منع الأفغانيات من حضور احتفالات ذكرى عودة «طالبان» للسُّلطة في كابل

وسط قيود واسعة على النساء والفتيات... استناداً إلى أوامر زعيمها

احتفل أحد أفراد أمن «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتهم على أفغانستان على قمة تل وزير أكبر خان بكابل في 15 أغسطس 2025... واحتفلت سلطات «طالبان» الأفغانية بالذكرى الرابعة لسيطرتها في 15 أغسطس مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)
احتفل أحد أفراد أمن «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتهم على أفغانستان على قمة تل وزير أكبر خان بكابل في 15 أغسطس 2025... واحتفلت سلطات «طالبان» الأفغانية بالذكرى الرابعة لسيطرتها في 15 أغسطس مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)
TT

منع الأفغانيات من حضور احتفالات ذكرى عودة «طالبان» للسُّلطة في كابل

احتفل أحد أفراد أمن «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتهم على أفغانستان على قمة تل وزير أكبر خان بكابل في 15 أغسطس 2025... واحتفلت سلطات «طالبان» الأفغانية بالذكرى الرابعة لسيطرتها في 15 أغسطس مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)
احتفل أحد أفراد أمن «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتهم على أفغانستان على قمة تل وزير أكبر خان بكابل في 15 أغسطس 2025... واحتفلت سلطات «طالبان» الأفغانية بالذكرى الرابعة لسيطرتها في 15 أغسطس مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)

مُنعت النساء الأفغانيات من حضور الاحتفالات التي أُقيمت الجمعة بمناسبة الذكرى الرابعة لعودة حركة «طالبان» إلى السلطة.

زعيم «طالبان» حذر من أن الله سيعاقب بشدة الأفغان الذين لا يُظهرون الامتنان للحكم الإسلامي (أ.ب)

وفي مشهد يخلو من الحضور النسائي، تجمّع قرابة عشرة آلاف رجل في ساحات العاصمة الأفغانية لمشاهدة طائرات مروحية تابعة لوزارة الدفاع وهي تنثر الزهور على الحشود في الأسفل، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس» الأحد.

عادةً ما تقوم النساء والفتيات برحلاتٍ طويلةٍ ومُتزايدة لجمع المياه... وقد ازدادت صعوبةً منذ تولي حكومة «طالبان» السلطة وفرضها قيوداً على حركة النساء وتعليمهن وعملهن (أ.ف.ب)

وكانت ثلاث من بين ست مناطق أُقيمت فيها فعاليات «نثر الزهور» محظورة على النساء بشكل مسبق؛ نظراً لمنعهن من دخول الحدائق والمناطق الترفيهية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

أنصار «طالبان» يتفاعلون مع طائرة مروحية تحلق فوق تلة وزير أكبر خان في كابل في 15 أغسطس 2025 في حين تحتفل «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتها على أفغانستان (أ.ف.ب)

وكانت «طالبان» قد استولت على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس (آب) 2021، مع انسحاب القوات الأميركية وقوات «حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، منهيةً بذلك حرباً استمرت عقدين من الزمن.

ومنذ ذلك الحين فرضت الحركة تفسيرها الخاص للشريعة على الحياة اليومية في كابل، بما في ذلك قيود واسعة على النساء والفتيات، استناداً إلى أوامر زعيمها هبة الله آخوند زاده.

وكان برنامج احتفالية ذكرى العودة إلى السلطة يوم الجمعة، والذي تضمن كلمات لأعضاء بارزين في الحكومة، مخصصاً للرجال فقط، كما لم تُقم العروض الرياضية التي كان من المتوقع أن يشارك فيها رياضيون أفغان.

وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان، وحكومات أجنبية، والأمم المتحدة، طريقة معاملة «طالبان» للنساء والفتيات اللواتي ما زلن ممنوعات من التعليم بعد الصف السادس، ومعظم الوظائف، وغالبية الأماكن العامة.

وفي ولاية تخار شمال شرقي البلاد، نظمت حركة «النساء الأفغانيات المتحدات من أجل الحرية» احتجاجاً داخل أحد الأماكن ضد حكم «طالبان».

