حملات حوثية لتجنيد اليمنيات... وإعلان أممي عن استغلالهن

تقرير محلي كشف أسراراً عن جهاز الجماعة النسوي

مهام كثيرة تتولى العناصر النسائية الحوثية تأديتها في أوساط المجتمع (رويترز)
مهام كثيرة تتولى العناصر النسائية الحوثية تأديتها في أوساط المجتمع (رويترز)
TT

حملات حوثية لتجنيد اليمنيات... وإعلان أممي عن استغلالهن

مهام كثيرة تتولى العناصر النسائية الحوثية تأديتها في أوساط المجتمع (رويترز)
مهام كثيرة تتولى العناصر النسائية الحوثية تأديتها في أوساط المجتمع (رويترز)

بدأت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية حملات تجنيد جديدة في أوساط النساء، لتعزيز قوة جهازها الأمني النسوي المعروف بـ«الزينبيات»، بالتزامن مع إعلان تقرير أممي عن زيادة في معدلات تجنيد الفتيات. وكشف تقرير محلي النقاب عن أبرز قيادات هذا الجهاز، وعن أسرار حول تكوينه وأنشطته.

وذكرت مصادر محلية مطلعة في العاصمة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما تُسمَّى «الهيئة النسائية» كثَّفت أنشطتها في مختلف مناطق سيطرة الجماعة، ضمن الاستعدادات للاحتفال بالمولد النبوي، واستهدفت كثيراً من الفتيات الشابات لتكليفهن بمهام التنظيم والحشد، وتدريبهن على عدد من الإجراءات، مثل حماية الفعاليات وتفتيش المشاركات، إلى جانب الفنون القتالية.

وركزت الهيئة المذكورة تلك الأنشطة في مدارس الطالبات، بالتنسيق مع مكاتب التربية والتعليم التي تسيطر عليها الجماعة والشخصيات النسائية الحوثية المكلفة بإدارتها، وأوفدت كثيراً من عناصرها لمتابعة الطالبات، واختيار من يجري اكتشاف التزامهن بالمضامين المستحدثة في المناهج والمقررات الدراسية وترديد شعارات الجماعة، ومن يملكن قدرات على الالتزام والتنظيم.

ويجري توثيق ذلك من خلال التصوير وشهادات المدرسات والقائمات على المدارس.

نشاط متزايد للجماعة الحوثية في أوساط النساء خلال السنوات الماضية (غيتي)

وخلال الأسابيع الماضية، أجبرت الجماعة الحوثية عدداً من مسؤولي الأحياء المعروفين بـ«عُقَّال الحارات» في مدينة ومحافظة الحديدة (غرب)، على تحويل منازلهم إلى مراكز لتجنيد النساء.

وبينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين في الحكومة الشرعية، أن الجماعة فرضت على مسؤولي الأحياء والوجاهات الاجتماعية فتح منازلهم لاستقبال النساء وتسجيلهن ضمن قوائم التجنيد، تقول مصادر محلية إن الناشطات النسويات التابعات للجماعة ينفذن حملات للترويج لهذه الإجراءات، ودفع الفتيات إلى الالتحاق بالشرطة النسائية الحوثية.

ويتضمن الترويج لهذه الحملة إغراء الفتيات والعائلات بالحصول على امتيازات اجتماعية واقتصادية، منها المكانة والحصانة وسط المجتمع، إلى جانب المكافآت المالية والرواتب. وتترافق هذه الإغراءات مع التحذير من أن العائلات التي تتهرب من تجنيد فتياتها تضع نفسها موضع الشك في ولائها للجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي.

فتيات في إحدى المدارس أجبرتهن الجماعة الحوثية على المشاركة في فعالياتها (فيسبوك)

وتعزو المصادر حملات الجماعة الحوثية لتجنيد الفتيات ضمن الشرطة النسائية إلى نقص أعداد الرجال الذين تحتاج إليهم في أعمال الاعتقال ومداهمة المنازل وتفتيشها، وسط عجزها عن تجنيد مزيد منهم، واضطرارها إلى تحويل العناصر الأمنية إلى مقاتلين.

استغلال جنسي

في غضون ذلك، سجل تقرير أممي زيادة في معدلات تجنيد الفتيات من قبل «الزينبيات»، وتعريضهن للعنف الجنسي.

وبين تقرير سنوي صادر عن الأمم المتحدة، أنه غالباً ما يتم اختطاف الفتيات وإجبارهن على العمل المنزلي، إضافة إلى تعريضهن للعنف الجنسي، ما يجعل التجنيد وسيلة للاستغلال المباشر وغير المباشر للفتيات في مناطق النزاع.

