الهند تستهدف نمواً سنوياً 8 % خلال العقد المقبل لمواجهة التحديات

السندات تهبط بعد الإصلاحات الضريبية وسط قيود جديدة على مشتقات الأسهم

العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
TT

الهند تستهدف نمواً سنوياً 8 % خلال العقد المقبل لمواجهة التحديات

العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)

أكدت وزارة المالية الهندية أمام لجنة من المشرعين أن اقتصاد الهند بحاجة إلى تحقيق نمو سنوي يبلغ نحو 8 في المائة خلال العقد المقبل، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، مع توقع الحكومة أن يُسهم كل من الطلب المحلي والاستثمارات في دعم عجلة النمو.

وتشير تقديرات الحكومة إلى أن نمو الاقتصاد الهندي سيتراوح بين 6.3 في المائة و6.8 في المائة للسنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار)، وهو ما يتماشى بشكل عام مع معدل النمو البالغ 6.5 في المائة المسجل في العام الماضي، لكنه أقل بكثير من معدل 9.2 في المائة المسجل في 2023-2024، وفق «رويترز».

حاويات شحن مكدسة في ميناء جواهر لال نهرو في مومباي (رويترز)

التحول إلى اقتصاد متقدم بحلول 2047

وتتوافق تصريحات الوزارة مع هدف الحكومة الطموح بتحويل الهند إلى اقتصاد متقدم بحلول عام 2047، وهو هدف يشير خبراء اقتصاديون إلى أنه يتطلّب نمواً سنوياً يتراوح بين 8 في المائة و9 في المائة. وذكرت وزارة المالية في ردها على لجنة برلمانية في يونيو (حزيران)، وفق تقرير صدر يوم الثلاثاء، أنه «من الناحية المثالية، يحتاج الاقتصاد الهندي إلى نمو حقيقي بنحو 8 في المائة سنوياً على الأقل لمدة عقد كامل». ولتحقيق هذا الهدف، يتعيّن على الهند رفع معدل الاستثمار إلى نحو 35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بنحو 31 في المائة حالياً.

وفي ظل أجواء تجارية غير مستقرة، بما في ذلك فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 50 في المائة على السلع الهندية، تسعى نيودلهي إلى تحفيز الطلب المحلي من خلال تخفيضات ضريبية مخطط لها للمستهلكين، بعد تخفيضات ضريبية شخصية تم تنفيذها في فبراير (شباط)، في حين خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال هذا العام. وقد يؤدي فرض التعريفة الجمركية بنسبة 50 في المائة إلى خفض النمو بما يصل إلى 40 نقطة أساس في العام المالي 2025-2026.

وانهارت محادثات التجارة بين الهند والولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد رفض نيودلهي منح واشنطن حق الوصول إلى أسواقها الزراعية ومنتجات الألبان الكبيرة. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة المالية الهندية أن الأولوية تُعطى لتعزيز صادرات السلع كثيفة العمالة، بما في ذلك المنسوجات والملابس والسلع الجلدية.

التضخم والسياسة النقدية

وفي سياق متصل، صرّح كبير الاقتصاديين في وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فيشروت رانا، بأن التضخم في الهند من المتوقع أن يظل محتوى نسبياً، نظراً إلى التفاؤل الحالي بالتوقعات الاقتصادية، مشيراً إلى وجود مجال محتمل لمزيد من تخفيف السياسة النقدية.

زبائن يشترون الفواكه والخضراوات في سوق مسائية بالهواء الطلق في أحمد آباد (رويترز)

السندات تهبط بعد إصلاحات ضريبية

وعلى صعيد الأسواق المالية، واصلت سندات الحكومة الهندية انخفاضها، يوم الثلاثاء، بعد أن أثارت خطة الإصلاح الضريبي الحكومية المخططة مخاوف مالية وأدت إلى تقلبات حادة في السوق، مما دفع عائد السندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر، ليبلغ 6.5192 في المائة بحلول الساعة 10:50 صباحاً بتوقيت الهند القياسي، مرتفعاً نقطتَي أساس عن الإغلاق السابق البالغ 6.4968 في المائة.

ويأتي ذلك بعد أن أطلق رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يوم الجمعة، إصلاحات شاملة لضريبة السلع والخدمات، التي ستخفض أسعار الضروريات اليومية والإلكترونيات بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول). وأكد مسؤولو الحكومة أن هدف العجز المالي لا يزال ضمن نطاق السيطرة، رغم تقليص مصادر الإيرادات، في حين يرى بعض الاستراتيجيين والاقتصاديين أن هناك مجالاً لاستيعاب الخسائر من خلال تحصيل رسوم إضافية وضرائب من الشركات وزيادة الإيرادات من برامج مختارة.