احتفل أحد أفراد أمن «طالبان» بالذكرى الرابعة لسيطرتهم على أفغانستان على قمة تل وزير أكبر خان بكابل في 15 أغسطس 2025... واحتفلت سلطات «طالبان» الأفغانية بالذكرى الرابعة لسيطرتها في 15 أغسطس مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)

وقالت الحركة في بيان شاركته مع وكالة «أسوشييتد برس»: «هذا اليوم يمثل بداية هيمنة مظلمة استبعدت النساء من العمل والتعليم والحياة الاجتماعية. نحن، النساء المحتجات، لا نتذكر هذا اليوم كذكرى، بل كجرح مفتوح في التاريخ لم يلتئم بعد. سقوط أفغانستان لم يكن سقوط إرادتنا. نحن صامدات، حتى في الظلام».

كما شهدت العاصمة الباكستانية إسلام آباد احتجاجاً آخر نظمته نساء أفغانيات، رُفعت خلاله لافتات كُتب عليها: «مسامحة (طالبان) عمل عدائي ضد الإنسانية» و«15 أغسطس يوم مظلم».

أنصار حكومة «طالبان» يتجمعون في كابل بأفغانستان في إطار احتفالات الذكرى الرابعة لسيطرة «طالبان» على أفغانستان في 16 أغسطس 2025 (إ.ب.أ)

وفي وقت سابق، حذّر زعيم «طالبان» من أن الله سيعاقب بشدة الأفغان الذين لا يُظهرون الامتنان للحكم الإسلامي في البلاد، وفقاً لبيان صدر عنه.

وقال آخوند زاده، الذي نادراً ما يظهر علناً، إن الأفغان تحملوا المصاعب وقدموا التضحيات لما يقرب من 50 عاماً من أجل إقامة الشريعة.

وأشار إلى أن الشريعة أنقذت الناس من «الفساد، والظلم، والاغتصاب، والمخدرات، والسرقة، والنهب».

وأضاف: «هذه نِعَم إلهية عظيمة يجب ألا ينساها شعبنا، ويجب أن يُظهروا امتناناً كبيراً لله تعالى خلال إحياء يوم النصر (15 أغسطس)، حتى تزداد هذه النعم».

وتابع قائلاً: «إذا لم نُظهر الامتنان للنعَم وكنّا من الجاحدين، فسيُنزل بنا الله تعالى عقابه الشديد».

وألقى عدد من الوزراء كلمات تحدثوا فيها عن إنجازات الحكومة، وسلّطوا الضوء على التقدم الدبلوماسي، من بينهم وزير الخارجية أمير خان متقي، ووزير الداخلية سراج الدين حقاني.

وفي اجتماع لمجلس الوزراء عُقد يوم الأربعاء في قندهار، قال آخوند زاده إن استقرار حكومة «طالبان» يعتمد على اكتساب المعرفة الدينية. وحث على تعزيز الوعي الديني، ومحاربة السلوكيات غير الأخلاقية، وحماية المواطنين من الآيديولوجيات الضارة، وتثقيف الأفغان في أمور العقيدة والإيمان، حسب بيان نقله المتحدث باسم الحكومة حمدالله فيترات.

كما أمر آخوند زاده بلدية كابل ببناء المزيد من المساجد، وتم التركيز بشكل عام على تحديد وسائل لـ«تعزيز وتقوية» الحكومة الإسلامية، بحسب فيترات.

وتُعد احتفالات هذا العام أكثر تواضعاً مقارنةً بالعام الماضي؛ إذ نظّمت «طالبان» عرضاً عسكرياً في قاعدة جوية أميركية، مما أثار غضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب عرض معدات تركتها القوات الأميركية بعد انسحابها من البلاد.

ولا تزال البلاد تواجه أزمة إنسانية متفاقمة بسبب تغيّر المناخ، وترحيل ملايين الأفغان من إيران وباكستان، وتراجع حاد في تمويل المساعدات الدولية.