وكشف التقرير عن تعرض 11 فتى وفتاة في اليمن لحوادث عنف جنسي مرتبطة بالنزاع المسلح خلال العام الماضي، متهماً الحوثيين بتحويل الأدوات الأمنية والاجتماعية -مثل «المخيمات الصيفية» وجناحهم النسائي المعروف باسم «الزينبيات»- إلى آليات للتحكم والاستغلال الجنسي للأطفال والفتيات.

تراجع أعداد الرجال المقاتلين لدى الجماعة الحوثية يدفعها لتعويضهم بالنساء (رويترز)

وتحقق معدُّو التقرير من حوادث اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي ضد 6 فتيان و5 فتيات خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وسط مخاطر متزايدة تهدد النساء والفتيات، وعدم الإبلاغ عن حالات العنف بسبب القيود الاجتماعية والثقافية، ما يجعل البيانات الرسمية أقل من الواقع الفعلي.

وأشار التقرير إلى أن «المخيمات الصيفية» التي تنظمها الجماعة الحوثية لتلقين الأطفال عقائدياً، شهدت خلال العام الماضي وقوع حوادث عنف جنسي، بما في ذلك حالات اغتصاب. كما أظهرت التقارير أن الجماعة تحفز زواج الأطفال القسري لضمان الولاء لأفكارها، ما يوسع دائرة الانتهاكات بحق الفتيات، ويحولهن إلى ضحايا مزدوجين للعنف الجنسي والاستغلال الاجتماعي.

مهام متعددة

وفي سياق آخر، كشف تقرير يمني حديث النقاب عن أبرز قيادات جهاز الأمن النسوي الحوثي (الزينبيات)، وقدم تفاصيل موسعة وغير مسبوقة حوله.

القيادات النسوية الحوثية لجأن إلى المدارس خلال الأيام الأخيرة لتجنيد الفتيات (إكس)

وأكد التقرير الصادر عن مركز «PTOC Yemen» للبحوث والدراسات المتخصصة، أن عناصر هذا الجهاز الحوثي تلقَّين تدريبات داخل اليمن وفي لبنان وإيران، تحت إشراف «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله»، شملت أساليب القتال، وجمع المعلومات، والتحقيق، والتعبئة الفكرية، مقدراً أعدادهن بنحو 4 آلاف امرأة من العائلات التي ساهمت في تأسيس الجماعة، تحت مزاعم الاصطفاء السلالي.

وحسب المركز المتخصص في تعزيز جهود مكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال في اليمن، فإن هذا الجهاز يضم 4 أقسام رئيسية، هي: القسم العسكري، والقسم الإلكتروني المعني بالدعاية والمراقبة، وقسم الاعتقالات، وقسم التجسس الوقائي المكلف بجمع المعلومات عن المجتمع ومؤسساته.

وتشرف على هذا الجهاز «قيادات نسائية بارزة من عائلات حوثية نافذة، من بينهن فاطمة حسين بدر الدين الحوثي، ابنة مؤسس الجماعة، والتي تشغل منصب نائبة جهاز الأمن والاستخبارات لقطاع المرأة والمنظمات، والقيادية ابتسام المتوكل، المشرفة على التعبئة في الجامعات، وهدى العماد التي تلعب دوراً محورياً في عمليات التجنيد داخل الوسط الأكاديمي، وفق ما أورده التقرير.

الجماعة الحوثية تستغل الفقر والعوز لإقناع العائلات بتجنيد أطفالها وفتياتها (أ.ف.ب)

وانتقل جهاز «الزينبيات» من أدوار الدعم والمساندة إلى المشاركة المباشرة في الاقتحامات، والمداهمات، وعمليات الاعتقال، والتحقيق مع المعتقلات، وتنفيذ أعمال تعذيب بدنية ونفسية، والتجسس على النساء في الحياة العامة والخاصة، وإدارة حملات دعائية تستهدف الفتيات والطالبات، عبر المدارس والجامعات ووسائل التواصل الاجتماعي.

واستعرض التقرير عدداً من الجرائم المنسوبة إلى «الزينبيات» خلال الأعوام الماضية، كتجنيد النساء اللاجئات من الصومال وإثيوبيا، للتجسس على المنظمات الدولية والمحلية وعائلات التجار والوجاهات الاجتماعية، من خلال العمل خادمات أو مربيات أطفال، وتهريب المخدرات إلى المحافظات المحررة، والمشاركة في تجارة الأعضاء، وابتزاز الشخصيات السياسية المعارضة للجماعة.