وفي الأسواق النقدية، ارتفعت أسعار مقايضة مؤشر ليلة واحدة في التعاملات المبكرة، في حين ارتفعت أسعار الفائدة على الودائع لأجل عام واحد إلى 5.56 في المائة، وعلى الودائع لأجل عامَيْن إلى 5.5350 في المائة، وعلى الودائع لأجل خمس سنوات إلى 5.77 في المائة، وسط مخاوف المستثمرين من تأثير الإصلاحات الضريبية على السيولة والديون الحكومية.

أشخاص يقفون خارج بورصة مومباي (رويترز)

إصلاحات سوق الأسهم

وحول سوق الأسهم، أفاد مصدران مطلعان بأن لجنة عليا تابعة لهيئة تنظيم السوق الهندية ستجتمع يوم الثلاثاء، للنظر في فرض قيود أكثر صرامة على مراكز مشتقات المؤشرات في الأسواق المحلية. وتدرس هيئة الأوراق المالية والبورصات الهندية (SEBI) قواعد مشتقات الأسهم بعد حظر مؤقت لشركة التداول الأميركية عالية التردد «جين ستريت»، بسبب استراتيجيات تداول عُدّت متلاعبة وأسفرت عن خسائر للمستثمرين الأفراد.

وأكدت المصادر أن اللجنة الاستشارية للسوق الثانوية التابعة للهيئة المكلفة بوضع سياسات سوق الأسهم، ستناقش توصيات بشأن حدود التداول اليومي لمشتقات المؤشرات، لتجنب تراكم الانكشافات الكبيرة من قِبل كبار المتداولين وشركات التداول. كما ستبحث الحد الأقصى للانكشاف المسموح به لعضو التداول الفردي وآلية مراقبة البورصات، على أن تُعرض توصياتها على مجلس إدارة الهيئة قبل اتخاذ القرار النهائي.

وفي فبراير، كانت الهيئة قد اقترحت حداً للتداول اليومي قدره 10 مليارات روبية هندية (114.89 مليون دولار) للمراكز في مشتقات المؤشرات، لكنها ألغت الخطة بعد اعتراضات من شركات السوق الكبرى، وطلبت بدلاً من ذلك من البورصات مراقبة مراكز التداول اليومي للشركات.

يُذكر أن سوق مشتقات الأسهم الهندية تمثل نحو 60 في المائة من أحجام التداول العالمية، رغم تكبد مستثمري التجزئة خسائر كبيرة. وأظهرت دراسة أعدتها الهيئة أن خسائر متداولي التجزئة بلغت 524 مليار روبية خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في 31 مارس 2024، في حين حقق المتداولون الأفراد لصالح المؤسسات المالية أرباحاً إجمالية بلغت 330 مليار روبية، وحقق المستثمرون الأجانب 280 مليار روبية.


مقالات ذات صلة

أسواق آسيا تتحرك بشكل متباين وسط عطلات نهاية العام

الاقتصاد تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)

أسواق آسيا تتحرك بشكل متباين وسط عطلات نهاية العام

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تداولات متباينة، يوم الأربعاء، في وقتٍ أغلقت فيه عدة بورصات رئيسية أبوابها بمناسبة عطلة نهاية العام ورأس السنة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسهم «داكس» الألماني في بورصة الأوراق المالية في فرنكفورت (رويترز)

استقرار الأسهم الأوروبية قرب مستوياتها القياسية قبيل نهاية العام

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، بعد أن سجل المؤشر القياسي مستويات قياسية في الجلسة السابقة، وسط حذر المستثمرين في الأسبوع الأخير من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

ارتفاع طفيف في عوائد سندات اليورو قبيل صدور محضر «الفيدرالي»

ارتفع عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف، يوم الثلاثاء، قبيل صدور محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» لشهر ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)

الأسهم الآسيوية تنخفض متأثرة بتراجع «وول ستريت» قبيل نهاية العام

تراجعت غالبية الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرةً بانخفاض الأسواق الأميركية في جلسة هادئة في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء عمل المتداولين في بورصة نيويورك (رويترز)

العقود الآجلة الأميركية تهبط مع افتتاح الأسبوع الأخير من 2025

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمير كية، الاثنين، مع افتتاح الأسبوع الأخير من التداول في السنة المختصرة بسبب العطلات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الفضة والذهب يقودان انتفاضة المعادن النفيسة في 2025