مقالات ذات صلة

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

آسيا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأفغانستان ريتشارد بينيت بفتح تحقيق مستقل بشأن اغتيالات طالت مؤخراً في إيران عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا لاجئون أفغان ينتظرون التسجيل في مخيم بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخام بأفغانستان يوم السبت 4 نوفمبر 2023 (أرشيفية - أ.ب)

باكستان ترحّل أكثر من 2600 مهاجر أفغاني في يوم واحد

أعلنت «المفوضية العليا لشؤون المهاجرين» التابعة لحركة «طالبان» أن السلطات الباكستانية رحّلت، الأحد، 2628 مهاجراً أفغانياً، أعيدوا إلى أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا شرطي يحرس كاتدرائية القديس يوحنا المركزية في بيشاور خلال قداس عيد الميلاد (د.ب.أ)

قوات الأمن الباكستانية تعلن «تحييد» 12 مسلحاً في إقليمَي خيبر وبلوشستان

أعلنت قوات الأمن الباكستانية «تحييد» 12 مسلحاً في عمليتين نفذتهما في إقليمَي خيبر بختونخوا وبلوشستان المحاذيين لأفغانستان.

«الشرق الأوسط» (راولبندي - إسلام آباد (باكستان))
آسيا يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

كشف تحقيق صحافي عن تعرّض أفغان لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وتعذيب واحتجاز تعسفي، عقب إعادتهم قسراً من إيران إلى بلادهم، موثقاً ما لا يقل عن 6 حالات.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
اليابان تقدم مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار للعائدين إلى أفغانستان

اليابان تقدم مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار للعائدين إلى أفغانستان

ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليابان قدمت مليونَي دولار كمساعدات إنسانية للعائدين إلى أفغانستان، حيث تتفاقم تحديات النزوح.

«الشرق الأوسط» (كابل )

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أعلن الحزب الرئيسي الموالي للجيش في بورما (ميانمار)، الاثنين، تحقيق فوز ساحق في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي نظمها المجلس العسكري، الأحد.

وقال متحدث باسم حزب الاتحاد والتضامن والتنمية، طالباً عدم ذكر اسمه، إذ ليس مخولاً الكشف رسمياً عن النتائج: «فزنا بـ82 مقعداً من أصل 102 في مجلس النواب في الدوائر التي انتهت فيها عمليات الفرز».

وأضاف أن الحزب فاز بالدوائر الثماني في العاصمة نايبيداو، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولم تعلن اللجنة الانتخابية إلى الآن نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي جرت الأحد في عدد من الدوائر فقط، على أن تليها مرحلتان في 11 و25 يناير (كانون الثاني).

وجرت عمليات التصويت، الأحد، وسط قيود مشددة وانتقادات دولية، في استحقاق يصوّره المجلس العسكري الحاكم على أنه عودة للديمقراطية بعد نحو 5 سنوات من الإطاحة بالحكومة المدنية وإشعال فتيل حرب أهلية.

وانتقدت دول غربية ومدافعون عن حقوق الإنسان الانتخابات، باعتبارها وسيلة لإدامة النظام العسكري.

ورأى مورغان مايكلز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنه «من المنطقي أن يهيمن حزب الاتحاد والتضامن والتنمية»، معتبراً أن «الانتخابات تفتقر إلى المصداقية».

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كانت مزورة مسبقاً. بعض الأحزاب محظورة، وبعض الأشخاص منعوا من التصويت أو تعرّضوا لتهديدات من أجل التصويت بطريقة معينة».

يستعد مسؤولو لجنة الانتخابات المركزية لإغلاق مركز الاقتراع بعد فرز الأصوات خلال المرحلة الأولى من الانتخابات العامة في نايبيداو - 28 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ووفقاً لشبكة الانتخابات الحرة الآسيوية، فإن أسماء الأحزاب التي فازت بنسبة 90 في المائة من المقاعد في الانتخابات السابقة لن تظهر على ورقة الاقتراع هذه المرة، بعد أن حلّها المجلس العسكري.

ومن بين هذه الأحزاب المستبعدة من الانتخابات حزب «الرابطة الوطنية للديمقراطية» برئاسة الزعيمة السابقة أونغ سان سو تشي، الذي حقق فوزاً ساحقاً على المرشحين الموالين للجيش في الانتخابات الأخيرة عام 2020، وزعيمته الحائزة جائزة نوبل للسلام والبالغة 80 عاماً، مسجونة منذ الانقلاب.