مقالات ذات صلة

السعودية: خطوات الإمارات في اليمن بالغة الخطورة... وأمن المملكة خط أحمر

الخليج العاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية: خطوات الإمارات في اليمن بالغة الخطورة... وأمن المملكة خط أحمر

أعربت السعودية عن أسفها لما قامت به دولة الإمارات من ضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لدفع قواته للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج العليمي طلب تدخلاً عسكرياً من تحالف دعم الشرعية لحماية حضرموت (سبأ)

«الرئاسي اليمني» يدعو القوات الإماراتية ومنسوبيها إلى المغادرة خلال 24 ساعة

أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الثلاثاء، قراراً بإعلان حالة الطوارئ في كافة الأراضي اليمنية، من اليوم ولمدة 90 يوماً قابلة للتمديد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي عناصر «المجلس الانتقالي الجنوبي» متهمون بارتكاب المئات من الانتهاكات في حضرموت (أ.ف.ب)

اتهامات لقوات «الانتقالي» بارتكاب مئات الانتهاكات في حضرموت

تقارير حقوقية توثق 614 انتهاكاً لقوات «الانتقالي» في حضرموت وتهجير 5 آلاف أسرة، في حين رحّب وزير الدفاع اليمني برسالة نظيره السعودي الداعية لسحب هذه القوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلحون حوثيون يسيرون في أحد شوارع العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يصعّدون اقتصادياً ضد الحكومة اليمنية

واصلت الجماعة الحوثية فرض قيود مشددة على حركة الاستيراد في اليمن، عبر منع دخول البضائع القادمة من المنافذ البحرية والبرية الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أشخاص متجمعون أمام لوحة إعلانية رقمية في صنعاء تحمل صورة زعيم الحوثيين (إ.ب.أ)

لماذا يرى الحوثيون اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» تهديداً مباشراً؟

أدخل الحوثيون ملف «أرض الصومال» على خط المواجهة مع إسرائيل، محذرين من أن أي وجود إسرائيلي في الإقليم الانفصالي سيكون هدفاً عسكرياً لقواتهم.

«الشرق الأوسط» (عدن)

قرعة أبطال آسيا 2: النصر يواجه أركاداغ التركماني في دور الـ16

النصر يسير بخطي ثابتة في دوري أبطال آسيا 2 (رويترز)
النصر يسير بخطي ثابتة في دوري أبطال آسيا 2 (رويترز)
TT

قرعة أبطال آسيا 2: النصر يواجه أركاداغ التركماني في دور الـ16

النصر يسير بخطي ثابتة في دوري أبطال آسيا 2 (رويترز)
النصر يسير بخطي ثابتة في دوري أبطال آسيا 2 (رويترز)

أسفرت قرعة دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال آسيا 2 عن مواجهة مرتقبة بين النصر السعودي ونظيره فريق أركاداغ التركمانستاني بعد أن جنبه نظام القرعة الإلكترونية مواجهة مرتقبة أمام الزوراء العراقي، وذلك لكونهما التقيا في مرحلة المجموعات.

وأجريت القرعة في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث سيواجه الزوراء العراقي نظيره الوصل الإماراتي، بينما يلتقي سباهان الإيراني مع الأهلي القطري وسيلتقي استقلال طهران الإيراني بنظيره شباب الحسين الأردني.

أما على صعيد منطقة شرق آسيا، فجاءت القرعة على النحو التالي، حيث سيواجه بوهانغ ستليرز الكوري الجنوبي نظيره غامبا أوساكا الياباني، ويواجه راتشابوري التايلاندي نظيره يرسيب باندونغ الإندونيسي، ويلتقي بانكوك يونايتد التايلاندي نظيره ماكارثر الأسترالي، وأخيراً يواجه كونغ آن هانوي الفيتنامي نظيره تامينيز روفرز السنغافوري.

ومن المقرر أن تُقام مباريات دور الـ16 خلال شهر فبراير (شباط) 2026، حيث تُلعب مباريات منطقة الغرب أيام 10-11 و17-18، ومنطقة الشرق أيام 11-12 و18-19. تليها مباريات الدور ربع النهائي في مارس (آذار)، في أيام 3-4 و10-11 لمنطقة الغرب، و4-5 و11-12 لمنطقة الشرق، ثم قبل النهائي في أبريل (نيسان)، حيث تُقام مباريات الغرب يومي 7 و14، والشرق يومي 8 و15من الشهر نفسه.