حبيبات من الذهب والفضة في مصنع «كرستسفيتميت» بمدينة كراسنويارسك السيبيرية في روسيا (رويترز)
حبيبات من الذهب والفضة في مصنع «كرستسفيتميت» بمدينة كراسنويارسك السيبيرية في روسيا (رويترز)
TT

الفضة والذهب يقودان انتفاضة المعادن النفيسة في 2025

حبيبات من الذهب والفضة في مصنع «كرستسفيتميت» بمدينة كراسنويارسك السيبيرية في روسيا (رويترز)
حبيبات من الذهب والفضة في مصنع «كرستسفيتميت» بمدينة كراسنويارسك السيبيرية في روسيا (رويترز)

تراجعت أسعار المعادن النفيسة يوم الأربعاء، ولكنها لا تزال تتجه نحو تحقيق مكاسب سنوية لافتة، مدفوعة بالقفزة التاريخية للفضة التي تجاوزت 140 في المائة، إلى جانب أقوى أداء سنوي للذهب منذ أكثر من 40 عاماً.

وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4 في المائة، ليصل إلى 4286.89 دولار للأونصة بحلول الساعة 05:56 بتوقيت غرينيتش، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين، بعدما كان قد سجل مستوى قياسياً جديداً بلغ 4549.71 دولار يوم الجمعة، وفق «رويترز».

كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير (شباط) بنسبة 2 في المائة إلى 4298.60 دولار للأونصة.

ورغم هذا التراجع، لا يزال الذهب محققاً ارتفاعاً يفوق 60 في المائة منذ بداية عام 2025، مسجلاً بذلك أفضل مكاسب سنوية له منذ عام 1979، عندما أدت التوترات الجيوسياسية، وفي مقدمتها الثورة الإيرانية، إلى دفع الأسعار بقوة نحو الصعود.

وجاء هذا الأداء القوي مدعوماً بخفض أسعار الفائدة، وتوقعات مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي بمزيد من التيسير النقدي، إلى جانب تصاعد النزاعات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية، وزيادة حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في شركة «تايستي لايف»: «قد نشهد مع نهاية الربع الأول من عام 2026 اختبار الذهب لمستوى 5000 دولار للأونصة؛ إذ تبدو العوامل التي دعمت صعوده خلال العام الماضي ذات طابع مستدام وقادرة على تغذية نفسها».

وفي المقابل، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 7.1 في المائة إلى 71.02 دولار للأونصة، بعد أن كان قد بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 83.62 دولار يوم الاثنين.

ومع ذلك، سجلت الفضة مكاسب تجاوزت 140 في المائة منذ بداية العام، متفوقة بفارق واسع على الذهب، لتكون في طريقها نحو تحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخها.

وقد اجتاز المعدن الأبيض عدة محطات مفصلية خلال عام 2025، مدعوماً بتصنيفه كمعدن أميركي حيوي، إلى جانب محدودية المعروض، وتراجع المخزونات، وارتفاع الطلبين الصناعي والاستثماري.

وفي سياق متصل، ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، ما شكَّل عامل ضغط على أسعار المعادن المقوَّمة بالعملة الأميركية.

وقال جيغار تريفيدي، كبير محللي البحوث في شركة «ريليانس سيكيوريتيز» في مومباي: «شهد الدولار ارتفاعاً طفيفاً، وهو ما يضغط سلباً على المعادن النفيسة، ومع اقتراب نهاية العام، نشهد عمليات جني أرباح».

أما البلاتين، فقد تراجع في المعاملات الفورية بنسبة 12 في المائة إلى 1935.35 دولار للأونصة، بعد أن كان قد سجل مستوى قياسياً عند 2478.50 دولار يوم الاثنين، ورغم ذلك لا يزال مرتفعاً بأكثر من 110 في المائة منذ بداية العام، محققاً أقوى مكاسب سنوية له على الإطلاق.

كما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 8.2 في المائة إلى 1478.0 دولار للأونصة، ولكنه لا يزال متجهاً لإنهاء العام على ارتفاع يقارب 66 في المائة، مسجلاً أفضل أداء سنوي له في 15 عاماً.


أسواق آسيا تتحرك بشكل متباين وسط عطلات نهاية العام

تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)
تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)
TT

أسواق آسيا تتحرك بشكل متباين وسط عطلات نهاية العام

تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)
تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تداولات متباينة، يوم الأربعاء، في وقتٍ أغلقت فيه عدة بورصات رئيسية أبوابها بمناسبة عطلة نهاية العام ورأس السنة الجديدة، من بينها طوكيو وسيول، بينما واصلت أسواق أخرى نشاطها، وسط أحجام تداول محدودة.