وقال مين خانت (28 عاماً) أحد سكان رانغون الاثنين: «رأيي بهذه الانتخابات واضح، لا أثق بها إطلاقاً»، مؤكداً: «إننا نعيش في ديكتاتورية».

وأضاف: «حتى لو نظّموا انتخابات، لا أعتقد أنها ستسفر عن أي شيء جيد، لأنهم يكذبون دائماً».

وكان زعيم المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ قد أكد، الأحد، بعد إدلائه بصوته في العاصمة الإدارية نايبيداو، أن الانتخابات «حرة ونزيهة» مضيفاً: «الجيش يتولى التنظيم، ولن نسمح بتشويه سمعتنا».

تولى الجيش حكم ميانمار منذ استقلالها عام 1948، باستثناء فترة انتقالية ديمقراطية بين عامي 2011 و2021 شهدت إطلاق موجة من الإصلاحات والتفاؤل بمستقبل هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

لكن عند فوز حزب «الرابطة الوطنية للديمقراطية» في انتخابات 2020، استولى الجنرال مين أونغ هلاينغ على السلطة، وبرر خطوته قائلاً إنها جاءت نتيجة وجود تزوير انتخابي واسع النطاق.


الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار

الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
TT

الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار

الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)
الجيش والشرطة التايلانديان يستعدان لوضع أسلاك شائكة في منطقة متنازع عليها على طول الحدود الكمبودية التايلاندية (أ.ف.ب)

اتّهمت تايلاند كمبوديا، الاثنين، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أبرم السبت بعد ثلاثة أسابيع من الاشتباكات الحدودية بين الدولتين، وذلك بإطلاق أكثر من 250 مسيّرة فوق أراضيها، فيما سارعت كمبوديا لتهدئة الموقف.

وبعد أقل من 48 ساعة من وقف إطلاق النار، أعلن الجيش التايلاندي أن «أكثر من 250 جهازاً جوياً من دون طيّار رُصدت من الجانب الكمبودي اخترقت المجال السيادي لتايلاند» ليل الأحد الاثنين.

ونبّه الجيش في بيانه من أن «خطوات من هذا القبيل تشكّل استفزازاً وانتهاكاً للتدابير الرامية إلى خفض التوتّر».

ولكن كمبوديا سارعت إلى تهدئة الموقف، وتحدّث وزير الخارجية الكمبودي براك سوخون من جانبه عن «مشكلة صغيرة مرتبطة بمسيّرات رصدت من الطرفين على طول الحدود». وقال: «ناقشنا المسألة واتفقنا على النظر فيها وحلّها فوراً».

لاحقاً، نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشياتا تحليق أي مسيّرة انطلاقاً من كمبوديا.

وأورد بيان قولها إن الوزارة والسلطات الإقليمية الحدودية في المقاطعة حظرت تحليق المسيّرات، وتأكيدها «عدم إطلاق أي مسيّرة من هذا النوع».

والسبت، أعلنت تايلاند وكمبوديا وقفاً فورياً للمعارك الدائرة على الحدود بينهما، التي أودت في الأسابيع الأخيرة بحياة 47 شخصاً على الأقلّ وتسبّبت بنزوح حوالي مليون.

صورة نشرتها «وكالة أنباء كمبوديا» تظهر وزير الدفاع الكمبودي تيا سيها (يساراً) مع وزير الدفاع التايلاندي ناتافون ناركفانيت (يميناً) خلال اجتماع اللجنة العامة للحدود في مقاطعة تشانثابوري (أ.ب)

وهما قد تعهّدتا في بيان مشترك بتجميد المواقع العسكرية، والتعاون على نزع الألغام من المناطق الحدودية.

وينص الاتفاق الذي وقعه وزيرا الدفاع من البلدين، على إطلاق تايلاند سراح 18 أسيراً كمبودياً بعد 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

لكن الجيش التايلاندي قال إنه سيعيد تقييم قراره وفقاً للأحداث.

