أثار المصمم المصري علي عبد الرحمن، جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما حظي بتعاطف معه بعد توقيفه على خلفية تقديم وزارة السياحة والآثار بلاغاً ضده بسبب مقطع فيديو صممه بتقنيات الذكاء الاصطناعي للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير.
وأثار الفيديو الذي حقق ملايين المشاهدات وظهر فيه عدد من المشاهير من بينهم لاعب المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ونجم منتخب مصر المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، إلى جوار الممثلة يسرا جدلاً حول حقوق الملكية، علماً بأن عبد الرحمن نشر المقطع عبر حسابه وأكد أنه غير رسمي.
وتنازلت وزارة السياحة الآثار عن البلاغ المقدم منها ضد المصمم الشاب الذي أفرج عنه بضمان محل إقامته، بوقت أثير فيه جدل وانقسام حول طريقة التعامل مع ما حدث.
التفاعل الكبير الذي حدث حول الفيديو وقت نشره دفع وزارة «السياحة» المصرية لإصدار بيان تؤكد عدم علاقتها به.
وعدّت الوزارة أن «المحتوى المزيف الذي نشره يشكل انتهاكاً واضحاً لحقوق الملكية الفكرية والأداء العلني»، مع الإعلان عن تقديم بلاغات لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد الانتهاكات، وفق البيان.

وانتقدت الإعلامية لميس الحديدي عبر تدوينة على «فيسبوك» ما عدّته تعاملاً مع أفكار الشباب بطريقة تصدر الإحباط، مشيرة إلى أنه حتى لو كان أخطأ وتعدى على حقوق ملكية فكرية أو استخدم صوراً لشخصيات عامة دون إذن منهم فهناك سبل وعقوبات أخرى، مطالبة باحتضان الأفكار والشباب.
فيما أشادت بقرار تراجع الوزارة عن تقديم البلاغ.
وتساءل الإعلامي المصري محمد سعيد محفوظ في تدوينة عبر حسابه على «فيسبوك» عن الأجدى بالنسبة للسياحة المصرية، هل معاقبة الشاب على استخدامه للذكاء الاصطناعي باندفاع وسذاجة للترويج لافتتاح المتحف الكبير، أو التواصل معه لحذف الفيديو والاستفادة من باقي فيديوهاته الترويجية ومساعدته في تطويرها دون انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.
وانتقد الإعلامي خالد صلاح رئيس مجلس إدارة جريدة «اليوم السابع» السابق غياب سياسات واضحة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكداً في تدوينة عبر حسابه على «فيسبوك» ضرورة وجود دعوة لحوار وطني شامل حول مستقبل الإعلام في زمن الذكاء الاصطناعي.
وانقسم المتابعون عبر مواقع التواصل بين مؤيد للمسار القانوني الذي سلكته الوزارة من أجل منع تنفيذ فيديوهات مماثلة،
عبد الرحمن غلط والقانون بياخد مجراهحتى لو سليم النية ربنا معاه ولكنالفيديو انتهاك لحقوق الملكية الفكريةالناس اللي ظهرت في الإعلان لهم وكلاء إعلانالاصدار على انه الفيديو الرسمي للمتحف انتهاكلحقوق الشركة المتحدة صاحبة الحق والمسؤولة عن الترويج للمتحفوبيان وزارة السياحة واضح pic.twitter.com/gFACyaJYwf
— Sherin Helal (@sherinhelal555) August 15, 2025
وآخرين أبدوا اعتراضاً على ما قامت به الوزارة تجاه المصمم الشاب.
وعدّ المتخصص في العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، أحمد عبد السلام «الجدل حول ما حدث أمراً طبيعياً لاعتبارات عدة في مقدمتها غياب القوانين والضوابط المحددة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أن حرية الإبداع مكفولة للجميع».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيديو الذي صممه الشاب يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية، وتوقيت طرحه قبل طرح الفيديو الرسمي بمثابة (سطو) على جهد تقوم به هيئات عدة للترويج للمتحف وافتتاحه»، مشيراً إلى أن «البيئة الرقمية التي نعيش بها في الوقت الحالي جعلت كل شخص لديه قدرة على التحرك وكأنه بمثابة وكالة إعلانية».
وأوضح أنه على الرغم من تأكيده عبر حسابه الشخصي أن الأمر غير رسمي، لكن التداول الواسع للفيديو جرى من دون هذا التوضيح، عادّاً أن توقيت البث وتعارضه مع الجهود الرسمية هما السبب الرئيسي في تصعيد الأمر.
الجدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير من المقرر افتتاحه في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل باحتفالات تستمر لمدة 3 أيام مع توجيه مصر الدعوة لعدد من الشخصيات العالمية البارزة، فيما يعد المتحف الذي بدأ بناؤه عام 2002 أكبر متحف في العالم يروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة ويضم عدداً كبيراً من القطع الأثرية المميزة من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.