وتُختتم البطولة بإقامة المباراة النهائية من مواجهة واحدة بين بطلي الغرب والشرق، يوم 16 مايو (أيار) 2026.


أسعار النفط مستقرة مع تقييم المستثمرين لتوترات الشرق الأوسط والحرب الروسية

حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
TT

أسعار النفط مستقرة مع تقييم المستثمرين لتوترات الشرق الأوسط والحرب الروسية

حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)

استقرت أسعار النفط في بداية تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد ارتفاعها بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة، وذلك عقب اتهام روسيا لأوكرانيا بمهاجمة مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، وسعي المستثمرين للحصول على توضيحات بشأن محادثات السلام الأوكرانية لتقييم احتمالية حدوث اضطرابات في الإمدادات، والتوترات في الشرق الأوسط.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير (شباط)، الذي ينتهي يوم الثلاثاء، سنتين لتصل إلى 61.92 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:14 بتوقيت غرينتش. أما عقد مارس (آذار) الأكثر تداولاً، فبلغ 61.44 دولار، بانخفاض 5 سنتات.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات ليصل إلى 58.03 دولار. وارتفعت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة.

وقد نفت كييف اتهام موسكو باستهداف مقر بوتين، ووصفته بأنه لا أساس له من الصحة، ويهدف إلى تقويض مفاوضات السلام. وبعد مكالمة هاتفية مع بوتين، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن غضبه من تفاصيل الهجوم المزعوم.

وقال إد مئير المحلل في ماريكس، وفقاً لـ«رويترز»: «البيع الذي نشهده الآن قد يكون نتيجة بعض الضعف الناتج عن التصحيح الكبير الذي رأيناه في المعادن النفيسة، والذي يتحتم أن يؤثر على كل السلع الأولية الأخرى تقريباً».

وتراجعت المعادن النفيسة بشكل ⁠حاد أمس الاثنين، مع انخفاض الفضة والبلاتين من مستويات قياسية مرتفعة وسط جني ‌للأرباح بعد الارتفاع المسجل في الآونة الأخيرة.

وقال مئير «أعتقد أن الأسواق تشعر بأن التوصل إلى اتفاق سيكون صعباً جداً».

وقد يؤدي تصاعد التوترات الجيوسياسية إلى إحياء المخاوف من تعطل الإمدادات، ويدفع أسعار النفط للارتفاع. ويشعر المتعاملون بالقلق أيضاً إزاء التطورات في الشرق الأوسط بعد أن ​قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده قد تدعم توجيه ضربة كبيرة أخرى لإيران في حال استئنافها تطوير ⁠برنامج الصواريخ الباليستية، أو البرنامج النووي.

وحذر ترمب أيضاً حركة «حماس» من عواقب وخيمة إذا لم تلق سلاحها، مضيفاً أنه يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) بعد عامين من اندلاع الحرب في غزة.

وقال محللو شركة «آي جي» في مذكرة الثلاثاء: «بالنظر إلى تضارب جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، والمخاوف المستمرة بشأن فائض المعروض في مقابل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، نتوقع أن يستمر تداول خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 55-60 دولاراً على المدى القريب».


براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت الشركة المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي» عن وظيفة شاغرة براتب 555 ألف دولار سنوياً، مع وصف وظيفي بالغ الصعوبة لدرجة قد تُثير دهشة أي شخص.

في وظيفة قد تبدو شبه مستحيلة، سيكون «رئيس قسم التأهب» في «OpenAI» مسؤولاً بشكل مباشر عن الدفاع ضد مخاطر الذكاء الاصطناعي متزايدة القوة، والتي تُهدد الصحة النفسية البشرية، والأمن السيبراني، والأسلحة البيولوجية. وهذا قبل أن يبدأ المرشح الناجح بالقلق بشأن احتمال أن يبدأ الذكاء الاصطناعي قريباً بتدريب نفسه ذاتياً، وسط مخاوف بعض الخبراء من أنه قد «ينقلب ضدنا».

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من سان فرنسيسكو مقراً لها، عند إطلاقه عملية البحث عن مرشح لشغل «دور حيوي» من أجل «مساعدة العالم»: «ستكون هذه وظيفة مرهقة، وستجد نفسك في قلب الحدث فوراً».