وكانت عائلات هؤلاء الجنود الكمبوديين المحتجزين منذ ما يقارب ستة أشهر، تشكك في فرص إطلاق سراحهم حتى قبل تجدد المواجهات.

وقالت هينغ سوتشيات، زوجة أحد الجنود، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «علينا أن ننتظر. لقد خاب أملي مرتين من قبل. هذه المرة، لن أصدق حتى يعود زوجي إلى المنزل».

وقاد نحو مائة راهب بوذي صلاة من أجل السلام مساء الاثنين قرب العاصمة الكمبودية بنوم بنه. وقال موك سيم، البالغ من العمر 73 عاماً، وهو من بين مئات الحاضرين: «أشارك في هذه الصلاة لأننا نريد السلام، لنُظهر للعالم أن الكمبوديين يريدون السلام. كما نصلي من أجل إطلاق سراح جنودنا قريباً».

وتتواجه الدولتان الجارتان منذ وقت بعيد في نزاع حول الحدود الممتدّة بينهما على 800 كيلومتر والتي رسّمت خلال حقبة الاستعمار الفرنسي.

ويتّهم كلّ منهما الآخر بالتسبّب بموجة العنف الأخيرة بعد تصعيد سابق في يوليو (تموز).

وجاء وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام من محادثات حدودية أُعلنت عقب اجتماع أزمة لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا التي تضم بين أعضائها كمبوديا وتايلاند.

وسبق أن شهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب توقيع اتفاق موسع بين البلدين في أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أنه لم يصمد سوى بضعة أسابيع.

وهنّأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، زعيمي البلدين على وقف إطلاق النار الذي أُبرم السبت.

وقال ترمب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «أود تهنئة الزعيمين العظيمين على براعتهما في التوصل إلى هذه النهاية السريعة المنصفة جداً للنزاع»، علماً بأنه نسب الفضل إليه في التوصل إلى الهدنة السابقة.

وكذلك دفعت الصين باتجاه وقف إطلاق النار بين البلدين، واستضافت الأحد والاثنين مباحثات بين وزيري الخارجية لتثبيت وقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي يستضيف وزيري خارجية كمبوديا وتايلاند إن «على الطرفين المضي قدما خطوة بخطوة لدعم وقف شامل ودائم لإطلاق النار وإعادة بناء الثقة المتبادلة».


مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
TT

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)
المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)

طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت الاثنين بفتح تحقيق مستقل بشأن «الاغتيالات التي طالت مؤخراً في إيران عناصر سابقين في قوات الأمن» التابعة للجمهورية الأفغانية السابقة التي سقطت مع سيطرة حركة «طالبان» على السلطة في 2021.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أعرب بينيت عبر «إكس» عن «قلقه الكبير حيال الاغتيالات الأخيرة في إيران لعناصر في قوات الأمن التابعة لجمهورية أفغانستان، ومن بينهم الجنرال إكرام الدين سريع، والقائد محمد أمين ألماس».

وتابع أن «هذه الجرائم يجب أن تكون موضع تحقيق مستقل، ويجب التعرف على منفذيها، ومحاكمتهم».

ولم تؤكد السلطات الإيرانية اغتيال القائدين السابقين في قوات الأمن الأفغانية.

وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين عن هذه المسألة خلال مؤتمر صحافي، فقال إن «الحادث الذي تذكرونه والذي استُهدف فيه لاجئون أفغان بهجوم مسلح تتابعه سلطاتنا المكلفة الأمن واحترام القانون عن كثب منذ البداية».

وتابع أن «تحقيقاً يجري، وأؤكد لكم أننا لن نسمح بتقويض أمن مجتمعنا، أو أمن الذين يعيشون فيه».

ونددت «جبهة تحرير أفغانستان»، وهي مجموعة تقول إنها تضم عناصر في قوات الأمن الأفغانية السابقة، عبر إكس بـ«اغتيال» الجنرال سريع الذي عرّفته بأنه ضابط سابق رفيع المستوى في الشرطة، ومحمد أمين ألماس، متهمة «عناصر تابعين لطالبان» بالوقوف خلف العمليتين.