن بوتين أبلغ ترمب خلال المكالمة، الاثنين، أنه منفتح على «فكرة» إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا. أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، أن أي اجتماع بين الرئيسين «يجب أن يتم التحضير له بشكل دقيق جداً».
قال لافروف على شاشة التلفزيون الرسمي، الثلاثاء، إن موسكو منفتحة مبدئياً على أي صورة من صور المحادثات، مضيفاً: «ولكن يجب على جميع جهات الاتصال - بما يشمل رئيسَي الدولتين - أن يكونوا مستعدين بأقصى قدر من العناية»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».
جدير بالذكر أن روسيا سبق أن استخدمت هذا المنطق لرفض دعوات زيلينسكي لعقد اجتماع سريع مع بوتين.
وكانت موسكو قد أعلنت سابقاً أنه يجب على الوفود ذات المستوى الأدنى التفاوض أولاً على اتفاق؛ وعندها فقط يمكن لرئيسَي الدولتين أن يوقِّعا بصورة رسمية على الاتفاق الذي تم التفاوض عليه.
ولم تحرز المفاوضات الثنائية بين كييف وموسكو تقدماً كبيراً منذ مايو (أيار) الماضي، باستثناء ترتيب عمليات كبيرة عدة لتبادل الأسرى.
إضافة إلى ذلك، أعلنت سويسرا أنها ستمنح الرئيس الروسي «حصانة» في حال جاء إلى البلاد لحضور مؤتمر حول السلام في أوكرانيا، على رغم مذكّرة التوقيف الصادرة في حقّه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأتاحت قمة جمعت بين بوتين وترمب، الأسبوع الماضي، في ولاية ألاسكا الأميركية، للرئيس الروسي العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله. وانتهى الاجتماع دون أن يحصل ترمب على أي ضمانات سلام من الرئيس الروسي.