وسيتولى المرشح الناجح مسؤولية تقييم التهديدات الناشئة، والتخفيف من آثارها، و«تتبع القدرات المتطورة التي تُشكّل مخاطر جديدة ذات أضرار جسيمة، والاستعداد لها». وقد شغل بعض المديرين التنفيذيين السابقين هذا المنصب لفترات قصيرة فقط.

يأتي هذا الإعلان في ظلّ تحذيرات متواصلة من داخل قطاع الذكاء الاصطناعي بشأن مخاطر هذه التقنية المتطورة باستمرار. فقد صرّح مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في «مايكروسوفت» لبرنامج «توداي» على إذاعة «بي بي سي 4» أمس (الاثنين): «أعتقد بصراحة أن من لا يشعر ببعض الخوف في هذه اللحظة، فهو غافل عما يحدث».

كما حذّر ديميس هاسابيس، الحائز على جائزة نوبل والمؤسس المشارك لشركة «غوغل ديب مايند»، هذا الشهر من مخاطر تشمل خروج الذكاء الاصطناعي عن مساره بطريقة تُلحق الضرر بالبشرية.

وفي ظلّ معارضة البيت الأبيض في عهد دونالد ترمب، لا يوجد سوى القليل من التنظيم للذكاء الاصطناعي على المستويين الوطني والدولي. وقد صرّح يوشوا بنجيو، عالم الحاسوب المعروف بأحد «آباء الذكاء الاصطناعي»، مؤخراً: «حتى الشطيرة تخضع لتنظيم أكثر من الذكاء الاصطناعي». والنتيجة هي أن شركات الذكاء الاصطناعي تنظم نفسها إلى حد كبير.

وقال ألتمان على منصة «إكس» عند إطلاقه عملية البحث عن وظيفة: «لدينا أساس متين لقياس القدرات المتنامية، لكننا ندخل عالماً نحتاج فيه إلى فهم وقياس أكثر دقة لكيفية إساءة استخدام هذه القدرات، وكيف يمكننا الحد من هذه السلبيات في منتجاتنا، وفي العالم أجمع، بطريقة تُمكّننا جميعاً من التمتع بالفوائد الهائلة. هذه أسئلة صعبة، ولا توجد سوابق تُذكر لها»، وردّ أحد المستخدمين ساخراً: «يبدو الأمر مريحاً للغاية، هل يشمل إجازة؟».

وحسب ما أفادت صحيفة «الغارديان»، فإن الوظيفة تشمل حصة غير محددة من أسهم شركة «OpenAI» التي تُقدّر قيمتها بـ 500 مليار دولار.

في الشهر الماضي، أعلنت شركة «أنثروبيك» المنافسة عن أولى الهجمات الإلكترونية التي نفذها الذكاء الاصطناعي، حيث عمل الذكاء الاصطناعي بشكل شبه مستقل تحت إشراف جهات يُشتبه في كونها تابعة للدولة الصينية، ونجح في اختراق البيانات الداخلية للأهداف، والوصول إليها. وفي هذا الشهر صرّحت شركة «أوبن إيه آي» بأن أحدث نماذجها كان أكثر كفاءة في الاختراق بثلاثة أضعاف تقريباً مقارنةً بما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، وقالت: «نتوقع أن تستمر نماذج الذكاء الاصطناعي القادمة على هذا المنوال».

وتدافع«أوبن إيه آي» أيضاً عن نفسها في دعوى قضائية رفعتها عائلة آدم راين، الشاب البالغ من العمر 16 عاماً من كاليفورنيا، والذي انتحر بعد أن زُعم أنه تلقى تشجيعاً من برنامج «تشات جي بي تي». وتزعم الشركة أن راين أساء استخدام هذه التقنية. وفي قضية أخرى رُفعت هذا الشهر، يُزعم أن برنامج «تشات جي بي تي» شجع أوهاماً مرضية لدى شتاين-إريك سولبيرغ، البالغ من العمر 56 عاماً من ولاية كونيتيكت، والذي قتل والدته البالغة من العمر 83 عاماً ثم انتحر.

وقال متحدث باسم «OpenAI» إنها تراجع الملفات المقدمة في قضية سولبيرغ، والتي وصفتها بأنها «مفجعة بشكل لا يصدق»، وأنها تعمل على تحسين تدريب «تشات جي بي تي» «للتعرف على علامات الضيق العقلي أو العاطفي والاستجابة لها، وتهدئة المحادثات، وتوجيه الناس نحو الدعم الواقعي».