وفي الصين، تراجع مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 25.630.54 نقطة، في حين ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.1 في المائة إلى 3.969.75 نقطة. أما في تايوان فقد قفز مؤشر «تايكس» بنسبة 0.9 في المائة إلى 28.963.60 نقطة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي أستراليا، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/مؤشر أستراليا 200» سيدني بنسبة طفيفة تقل عن 0.1 في المائة ليغلق عند 8.714.30 نقطة.

ومن المقرر أن تظل بورصة طوكيو مغلقة، يومي الخميس والجمعة، بمناسبة عطلة رأس السنة الجديدة، على أن تُستأنف التداولات يوم الاثنين، في حين تُغلق الأسواق في كوريا الجنوبية يوم الخميس.

أما في الولايات المتحدة، فسيظل التداول مفتوحاً في «وول ستريت»، يوم الأربعاء، قبل أن يُغلق يوم الخميس، وسط ضعف ملحوظ بأحجام التداول، كما كانت الحال يوم الثلاثاء.

وسجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تراجعاً بمقدار 9.50 نقطة، أو 0.1 في المائة، ليغلق عند 6.894.24 نقطة. ورغم تسجيله ثلاثة أيام متتالية من الخسائر الطفيفة، لا يزال المؤشر على المسار لتحقيق مكاسب سنوية تتجاوز 17 في المائة.

كما انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 94.87 نقطة، أو 0.2 في المائة، إلى 48.367.06 نقطة، في حين تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 55.27 نقطة، أو 0.2 في المائة، ليغلق عند 23.419.08 نقطة.

وظلت أسهم شركات التكنولوجيا، ولا سيما تلك المرتبطة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ذات التأثير الأكبر على اتجاه السوق. وتراجع سهما «إنفيديا» و«آبل» بنسبتيْ 0.4 في المائة و0.2 في المائة على التوالي؛ نظراً لثقلهما الكبير من حيث القيمة السوقية.

وفي المقابل، ارتفعت أسهم «ميتا بلاتفورمز»، الشركة الأم لـ«فيسبوك»، بنسبة 1.1 في المائة، بعد إعلانها الاستحواذ على شركة «مانوس» الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها لتعزيز قدراتها بهذا القطاع عبر منصاتها المختلفة.

وشهدت أسواق السلع التحركات الأبرز، إذ ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.4 في المائة ليصل إلى 4.386.30 دولار للأونصة، بينما قفزت أسعار الفضة بنسبة 10.9 في المائة. وجاء هذا الارتفاع بعد تراجع المعدنين، يوم الاثنين، عقب مطالبة بورصة شيكاغو التجارية المتداولين بزيادة متطلبات السيولة النقدية للاستثمار في المعادن النفيسة. وقد سجل الذهب والفضة مكاسب قوية، خلال عام 2025، مدفوعين بمزيج من المخاوف الاقتصادية ونقص المعروض.

كما ارتفع سعر النحاس بنسبة 4.4 في المائة، ليصل إجمالي مكاسبه، هذا العام، إلى أكثر من 40 في المائة؛ بدعم من الطلب القوي. ويُعد النحاس عنصراً أساسياً في البنية التحتية العالمية للطاقة، وسط توقعات باستمرار نمو الطلب عليه مع تصاعد الضغوط على مراكز البيانات وشبكات الكهرباء نتيجة التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي سوق السندات، تباينت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إذ ارتفع العائد على سندات السنوات العشر إلى 4.12 في المائة، مقارنة بـ4.11 في المائة في وقت متأخر من يوم الاثنين، بينما استقر العائد على سندات العامين، الأكثر حساسية لتوقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، عند 3.45 في المائة.

وعلى مدار العام، انخفضت عوائد سندات الخزانة بشكل ملحوظ، مدفوعة جزئياً بتوقعات السوق بتغيّر مسار السياسة النقدية. وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض أسعار الفائدة ثلاث مرات في أواخر عام 2025، كان آخِرها خلال اجتماعه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

ويواجه البنك المركزي الأميركي بيئة اقتصادية أكثر تعقيداً، إذ تراجعت ثقة المستهلكين، خلال العام، مع استمرار الضغوط التضخمية على الأُسر والشركات، إلى جانب المخاطر التي تفرضها الحرب التجارية واسعة النطاق التي تقودها الولايات المتحدة، والتي قد تسهم في زيادة التضخم.

ولا يزال التضخم عند مستويات مرتفعة، في وقتٍ تُظهر فيه سوق العمل مؤشرات تباطؤ. وبينما يمكن لـ«الاحتياطي الفيدرالي» خفض أسعار الفائدة لدعم سوق العمل، فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم التضخم، الذي لا يزال أعلى بكثير من الهدف البالغ 2 في المائة، ما قد يقيّد آفاق النمو الاقتصادي.

وأشار «الاحتياطي الفيدرالي» إلى تبنّي نهج أكثر حذراً، خلال الفترة المقبلة، إذ تعكس محاضر اجتماعه، في ديسمبر، وجود انقسامات داخلية، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين بشأن المخاطر الاقتصادية. وتُراهن «وول ستريت» على أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، خلال اجتماعه المقبل في يناير (كانون الثاني) 2026.

وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار الأميركي إلى 156.60 ين ياباني، مقابل 156.36 ين، بينما استقر اليورو عند 1.1740 دولار، دون تغيير يُذكر، مقارنة بمستواه السابق.


محضر «الفيدرالي»: الاحتياطيات «الكافية» دفعت لشراء سندات قصيرة الأجل

مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي»: الاحتياطيات «الكافية» دفعت لشراء سندات قصيرة الأجل

مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أفاد محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المنعقد يومي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول)، والمنشور يوم الثلاثاء، بأن قرار البنك المركزي في وقت سابق من هذا الشهر البدء في شراء سندات حكومية قصيرة الأجل، جاء بناءً على توصية من موظفيه، وتقييم صُنَّاع السياسة النقدية، بأن مستوى الاحتياطيات تراجع إلى النطاق المستهدف الذي يُعد «كافياً».

وجاء في المحضر أن «صُنَّاع السياسة النقدية شددوا عموماً على أهمية توضيح أن عمليات شراء إدارة الاحتياطيات تهدف حصراً إلى ضمان السيطرة على أسعار الفائدة وسلاسة عمل الأسواق، ولن يكون لها أي تأثير على التوجه العام للسياسة النقدية»، وفق «رويترز».

واستخدم رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، صياغة متقاربة لوصف هذه العمليات، خلال مؤتمره الصحافي الذي أعقب اجتماع 10 ديسمبر، والذي شهد خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية.

وكان من المقرر أن تبدأ عمليات الشراء ذات الطابع الفني في 12 ديسمبر، بجولة أولية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 40 مليار دولار من سندات الخزانة، وفق ما أعلنه «الاحتياطي الفيدرالي» آنذاك.

وجاءت هذه الخطوة عقب قرار اتُّخذ في الاجتماع السابق للسياسة النقدية بوقف تقليص الميزانية العمومية، في ظل مؤشرات متزايدة على أن مستويات السيولة تراجعت إلى حد قد يُعقِّد إدارة سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، وهو الأداة الأساسية التي يستخدمها البنك المركزي لتحقيق أهدافه المتعلقة بالتضخم والتوظيف.

وأظهر محضر الاجتماع أن موظفي «الاحتياطي الفيدرالي» أشاروا خلال اجتماع ديسمبر إلى مجموعة من المؤشرات، من بينها تشدد الأوضاع في أسواق المال، وتراجع الاحتياطيات من مستويات وفيرة سابقاً إلى مستويات فائضة.

ورغم ذلك، أقرَّ صُنَّاع السياسة النقدية بأن «مشاركين مختلفين» رأوا أن وضع تعريف أكثر دقة لمفهوم الاحتياطي «الكافي» سيكون مفيداً، في إطار سعي «الاحتياطي الفيدرالي» لتطبيق نظامه القائم على إدارة أسعار الفائدة من خلال الاحتياطيات الكافية؛ خصوصاً في ظل تقلُّب الطلب عليها.

وذكرت المحاضر أن بعض المشاركين رأوا أن تعريف «الكفاية» ينبغي أن يركِّز على مستوى أسعار سوق المال، مقارنة بسعر الفائدة المدفوع على أرصدة الاحتياطيات، في حين أعرب آخرون عن مخاوف من أن تعريفاً يؤدي إلى وفرة كبيرة في الاحتياطيات قد يشجع المستثمرين على الإفراط في تحمل المخاطر. ولم تُظهر المحاضر وجود إجماع حول تعريف محدد.

وأبلغ الموظفون صُنَّاع السياسة النقدية أنه من «الحكمة» البدء في شراء الاحتياطيات قريباً بوتيرة «مرتفعة نسبياً» حتى أواخر أبريل (نيسان)، وهي الفترة التي تؤثر فيها مدفوعات الضرائب بشكل ملحوظ على مستويات الاحتياطيات، على أن يتم خفض الوتيرة الشهرية لاحقاً.

وأضافت المحاضر أن صُنَّاع السياسة النقدية «اتفقوا عموماً» على أهمية التحلي بالمرونة، في تعديل حجم وتوقيت عمليات شراء الاحتياطيات.